الدورة الشهرية: ما هي متلازمة ما قبل الحيض وما علاقتها بفرط الشهية؟
[ad_1]
- هيفار حسن
- بي بي سي نيوز عربي
هل تشعرين بالذنب بسبب شهيتك المفرطة وتناولك لأطعمة معينة وخاصة أصناف الحلويات والمعجنات في الفترة التي تسبق دورتك الشهرية، أو تشعرين بالقلق والتوتر والإحباط بدون سبب معلوم؟ إذا كنت كذلك، فاعلمي أنك لست الوحيدة بل يشاركك ملايين النساء نفس المعاناة.
تعاني معظم النساء من عرض واحد على الأقل من بين الأعراض الكثيرة التي لها علاقة بشكل مباشر بتغير الهرمونات في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية، بعضها خفيفة وأخرى شديدة، وفي حالات أخرى، يكون الأمر أكثر خطورة ويحتاج إلى علاج طبي.
أعراض متلازمة ما قبل الطمث
يطلق على الأعراض التي تعاني منها المرأة في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية اسم “متلازمة ما قبل الطمث”.
تختلف الأعراض التي تعاني منها النساء ومدى شدتها من امرأة إلى أخرى. فقد تأتي على شكل تقلب في المزاج لدى البعض، أو الشعور بالضيق والتعب والقلق المفاجئ أو الانفعال في أبسط المواقف.
وهناك نوع آخر من الاضطراب الذي يحدث قبل الدورة الشهرية يكون أكثر حدة من متلازمة ما قبل الطمث، يسمى “اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي”، وتتراوح أعراضه الجسدية بين التعب البدني العام إلى الصداع النصفي، بينما تتضمن أعراضه النفسية التقلب الحاد في المزاج والقلق والعصبية، مما يحرم اللواتي يعانين منه من ممارسة حياتهن اليومية بشكل طبيعي.
وفي بعض الحالات، تتطور تقلبات المزاج لتتحول إلى اكتئاب.
تقول سلوى محمد (38 عاماً) لبي بي سي عربي إنها تعتقد بأن الأعراض التي تعاني منها في كل شهر قبل بدء الحيض، إضافة إلى الألم الجسدي، تسببت لها بأضرار اجتماعية وآلام نفسية لم تمحى إلى الآن.
“لم أكن أعلم سبب عصبيتي الزائدة وانفعالي وردود فعلي القاسية تجاه الأحداث العادية التي كنت أواجهها، وبسبب ذلك، تركتني صديقتي المقربة وتخلى عني خطيبي الذي حاول لسنوات إقناعي للارتباط به، كما ظهرت خلافات مع إخوتي الذين تربطني بهم علاقة وثيقة جداً، لنفس الأسباب”.
وتعترف سلوى التي تخرجت من كلية الحقوق في جامعة حلب، بأنها حاولت مرات عديدة الانتحار، وكانت تجد مبررات كثيرة لردود فعلها الحادة باستثناء أن يكون ذلك نتيجة لمعاناتها من متلازمة ما قبل الطمث.
وتقول: “لقد استغرق الأمر سنوات عديدة ومعاناة طويلة،لكي أفهم أن سلوكي المتغير بشكل مفاجئ ليس إلا عرض من أعراض متلازمة ما قبل الحيض”.
شاركت نساء، بي بي سي تجاربهن مع معاناتهن من متلازمة ما قبل الحيض.
وتشير التقديرات إلى أن واحدة من بين كل 20 امرأة تتأثر باضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD) الذي يمكن أن يسبب القلق والاكتئاب الشديد لسنوات طويلة ما لم تعالج المشكلة.
وقالت 140 امرأة لبي بي سي إنهن شعرن برغبة في الانتحار في الأيام التي سبقت الدورة الشهرية، كما اعترفت 60 امرأة أنهن حاولن الانتحار، وأقدمت 15 في المئة منهن على الانتحار، وبعض الشابات اللائي شخصن بهذا الاضطراب، اخترن إجراء عملية إزالة الرحم.
وأشارت دراسات إلى أن متلازمة ما قبل الطمث لها علاقة بعوامل وراثية وقد تنتقل من الأمهات إلى بناتهن.
تقول سلوى لبي بي سي إنها عندما حاولت الانتحار في السابق بسبب الاكتئاب الذي كانت تعانيه قبل الدورة الشهرية، كان يُنظر إليها من قبل أقربائها والمجتمع المحيط بها على أنها “فتاة فقدت صوابها” أو “مسّها الجن” أو “أصابتها عين حاسدة” أو أنها “امرأة مجنونة”.
لكنها تقول إن الطبيب وصف لها دواء مضاداً للاكتئاب، مما ساعدها على البقاء هادئة مؤخراً، بالإضافة إلى أخذها مسكنات الألم والالتزام بالراحة والنوم مما خفف من شدة الأعراض التي تعاني منها كل شهر.
وحام الدورة الشهرية
من المعروف أن الحامل تتوحم وتشتهي تناول أطعمة معينة أثناء فترة الحمل، ولكن لا يؤمن كثيرون بوحام الحيض أو وجوده أساساً، علماً أنه لا يختلف كثيراً عن وحام الحامل، والمتهم هو واحد: الهرمونات.
