روسيا وأوكرانيا: قصف مدفعي روسي مكثف لمناطق في إقليم دونباس مع احتدام القتال في “سيفرودونيتسك”
[ad_1]
قصفت المدفعية الروسية، السبت، بكثافة مناطق في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا مع احتدام القتال من أجل السيطرة على مدينة “سيفيرودونيتسك”، حيث تواجه القوات الروسية مقاومة شرسة من جانب القوات الأوكرانية.
وقال سيرهي غيداي، حاكم منطقة لوهانسك، إن القوات الأوكرانية تحرز بعض التقدم على صعيد صد هجوم القوات الروسية. وأضاف أن الجنود الأوكرانيين تمكنوا من استعادة خُمس مساحة المدينة تقريباً، وهو إدعاء لم يتم التحقق منه.
وقال غيداي في حديثه للتلفزيون الوطني الأوكراني إن الروس “لم يسيطروا على المدينة بالكامل” وأضاف “حالما نحصل على كميات كبيرة من الأسلحة الغربية بعيدة المدى، سنصد مدفعيتهم عن مواقعنا. وصدقوني، بعدها سيفر جنود المشاة الروس”.
ونفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطابه الليلي، فعالية الجيش الروسي. وقال إن أداءه الآن مرتبط فقط بجرائم الحرب والعار والكراهية، على حد تعبيره.
ويتركز القتال الأعنف حالياً في مدينة “سيفرودونيتسك”، حيث لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على المنطقة الصناعية من المدينة، كما يقول غيداي، في سيناريو يذكرنا بمدينة ماريوبول، التي كان مجمع الصلب آخر معقل فيها للقوات الأوكرانية.
وقال الجيش الأوكراني السبت إن روسيا عززت قواتها الموجودة في “سيفرودونيتسك” واستخدمت المدفعية في تنفيذ عمليات هجومية في المدينة. ولكنه قال إن القوات الروسية تراجعت بعد فشل محاولاتها للتقدم في بلدة “باكموت” المجاورة لقطع الطريق الواصل إلى “سيفرودونيتسك”.
وأضاف بأنه استعاد أجزاء كبيرة من المنطقة الصناعية في المدينة وهو قادر على الصمود فيها لمدة أسبوعين آخرين.
لكن غيداي قال إنه “من غير الواقعي” الحديث عن سقوط المدينة خلال الأسبوعين المقبلين، على الرغم من نشر التعزيزات الروسية.
وقال غيداي في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي إن أربعة أشخاص قتلوا في الهجمات الروسية على المنطقة السبت، من بينهم أم وطفل.
جرح صحفيين
وقد جُرح صحفيان يعملان في وكالة “رويترز” للأنباء الجمعة وقتل سائقهما عندما تعرضت السيارة التي يستقلونها لإطلاق نار لدى محاولتهم الوصول إلى مدينة “سيفرودونيتسك” من منطقة تخضع لسيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا.
ويبدو الوضع في مدينة “ليسيتشانسك”، توأم مدينة “سيفرودونيتسك” والتي تقع على الجهة المقابلة من النهر، صعباً بشكل متزايد.
وقال عمدة المدينة أوليكسندر زايكا، إن حوالي 60 في المائة من البنية التحتية والبيوت تم تدميره، بينما تعطلت شبكة الانترنت وشبكات الهاتف المحمول وخدمات الغاز.
وفي مدينة “سلوفيانسك”، الواقعة في منطقة دونيتسك والتي تبعد حوالي 80 كيلومتراً عن مدينة “سيفرودونيتسك”، حث عمدة المدينة السكان على مغادرة المدينة في ظل القصف العنيف الذي تتعرض له وانقطاع الماء والكهرباء عنها.
وقال بافلو كيريلينكو، الحاكم الإقليمي للمنطقة، لوكالة “رويترز” إن القوات الروسية لا تبعد سوى 15 كيلومتراً عن مدينة “سلوفيانسك”.
وأضاف كيريلينكو أن دونيتسك لن تسقط بسرعة لكنها تحتاج إلى المزيد من الأسلحة لصد المهاجمين.
وأبلغت الطالبة غولنارا إيفغاريبوفا وكالة فرانس برس أن “الوضع يزداد سوءاً” في مدينة “سلوفيانسك” بينما كانت تركب حافلة لتغادر المدينة.
وقالت فتاة آخرى تدعى إكاترينا بيريدنينكو، وهي مسعفة طبية: “أخشى أنه لن يتبقى هناك شيء لنعود إليه”.
وفي منطقة أدويسا الجنوبية في أوكرانيا، أصاب صاروخ وحدة تخزين زراعية، ما أسفر عن جرح شخصين، حسبما أفاد متحدث باسم الإدارة الإقليمية في منشور له على منصة “تيليغرام”.
