الهيدروجين الأخضر: مصر والمغرب تدشنان مشروعات مشتركة لتصدير الغاز إلى الخارج
[ad_1]
- سهى زين الدين
- بي بي سي نيوز عربي
ناقش أقطاب صناعة الطاقة في قمتين استضافتهما مدينتا روتردام في هولندا والعاصمة الفرنسية باريس حلولاً مستقبلية نظيفة لأزمة الطاقة مع سعي العالم إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري الضار بالبيئة.
وقد انصب تركيز المجتمعين، على امتداد أسبوعين، على حل قد يبدو الأمثل لتلك الأزمة، وهو ما يُطلق عليه اسم “الهيدروجين الأخضر”.
والأخضر ليس وصفا للون الغاز الذي قد يصبح مسالاً، لكنه يعني أن إنتاجه لن يؤدي إلى تلويث البيئة بالانبعاثات الضارة.
وقد تبنى الاتحاد الأوروبي في العام 2020 استراتيجيته الخاصة بالهيدروجين في إطار ما عرف بـ” الصفقة الخضراء الأوروبية”، وهي خطة تقترح التحول إلى الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050، من خلال الإنتاج المحلي وإنشاء إمدادات ثابتة من إفريقيا.
ويقدر خبراء في صناعة الطاقة وجود نقص في الهيدروجين في شمال غرب أوروبا، ما يعني ضرورة إنشاء موانئ لاستيراد الهيدروجين عبرها.
وتتوجه الأنظار، في هذا المجال، إلى المنطقة العربية، ولا سيما شمال إفريقيا، لتوليد كميات كبيرة من الهيدروجين. بسبب مناخها الجاف والمساحات الشاسعة من الأراضي المتوفرة لديها.
تلبية احتياجات الغرب
معظم الحكومات الإفريقية توفر البيئة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بهدف تلبية حاجة الغرب، ولاسيما السوق الأوروبية وجزء من سوق أمريكا الشمالية.
أما اليابان والصين، فتسيران في هذا الاتجاه أيضا لكنهما تستخدمان منطقة المحيط الهادي كمورّد لهما.
هناك مشروعان كبيران للهيدروجين في جنوب الصحراء الإفريقية. أحدهما في شمال الكايب بجنوب إفريقيا، حيث يتم التخطيط لانشاء محطة لتصدير الهيدروجين.
ويوجد في ناميبيا أيضاً مشروع لتطوير الهيدروجين المستخرج من مخلفات الغاز والنفط.
إنتاج مصري
يركز المشروع المصري على انتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يعد أنظف أنواع الهيدروجين.
فقد وقّعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” وشركة “حسن علام للمرافق” مذكرتي تفاهم مع الجهات المصرية المعنية للتعاون في تطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وتعتزم شركة حسن علام خلال المرحلة الأولى من المشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر على أن تدخل حيز التنفيذ في العام 2026 .
يقول المهندس عمرو علام الرئيس التنفيذي لشركة حسن علام القابضة لبي بي سي: “حالياً، الخطة هي أن نصدّر كامل الإنتاج لأوروبا، وسنستخدم جزءاً من الإنتاج لتموين السفن في منطقة قناة السويس”. ويضيف: “في المستقبل، ثمة صناعات تستخدم الطاقة بكثافة، سنزوّدها بالأمونيا أو الهيدروجين كصناعات الحديد في مصر حيث مصانع الحديد عديدة، ومصانع السماد التي تستخدم الهيدروجين وسيلةً للطاقة”.
ووفقاً لعلام، فإن المحطة ستنتج 100 ألف طن من الميثانول الأخضر سنوياً لتموين سفن النقل البحري في قناة السويس، على أن يتم زيادة محطات تصنيع المحللات الكهربائية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط
الإمارات العربية المتحدة
في الإمارات، تجري شركة النفط والغاز الإسبانية “سيبسا”، المملوكة بحصة كبيرة لصندوق الاستثمار الاستراتيجي في أبوظبي “مبادلة” محادثات مع شركة أدنوك لإنتاج الطاقة المملوكة للدولة من أجل شراكة الهيدروجين الأخضر.
