حكاية أول ضابط من معتنقي الديانة الراستافارية في القوات البريطانية الخاصة
[ad_1]
- لوسي واليس
- بي بي سي نيوز
يُعد الكابتن كيدان كوسلاند أول ضابط ينتمي إلى الديانة الراستافارية في القوات البريطانية الخاصة “الكوماندوز”، وقد عمد إلى إنشاء شبكة الدفاع الراستافارية للمساعدة في دعم الآخرين الذين ينتمون إلى مُعتقده في صفوف الجيش البريطاني.
ويقول الكابتن كيدان كوسلاند، البالغ من العمر 30 عاما والمعروف باسم داني، لرفاقه: “لا أتذكر وقتا لم أكن أرغب فيه في الانضمام إلى الجيش”.
وأضاف قائلا:”كل اللُعب التي كنت أمتلكها في طفولتي كانت عبارة عن دمى كوماندوز صغيرة، أو ربطات رأس رامبو”.
وقد كان داني وفيا لأحلام طفولته، فقد ترعرع ليصبح هو نفسه ضابطا في القوات البريطانية الخاصة “الكوماندوز”، فقد انضم إلى صفوف الجيش في عام 2008، وأكمل تدريبه الأساسي في هاروغيت قبل أن ينتقل إلى فوج المغاوير 29، ويحصل على “القبعة الخضراء”.
يذكر أن من يرتدي القبعة الخضراء في الجيش البريطاني هم فقط مشاة البحرية الملكية أو أفراد آخرين من الجيش أو البحرية أو سلاح الجو الملكي الذين أكملوا دورة القوات الخاصة “الكوماندوز” الشاقة، والتي تتضمن مسيرة التحمل عبر التضاريس لمسافة 48 كيلومترا.
وكان داني في الثامنة عشر من عمره عندما أكمل تلك الدورة، وهو إنجاز ضخم، لكن والدته مريم كانت مترددة في دعم انضمامه للجيش خشية عدم ملاءمته لذلك الأمر.
ويقول داني: “كانت هناك تحفظات هائلة من عائلتي تجاه انضمامي للجيش حيث اعتقدوا أنني سأواجه أحكاما مسبقة، وظنوا أنني سأتعرض لصعوبات، واعتبروا أن الجيش ليس المكان المناسب لي”.
وأوضح داني موقف عائلته قائلا: “أنا أنتمي للديانة الراستافارية، ومن سكان لندن، وبريطاني، ولكن في ذلك الوقت لم تكن تلك الصفات تتعايش مع بعضها بشكل طبيعي، ولا أعتقد أن الناس كانوا يتوقعوا منك آنذاك أن تكون راستافاريا وتريد أيضا الانضمام إلى الجيش البريطاني “.
وفي الواقع، كان الجيش هو الذي صنع داني.
ويقول داني إن شخصيته لم تتطور إلى الأفضل في المدرسة، فقد “تجول” في العديد من المدارس، ويتذكر أنه غالبا ما كان يجلس خارج مكتب مدير المدرسة.
ويوضح قائلا: “كنت أعاني من صعوبات في التعلم لم يحددها أساتذتي لذلك أصبت بخيبة أمل حقا، ولم أحصل على الدعم اللازم للتغلب على ذلك، ولم أستطع القراءة حتى بلغت 11 عاما، وأعتقد أن ذلك كان تحديا كبيرا بالنسبة لي”.
وتابع قائلا إنه كانت هناك أشياء أخرى كان جيدا فيها ولم يدركها أحد، والتي “ظهرت فجأة عندما انضممت إلى الجيش”.
وينتمي داني إلى عرق مختلط ،ويقول إن العنصرية كانت “جزءا من الحياة اليومية بالنسبة لي” حيث أنه نشأ في توتنهام وأحياء أخرى من لندن. لكن عندما انضم إلى الجيش، شعر في الواقع بقدر أقل من التحيز.
ويقول داني:”عندما كنت في الشارع وبصق علي أحدهم وطالبني بأن أعود إلى بلدي، لم يكن هناك أحد يمكنني الذهاب إليه لأشكو من أن هذا الشخص فعل ذلك”. بينما في الجيش إذا تجاوز أي شخص هذا الخط فسيُطرد على الفور، ولا تسامح مطلقا في هذا الأمر، وأنا أعرف بالضبط من يمكنني الذهاب إليه إذا تعرضت لهذه التجربة “.
وتُعد شهادة داني مخالفة لتقرير صدر في عام 2019 حول المجندين المنتمين للأقليات العرقية في الجيش البريطاني، وهو التقرير الذي قال إن “العنصرية سائدة” في الجيش.
وفي ذلك الوقت، حثت المحامية نيكولا ويليامز وزارة الدفاع البريطانية على بذل المزيد من الجهد لاستئصال العنصرية في الجيش. وفي عام 2020، قال السير جنرال نيك كارتر رئيس أركان الجيش البريطاني إنه يجب بذل المزيد من الجهد لمعالجة التمييز العنصري في القوات البريطانية.
