أخبار عاجلةمقالات

الحوار وغربة الاسرة … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: الحوار وغربة الاسرة … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

تعيش كثير من الاسر حالة اغتراب، اغتراب بين افرادها، يقطنون تحتسقف واحد لكن بالكاد يعرف بعضهم بعض، ونادرا ما يجمعهم وجبة غذاء او جلسة قهوة وشاي وبرنامج او مباراة تلمهم، حدودهم فقط السلام والكل يمضي لداره يقضي اوقاته فيها منعزلا عن اسرته ومُغيبها، بخلاف السابق في زمن ماضي، فكثرة المشتتات والملهيات ساهمت بشكل كبير في حالة الاغتراب التي تمر فيها الاسر في الوقت الحالي، كذلك انعدام الحوار في الاسرة بناء جدران الغربة بين افرادها.

فالحوار ضرورة بشرية للتواصل مع الاخر وفهم اختلافه وتقبله وتكوين علاقة معه ورابط، وهو للأسرة وسيلة تربوية وصحية في تكوين واستمرار علاقة افرادها، فمن خلاله سيبنى ويعزز قيم وتقدير ذوات افرادها، وتحديد مسؤولياتهم والتعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم، وحل مشكلاتهم.

وللحوار البناء في الاسرة قيمة تعنى بتقبل الآراء ووجهات النظرالمختلفة، وتكوين راي شخصي لكل فرد من افرادها، وبناء قرار وتحمل مسؤوليات المواقف الشخصية لكل فرد، فالأسرة التي تؤمن بالحواربين افرادها اسرة تبني شخصيات مستقلة قادرة على مواجهة متغيرات الحياة، منفتحة على الاخر المختلف عنها.

لذا الحوار مطلب حقيقي للأسرة لاستعادة ابنائها وبناتها الى احضانها من غربتهم، واحتواء ازماتهم ومشكلاتهم واختلافاتهم الفكرية والثقافية، ايضا الحوار يساهم في ادماج الابناء في الانتماء للرباط الاسري كشعور واحساس ويصقل شخصياتهم من خلال تلك المشاعر التي نُميت في جوُّ أسرى يؤمن بالحوار والاختلاف بين الاجيال والمتغيرات الثقافية والفكرية التي تطرأ عليهم نتاج التطور والعولمة.

لذا حان وقت تعلم اساليب الحوار البناء من قبل الاباء خاصة، وغرس قيمهم الاسرية في ابنائهم

وتقبل التغيرات السلوكية التي تطرأ عليهم نتيجة نموهم ومراحلهم العمرية، بادئين بإتقان مهارة الانصات والاستماع، احترامهم وعدمالسخرية منهم ومن افكارهم، اعطائهم الامان والثقة، عدم رفع الصوت والمقاطعة، تقديرهم وعدم الالتهاء اثناء حديثهم، لو طبقت اركان الحوار السليم بين الاب والام اولاً ثم الابناء، لم نشاهد ظاهرة اغتراب افراد الاسرة.

ايضا إذا لم يجيد الاباء استخدام اسلوب الحوار في التربية، عليهم اللجوء لمختص أسرى في هذا الشأن حتى يتعلم الكل الاساليب الصحيحة والسليمة في التربية الاسرية القائمة على الحوار الفعال، لكسر حالة الاغتراب، فعامل التنشئة مهم جدا وعليه يكون الانسان، فأول بؤرة لنشئه الانحرافات السلوكية والفكرية هي العزلة الناتجة عنالغربة عن الاسرة وافرادها، واول عامل لنشئه الابداع والتميز هو الاحتواء والحوار البناء، فما عادت الاساليب القمعية تجدي نفعا في التربية الاسرية ومشكلات افرادها.

يقول جو لينوكس:

الناس لا يحبون الوعظ لكن المناقشة، وتقديم قضية وهذا امر مهم، لذلك اعتقد اننا بحاجة الى تعلم الحوار أكثر من ذلك بكثير“.

تحرير الاخصائية الاجتماعية

مريم معيض العتيبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى