روسيا وأوكرانيا: شهادات تكشف تعذيب أوكرانيين على أيدي قوات روسية في خيرسون
[ad_1]
- كارولين ديفز
- مراسلة بي بي سي نيوز
بينما كان حساء الخضروات على الموقد، فتح أولكسندر غوز هاتفه عرض عليّ صورا لجسده المصاب بالكثير من الكدمات.
وقال لي أولكسندر إن تلك الإصابات ألحقتها به السلطات الروسية عندما ألقت القبض عليه. وقال لي أيضا: “وضعوا كيسا على رأسي، وهددوني بأنهم سوف ينسفون كليتيْ”.
وجمعت بي بي سي شهادات مصورة لعدد من سكان مدينة خيرسون الأوكرانية الذين قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب على يد القوات الروسية بعد أن سيطرت على المدينة.
ويعيش أولكسندر في قرية بيلوزيركا في منطقة خيرسون، وهو أحد نواب القرية والشخصيات البارزة فيها. وكان مجندا في الجيش الأوكراني في شبابه، لكنه الآن يدير عمله الخاص.
ومعروف عن غوز وزوجته أنهما مناهضان لروسيا، وكانت زوجته تشارك في مسيرات احتجاجية ضد روسيا. كما حاول هو منع القوات الروسية من دخول قريته عبر المشاركة في الدفاع عن الأراضي الأوكرانية.
وبمجرد دخول القوات الروسية إلى القرية، بدأ الجنود في البحث عنه.
وقال أولكسندر غوز: “ربطوا حبلا حول عنقي وآخر قيدوا به كلتا يديْ”، مؤكدا أن الجنود الروس طلبوا منه أن يقف ويوسع المسافة بين قدميه أثناء التحقيق معه.
وأضاف: “عندما رفضت الإجابة على أسئلتهم، ضربوني بين رجليْ. وعندما سقطت على الأرض بدأت أشعر باختناق. وكلما حاولت النهوض، انهالوا علي ضربا”.
وسيطرت القوات الروسية على مدينة خيرسون بعد أيام قليلة من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي. واستبدلت وسائل الإعلام المحلية بأخرى روسية كما حلت بدائل روسية محل منتجات غربية في المنطقة.
وأشارت شهادات حصلنا عليها من أصحابها إلى أن بعض الناس يختفون في الفترة الأخيرة.
وأصبحت مهمة الوصول إلى صورة واضحة لما يحدث في خيرسون صعبة فبمجرد أن أحكمت روسيا قبضتها على المنطقة، يتزايد شعور الناس هناك بالخوف ويرفضون الحديث عما يتعرضون له.
حتى من تمكنوا من الهروب من المدينة يحذفون كل الصور ومقاطع الفيديو الموجودة على هواتفهم لخوفهم من إمكانية التعرض للتوقيف والاحتجاز في نقاط التفتيش الروسية. وأرسل أولكسندر صورا توثق ما تعرض له من تعذيب لابنه، الذي كان خارج البلاد، للحفاظ على تلك الصور قبل أن يحذفها من هاتفه.
لذلك من الضروري أن نتحدث مع عدد كبير ممن يقولون إنهم ضحايا لتعذيب القوات الروسية حتى يمكننا التحقق من تلك الشهادات.
كسر في الضلوع
يعمل أوليه باتورين، أحد من يقولون إنهم ضحايا تعذيب القوات الروسية، صحفيا في جريدة مستقلة في منطقة خيرسون. وبعد أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا، قال إنه اختطف.
وقال الصحفي الأوكراني: “صرخوا في وجهي قائلين ‘على ركبتيك’. ووضعوا غطاء على وجهي ويدي خلف ظهري. وجهوا إلي ضربات في الظهر والضلوع والأرجل، وضربوني بمقبض بندقية آلية”.
ولم يكتشف أوليه إصابته بكسر في أربع ضلوع إلا عندما أخبره الطبيب بذلك. وقال أيضا إنه سُجن لثمانية أيام، وأنه سمع عن تعذيب الكثير من الناس في ذلك الوقت علاوة على مشاهدته عملية إعدام وهمية لشاب.
ويقيم أولكسندر غوز وأوليه باتورين في الوقت الراهن في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية، وقد أمدوا بي بي سي بصور لما وصفوه بأنه بلاغات قدمت للشرطة عن انتهاكات لحقوق الإنسان.
وكانت بعض مزاعم التعذيب واضحة إلى حدٍ كبيرٍ. كما تحدثت مع طبيب في مستشفى في المدينة طلب عدم الكشف عن هويته وقدم لي صورة لهويته الشخصية في المستشفى.
