ألعاب الكومبيوتر: كيف يوظفها الطب لعلاج الإصابات والأمراض؟
[ad_1]
- فرانشيسكا هاشمي
- بي بي سي كليك
تستخدم مراكز إعادة التأهيل في جميع أنحاء العالم ألعاب الكمبيوتر لمساعدة المرضى الذين يتعاملون مع الصدمات النفسية الناجمة عن المرض أو الإصابة الخطيرة.
روبي فلاناغان، وهي ممرضة من بلدة ويرل في بريطانيا، فقدت ساقها في سن الـ 24 بعد أن صدمتها سيارة في أغسطس/ آب عام 2021.
وهي الآن تتلقى علاجات تعتمد على ألعاب الكمبيوتر كجزء من إعادة تأهيلها، وتأمل أن يعني ذلك أنها ستتمكن يوما ما من رفع ابنها الصغير عن الأرض.
تعرضت روبي لإصابتها أثناء التسوق مع ابنها ليون البالغ من العمر خمسة أشهر.
وعلى الرغم من أنها تمكنت من دفع ابنها بعيدا عن الأذى، إلا أن روبي لم تكن محظوظة وتعرضت لإصابة خطرة.
كان لابد من بتر ساقها اليمنى، واحتاجت ساقها اليسرى إلى إعادة بناء مكثف، وتحطم حوضها بسبب تأثير الاصطدام.
وقالت روبي لبرنامج بي بي سي كليك: “لا أتذكر تماما فالأسابيع القليلة الأولى في المستشفى كانت غائمة ومشوشة في ذهني”.
وتمضي للقول: “لا أتذكر أنني استيقظت. لا أتذكر من قال لي لقد بترت ساقي، اعتقدت في قرارة نفسي أنني سأتعلم كيفية المشي مرة أخرى.. سأحصل على ساق صناعية مزيفة، وهذا كل ما في الأمر..في الواقع لم أدرك مدى صعوبة الأمر “.
وفي عيادة إعادة التأهيل المتخصصة، المسماة ستيبس Steps، في شيفيلد، تتلقى روبي الآن مجموعة متنوعة من العلاجات التقليدية، بما في ذلك العلاج المائي والعلاج الطبيعي، بالإضافة إلى جلسات مايندبود MindPod المنتظمة.
ومايندبود MindPod هي عبارة عن منصة علاجية رقمية لاستعادة وظائف الأعصاب، ابتكرتها شركة مايندمايز MindMaze، الرائدة عالميا في حلول العلاج العصبي الرقمي التي تقوم على تسريع قدرة الدماغ على التعافي والتعلم والتكيف.
وتسمح MindPod لروبي والمرضى الآخرين الذين يعانون من حالات مماثلة، بالتحكم بدلفين متحرك لمساعدة أجسامهم على استعادة القوة والتوازن والتنسيق.
تضحك قائلة: “عندما جئت إلى ستيبس لأول مرة، لم أتخيل مطلقا أن تكون إعادة التأهيل المكثفة عبارة عن ألعاب”.
وتقول إن الإضاءة المحيطة والطبيعة المهدئة لبيئة MindPod تساعدها على تحريك جسدها بشكل غريزي، دون التفكير في الأمر.
تشرح روبي:”تساعد مايندبود في تعزيز التوازن والتنسيق والثبات”.
وتضيف”إن أثرها ينعكس على أشياء من قبيل؛ إذا كنت في المطبخ تحاول الوصول إلى الأشياء الموجودة في الخزائن في الأعلى أو في الأسفل”.
تحقق روبي تقدما ممتازا بفضل عملها الجاد ودعم طاقم العيادة.
تشرح لوسي مور رئيسة قسم العلاجات في ستيبس STEPS: “الكثير من التعليقات التي تلقيناها من المرضى هي أنهم يشعرون أنهم ينغمسون تماما خلال جلسات مايندبود، لكنهم يشعرون أيضا بالراحة والاسترخاء عندما يخرجون منها، وهو أمر في غاية الأهمية”.
تم تطوير العلاج الغامر المستوحى من ألعاب الفيديو من قبل الدكتور عمر أحمد والدكتور جون كراكوار، اللذين يعملان في استوديو كاتا للتقنيات، في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة.
وتقوم التقنية على استخدام مستشعرات الحركة والكاميرات، لتتبع حركات المرضى وهم يوجهون دلفينا مرحا يسمى بانديت Bandit عبر الشاشة.
لكن الدكتور أحمد، الذي اخترع الدلفين بانديت، يقول إنه ليس مجرد رسما متحركا بالمعنى التقليدي.
ويشرح قائلا: “تصمم كل الحركات في اللعبة بصورة تتماشى مع الواقع الفعلي..وفي النهاية يصبح المريض هو الدلفين بانديت من خلال إتقان دينامياته الحركية والتعبير عن الحركة داخل فضاء ذلك الكائن”.
ويصف زميله الدكتور كراكوير، وهو أستاذ في علم تشريح ووظائف الأعصاب والجهاز العصبي، النهج الجديد بأنه “علاج رقمي، مما يعني أن الطبيب يمكن أن يصف البرامج بشكل فعال كما لو كان يصف أقراص دواء”.
ويقول: “إنه يخلق آلية تلقائية للتعلم ويمكّن من الاستكشاف بنفس الطريقة التي يتعلم بها الطفل تحريك ذراعيه في الطفولة المبكرة”.
ويتم اختبار بعض العلاجات الرقمية العديدة المتاحة في جامعة ستراثكلايد.
ويدير الدكتور أندرو كير، مركز السير جولز ثورن للإبداع المشترك لتقنيات إعادة التأهيل، والذي يوفر للأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية فرصة اختبار وتطوير معدات روبوتية وشبيهة بالألعاب لعلاج آثار إصاباتهم.
ويوضح قائلا: “في النهاية، ما نحاول القيام به هنا هو إنشاء تقنيات لا تكون حكرا على الأشخاص الذين يمكنهم تحمل تكاليفها، بل تكون في متناول من يحتاجونها بحيث يمكنهم الحصول عليها في مراكز الأنشطة المحلية أو حتى في منازلهم”.
وتتمثل مهمة المركز بصورة أساسية في جعل تكنولوجيا إعادة التأهيل متاحة على نطاق أوسع.
وخير مثال على ذلك هو نظام رصد الحركة ثلاثي الأبعاد بالجامعة، حيث يتم وضع الكاميرات وأجهزة الاستشعار في جميع أنحاء الغرفة لتتبع حركات المرضى.
تعمل مايسي كيو، وهي طالبة دكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية في الجامعة، مع الناجين من السكتات الدماغية لإنتاج برامج إعادة تأهيل شخصية، مسترشدة بجهاز كمبيوتر للتأكد من حصولهم على أفضل نتائج ممكنة في علاجهم.
وكما هو الحال في العديد من التقنيات الرائدة، قد تمر شهور أو سنوات قبل أن تصبح تقنية مايندبود متاحة على نطاق واسع في المجتمع.
لكن بالنسبة للأم الجديدة روبي، التي أدى عملها المثابر إلى تقدم ممتاز بالفعل، هناك مهارة معينة تركز على إتقانها.
تقول: “هدفي على المدى البعيد هو أن أكون قادرة على حمل طفلي صعودا ونزولا على الدرج”.
[ad_2]
Source link