الهجرة: ما هي أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم؟
[ad_1]
في غضون الأيام القليلة الماضية، وقعت مأساتين قاتلتين أثرتا على المهاجرين الذين كانوا يحاولون عبور الحدود الدولية بحثاً عن فرص معيشية أفضل.
لقي ما لا يقل عن 23 من المهاجرين المغاربة حتفهم يوم الجمعة، أثناء محاولة حشد كبير من المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلية الإسباني في شمال أفريقيا.
يبدو أن عدد الرحلات والطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم آخذة في الازدياد، بعد الاضطراب الذي خلفه تفشي فيروس كورونا، الذي دفع العديد من البلدان إلى فرض قيود دخول صارمة عبر حدودها.
ويحذر الخبراء من أن هذه الرحلات قد تؤدي إلى المزيد من الوفيات.
تقدر المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، أنه منذ عام 2014 مات حوالي 50 ألف مهاجر، أو فُقدوا وهم يحاولون الوصول إلى وجهات مثل الولايات المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبي.
وتعتقد الوكالة أن العدد الحقيقي للقتلى والمفقودين قد يكون أعلى من ذلك. ولكن ما هي أخطر طرق العالم التي يسلكها المهاجرون في العالم؟
البحر الأبيض المتوسط
وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، يعد وسط البحر المتوسط الطريق الأكثر فتكاً بالمهاجرين في العالم.
تشير التقديرات إلى أن أكثر من 19500 شخص لقوا حتفهم منذ عام 2014، أثناء محاولتهم عبور هذا البحر من شمال أفريقيا إلى أوروبا.
وغالباً ما تحدث محاولات العبور في سفن مكتظة بالناس مثل القوارب المطاطية أو المصنوعة بشكل عشوائي تفتقر إلى الجودة، مما يجعل الرحلة محفوفة بالمخاطر وقد تكون قاتلة.
غالباً ما تتم قيادة السفن من قبل عصابات إجرامية ومهربي البشر. ففي تونس، التي تعد إلى جانب ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، توجد مقبرة مخصصة للذين ماتوا غرقاً في البحر.
وقالت فيكي، وهي مهاجرة نيجيرية تأمل في القيام برحلتها من تونس، لوكالة الأنباء الفرنسية أثناء زيارتها للمقبرة: “إن رؤية هذه القبور هنا تجعلني أشعر بالحزن الشديد”.
وأضافت: “بعد رؤيتي لهذه القبور، لم أعد متأكدة من رغبتي في الهجرة عبر البحر”.
وتخشى وكالات مثل المنظمة الدولية للهجرة من ألا تثني هذه الحوادث المهاجرين الآخرين.
تقول صفاء مشهلي، المتحدثة باسم المنظمة: “تتواصل عمليات مغادرة المهاجرين عن طريق البحر الأبيض المتوسط. ومما يثير القلق بشكل كبير هو العدد المتزايد للوفيات باستمرار في هذا المعبر البحري الأكثر خطورة في العالم، والذي لا يزال يودي بحياة الكثيرين في غياب إجراءات ملموسة من قبل الدول”.
وقد أفادت وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية “فرونتكس” أنه تم إنقاذ ما يقرب من 300 ألف شخص أثناء محاولتهم العبور وسط البحر المتوسط منذ عام 2015.
الطرق الداخلية الأفريقية
بالنسبة للعديد من المهاجرين الأفارقة، يبدأ حلم الوصول إلى أوروبا برحلة عبر قارتهم، والتي غالباً ما تتضمن مسافات طويلة يسلكونها عبر الصحراء لكي يصلوا إلى بلدان شمال أفريقيا.
تشكل الظروف البيئية القاسية تهديداً كبيراً، حيث تقدر المنظمة الدولية للهجرة أن طريق الصحراء وحده كان مسؤولاً عن وفاة ما يقرب من 5400 شخص بين عامي 2014 و 2022.
