هل يعاني الرجال من العنف الأسري في صمت؟
[ad_1]
أيدت هيئة محلفين أمريكية، الأربعاء 1 يونيو/حزيران، دعوى رفعها الممثل الأمريكي جوني ديب، ضد زوجته السابقة، الممثلة آمبر هيرد، اتهمها فيها بتشويه سمعته والإضرار بمسيرته المهنية.
ورأت هيئة محلفين ولاية فرجينيا أن آمبر هيرد “شوهت سمعة” زوجها السابق من خلال مقال قالت فيه إنها كانت ضحية لعنف أسري.
وعلى الرغم من أن هيرد لم تذكر اسم ديب صراحة في مقالها، رأى ديب ومؤيدوه أنه هو من كان المقصود من المقال.
وحكم المحلفون لديب بتعويضات تأديبية وعقابية بلغت 15 مليون دولار. في المقابل، ربحت هيرد واحدة من ثلاث دعاوى رفعتها ضد ديب تتهمه فيها بالتشهير، وحصلت على تعويض بمقدار مليوني دولار.
واستمرت المحاكمة على مدار ستة أسابيع وحظت باهتمام إعلامي واسع، في ظل تغطية وبث مباشر لجلسات المحاكمة.
واستمعت هيئة المحلفين إلى تسجيلات مرئية وصوتية وشهادات قدمها الطرفان، كشفت تفاصيل صادمة عن حياة الزوجين بين عامي 2011 و2016.
وتمكن فريق المحامين الخاص بديب من تقديم أدلة تشكك في مصداقية الاتهامات التي صاغتها هيرد من تعرضها لاعتداءات جسدية متتالية، كما عرضوا ما اعتبروه أدلة على تعرض ديب نفسه إلى عنف جسدي ومعنوي مباشر من جانب هيرد.
واحتفى ديب بالحكم قائلا إن “هيئة المحلفين أعادت لي حياتي، أنا متأثر حقا”. وأضاف “آمل أن يكون بحثي عن الحقيقة قد ساعد آخرين، رجالا ونساء، وجدوا أنفسهم في وضعي، وألا يستسلم أولئك الذين يدعمونهم أبدا”.
في المقابل، عبرت هيرد عن خيبة أمل “تفوق الوصف”. واعتبرت الحكم “نكسة للمرأة” و”يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، إلى وقت يمكن أن تتعرض فيه المرأة للوصم والإهانة عند تحدثها”.
ونال ديب تعاطفا واضحا من مؤيديه، الذين رأوا أن ما كشفه الممثل الأمريكي يمثل جانبا مسكوتا عنه من تعرض بعض الرجال لعنف أسري على أيدي زوجاتهم.
ويعتقد البعض أن قضية ديب ربما تكون نقطة تحول في النظرة إلى مفهوم العنف الأسري.
وأثارت قضية ديب وهيرد نقاشا عربيا واسعا، على مواقع التواصل الاجتماعي، حول العنف الأسري الذي قد يتعرض له الرجال على أيدي النساء في المجتمعات العربية.
“العنف الأسري ضد الرجل”
وتُعرف الأمم المتحدة العنف الأسري بأنه “نمط سلوك في علاقة ما يمارس لإحراز السلطة والسيطرة على شريك حميم أو لمواصلة إخضاعه”.
وتصف المنظمة الأممية الإساءة أو العنف بأنها “مجموعة أفعال جسدية أو جنسية أو عاطفية أو اقتصادية أو نفسية تؤثر في شخص آخر، أو هي التهديد بارتكاب هذه الأفعال”.
وتطال الإساءة الأسرية أشخاصا من كافة الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، ومن مختلف مستويات التعليم.
وتشير إحصاءات غربية إلى تعرض الرجال إلى عنف أسري، لكن بنسب أقل لما تتعرض له النساء.
وعربيا، كشفت الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الرجال في تقرير لها، عام 2020، أنها استقبلت منذ تأسيسها عام 2017، نحو 24 ألف حالة عنف ضد الرجال، 20 في المئة منها جسدي.
ويقول رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن الرجال، فؤاد الهمزي، إن “النساء يمارسن مختلف أنواع العنف، منهم من يعنفن أزواجهن لفظيا بالسب والشتم، جسديا بالضرب، نفسيا بالسحر والشعوذة، وقانونيا باتهامهم زورا بالعنف”.
وتنشر الجمعية المغربية، عبر صفحتها على فيسبوك، قصصا تقول إنها لرجال تعرضوا لعنف أسري، اختاروا الحديث عن معاناتهم.
وفي العراق، أظهرت إحصائية أجراها “مركز الرشيد للدراسات”، زيادة واضحة في حالات تعرض الرجال للعنف على أيدي النساء.
وتقول رنم عادل، عضو مركز الرشيد للدراسات، إن العنف الأسري ضد الرجال “ليس جديدا، فهو موجود منذ سنوات طويلة، لكن الحالات زادت أكثر بعد أزمة جائحة كورونا”.
وتشير عادل إلى أنه “بحكم التقاليد والمجتمع، الرجل ما يقدر يعترف ويقول أنا أُعنف في بيتي أو أني تعرضت للعنف، لأنه ممكن يكون محط سخرية واستهزاء”.
وتُرجع عادل زيادة حالات العنف ضد الرجال إلى “ضعف تطبيق القانون، خصوصا القوانين المتعلقة بالعنف”، فضلا عن “العادات والتقاليد والأحكام العشائرية”.
وفي مصر، تشير أيضا إحصاءات إلى زيادة في أعداد الرجال الذين يبلغون عن تعرضهم إلى عنف أسري على أيدي زوجاتهم.
ويقول النائب أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان في البرلمان المصري، إن “العنف ضد الرجل موجود ويحتاج توعية اجتماعية”، مشيرا إلى أن “حقوق الإنسان مرتبطة بشكل كبير بحقوق المرأة فقط”.
ويرى المحامي السعودي بندر خالد مفتي، خلال مقابلة مع برنامج سيدتي على قناة روتانا الخليجية، أن حالات تعنيف الرجل موجودة في كل الدول، لكن لا توجد بيانات وإحصاءات محددة لأن أغلب الرجال المعنفين لا يتقدموا بشكوى للجهات المعنية.
ويشدد مفتى على أن “سكوت الرجل عن التعنيف القائم ضده سواء كان استغلاله أو الإساءة البدنية أو الجنسية يجعل الطرف الآخر يتمادى”.
ويشير المحامي السعودي إلى أن “العنف الأسري ضد الرجل مختلف عن المرأة، وذلك لأن المرأة عادة ما تتجه مباشرة إلى المحاكم والشرطة لوقف العنف القائم عليها باعتبار أنها دائما الأضعف من الرجل، أما الرجل فيحاول أن يختفي وراء هيبته وقوامته على المرأة، ويشعر بأنه انتقاص من شخصيته إذا اشتكى أنه يتعرض للتعنيف أو الإيذاء”.
ويشعر الرجل المُعنَف بأن رجولته قد سلبت منه مما يسبب له الخزي والحساسية المجتمعية التي تمنعه من الإبلاغ عن هذا العنف.
- هل يحصل الرجال على دعم كاف حال تعرضهم للعنف الأسري؟
- ما أبرز أشكال العنف الأسري التي يتعرض لها الرجل؟
- هل تمنع العادات والتقاليد الرجل من التحدث عن تعرضه لعنف أسري؟
- هل أهملت القوانين العربية جانب الرجل في جرائم العنف الأسري؟
- وكيف يمكن حماية الرجل من العنف الأسري؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 6 يونيو/حزيران.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link