وقال الطبيب الأوكراني إنه صادف حالات تعاني من “آثار تشويه جسدي، وتجمعات دموية (عبارة عن نزيف خارج الأوعية الدموية يظهر في شكل كدمات)، وسحجات، وآثار جروح وصعق كهربائي علاوة على آثار تقييد الأيدي وأخرى تشير إلى أن الحالات تعرضت للخنق”.
وأضاف أنه رأى حروقا في الأقدام والأيدي وأن أحد المرضى أخبره بأنه ضُرب بخرطوم مملوء بالرمال.
وتابع: “كان من أسوأ ما رأيته آثار حروق في العضو التناسلي، وجرح ناتج عن طلق ناري تعرضت له فتاة بعد اغتصابها، وحروق باستخدام مكواة على ظهر وبطن أحد المرضى. وقال لي أحد المرضى أن أسلاك بطارية سيارة وُصلت في فخذه وطلب منه الوقوف على قطعة قماش مبللة”.
ورجح الطبيب إمكانية وجود الكثير ممن يعانون من إصابات بالغة، لكنهم لم يتلقوا العلاج.
ويظل الكثير من الناس في منازلهم بسبب الخوف الشديد من مغادرتها، وفقا للطبيب الذي أشار إلى أن البعض يقولون له إنهم يعانون من “ضغوط نفسية” بسبب الجنود الروس الذين “يهددونهم بقتل أسرهم ويخوفونهم بكل طريقة ممكنة”.
وقال إنه سأل المرضى عن أسباب استهدافهم من قبل القوات الروسية. وأوضح تلك الأسباب من واقع إجابات المرضى، قائلا: “كانوا يتعرضون للتعذيب حال رفضهم دعم الجانب الروسي، أو لمشاركتهم في مسيرات مناهضة لروسيا، أو لمحاولة الدفاع عن أراضيهم، أو لأن أحد أفراد أسرة ما شارك في القتال ضد الانفصاليين، كما كان هناك من تعرضوا لتلك الممارسات دون سبب بعد أن تم اختيارهم بطريقة عشوائية”.
ويخشى البعض أن يأتي الدور على ذويهم ومن يحبون في المستقبل.
وتخشى فيكتوريا (اسم مستعار) على والديها اللذين لا يزالان في خيرسون. وكان والدها من المشاركين في الدفاع عن الأراضي الأوكرانية وتعرض للاختطاف بالفعل، كما تعرض للضرب من قبل، وفقا لما روته لنا.
وقالت فيكتوريا: “ألقوا به في أحد الحقول. وعندما عاد إلى المنزل، لم تمض دقائق حتى انفجر بالبكاء رغم أنه شخص لا تتحكم فيه الانفعالات. أحاول المساعدة، لكن الأمر برمته يجعلني أشعر وكأنني بنت صغيرة”.
وأعربت عن مخاوفها حيال إمكانية تكرار ما حدث مع والدها.
وليست بي بي سي هي الجهة الوحيدة التي تحقق فيما يحدث في خيرسون، إذ تجري بعثة مراقبة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومنظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية تحقيقا في مزاعم التعذيب والاختفاء القسري.
وقالت بيلكيس ويل، من هيومان رايتس ووتش، إن الشهادات التي جمعتها بي بي سي تتوافق مع ما سمعوه أثناء التحقق من تلك المزاعم.
وقالت إن هناك مخاوف حيال إمكانية استمرار القوات الروسية، في المناطق التي تسيطر عليها، في “إرهاب المواطنين المحليين وممارسات من شأنها انتهاك حقوقهم مثل الاعتقالات العشوائية والاختفاء القسري والتعذيب”.
وأضافت أن “هذه جرائم حرب محتملة نراها بأعيننا”.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب بي بي سي التعليق على تلك المزاعم. لكن متحدثا باسم الكرملين قال في وقت سابق إن مزاعم جرائم الحرب في مدينة بوتشا الأوكرانية كانت “كاذبة بشكل واضح وتم تلفيق أكثرها، وفقا لخبرائنا”.
إن ما يحدث في خيرسون لا يمكن على الإطلاق إثبات وقوعه من خارج المدينة الأوكرانية، ولكن مع تجميع المزيد من الشهادات، يمكن للكثيرين رسم صورة للخوف، والترويع، والعنف، والقمع.
ولا تزال فيكتوريا في محاولات لإخراج والديها من خيرسون.
وقالت فيكتوريا: “في خيرسون يختفي الناس طوال الوقت. وهناك حرب تدور في هذا المكان، لكنها حرب بلا قنابل “.
[ad_2]
Source link