أخبار عاجلةمقالات

قياس الميول … بقلم الدكتورة رشا الشهري

إيسايكو: قياس الميول … بقلم الدكتورة رشا الشهري

إن النظام التقليدي المتعارف عليه لاختيار الفرد لمهنة المستقبل مبني على رأي الأسرة أو المجتمع أو الأصدقاء وربما تدخل ثانوي للمؤسسة التربوية. مما ينعكس أثره على تحقيق الذات وعلى اشباع الحاجات، والشعور بعدم الأمن وعدم الارتياح، وصعوبة اتخاذ القرار وقد يعوق ذلك توافقه النفسي.

وتتأثر عملية اختيار التخصص أو المهنة بالعوامل الشخصية والبيئية، حيث تتضمن العوامل الشخصية كل ماله علاقة بالصفات الوراثية، ودرجة ذكاء الفرد، وحالته الانفعالية، وسماته الشخصية وخصائصه العقلية والجسمية، ونوع الجنس، والعمر الزمني. بينما تشمل العوامل البيئية كل ما يحيط بالفرد ويتأثر به داخل مجتمعه، والمستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، وتأثير الوالدين، وميولهم، والهوايات التي يمارسونها. وكذلك الخبرات، والعادات، والتقاليد، والاتجاهات السائدة نحو مهن محددة داخل الأسرة، وحتى المكان الجغرافي الذي يعيش فيه البعض والذي ينعكس على تفضيلاتهم المهنية.

لذلك يجب على المرشد النفسي أن يحيط بكل تلك العوامل ليدعم قرار اختيار المهنة، ومساعدة الفرد في فهم نفسه وامكاناته، والتعرف على أنواع المهن ومتطلبات كل مهنة، واجراء المقاييس المتخصصة في الميول المهنية ليكون الفرد قادراً على اختيار مهنته بشكل يتلاءم مع ميوله وقدراته. ولقد كان لوزارة التعليم نقله نوعية في اجراء مثل هذه الخطوة والبدء في تطبيق مقياس الميول لطلبة المرحلة الثانوية والذي سيقدم في مطلع العام القادم، ومن جانب آخر فإن تطبيق مثل هذه القرارات يتطلب النظر الى تدريب المرشدين في المدارس على آلية تطبيقها، وقراءه وتفسير النتائج، ومن ثم الجلوس مع كل طالب وطالبة للتعرف على نقاط القوة والضعف في شخصيته من أجل إحداث عملية موائمة بين القدرات الشخصية والميول.

وعلاوة على ذلك فإن مثل هذه الإجراءات والتي تندرج تحت مظلة الارشاد المهني تساعد بالارتقاء على مستوى الفرد والمجتمع، فنحن نعمل سوياً لازدهار اقتصاد مملكتنا العربية السعودية بدءاً من المدارس في ارشاد الطلبة للمسار المناسب وتحقيق أعلى نمو اقتصادي في القطاعات المختلفة والتي ينبغي أن يتمتع ذويها بالتكيف المهني والقدرة على الإنتاجية العالية وتمكين السواعد البشرية لخدمة الوطن. مع التوصية بإيجاد دليل ارشادي لاختيار المهنة أو التخصص الجامعي، وارفاقه بكافة التفاصيل الخاصة بتصنيف المهن الحديثة ومتطلباتها وما يلزم للإعداد لها، لتكون منارة يهتدي بها المرشد المدرسي في تيسير وتذليل الصعوبات في عملية اتخاذ قرار مهنة المستقبل.  

بقلم/ رشا محمد الشهري

باحثة دكتوراه في جامعة الملك عبد العزيز

ومحاضرة بجامعة الملك خالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى