الكوليرا في العراق: ماذا نعرف عن المرض؟ وكيف يمكن علاجه؟
[ad_1]
شهد العراق تسجيل عدد من حالات الإصابة بوباء الكوليرا في الأيام الأخيرة. إذ أعلنت السلطات في إقليم كردستان، الاثنين، تسجيل 4 حالات إصابة في مدينة أربيل عاصمة الإقليم، فضلا عن الاشتباه في 9 حالات أخرى.
وكان مسؤولون صحيون عراقيون قد أعلنوا، أمس الأحد، عن إصابة 13 شخصا على الأقل في أماكن مختلفة من البلاد، مع الاشتباه في عشرات الحالات. كما قال مسؤول الصحة في إقليم كورستان، صباح هورامي، في مؤتمر صحفي أمس إنه “تم تسجيل حوالي 4000 حالة إسهال وقيء في مستشفيات السليمانية” خلال الأيام الستة الماضية.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر لوكالة فرانس برس أن آخر انتشار واسع النطاق في البلاد للكوليرا “يعود إلى عام 2015”.
وينتشر مرض الكوليرا في مناطق عدة من العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط. ويصل الى مستوى وبائي خصوصا في فصل الصيف. وفي عام 2017 عانى سكان اليمن من انتشار المرض الذي فاقمته الحالة الإنسانية المتردية بسبب الحرب هناك.
ما هي الكوليرا وكيف يمكن الوقاية منها؟
الكوليرا التهاب معوي تسببه عصيات جرثومية يطلق عليها ( Vibrio Cholerae).
ويعد الإسهال الشديد بمثابة العلامة الفارقة للإصابة بالكوليرا.
ويمكن للمرض ان يكون متوطنا أو وبائيا أو متفشيا.
وبالرغم من كل التقدم المحرز في الأبحاث، ما زال هذا المرض يشكل تحديا للطب الحديث. وتعد النظافة عنصرا مهما للوقاية منه إضافة الى اللقاح المضاد.
وفي حين أن الاصابة العادية بالكوليرا قد تصاحبها أعراض بسيطة أو لا تظهر أعراضا بالمرة، إلا أن الإصابة الشديدة قد تؤدي إلى فقدان خطير للسوائل والأملاح وبالتالي إلى الوفاة خلال ساعات معدودة.
تنتقل العدوى بالكوليرا عن طريق الفم بسبب التلوث بفضلات المريض.
وفي الدول المتقدمة، وبفضل أنظمة تصفية المياه والصرف الصحي المتطورة، لا يشكل مرض الكوليرا مصدر تهديد حقيقي، ولكن مع ذلك ينبغي أن يكون الأطباء والمواطنون العاديون – خصوصا أولئك الذين يسافرون إلى بلدان أخرى أقل تطورا – على اطلاع على كيفية انتقال المرض وسبل الوقاية منه.
وتجدر الإشارة إلى أن التشخيص الدقيق لا يشكل شرطا لعلاج مرضى الكوليرا، لأن الأولوية في علاج أي اسهال شديد هي تعويض السوائل والأملاح المفقودة وإعطاء المضاد الحيوي المناسب عند الحاجة.
نظرة تاريخية
يعد مرض الكوليرا من الأمراض الغارقة في القدم، إذ تأثرت به الشعوب في شتى أنحاء العالم طيلة التاريخ. وتصف كتابات أبقراط (460 إلى 377 قبل الميلاد) وكتابات العلماء الهنود مرضا قد يكون مرض الكوليرا.
وكان الطبيب البريطاني جون سنو أول من أثبت في القرن التاسع عشر أنه يمكن منع انتقال الكوليرا إلى حد كبير عن طريق توفير مياه الشرب النظيفة للناس. ففي انتشار وبائي للمرض في لندن في عام 1854، توصل سنو إلى أن مضخة ما في شارع برود ستريت كانت هي مصدر العدوى. وفعلا تم احتواء الوباء بمجرد استبدال عتلة المضخة.
اكتشف عالم الجراثيم الألماني روبرت كوخ جرثومة الكوليرا في عام 1883، أثناء انتشار وبائي في مصر. ويعني الشطر الأول من اسم الجرثومة أنها تهتز أثناء حركتها.
ومنذ عام 1817، شهد العالم 7 حالات انتشار شامل للمرض، كان مصدرها جميعا مستودع الكوليرا المتوطن في شبه القارة الهندية. وقعت الحالات الست الأولى بين عامي 1817 و1923، وأثرت 5 منها في أوروبا بينما وصلت 4 منها إلى الولايات المتحدة مسببة 150 ألف حالة وفاة في عام 1832 و50 ألف وفاة في عام 1866.
أما حالة الانتشار الشاملة السابعة – والأولى في القرن العشرين – فقد بدأت في عام 1961، وبحلول عام 1991 كانت قد وصلت إلى 5 قارات ومازالت مستمرة إلى يومنا هذا.
عانى اليمن من تفشي وباء الكوليرا عام 2017، وقدرت منظمة الصحة العالمية حينها عدد حالات الإصابة التي قد تسجل بالمرض بـ 300 ألف حالة، قد ينتهي كثير منها بالموت. وبحلول منتصف عام 2021 كان اليمن قد سجل أكثر من 2.5 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض.
وكان المرض بدأ بالانتشار في تشرين الأول / أكتوبر 2016 وواصل انتشاره إلى كانون الأول / ديسمبر. ولكنه انحسر بعد ذلك، إلا أنه لم يسيطر عليه بشكل كامل أبدا. وبحسب ممثل المنظمة في اليمن تسبب انهيار الاقتصاد اليمني نتيجة للوضع الأمني والحرب وتدهور نظام العناية الصحية بتفاقم الوضع.
وتسجل حالات إصابة بالكوليرا في فصل الصيف في بلدان أخرى في الشرق الأوسط، التي يعد المرض متوطنا في بعضها.
طبيعة الجرثومة
جراثيم ( Vibrio cholerae) هي عبارة عن عصيات لا هوائية تشبه الفارزة في شكلها ولا تأخذ صبغة غرام. ويتراوح حجمها بين 1 الى 3 ميكرومتر طولا و0.5 الى 0.8 ميكرومتر قطرا.
ومن الجدير بالذكر أن لجرثومة الكوليرا مستودعان رئيسيان، البشر والماء، إذ يندر اكتشافها في الحيوانات، كما لا تلعب الحيوانات دورا في انتقال مرض الكوليرا.
سير المرض
كانت نسبة الوفاة بمرض الكوليرا قبل تطوير أنظمة فعالة لتعويض السوائل والأملاح أكثر من 50 بالمئة. وتزيد هذه النسبة عند الحوامل والأطفال. وتنخفض نسبة الوفاة في حال توفر سبل حقن السوائل عن طريق الوريد. وتبلغ نسبة الوفاة الآن في أوروبا والأمريكتين حوالي 1 في المئة.
[ad_2]
Source link