مهرجان كان السينمائي: السعفة الذهبية لـ “مثلث الحزن” للسويدي أوستلوند والإيرانية زار إبراهيمي أفضل ممثلة
[ad_1]
اختتمت الدورة 75 لمهرجان كان السينمائي يوم السبت في جنوب فرنسا، بمنح جائزته الكبرى “السعفة الذهبية” لفيلم “مثلث الحزن” للمخرج السويدي روبن أوستلوند.
وقال أوستلوند: “عندما بدأنا في العمل على هذا الفيلم، أعتقد أنه كان لدينا هدف واحد- وهو أن نحاول حقا صنع فيلم مثير للجمهور وتقديم محتوى مثير للتفكير”.
وأضاف: “أردنا الترفيه عنهم، أردناهم أن يسألوا أنفسهم أسئلة، أردناهم أن يخرجوا بعد العرض ويكون لديهم شيء يتحدثون عنه”.
ويواصل أوستلوند في هذا الفيلم نهجه في انتقاد الطبقة البرجوازية التي يراها غارقة في عالم آخر من الترف.
فيبدأ فيلمه في اختبار لاختيار مجموعة من عارضي الأزياء من الشباب وسط فضاء من الفكاهة والسخرية ثم ينتقل إلى رحلة في يخت فاخر على متنه اثنين من المجموعة وعدد من الأثرياء الروس والأمريكيين الذين يستعرضون ثرواتهم وبذخهم أمام العاملات والعمال البسطاء الذين يسهرون على خدمتهم على متن اليخت.
وتنتهي رحلة اليخت بكارثة تؤدي إلى غرقة، وفي أزمة الغرق ونجاة البعض ووصولهم إلى جزيرة مهجورة تنزل هذه الشخصيات الثرية من أبراجها العاجية، وتخضع لأوامر عاملة بسيطة كانت تخدمهم لكنها أثبت أن لديها أفضل مهارات البقاء على قيد الحياة.
وقالت مجلة “فاراييتي” في مراجعتها للفيلم: “ما يميز أوستلوند هو أنه يجعلك تضحك، لكنه يجعلك تفكر أيضاً”.
وأضافت: “بغض النظر عن المجال الذي يتعامل معه، نحن ملزمون برؤية العالم بشكل مختلف”.
ومنح المهرجان جائزة لجنة التحكيم مناصفة لفيلمين هما: فيلم “قريب” للمخرج البلجيكي لوكاس كونت و”نجوم في الظهيرة” للمخرجة الفرنسية كلير دينيس.
كما توج فيلم المخرج السويدي من أصول مصرية طارق صالح المثير للجدل “صبي من الجنة” بجازة أفضل سيناريو.
“العنكبوت المقدس” وجرائم القتل في إيران
وقد بكت الممثلة الإيرانية، زار أمير إبراهيمي، التي تعيش في المنفى بعد حملة تشهير بحياتها العاطفية، واغرورقت عيناها بدموع الفرح لحظة تسلمها جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي يوم السبت.
وفازت إبراهيمي، البالغة من العمر 41 عاماً، عن دورها في فيلم “العنكبوت المقدس”، حيث تؤدي دور صحفية تحاول حل سلسلة جرائم قتل لبائعات الهوى في مدينة مشهد المقدسة في إيران.
وقالت إبراهيمي للجمهور في حفل توزيع الجوائز “لقد مررت بالكثير حتى وصلت لأكون على هذا المسرح الليلة. لم تكن قصتي سهلة”.
وأضافت أن “السينما أنقذتها”.
وقالت: “كان هناك إذلال، لكن كانت لدي السينما، كانت العزلة ولكن كانت لدي السينما، كان الظلام ولكن كانت هناك السينما. أقف الآن أمامكم في ليلة فرح”.
وفيلم “العنكبوت المقدس” للمخرج الدنماركي الإيراني علي عباسي، مستوحى من قصة حقيقية لرجل من الطبقة العاملة قتل بائعات الهوى في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأصبح يعرف باسم “العنكبوت القاتل”.
ولم يسمح لعباسي تصوير الفيلم في إيران وتم تصويره في النهاية في الأردن.
وكانت إبراهيمي أصبحت نجمة في إيران في أوائل العشرينيات من عمرها لدورها في واحد من أطول المسلسلات الإيرانية، بعنوان “نرجس”.
لكن حياتها الشخصية والمهنية انهارت بعد فترة وجيزة من انتهاء العرض، عندما سُرب شريط جنسي على الإنترنت في عام 2006 زُعم أنه يظهرها.
كانت شخصية إبراهيمي في فيلم “العنكبوت المقدس” أيضا ضحية شائعات فاسدة وافتراس الذكور.
ويلمح الفيلم إلى أنه كان هناك ضغط رسمي ضئيل للقبض على القاتل، الذي اعتبر في نهايةالمطاف بطلاً لدى المتدينين.
