النبي محمد: هل كان تصوير الرسول محرّماً دائماً؟
[ad_1]
- جون ماكمانوس
- بي بي سي نيوز
هناك جدل معقد حول ما إذا كان أي نوع من التصوير للنبي محمد، حتى المتسم بقدر كبير من الاحترام، محرماً في الإسلام، فبالنسبة لمعظم المسلمين، هذا الأمر محظور بشكل لا يقبل النقاش؛ ولا يجوز رسم أي صورة للنبي محمد، ولا لأي نبي آخر بأي شكل من الأشكال.
كما يعتقد معظم المسلمين، أن الصور والتماثيل، تشجع على الشرك وعبادة الأصنام، وهذا أمر لا جدال فيه.
وبالعودة إلى التاريخ، لطالما طغت على الفن الإسلامي الأنماط التزينية الهندسية أو الزخارف المتكررة والمتداخلة أو فنون الخط، بدلاً من الفن التصويري.
ويشير المسلمون إلى آية قرآنية من سورة “الأنبياء” حيث يخاطب النبي إبراهيم أبيه وقومه، جاء فيها “إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، قالوا وجدنا أباءنا لها عابدين. قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين”.
ومع ذلك، لا يوجد حكم في القرآن يمنع صراحة تجسيد النبي في صور وتماثيل، وفقا لمنى صديقي، الأستاذة في جامعة إدنبره، وهي ترى بدلاً من ذلك، أن الفكرة نشأت من سيرة النبي وأقواله، والتي جُمعت في السنوات التي أعقبت وفاته.
وتشير صديقي إلى صور النبي محمد، التي رسمها فنانون مسلمون وتعود إلى الإمبراطوريتين المغولية والعثمانية. ورغم أن ملامح وجه النبي كانت مخفية في بعضها، لكن كان جلياً أنها تصوره هو.
وتقول إن الصور رُسمت بدافع الإخلاص والإجلال: “معظم الذين رسموا هذه الصور فعلوا ذلك بدافع الحب والتبجيل، وليس بقصد عبادة الأصنام”.
إذاً، في أي مرحلة حُرم تصوير النبي محمد؟
تقول كريستيان غروبر، الأستاذة المشاركة في الفن الإسلامي في جامعة ميتشيغان، إن العديد من تصاوير النبي محمد التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي، كانت تعرض في شكل حصري وخاص فقط لتجنب عبادة الأصنام. “كانت تعتبر قطعاً ثمينة وتعرض ربما في مكتبات النخبة”. مضيفة أن تلك القطع كانت تشمل منمنمات تصور شخصيات إسلامية ذات مكانة خاصة.
وتقول غروبر إن ظهور وسائل الإعلام المطبوعة التي انتشرت على نطاق واسع في القرن الثامن عشر، شكّل تحدياً. وإن القوى الأوروبية التي استعمرت بعض البلدان الإسلامية، ونشرت أفكارها فيها، تركت تأثيراً أيضا.
وتجادل غروبر بأن الرد الإسلامي جاء بالتأكيد على مدى اختلاف الدين الإسلامي عن المسيحي، الذي تميز تاريخيا بانتشار الأيقونات.
وبدأت صور النبي محمد في الاختفاء، وظهر خطاب جديد ضد تجسيده أو تصويره، حسب غروبر.
لكن الإمام قاري عاصم، من مسجد “ليدز مكة” أحد أكبر المساجد في المملكة المتحدة، ينفي حدوث تغيير كبير، ويؤكد أن نهي الأحاديث النبوية عن تصوير الكائنات الحية، يعني بشكل تلقائي تحريم تصوير النبي محمد.
ويقول إنه يجب أن تُفهم العصور الوسطى في سياقها. “غالبية تلك الصور تتعلق بليلة “الإسراء والمعراج” بالتحديد والصعود إلى الجنة، والتي تمت الإشارة فيها إلى شيء يشبه الحصان (البراق)، وأن النبي يمتطيه أو شيء من هذا القبيل”.
ويضيف”لقد شجب علماء الدين القدامى بشدة هذه الصور أيضاً، لكنها موجودة بالفعل”.