وقال المهاجر عبد الله إبراهيم لوكالة الأنباء الفرنسية عن تجربته في العبور: “في الصحراء ترى الناس يموتون، بعضهم بسبب نفاد طاقتهم وقدرتهم على الاستمرار، وبعضهم الآخر بسبب نفاد الماء لديهم”.
وثمة تهديد كبير آخر للمهاجرين، ألا وهو عصابات وتجار البشر الذين ينشطون بكثرة في المنطقة.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في أحدث تقرير لها حول هذه القضية: “إن العنف على أيدي المهربين والمتاجرين بالبشر ومسؤولي الحدود في المنطقة، يشكل نسبة كبيرة من سبب الوفيات على طرق الهجرة المسجلة في الصحراء الكبرى أيضاً”.
معبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك
في حين أن طرق الهجرة في الأمريكيتين لا تتعلق فقط بالوصول إلى الولايات المتحدة، إلا أنها الهدف النهائي لمعظم الأشخاص الذين يبحثون عن موطن جديد في المنطقة.
تمثل الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك تحدياً كبيراً، حيث تشتهر المنطقة بجغرافيتها القاسية، بما في ذلك المناطق الصحراوية، وغالباً ما يحاول المهاجرون العبور إلى الولايات المتحدة عبر نهر ريو غراندي، المحفوف بالمخاطر والذي يمتد على طول جزء من الحدود.
الغرق هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على هذا الطريق، والذي تقدر المنظمة الدولية للهجرة أنه أودى بحياة أكثر من 3000 شخص منذ عام 2014.
أولئك الذين يحاولون تجنب المخاطر الناجمة عن الطبيعة، من خلال الاختباء في المركبات، يواجهون مخاطر مختلفة مثل تلك التي أدت إلى الوفيات في مدينة سان أنتونيو.
تقول صفاء مشهلي، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة: “وقعت مؤخراً حوادث أخرى أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح على طرق الهجرة نحو الولايات المتحدة”.
في ديسمبر/كانون الأول 2021 ، توفي 56 مهاجراً في تشياباس بالمكسيك بعد تحطم الشاحنة التي كانوا يستقلونها.
وتضيف مشهلي: “لا تزال المنظمة الدولية للهجرة قلقة بشأن مخاطر الهجرة من أمريكا اللاتينية إلى الولايات المتحدة”.
الطرق الآسيوية
تقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 4 من بين كل 10 مهاجرين حول العالم في عام 2020 ولدوا في آسيا، والقارة لديها العديد من طرق الهجرة الرئيسية.
ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة، مات أو فُقد ما يقرب من 5000 في آسيا في السنوات الثماني الماضية.
وتشمل غالبية هذه الوفيات، مهاجرين من الروهينجا وبنغلاديش، ممن استخدموا الطرق البحرية التي تعبر خليج البنغال وبحر أندامان للوصول إلى بر الأمان في البلدان المجاورة، أو حتى لمحاولة الوصول إلى أوروبا في نهاية المطاف.
يمكن أن تكون المشقة التي يواجهونها أثناء العبور شديدة.
محمد الياس؛ لاجئ من الروهينجا يبلغ من العمر 37 عاماً، أنقذته البحرية الهندية بعد تعطل القارب الذي كان يستقله، قال لوكالة الأنباء الفرنسية: “”كنا نتضور جوعاً، لم يكن لدي أي طعام أو شراب، ولا حتى القليل من الأرز، لم يتوفر لدي أي شيء لأتناوله، كان الحال هكذا في عرض البحر لمدة شهر”.
كما هو الحال في طرق أخرى، غالباً ما يكون هؤلاء المهاجرون أيضاً ضحية الاستغلال من قبل عصابات الاتجار بالبشر.
وهناك طريق آخر إشكالي، وهو الحدود بين إيران وتركيا، التي شهدت تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين الأفغان منذ تولي طالبان السلطة في أغسطس/آب من العام الماضي.
تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أكثر من مليوني أفغاني مسجلون كلاجئين في إيران والدول المجاورة.
[ad_2]
Source link