ما قصة المرأة التي تحشد للانتخابات لكنها تقاطع التصويت؟
[ad_1]
- ديكنز أوليوي
- بي بي سي نيوز- نيروبي
ديانا موازي هي واحدة من العديد من الشباب في كينيا الذين يرون في الانتخابات القادمة في البلاد وسيلة لكسب المال، وليس فرصة للتصويت للأشخاص الذين يمكنهم إحداث التغيير في حياتها.
لقد اقتطعت الشابة البالغة من العمر 20 عاما رقعة صغيرة من النفوذ في السياسة الكينية التي يهيمن عليها الذكور، في مستوطنة كيبيرا غير الرسمية في العاصمة نيروبي، حيث تعيش.
مقابل المال، تبحث عن العاطلين عن العمل لحضور التجمعات الانتخابية، وتعرب عن استعدادها التام لتقديم خدماتها لأي حزب سياسي.
وتقول: “أنا متحمسة للانتخابات لأنني أحصل على وظيفة عن طريق السياسيين الذين يريدون أن يظهروا أنهم يحظون بدعم الشعب”.
اجتاحت حمى الحملات الانتخابية البلاد قبل الانتخابات المزمعة في 9 أغسطس/ آب القادم، فأصبحت الشعارات الحزبية جزءا من الأحاديث اليومية، وامتلأت الأماكن العامة بالملصقات السياسية، وتعلو في الأرجاء أصوات الموسيقى والهتافات التي تُذاع من مكبرات الصوت الضخمة المثبتة على سيارات تابعة للحملات الانتخابية.
وسواء أكان السياسيون ناشئين أم مخضرمين، فهم لا يتركون أي شيء للصدفة، لأن خلق انطباع بامتلاك شعبية واسعة أمر أساسي – وهنا يأتي دور الجماهير.
تقول موازي، التي لا تخطط للتصويت، “إن حشد الناس لحضور تجمع انتخابي ليس بالأمر الصعب لأن العثور على الشباب العاطلين عن العمل أمر سهل للغاية”.
وتضيف: “السياسيون كلهم كذابون. أثناء الانتخابات يتوافدون هنا مثل الأغنام، مطلقين الوعود بأنهم سيفعلون الكثير وسيوفرون وظائف للشباب، لكن عندما تختارهم لا يفعلون شيئا”.
تقول موازي إن حشد الجماهير “عمل إضافي بجانب عملها الأساسي”.
فهي تشتري عادة الصنادل من السوق وتبيعها من خلال مجموعات عبر تطبيق WhatsApp، ويساعدها المال الذي تجنيه من بيع الصنادل في زيادة دخل والدتها الضئيل، إذ تعمل في قطاع الخدمة الاجتماعية الصحية.
خلال فترة الحملة، تعمل موازي مع أفراد آخرين ممن يحشدون للانتخابات، اعتمادا على عدد الأشخاص المطلوبين، ويمكنها جمع ما بين 40 إلى 100 شخص.
تقول موازي: “أكسب 500 شلن كيني (5 دولارات؛ 3 جنيهات إسترلينية) عن كل تجمع انتخابي، لكن بعض السياسيين كرماء”.
ويحصل كل من يحضر التجمع على مبلغ مماثل.
تقول موازي: “يريد السياسيون من خصومهم أن يروا أن لديهم دعما كبيرا، لذلك يلتقطون صوراً للحشود وينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي”.
لقد نجحت موزاي في حشد الشابات، لكن ثبُت أن حشد الشباب أكثر صعوبة.
وتقول: “لا يمكن الاعتماد على الرجال، فهم يشتكون من قلة الأموال المعروضة”، مضيفة أنه في بعض الأحيان تصطدم مجموعات متعارضة من الشباب بعنف عندما يواجهون بعضهم البعض خلال الحملات الانتخابية.
في بلد حيث 70 في المئة على الأقل من السكان تقل أعمارهم عن 35 عام، يعد ضمان مشاركة الناخبين الشباب في الاقتراع أمرا بالغ الأهمية لأولئك الذين يترشحون للمناصب في الانتخابات الست التي تُجرى في وقت واحد، بما في ذلك الرئاسة والبرلمان وحكام المقاطعات.
كما يتعين عليهم مواكبة المطالب المتزايدة للناخبين الذين يستغلون رغبة السياسيين الجامحة بالفوز – فالسياسيون الكينيون يحصلون على أجور تعد من الأفضل في العالم.
تم تصميم النظام السياسي في البلاد للتأكد من انتخاب أولئك الذين ينفقون أكبر قدر من الأموال، كما يقول الناشط الشهير بونيفاس موانجي ، الذي لم ينجح في الترشح لعضوية البرلمان في انتخابات عام 2017.
