لماذا يثير الإمبراطور المغولي المسلم أورانغزيت الذي حكم الهند جدلاً ساخناً؟
[ad_1]
- غريتا باندي
- بي بي سي نيوز، دلهي
أصبح إمبراطور مغولي مسلم توفي قبل أكثر من 300 عام موضوعا ساخنا للنقاش في الهند في الأشهر الأخيرة.
وقد حكم أورانغزيب، الذي غالبا ما يوصف بأنه “آخر إمبراطور مغولي حقيقي”، الهند لما يقرب من 50 عاما من عام 1658 إلى عام 1707، لكنه لم يكن أبدا الشخصية المفضلة في نظر المؤرخين.
أولاً اعتلى العرش بعد أن سجن والده وقتل شقيقه الأكبر. وكان أداؤه سيئا بالمقارنة مع حكام المغول الآخرين، فقد وُصف جد والده أكبر بأنه الحاكم العلماني الحميد، وكان جده جهانغير معروفا بحبه للفن والعمارة، أما والده شاه جهان فقد كان ذلك الحاكم الرومانسي العظيم الذي بنى تاج محل.
يوصف أورانغزيب، الإمبراطور السادس والمسلم المتدين، في كثير من الأحيان بأنه كان طاغية لا يرحم كما كان توسعيا وقد فرض الشريعة بصرامة وأعاد فرض الجزية على السكان الهندوس.
كما وُصف بأنه كان يكره الموسيقى وغيرها من الفنون، وقد أمر بتدمير العديد من المعابد. كل ذلك حدث منذ مئات السنين، لكن حملة الكراهية التي يتعرض لها مؤخرا لم يسبق لها مثيل.
بدأ الأمر عندما تصاعد الخلاف حول مسجد جيانفابي في مدينة فاراناسي المقدسة، وكان قد تم بناء المسجد على أنقاض معبد فيشواناث وهو ضريح هندوسي كبير يعود إلى القرن السادس عشر وتعرض للتدمير في عام 1669 بناء على أوامر أورانغزيب.
الآن، بات اسم أورانغزيب شائعاً على مواقع التواصل الاجتماعي مع الآلاف من الإشارات المسيئة له والتي يمكن العثور عليها في ملفات قضائية يستشهد بها حكام الهند القوميين الهندوس في الوقت الحاضر.
وقد تحدث رئيس الوزراء ناريندرا مودي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن “فظائع أورانغزيب وإرهابه” في فعالية اقيمت في فاراناسي. وقال مودي: “لقد حاول تغيير الحضارة بحد السيف، حاول سحق الثقافة بالتعصب”.
وذكر ناريندرا اسم الحاكم المغولي مرة أخرى الشهر الماضي عندما كان يتحدث بمناسبة الذكرى الأربعمئة لميلاد غورو السيخ تيغ بهادور الذي قُطع رأسه لرفضه اعتناق الإسلام.
وقال مودي: “على الرغم من أن أورانغزيب قطع العديد من الرؤوس إلا أنه لم يستطع أن يهز إيماننا”.
وقد بدت تعليقاته محيرة لصحفي كندي أمريكي سأل على تويتر لماذا ألقى رئيس الوزراء الهندي “خطابا طويلا يهاجم فيه إمبراطورا مغوليا توفي قبل 300 عام”؟.
(بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية)
وردت المؤرخة أودري تروشكي في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلة إن القوميين الهندوس يعتقدون أن “المسلمين اضطهدوا الهندوس لمئات السنين لذا فهم يستحقون أن يُضطهدوا اليوم عقابا على ما حدث في الماضي”.
وأضافت قائلة إن اسم أورانغزيب يستخدم “كضوء أخضر للإشارة إلى أنه من المقبول اضطهاد مسلمي الهند اليوم استخدام العنف ضدهم”.
وفي الأيام التي تلت تلك الحوارات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تزايدت الكراهية للإمبراطور المغولي أورانغزيب.
فقد وصفه عمدة مدينة أغرا بأنه “جزار”، وقال إنه يجب إزالة كل آثاره من الأماكن العامة.
وأُطلق على الإمبراطور المغولي في موقع التواصل الاجتماعي تويتر لقب “الغازي” الذي أراد القضاء على الهندوس، واقترح أحد المستخدمين هدم جميع الآثار والمباني التي بناها المغول فوق أماكن العبادة الهندوسية بالجرافات.
وأُغلق ضريحه في ولاية ماهاراشترا الواقعة في غرب البلاد أمام الزوار بعد أن شكك سياسي إقليمي في “الحاجة إلى وجود مثل هذا الضريح” ودعا إلى تدميره.
ومن جانبه، يقول المؤرخ نديم رضوي، مؤلف وأستاذ تاريخ القرون الوسطى في جامعة عليكرة الإسلامية، إن أورانغزيب “اسم مناسب للغاية” كتبرير لشيطنة الأقلية المسلمة في الهند والتي تُعد، في السنوات الأخيرة، هي الطرف المتلقي للعنف.
ويضيف البروفيسور رضوي قائلا إن الإمبراطور المغولي هدم بالفعل عددا من المعابد الهندوسية وفرض الجزيةة على الهندوس، لكنه كان شخصية معقدة، ولم يكن شريرا تماما.
ومضى يقول:”لقد قدم أكبر عدد من المنح للحفاظ على المعابد الهندوسية، وكان هو نفسه يحمل دما هندوسيا لأن جده أكبر تزوج من طائفة الراجبوت (طائفة هندوسية محاربة)، وكان عدد المنتمين لطائفة الراجبوت في المناصب العليا خلال حكمه أكثر من إمبراطور مغولي آخر”.
وتابع البروفيسور رضوي قائلا إنه على الرغم من التصور السائد فإن أورانغزيب لم يكن متزمتاً في حياته الشخصية فقد “استمتع بالنبيذ، وعزف على آلة فينا، وهي آلة تفضلها الآلهة الهندوسية، كما أن كتب الموسيقى التي صدرت في عهده أكثر من أي حاكم مغولي آخر”.
لكنه يضيف قائلا إن أورانغزيب “لجأ إلى الدين للتستر على إخفاقاته السياسية وتعزيز سلطته، تماما مثل قادة الهند في الوقت الحاضر”.
ويتساءل البروفيسور رضوي قائلا: “لكن السؤال الذي يجب طرحه هو أنه حتى لو كان أورانغزيب ظلاميا وشريرا وطائفيا وأصوليا ودمر المعابد، فهل يجب علينا الاقتداء به اليوم؟”.
ومضى يقول:”لقد كان طاغية وإمبراطورا عاش قبل 300 عام، وفي ذلك الوقت لم تكن هناك ديمقراطية حديثة، ولم يكن هناك دستور يوجهه، ولكننا اليوم نسترشد بالدستور الهندي وقوانين البرلمان، فكيف يمكنك تكرار الأعمال التي تمت في القرنين السادس عشر والسابع عشر؟”.
ويضيف البروفيسور رضوي قائلا: “وبالتالي إذا مارس شخص ما سياسات القرن السابع عشر في الوقت الراهن فإنه يرتكب جريمة أكبر بكثير من جريمة أورانغزيب في القرن السابع عشر”.
[ad_2]
Source link