ويرى عاصم أن النقطة الأساسية هي أنها ببساطة ليست صوراً شخصية للنبي محمد، وأن موضوع العديد من الصور غير واضح، كما أن هناك تساؤلاً حول ما إذا كانت كل هذه الرسوم تهدف في الواقع إلى تصوير النبي، أو مرافق مقرب له مشارك في نفس المشهد.
ويقول البروفيسور هيو غودارد، من مركز الوليد بن طلال لدراسة الإسلام في العالم المعاصر في جامعة إدنبره، إنه حدث تغيير في الأمر.
ويتابع “لا يوجد إجماع في أي من المصادر الأساسية؛ القرآن والأحاديث النبوية”.
ويضيف “يميل المجتمع الإسلامي في فترة أحدث إلى أن تكون لديه وجهات نظر مختلفة حول هذه المسألة، وكذلك مسائل أخرى”.
ويقول إن محمد بن عبد الوهاب، عالم الدين، الذي مهدت تعاليمه الطريق للوهابية – الشكل السائد للإسلام السني في المملكة العربية السعودية – كان شخصية رئيسية.
ويضيف “لقد أصبح الجدل أكثر حدة – خاصة المرتبط بالحركة الوهابية، أصبح هناك شك في أي تبجيل غير تبجيل الله، بما في ذلك النبي”.
ويقول “لقد حدث تغيير كبير بالتأكيد على مدى الـ 200 عام الماضية، أو ربما الـ 300 عام”.
ويشير غودارد إلى اختلاف الوضع بالنسبة لفن النحت أو أي شكل آخر من التمثيل ثلاثي الأبعاد، حيث كان التحريم دائماً أكثر وضوحاً.
بالنسبة لبعض المسلمين، كما تقول صديقي، امتد النفور من التصوير، ليتحول إلى رفض وضع صور لأي كائن حي – بشر أو حيوانات – في منازلهم.
هل يحرم المسلمون الشيعة أيضا تجسيد الأنبياء؟
لم تمتد مسألة تحريم التصوير إلى كل مكان، ويبدو أن العديد من المسلمين الشيعة لديهم وجهة نظر مختلفة قليلاً.
ولا تزال بعض الصور الحديثة للنبي محمد موجودة في أجزاء من العالم الإسلامي، كما يقول حسن يوسفي إشكافاري، وهو رجل دين إيراني سابق ويقيم الآن في ألمانيا.
ويقول إشكافاري لبي بي سي، إن صوراً حديثة للنبي محمد تزين العديد من المنازل في إيران، مضيفاً: “من وجهة نظر دينية لا يوجد تحريم لهذه الصور، فهي موجودة في المتاجر وكذلك في المنازل. ولا ينظر إليها على أنها مسيئة، لا من وجهة نظر دينية ولا ثقافية”.
ولطالما كان يمكن رؤية الاختلافات بين المذهبين الإسلاميين التقليديين؛ السني والشيعي.
لكن غروبر تقول إن الذين يزعمون أن التحريم كان قائماً منذ البداية، مخطئون.
لكنها حجة لا يقبلها كثير من المسلمين.
ويقول الدكتور عزام التميمي، الرئيس السابق لمعهد الفكر السياسي الإسلامي لبي بي سي، إن القرآن نفسه لا ينص على أي شيء من هذا القبيل، لكن جميع المرجعيات الإسلامية تجمع على أنه لا يمكن تجسيد نبي الإسلام والأنبياء الآخرين في صور أو تماثيل أو أي نوع آخر من أنواع الفنون، لأنهم وفقا للعقيدة الإسلامية، شخصيات معصومة عن الخطأ، ونماذج يحتذى بها، وبالتالي لا ينبغي تقديمهم بأي طريقة قد تتسبب بعدم احترام لهم”.
وهو غير مقتنع بالحجة القائلة بأنه إذا كانت هناك رسومات تصور شخصية النبي محمد في العصور الوسطى، فذلك يشير إلى عدم وجود تحريم مطلق، ويقول “حتى لو كانت موجودة فستكون مدانة من قبل علماء الدين المسلمين”.
[ad_2]
Source link