هل ستكون الولايات المتحدة المستفيد الأكبر من أزمة الطاقة الحالية؟ – فايننشال تايمز
[ad_1]
نستعرض أهم القضايا التي تناولتها الصحف البريطانية في جولتنا هذه التي نستهلها من صحيفة فايننشال تايمز. التي نشرت مقالا تناول أزمة الطاقة العالمية التي تفاقمت منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وركز المقال الذي كتبه جدعون راتشمان على مدى ما يمكن أن تحققه الولايات المتحدة من مكاسب بسبب تلك الأزمة.
واستعرض الكاتب الأزمة الحالية من جميع جوانبها ومدى تأثيها على كافة أطرافها. وخلص إلى أن الاتحاد الأوروبي متضرر بشدة من الأزمة الحالية بسبب بدء روسيا في خفض كميات الغاز الذي تصدره إلى المنطقة الأوروبية، وهو الخفض الذي تزيد موسكو من حدته بمرور الوقت في إطار استخدام منتجات الطاقة كسلاح لتخفف عن نفسها الضغوط الناتجة عن العقوبات المفروضة عليها.
كانت دعوة ألمانيا الرسمية للتوفير في استهلاك الطاقة سببا في إثارة الذعر في أوروبا كلها حيال إمكانية التعرض للمزيد من العجز في منتجات الطاقة، وهو الأمر الذي يزيد من وطأته أن شهورا قليلة تفصل القارة العجوز عن فصل الشتاء والبرد القارس الذي ينتظره الأوروبيون وسط قلق إزاء إمكانية ألا يجدوا ما يساعدهم على التدفئة الأساسية.
وقال راتشمان إن بوتين تعلم جيدا من درس سلاح الطاقة الذي شهدته سبعينيات القرن العشرين عندما ضغطت الدول الأكثر إنتاجا للنفط في منطقة الخليج على الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل في حرب 1973، وأن بوتين يجيد حتى الآن استخدام سلاح الطاقة من أجل الإفلات من العقوبات المفروضة عليه بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.
وأشار إلى أن أغلب المؤشرات المتوافرة في المشهد الحالي ترجح أن روسيا تتمتع بموقف قوي على المدى القصير فيما يتعلق بإمدادات منتجات الطاقة، لكنها قد تواجه الكثير من المتاعب وتتحول إلى موقف سيء خلال السنوات الثلاث المقبلة. على النقيض من ذلك، رأى أن العكس ينطبق على الولايات المتحدة التي قد تعاني على المدى القصير من أزمة الطاقة الحالية، لكنها قد تحقق مكاسب كبيرة على المدى الطويل من تلك الأزمة.
فالولايات المتحدة تجاوزت روسيا لتكون أكبر مصدر لمنتجات الطاقة عالميا. ورغم المعاناة التي يعيشها المستهلك الأمريكي من ارتفاع أسعار الطاقة، تعتبر الارتفاعات الأخيرة في الأسعار عمودا فقريا لقطاع استخراج النفط الصخري الأمريكي.
كما تشير الإحصائيات الحالية إلى أن الولايات المتحدة تحولت إلى مصدر للطاقة وأنها لا تستورد سوى نسبة ضئيلة جدا من منتجات الطاقة من خارج البلاد في الوقت الذي يزداد فيه اعتماد الصين، ثاني أكبر اقتصادات العالم على واردات النفط من دول أخرى.
وأشار الكاتب إلى أن رغبة الولايات المتحدة في فرض العزلة على روسيا وإيران وفنزويلا كانت سببا في تعزيز موقف السعودية بين أكبر منتجي النفط على مستوى العالم. ويروق هذا الأمر للولايات المتحدة، إذ لا يمكنها أن تناصب جميع كبار منتجي النفط على مستوى العالم العداء. وعلى أي حال، نرجح أن السماح بأن تتمتع السعودية بهذا الموقف المميز يفيد الولايات المتحدة سياسيا أيضا، لا اقتصاديا فقط، إذ أنها من أقدم حلفاء الولايات المتحدة.
ويختم راتشمان مقاله بأن أزمة الطاقة العالمية، التي نجمت عن الغزو الروسي لأوكرانيا، أدت إلى زيادة الطلب على الوقود الأحفوري – بما في ذلك الفحم – غير الروسي، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام منتجي النفط الصخري الأمريكي للاستحواذ على نصيب أكبر من السوق العالمية على حساب روسيا.
تجفيف منابع تمويل الكرملين
وحضت صحيفة الغارديان البريطانية في مقال افتتاحي على تجفيف منابع التمويل التي تعتمد عليها “آلة الحرب” الروسية من خلال العقوبات وغيرها من وسائل تضييق الخناق على الكرملين للتصدي للطموحات العسكرية الروسية في المنطقة.
وساقت الصحيفة البريطانية أمثلة على وحشية القوات الروسية في أوكرانيا من خلال إلقاء الضوء على القصف الذي طال منطقة سكنية الأحد الماضي، مشيرة إلى أن المنطقة نفسها سبق أن تعرضت للقصف في أبريل/ نيسان الماضي أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ورأت الغارديان أن في ذلك رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دول مجموعة الدول السبع أثناء قمتها التي انعقدت في بافاريا في ألمانيا. وذكرت أن من بين ضحايا القصف طفلة أُخرجت من تحت الأنقاض مصابة، ثم عرجت أيضا على آثار القصف الذي طال مركز تسوق مزدحم في وسط أوكرانيا الاثنين.
ودعت الصحيفة إلى توحيد الصف والتركيز من جديد على كيفية التعامل مع روسيا من جانب قوى الغرب التي أظهرت موقفا مناهضا للغزو الروسي لأوكرانيا منذ بدايته في فبراير/ شباط الماضي.