وقُتل شخصان وجرح شخصان على الأقل في قصف روسي للبنية التحتية المدنية في منطقة “خاركيف” شمال شرق أوكرانيا، حسبما افادت وكالة انترفاكس الأوكرانية للأنباء نقلاً عن خدمات الطوارئ.
أنظمة الصواريخ المتطورة
ويعول المسؤولون الأوكرانيون على أنظمة الصواريخ المتطورة التي تعهدت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بتقديمها مؤخراً، في ترجيح الكفة في الحرب لصالحهم، وقد بدأت القوات الأوكرانية بالفعل التدرب على تلك الأسلحة.
من جانبها، قالت موسكو إن الأسلحة الغربية- في إشارة إلى أنظمة الصواريخ المتطورة- ستصب “الزيت على النار” لكنها لن تغير مسار ما تصفه بـ “العملية العسكرية الخاصة” لنزع سلاح اوكرانيا وتخليصها من القوميين الخطرين.
وبينما أجبرت المقاومة الأوكرانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حصر هدفه المباشر للحرب باحتلال إقليم دونباس بأكمله، فإن مسؤولين أوكرانيين قالوا إنه لا يزال مصمماً على إخضاع البلاد بأكملها.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، لشبكة التلفزيون الوطنية إن “هدف بوتين الرئيسي هو تدمير أوكرانيا. وهو لا يتراجع عن أهدافه، على الرغم من حقيقة أن أوكرانيا كسبت المرحلة الأولى من هذه الحرب الشاملة”.
من جهته، قال متحدث باسم الحكومة الروسية إنه “قد تم تحقيق نتائج معينة” في الحرب وإن موسكو ستواصل عملياتها العسكرية حتى تحقيق كافة أهدافها.
وتسيطر روسيا حالياً على خُمس مساحة أوكرانيا، نصف تلك المساحة تقريباً سيطرت عليها في 2014، والباقي فرضت سيطرتها عليه منذ غزوها للبلاد في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وبالنسبة لطرفي الصراع، فإن الهجوم الروسي الهائل في الشرق في الأسابيع الأخيرة كان أكثر مراحل الحرب دموية، حيث تقول اوكرانيا إنها تخسر ما بين 60 إلى 100 جندي يومياً.
وتحرز روسيا تقدماً بطيئاً لكنه مضطرد، تحشر فيه القوات الأوكرانية داخل جيب في منطقتي لوهانسك ودونيتسك، لكنها تفشل في محاصرتها.
وتأمل كييف أن يؤدي التقدم الروسي إلى استنزاف القوات بدرجة كافية تمكن أوكرانيا من استعادة السيطرة على المناطق خلال الأشهر القادمة.
وكانت الحرب في أوكرانيا قد دخلت يومها المائة أمس الجمعة. وقد قتل الآلاف واقتلع الملايين من منازلهم وحصلت اضطرابات في الاقتصاد العالمي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وصد زحف القوات الروسية على العاصمة كييف خلال الأسابيع الأولى من الصراع.
تأثير مدمر على الاقتصاد
وكان للحرب تأثير مدمر على الاقتصاد العالمي، وبخاصة بالنسبة للدول الفقيرة المستوردة للغذاء. فأوكرانيا تعد أحد المصادر الرئيسية في العالم للحبوب وزيت الطهي، لكن هذه الإمدادات توقفت بسبب إغلاق موانئ البلاد على البحر الأسود، حيث يقبع أكثر من 20 مليون طن من الحبوب في صوامع التخزين.
وقد أنهى مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الجمعة يومين من “المحادثات الصريحة والبناءة” مع المسؤولين الروس في موسكو حول تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية من الموانئ على البحر الأسود، حسبما قال متحدث باسم المنظمة الدولية.
وجاءت تلك المحادثات في وقت يحاول فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التوسط في ما يصفه بـ “اتفاق رزمة” لاستئناف الصادرات الغذائية الأوكرانية والصادرات الروسية من الغذاء والأسمدة.
وتلقي كييف وحلفاؤها باللائمة على موسكو التي تفرض حصاراً على الموانئ التي فخختها أوكرانيا لمنع هجوم برمائي روسي. بينما يلوم بوتين العقوبات الغربية.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفى أمس الجمعة أن تكون موسكو تمنع الموانئ الأوكرانية من تصدير الحبوب، ملقياً باللائمة في ارتفاع أسعار الغذاء العالمية على الغرب.
وقال في خطابة على التلفزيون الوطني: “نرى حالياً محاولات لإلقاء المسؤولية حول ما يحدث في أسواق الغذاء العالمية، أي المشاكل الناشئة في هذه الأسواق، على روسيا”.
وقال إن أفضل حل للمشكلة هو أن تُرفع العقوبات الغربية عن بيلاروسيا، حليفة روسيا، لكي تقوم أوكرانيا بتصدير الحبوب عبر تلك الدولة.
[ad_2]
Source link