وقالت إبراهيمي: “هذا الفيلم عن النساء، عن أجسادهن، إنه فيلم مليء بالوجوه والشعر والأيدي والأقدام والأثداء والجنس – وكل شيء من المستحيل عرضه في إيران”.
وأضافت: “شكراً لك يا علي عباسي لإنك كنت مجنوناً وكريماً للغاية ولإخراجك لهذا الشيء القوي (الفيلم) رغم كل الصعاب”.
وفي مؤتمر صحفي سابق بعد انتهاء العرض الأول للفيلم، قالت إبراهيمي إنها استلهمت ملامح دورها من أصدقائها الصحفيين الحقيقيين في إيران.
وقالت: “أعرف الصعوبات التي يواجهونها كل يوم. غادر العديد من أصدقائي الصحفيين، وخاصة النساء منهم، إيران بعدي مباشرة”.
“الحياة اليومية”
أصر عباسي على أنه لا ينبغي اعتبار الفيلم مثيرا للجدل.
وقال: “كل ما يظهر هنا هو جزء من الحياة اليومية للناس. هناك أدلة كافية على أن الناس في إيران يمارسون الجنس أيضا. هناك أدلة كثيرة على ممارسة الدعارة في كل مدينة في إيران”.
ونشأت إبراهيمي في طهران حيث التحقت بمدرسة لتعلم التمثيل الدرامي، وأنتجت فيلمها الأول في سن 18، وسرعان ما اشتهرت بأدائها لشخصيات حكيمة ونزيهة.
وفي عام 2006، بدأ المحققون الإيرانيون في التحقيق في مقطع فيديو تم توزيعه على نطاق واسع في السوق السوداء يُزعم أنه يُظهر نجمة المسلسلات الدرامية الشابة وهي تمارس الحب مع صديقها.
وفر مسرب الفيديو من البلاد لأنه يواجه خطر الاعتقال. وقالت إبراهيمي في ذلك الوقت إنها كانت ضحية “حملة غير أخلاقية”.
وأصبحت القضية بغاية الأهمية لدرجة أن المدعي العام في طهران تعامل معها شخصيا.
انتقلت إبراهيمي بعد ذلك إلى باريس، ولم تكن تتحدث الفرنسية، وظلت واقفة على قدميها في وظائف غريبة.
وقالت لصحيفة لوموند الفرنسية: “لم أكن أعرف شيئاً عن صناعة السينما في فرنسا”. وأضافت: “لم يكن هناك من يساعدني. استغرق الأمر عامين أو ثلاثة لمعرفة المكان الذي هبطت فيه”.
وخلال حفل توزيع الجوائز، شكرت ابراهيمي فرنسا ووصفت وطنها بالتبني “غريب، متناقض – سعيد ولكنه يحب أن يكون غير سعيد”.
وحظي فيلم “العنكبوت المقدس” بالعديد من التقييمات الإيجابية في مدينة كان، حيث قالت صحيفة هوليوود ريبورتر إنه يتألف من “أجزاء مؤثرة ومقلقة بالتساوي، وانه لا يناسب شديدي الحساسية”.
ومن جهتها، وصفت صحيفة الغارديان البريطانية الفيلم بأنه “حساب خيالي غريب”، لكنها أضافت أن “العباسي ينقل بلا شك المواقف والتجارب الوحشية التي تخلق مفهوم الضحية”.
وهكذا توزعت جوائز المهرجان الذي عاد في الذكرى 75 لتأسيسه إلى مساره التقليدي هذا العام بعد عامين من الاضطرابات جراء تفشي فيروس كورونا :
السعفة الذهبية: روبن أوستلوند عن “مثلث الحزن” (السويد – ألمانيا – فرنسا – بريطانيا)
الجائزة الكبرى: مشاركة بين لوكاس دونت عن فيلم “قريب” (بلجيكا-هولندا-فرنسا) وكلير دينيس عن فيلم “نجوم في الظهيرة” (فرنسا)
أفضل مخرج: بارك تشان ووك “قرار الرحيل” (كوريا الجنوبية)
أفضل ممثلة: زار أمير إبراهيمي عن فيلم “العنكبوت المقدس” (الدنمارك-ألمانيا-السويد-فرنسا).
أفضل ممثل: سونغ كانغ-هو عن فيلم “بروكر” (كوريا الجنوبية)
أفضل سيناريو: طارق صالح عن “صبي من الجنة” (السويد-فرنسا-فنلندا-الدنمارك)
جائزة لجنة التحكيم: مشاركة بين جيرزي سكوليموفسكي عن فيلم “إي أو” (بولندا) وشارلوت فانديرميرش وفيليكس فان غرونينغن عن فيلم “الجبال الثمانية” (إيطاليا – بلجيكا – فرنسا – بريطانيا).
الكاميرا الذهبية لأفضل فيلم أول: رايلي كيو وجينا غاميل عن “War Pony” (الولايات المتحدة)
أفضل فيلم قصير: جيانينغ تشين عن فيلم The Water Murmurs (الصين)
[ad_2]
Source link