ووفقاً لبحث اجرته مجلة البحوث النفسية الجسدية (Journal of Psychosomatic Research)، إذا كنت من بين اللواتي يعانين من دورة شهرية غير منتظمة، فقد تكونين أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام.
تقول آمال حسين (25 عاماً) لبي بي سي عربي، إنها في كل مرة تقبل فيها على تناول أصناف الحلويات والمعجنات قبل بدء الدورة الشهرية، “لا تدوم سعادتها سوى لساعات، لتشعر بعد ذلك بتأنيب الضمير بسبب خرقها لنظام الحمية الغذائي الذي تسير عليه تحت إشراف أخصائي تغذية منذ عامين”.
وتقول آمال: “أنفق مبالغ ليست ضئيلة على برنامج حمية غذائي يقيني من الإصابة بمرض السكري الوراثي في العائلة، لكنني رغم حرصي الشديد على إبقاء وزني ضمن الحد الصحي، أشعر فجأة بأن الأمور تخرج عن سيطرتي رغماً عني في هذه الفترة، فألتهم الحلويات والمعجنات ووجبات من الدجاج المقلي والبطاطس بكميات كبيرة تكاد معدتي تصرخ من امتلائها”.
وتضيف: “أشعر بهدوء وراحة جسدية عند تناولي تلك الأطعمة، وكأنها أدوية مهدئة لمرض عصبي، لكن ذلك مؤقت، فبعد ساعة أو اثنتين، تبدأ آلام المعدة والشعور بتأنيب الضمير وتختفي السعادة التي شعرت بها أثناء التهامي تلك الاطعمة”.
وتقول وسام شعيب، أخصائية أمراض النساء، لبي بي سي عربي، إنه لكي تبدأ الدورة الشهرية، يجب أن يمر الجسم بثلاث مراحل، أولها مرحلة تكوين البويضة التي تستغرق بين 4 إلى 15 يوماً، في هذه المرحلة يزداد هرمون الاستروجين المسؤول عن تكوين البويضة، ثم تبدأ مرحلة الإباضة، التي تدوم مدة 48 ساعة فقط، وفي حال عدم الإخصاب، يبدأ هرمونا الأستروجين والبروجسترون بالإنخفاض، بسبب عدم وجود هرمونات داعمة لهما، فتزول بطانة الرحم السميكة على شكل دم الحيض.
وتضيف شعيب إنه “بسبب الانخفاض الحاد في تلك الهرمونات، يزداد هرمون الدوبامين لدى المرأة، والذي يسبب تغيراً في المزاج واكتئاباً وشعوراً بالإنفعال والعصبية، الأمر الذي يدفعها إلى تناول أطعمة تساعد في زيادة الهرمونات المنخفضة، حتى تلك التي قد لا تستغيسها”.
ويبدو أن هذا ما يحدث مع ديلان أمين (31 عاماً)، والتي تقول إنها “لستُ من اللواتي يعشقن تناول الحلويات ولا ممن يتناولن الطعام بشراهة، وأحاول دائماً الحفاظ على صحتي العامة، لكنني أتحول إلى شخص آخر قبل أيام من بدء الحيض، فأراني أتناول كل شيء أصادفه في مطبخي حتى الأطعمة التي لا أحبها حقاً”.
وتضيف: “أبرر لنفسي بأنني بحاجة إلى تعويض نقص الحديد في جسمي لأشعر براحة البال، لكنني أعلم أيضاً أن الكميات التي أتناولها كبيرة جداً”.
أظهرت دراسة أجرتها مجلة ” FASEB ” أن ازدياد رغبة النساء في تناول أطعمة بعينها قبل أو أثناء الدورة الشهرية، تتأثر بالتغييرات في هرمون الستيرويد (مادة كيميائية تزيد من الشعور بالسعادة) الذي يزيد من الرغبة في تناول الكربوهيدرات والسكريات.
ولكن، قد لا تكون هرموناتك هي السبب أوالدافع الوحيد وراء رغبتك في تناول كل الأطعمة التي تقع عينيك عليها، بل علامة من علامات اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي (PMDD) الذي يحتاج إلى علاج طبي كما يقول الخبراء، لذلك، يُنصح بزيارة الطبيب في الحالات الشديدة غير المألوفة.
دور الأغذية في تخفيف آلام الحيض
إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن جزء مهم من الحفاظ على صحة جيدة بشكل عام.
ويؤكد خبراء التغذية أن “الاستماع إلى إشارات الجوع والشهية أمر جيد دائماً، لأنه يساعدنا في إمداد أجسادنا بالنشاط والطاقة وفهم لحظة الشعور بالشبع”.
ولكن قد تكون لبعض الأطعمة أو الأنماط التي تتبعها النساء تأثير سلبي أو إيجابي في جميع مراحل دورتها الشهرية.
وقد تكون زيادة الشهية والإقبال على تناول الأطعمة المختلفة ناتجة عن زيادة مؤقتة في معدل الأيض أثناء الراحة.