في عام 2020 ، دخلت الحكومة المغربية في شراكة مع ألمانيا لتطوير أول مصنع هيدروجين أخضر في القارة.
ويشمل قطاع الطاقة الخضراء والبنية التحتية المستدامة توليد الطاقة الشمسية وتوليد الطاقة من الرياح
أنواع الهيدروجين
والهيدروجين أنواع، أو تحديداً، ألوان، وإن كان غازاً غير مرئي في الواقع: فالأخضر لا تنتج عنه انبعاثات كربون، والأزرق ينتج من الغاز الطبيعي، والأسود مصنع من الفحم والنفط .وتعتمد اليابان هذا النوع من الغاز وقد اعلنت مؤخرا ان أستراليا ستنتجه لها.
وهناك أيضاً الهيدروجين الرمادي الذي يستخرج من الغاز الطبيعي، أو الميثان ويطلق انبعاثات في الجو، وكذلك الوردي او الأحمر الذي يصنّع من خلال التحليل الكهربائي المدعوم بالطاقة النووية. هذا إضافة إلى الفيروزي الذي يستخرج من خلال عملية الانحلال الحراري للميثان لإنتاج الهيدروجين والكربون الصلب. وهناك أيضاً الأصفر الذي يتم تصنيعهمن خلال التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة الشمسية.
أما الأبيض فهو هيدروجين جيولوجي طبيعي موجود في الرواسب الجوفية. ولا توجد استراتيجيات لاستغلال هذا الهيدروجين في الوقت الحاضر.
يقول هابي كامبولي، مستشار شؤون المناخ والطاقة- وحدة الأعمال جنوب أفريقيا لـ”بي بي سي”: “نحتاج في إفريقيا بداية إلى إطار عمل يسمح لنا بتبني تكنولوجيا تخوّلنا لاستخدام الهيدروجين. ونحن ندفع باتجاه الحمائية وتوفير بنية تحتية تتيح لنا اعتماد هذه الطاقة النظيفة محليا وليس فقط تصديرها.”
التكلفة
تقول وكالة الطاقة الدولية انه وفي حين أن الوقود الأحفوري استحوذ على أكثر من 60٪ من الطلب على التدفئة في قطاع المباني على مستوى العالم في عام 2020 ، فإن الانتعاش الأخير في أسعار النفط والغاز يحيي مسألة القدرة التنافسية من حيث التكلفة للمساحات المتجددة وتقنيات تسخين المياه.
وتعتمد التقنيات على مجموعة من المعايير ، بما في ذلك تكاليف الاستثمار الأولية ، وتكاليف التشغيل المتغيرة ، وتكاليف التشغيل والصيانة الثابتة ، ووجود حوافز أو مثبطات مالية واقتصادية.
وبينما يأتي أقل من 0.1 في المائة من إنتاج الهيدروجين العالمي المخصص اليوم من التحليل الكهربائي للمياه ، مع انخفاض تكاليف الكهرباء المتجددة ، لا سيما من الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح ، إلا أن هناك اهتماماًاً متزايداً بالهيدروجين الإلكتروليتي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
ويعتبر إنتاج الهيدروجين من طاقة منخفضة الكربون مرتفع التكلفة في الوقت الحالي. لكن تحليلا لوكالة الطاقة الدولية وجد أن تكلفة إنتاج الهيدروجين من الكهرباء المتجددة يمكن أن تنخفض بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030 نتيجة لانخفاض تكاليف استخراج مصادر الطاقة المتجددة وزيادة إنتاج الهيدروجين.
يختلف سعر كيلو الهيدروجين باختلاف البلدان ومصادر انتاجه. اذ يبلغ ثمن الكيلو منه مثلا في بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي أربعة إلى ستة دولارات ونصف وفقا للمفوضية الأوروبية. لكن سعر الكيلو منه في الولايات المتحدة يتراوح بين 10 و15 دولارا.
[ad_2]
Source link