يقول: “أنفق أحد المرشحين حوالي مليوني دولار (1.5 مليون جنيه إسترليني) ليتم انتخابه لعضوية البرلمان”. ويضيف “من الصعب جدا على مرشح فقير أن يُنتخب لأن الفقراء لا ينتخبون الفقراء – يحتاج الفقراء إلى الحافز لانتخابك”.
يتلقى موانجي، الذي لديه أكثر من مليوني متابع على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، بانتظام عددا لا يحصى من المناشدات من الشباب الكيني، بما في ذلك طلبات العمل.
ويقول إن هذا يسلط الضوء على فشل السياسيين في خلق فرص عمل، ويضيف أن الناخبين أصبحوا يستخفون بالأمر، فهم يدلون بأصواتهم لمن يدفع لهم: “بعض السياسيين الأكثر شعبية في هذا البلد لا يتمتعون بشعبية لأنهم قادة جيدون، بل لأنهم كرماء جدا ويدفعون بسخاء للناخبين.. وقد ترسخت قناعة لدى الناخبين بأن أصواتهم معروضة للبيع، فمن الأفضل التعامل مع الأمر على أنه صفقة، وبالتالي التصويت لمن يدفع أكثر”.
ويضيف: “في ديمقراطية فاعلة، يعمل الأشخاص الذين تنتخبهم من أجلك، بينما يسير الأمر في كينيا بشكل معاكس فالناخبون يعملون لصالح السياسيين”.
بالقرب من منزل موازي الحجري المكون من غرفة واحدة، حيث تعيش مع والدتها وشقيقيها الصغيرين، يوجد صف من المنازل المبنية من الحديد المموج. يفصل بينها مسار ترابي ضيق تتخلله بشكل متقطع أنابيب مياه متعددة الألوان، تتعرج عبر المتاهة الشاسعة للأحياء الفقيرة المترامية الأطراف.
هناك قابلت جيمس موغاكا أو “جيمي المحامي”.
إنه يرتدي ملابس أنيقة وشعره مجدل قصير ويرتدي قفازات مطاطية حمراء، ويحاول أن يفتح خندقا مسدودا مليئا بالأكياس البلاستيكية والزجاجات وغيرها من النفايات.
حصل على لقبه، الذي كان يُستخدم أحيانا بشكل فظ للتهكم عليه، لأنه درس القانون لكنه لم يتمكن من الحصول على وظيفة في مجال دراسته، بل يقوم بعمل يدوي لكسب بضعة شلنات، بالإضافة إلى عمله كممثل ثانوي في البرامج التلفزيونية المحلية.
على عكس موازي، يخطط الشاب البالغ من العمر 30 عاما للتصويت لمرشح يعتقد أنه سيحدث التغيير.
لكنه يقول إن العديد من الشباب يجدون صعوبة في التمسك بقناعاتهم، ويضطرون إلى المرور بتجربة مهينة لبيع أصواتهم للحصول على “المال مقابل القوت”.
ويضيف: “يعرف الناخب أنه حتى لو لم يأخذ الأموال من السياسيين، فإن شخصا آخر سيفعل ذلك، وبالتالي ستظل المشكلة قائمة”.
وتعاني كينيا من أزمة بطالة بين الشباب، بحسب جاكلين موغو، المديرة التنفيذية لاتحاد أرباب العمل الكيني.
وتقول: “إن الشباب المحبط الغاضب نافد الصبر يمثل مشكلة وطنية … إذا كان لديك شباب غير قادرين على تغطية نفقاتهم وأصبح آباؤهم عاجزين بشكل متزايد عن إعالتهم، فهذه قنبلة موقوتة”.
تقول موغو: “إذا نظرت إلى الفئة العمرية التي تتراوح من 16 إلى 35 عاما، فإن معدل البطالة قد يصل إلى 40 في المئة، لذا فإن الأمور سيئة للغاية، لكنني لا أعتقد أنه يمكن أن اصبح أسوأ مما هي عليه الآن”. مضيفة أن الشباب يجب أن يظلوا منخرطين سياسيا من أجل تحقيق التغيير.
وبالعودة إلى ديانا موازي التي تأمل في دراسة فنون الطهي ذات يوم، فهي غير مقتنعة بأن التغيير ممكن.
وفي الأسابيع المقبلة ستستمر في القفز من مسيرة إلى أخرى لكسب لقمة العيش، ولا تتوقع أن ترى مجددا أي من هؤلاء السياسيين بمجرد انتهاء الانتخابات.
تقول وهي تحرك كتفيها بصورة تنم عن الاستسلام لخيبة الأمل: “معظمهم لا يعيشون هنا على أي حال”.
[ad_2]
Source link