وتشير الأبحاث التي أجرتها المجلة البريطانية للتغذية، إلى أنه “تستهلك النساء من 100 إلى 300 سعرة حرارية إضافية في كل يوم خلال الأسبوع الذي يسبق دورتها الشهرية”.
وجاءت في الدراسة أنه “يمكن أن يساعدها اختيار الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالبروتينات التي تجعل الشخص يشعر بالشبع لفترة أطول، على التحكم في الشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام وتنظيم مستويات السكر في الدم”.
وقد تكون الرغبة الشديدة في تناول الحلويات والوجبات الخفيفة نتيجة ثانوية للمزاج المتقلب.
يقول جون هانترس، الأستاذ المحاضر في طب القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في جامعة ليدز في المملكة المتحدة: “عندما يكون مزاجنا سيئاً، فإننا غالباً ما نتوق إلى الأشياء التي تجعلنا نشعر بالسعادة أو الراحة، والتي يمكن أن تكون عبارة عن أطعمة مهدئة ومريحة أو علاجية، لكن المشكلة هي أن هذه الأطعمة قد تجعلك تشعر بحالة أسوأ لاحقاً”.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج، شملت 225 امرأة ممن يعانين من متلازمة ما قبل الطمث، و334 من النساء الأصحاء، أن النساء اللواتي يتناولن الكثير من الوجبات السريعة والحلويات والمشروبات الغازية أكثر عرضة لآلام الدورة الشهرية من نظيراتها اللواتي يتناولن طعاماً صحياً غنياً بالحبوب والمكسرات مثلاً كمصدر للكربوهيدرات، والفواكة المجففة والعصائر الطبيعية كمصدر للسكريات.
ويقول اختصاصي التغذية أنجاني كوهلي، لبي بي سي: “يمكن للوجبات الخفيفة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أن ترفع مستوى السكر في الدم لدينا إلى ذروتها، حيث يتم تفكيكها بسهولة أكبر، والذي ينخفض لاحقاً ويؤدي إلى شعورنا بالتعب”.
ويوضح كوهلي: “ليست كل الأطعمة المريحة غير صحية ولا يوجد طعام محظور، ولكن من المهم أن تفهم كل امرأة كيف تؤثر الأطعمة المختلفة عليها” في دورتها الشهرية.
البدائل الصحية
يقول جون هانترس إنه يمكن لشرب الكثير من المشروب السحري، الماء، تقليل مدة نزيف الدورة الشهرية، وتقليل الحاجة إلى مسكنات الألم وتخفيف آلام الحوض لدى النساء اللواتي يعانين من عسر الطمث الأولي (تقلصات قبل الدورة الشهرية).وبالعكس قد يساهم شرب الكحول في زيادة الجفاف في الجسم لأن الكحول مدرة للبول، وبالتالي تفاقم الأعراض مثل المزاج السيء والصداع والانتفاخ.
وتقول خدمة الصحة الوطنية البريطانية إن “النساء اللواتي يفقدن الكثير من الدم خلال فترة الحيض، أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وإن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و 50 عاماً بحاجة إلى إدخال المزيد من الحديد في نظامهن الغذائي أكثر من أي جنس أو فئة عمرية أخرى”.
وتشمل الأطعمة الغنية بالحديد اللحوم والخضراوات ذات الأوراق الداكنة والمكسرات والبذور، كما تساعد الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي، مثل الحمضيات وبعض الخضار، على امتصاص الحديد عند تناولها جنباً إلى جنب مع الأطعمة الغنية بالحديد.
وتنصح الدكتورة وسام شعيب، بتناول الخضار والفواكه والشوفان التي تعد مصادر جيدة لإمداد الجسم بالطاقة من أجل رفع نسبة الغلوكوز والكربوهيدرات التي يحتاجها الجسم في فترة الحيض، دون الوقوع في فخ السكر الأبيض والحلويات المصنعة.
فعلى سبيل المثال، إذا كانت الشوكولاتة هي التي تفي بالغرض، فالأفضل اختيار النوع الداكن منها، التي تحتوي على نسبة 70 في المئة أو أكثر من الكاكاو.
وتقول لبي بي سي عربي، إن أولئك اللواتي يعانين من نقص حاد في الحديد قد يتناولن أشياء غريبة مثل الطين أو الثلج أو الصابون وغيرها من الأشياء.
وذكرت أن إحدى مريضاتها كانت تتناول الخشب والزجاج، مما تسبب لها في انسداد معوي الأمر الذي كان بحاجة إلى علاج فوري.
وتضيف شعيب: “هناك حالات يجب على النساء زيارة الطبيب مثل تورم الحلمتين وخروج إفرازات منها. وفي هذه الحالة، يقوم الطبيب بإجراء بعد الفحوصات الطبية لها مثل تحليل هرمونات الإباضة (LH ) و ( FSH)، وفي حال وجود خلل ما، تُعطى مضادت حيوية للتخلص من تلك الأعراض أو مسكنات ألم للحالات الأخف”.
[ad_2]
Source link