وقد قام داني بجولة في أفغانستان في عام 2010 وعلى الرغم من عدم امتلاكه للمؤهلات اللازمة، تمت التوصية لاحقا بأن يتلقى تدريب الضباط في ساندهيرست حيث حصل على سيف الشرف في عام 2016 والذي يتم منحه لأفضل ضابط متدرب في الدورة.
ثم تمت ترقيته إلى رتبة ضابط مساعد في فوج القوات الخاصة “الكوماندوز” 29 حيث بات يعتني بأكثر من 400 من عناصر الكوماندوز.
في عام 2021 ، حصل على وسام الإمبراطورية لعمله في إنشاء وبناء شبكة الدفاع الراستفارية التي تأسست في عام 2017 بهدف دعم المنتمين إلى هذا المعتقد في الجيش.
ويعتقد داني أنه لا داعي لأن يكون هناك تعارض بين الإيمان والخدمة في الجيش.
وكانت الديانة الراستفارية قد ظهرت في جامايكا في ثلاثينيات القرن الماضي، وقد وُلدت هذه الديانة من رحم حركة تحسين حياة السود بقيادة الناشط الجامايكي ماركوس غارفي، وهي الحركة التي روجت لفكرة أن جميع الناس متساوون.
ويوضح داني قائلا: “لقد عارضت تلك الحركة الافتراض الشائع بأن السود أقل شأنا”.
لكنه يقول إن ديانته مازال يُساء فهمها في بعض الأحيان، بل ويتم التقليل من شأنها.
وأضاف قائلا: “لقد تم تصوير المنتمين للديانة الراستافارية على النحو التالي: إنهم يدخنون الماريغوانا، ولديهم شعر طويل وكلهم جامايكيون. هذه مجرد صورة نمطية كسولة ومن الواضح أن الأمر ليس كذلك، وهذا هو سبب أهمية الشبكة، لأن لكل فرد الحق في التعبير عن إيمانه دون تحيز”.
وعندما أراد داني الانضمام إلى الجيش، أخبره سيرجنت في القوات البريطانية “لا يمكنك الانضمام بهذا الشعر”، فقام بقص ضفائره.
يذكر أن بعض الراستافاريين يحجمون عن قص الشعر، معتبرين أنه رمز روحي للقوة.
وتم تعديل لوائح الزي العسكري منذ إنشاء شبكة الدفاع الراستافارية للسماح للجنود الذين ينتمون لهذه الديانة بإطلاق اللحى والضفائر وارتداء عمامة، وهي أمور تطلبها بعض الطوائف الأخرى.
ويقول داني: “لقد كان هذا التعديل أمرا رائعا”.
وعقب ذلك، ازداد التجنيد في الجيش البريطاني من الأديان الأخرى، بما في ذلك أعضاء الطائفة الراستافارية، بأكثر من 150 في المئة في السنوات الأخيرة. فقد ارتفع عدد المجندين من الأديان الأخرى من 500 في أبريل/نيسان من عام 2017 إلى 1280 في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021.
ومع ذلك، لا يزال هناك طريق طويل من المطلوب قطعه حيث تظهر الأرقام أن الأشخاص من الأقليات العرقية يشكلون 2.5 في المئة فقط من الضباط في القوات المسلحة النظامية في المملكة المتحدة، بينما في الرتب الأقل من الضابط كانت نسبة الأقليات العرقية 8.8 في المئة.
وقد عاد داني الآن إلى ساندهيرست كمحاضر، لكنه يوافق على أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لجذب الناس من مختلف الهُويات والخلفيات والأديان إلى الجيش.
وقال داني:”تواجه القوات المسلحة تحديا كبيرا حقا لأنها لا تمثل مجتمعنا حاليا ، فنحن لا نستقطب أفضل المواهب من التجمعات النسائية، ومن الأقليات العرقية، ومن الطوائف الدينية المختلفة، فهناك شيء ما لا يجذب هذه النوعية من المواهب نحونا “.
وهو يعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من التنوع في المناصب القيادية حتى يكون من هم في موقع المسؤولية قد “عاشوا التجربة”.
وتقول مريم، والدة داني، إنها فخورة جدا لأن نجلها يساعد في إحداث التغييرات التي يريد أن يراها.
ويقول داني: “إنه لأمر مدهش أن تثبت خطأ عائلتك عندما يتعلق الأمر بشيء إيجابي”.
وأضاف قائلا:”أن أكون قادرا على العودة إلى مجتمعي وتشجيعهم والقول إن الجيش هو مكان يمكننا من خلاله تحقيق النجاح وأننا مُرحب بنا فيه، ويمكننا جميعا الانطلاق نحو نفس الغاية، إنه أمر قوي حقا”.
[ad_2]
Source link