وأشار المقال إلى أن الوقت الحالي يُعد من أصعب الأوقات في الحرب التي تشهدها أوكرانيا، إذ يركز الجانب الروسي على التوسع في منطقة دونباس شرقي البلاد، مما يسمح للكرملين بتحقيق مكاسب تضاف إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الروسية،
وركز مقال الصحيفة على أوراق الضغط التي تستخدمها موسكو في الصمود أمام رد فعل الغرب والتي من بينها حصار ميناء أوديسا على البحر الميت، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء العالمية التي تضع شعوب دول نامية كثيرة في معاناة وتزعزع الاستقرار السياسي في دول متقدمة.
ورأت الصحيفة أن الضغط على بوتين يستوجب الجمع بين أمرين؛ الأول هو تكثيف الدعم المالي والعسكري واللوجستي الموجه إلى أوكرانيا والإسراع في إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية المطلوبة لوقف تقدم القوات الروسية، خاصة منظومات الدفاع الجوي المتطورة التي طلبها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء قمة مجموعة دول السبع.
وأضافت أنه بالتوازي مع تكثيف دعم أوكرانيا، هناك ضرورة لتجفيف موارد التمويل التي يستخدمها الكرملين في تشغيل آلة الحرب. وذكرت بعض الأمثلة لسبل الضغط على روسيا في إطار تجفيف مواردها المالية التي تضمنت إجراءات أُعلنت أثناء قمة مجموعة السبع منها فرض تعريفة جمركية مرتفعة على المنتجات والسلع الروسية إضافة إلى مناقشة وضع حد أقصى لأسعار النفط والغاز الروسي الذي من شأنه أن يؤدي إلى تجويع الكرملين من خلال الحد من المصادر التمويلية التي تعتمد عليها روسيا في الإنفاق على الحرب.
كما يجب خوض حرب معلومات ضد محاولات بوتين تضليل العالم من أجل الدفاع عن حصاره لموانئ البحر الأسود، وفقا لما ذكره مقال الغارديان التي رأت أيضا أن هناك ضرورة أيضا لتقديم مساعدات مالية مباشرة للدول النامية من أجل ضمان نجاح سبل الضغط على روسيا لوقف حربها ضد أوكرانيا.
هل يعود نتنياهو إلى السلطة
وألقت صحيفة التلغراف البريطانية الضوء على احتمالات عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو إلى السلطة، وهي التوقعات التي ظهرت على السطح منذ انهيار الائتلاف الحكومي الهش لتتوجه الأنظار إلى الانتخابات الخامسة في ثلاث سنوات في إسرائيل.
فبعد عام من مغادرته سدة الحكم في البلاد، بدأ نتنياهو في تصدير صورة للناخبين في إسرائيل تشير إلى أنه الترياق الذي من شأنه أن يعالج الموقف السياسي المنقسم على نفسه منذ سنوات، وأنه رجل السياسة الوحيد الذي لديه القدرة على الإطاحة بالتيار المعادي له وتشكيل حكومية يمينية تتمتع بقدر كبير من الاستقرار.
وقال نتنياهو: “حدث خطب ما هنا اليوم رسم الابتسامة على وجوه الناس بعد أن تخلصوا من أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل”، في التصريحات التي أدلى بها عقب إعلان انهيار الائتلاف الحاكم، مضيفا أن “هذه الحكومة استسلمت للإرهاب والابتزاز، وفقدت السيطرة على المدن الإسرائيلية. وبدأت البلاد تُسحب من تحت أقدامنا على يدها، مما أدى إلى فقدان الإحساس بالأمان الشخصي، وهو أمر يغضب الجميع بالطبع”.
وترى الصحيفة أنه ربما تتوفر في المشهد السياسي الحالي في إسرائيل بعض العوامل التي قد تعبد الطريق أمام عودة نتنياهو إلى الحكم، إذ يرى مؤيدوه أن في عودته إنهاء للفوضى التي استمرت لعام كامل شهد صراعات سياسة، وتنازلات غير مألوفة للشعب الإسرائيلي قدمها رئيس الوزراء بينيت نفتالي.
وتضيف أنه بعد التكليف بتشكيل الحكومة بأغلبية متواضعة، وضع نفتالي في ائتلافه الحاكم عددا كبيرا من عرب إسرائيل، مما يجعلها الحكومة الإسرائيلية التي احتوت على أكبر عدد من العرب في تاريخ الدولة اليهودية. كما ضمن التحالف أعضاء من أحزاب اليسار والوسط رغم انتمائه إلى حزب يامينا اليميني المتشدد.
وتخلص إلى أنه رغم الحماس بين أنصار حزب الليكود اليميني المتشدد، ترجح استطلاعات الرأي أن انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ما هي إلا محاولة لإحداث انفراجة في الأزمة السياسية الحالية والعودة بالمشهد السياسي إلى الأمان بعيدا عن الطريق المسدود الذي وُصل إليه في إسرائيل. وترجح تلك الاستطلاعات أيضا أن الانتخابات الخامسة المقبلة لن تشكل فارقا كبيرا عما خلفته الجولات الأربعة السابقة من الانتخابات التي أُجريت في السنوات الثلاث الماضية.
لكن استطلاعات الرأي تظهر أيضا إمكانية تقدم حزب الليكود وتحوله مرة أخرى إلى الحزب الرئيسي، وترجح أيضا أنه قد يفشل في الحصول على الأغلبية المطلقة التي تحتاج إلى الفوز بـ 61 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي.
ومن المنتظر أن يحل نفتالي الائتلاف الحاكم الإسرائيلي ويعلن استقالاته ليتولى يائير لابيد رئاسة حكومة تسيير أعمال إسرائيلية حتى تتحدد ملامح المشهد السياسي في البلاد بعد الانتخابات.
[ad_2]
Source link