طهارة الكلب والخنزير: فتوى لأحمد كريمة تثير جدلا وردود فعل غاضبة في مصر، فما السبب؟
[ad_1]
- دينا مصطفى
- بي بي سي نيوز عربي
أثارت تصريحات د. أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في لقاء مع قناة مصرية، أكد فيه أن “الكلب طاهر ويجوز تربيته في المنازل” جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ماذا قال كريمة؟
بدأ الجدال عندما رد أحمد كريمة على أحد المتابعين أثناء اللقاء التليفزيوني والذي سأل فيه: “لماذا لم يدخل كلب أهل الكهف معهم ونام بالخارج؟”.
وأجاب كريمة: “أن الكلب الذي اتبع أهل الكهف كانت مهمته الحراسة، وعادة كلب الحراسة أن يكون على الباب، وهو ما يدل على أن الكلب أصلا ليس نجسًا، وهو ما قال به الإمام مالك بن أنس، لأن لديه قاعدة أن كل حي طاهر، والنجاسة ليست أصلية بل عارضة، فالأصل فيما خلق الله الطاهرة”، وأيد كريمة قول الإمام مالك.
وأوضح كريمة أن “في الموروثات تضخيماً لمسألة نجاسة الكلب، وأنه أحد مخلوقات الله والله لا يخلق شيئًا نجسًا”.
وأشار كريمة إلى أن “نجاسة الكلب في اللعاب فقط وباقي جسده لو لامس إنسانا أو كان يربي هذا الإنسان الكلب فلا شيء في ذلك”.
وضرب كريمة مثلاً أن الكلاب في الريف تلتصق بالإنسان وتدخل البيوت، مؤكدًا أنه “لا بأس أن يربى الإنسان كلبًا”.
كما تحدث كريمة عن “طهارة الخنزير”، ونقل عن الإمام مالك ابن أنس قوله إن “الخنزير نفسه كحيوان طاهر، ولكن لحمه محرم”، موضحا أن “الخنزير طاهر الذات أو الجسد أو الجسم لأن الله لم يخلق شيئًا نجسًا”.
هجوم على كريمة
وقد انقسمت الآراء بين المغردين إزاء تصريحات كريمة، بين من وافقه استنادا إلى المذهب المالكي، ومن يرى أن الكلب ليس بطاهر استناداً للمذهب الحنبلي.
ورفض فريق من المغردين تصريحات أحمد كريمة وصفوها بأنها “خاطئة” و”غريبة”.
واستبعد آخرون أن يكون الكلب طاهرا كما قال كريمة.
وتساءل مغرد: “هل انتهت جميع المواضيع الهامة لنتساءل عن جسم الكلب والخنزير؟”
فيما دعا البعض إلى “عدم الجدال في كلام الله”، بحسب قولهم
مؤيدون: الكلب طاهر
من جهة أخرى، أيد فريق آخر رأي كريمة، مؤكدين أن الكلب طاهر بحسب المذهب المالكي، وإن كريمة لم يخطئ ليشن كل هذا الهجوم عليه.
فيما أشار البعض إلى أن هذا ليس رأيا شخصيا لأحمد كريمة، ولكنه ينقل رأي الشريعة والفقه الإسلامي.
رجال دين: اختلاف حول نجاسة الكلب
وفي الوقت الذي أيد فيه مغردون تصريحات د. أحمد كريمة، أوضح د. عباس شومان، المشرف على الفتوى بالأزهر الشريف لبي بي سي أن هناك اختلافا بين العلماء بشأن طهارة الكلاب.
وأشار شومان إلى أن هناك ثلاثة آراء يمكن الاستناد إليها: أولهم أن الكلب طاهر استناداً إلى الرأي المالكي، ولكن هذا الرأي يناسب جنود الشرطة الذين يستخدمون الكلاب في الكشف عن المخدرات والمتفجرات. وأضاف: “قد يؤخذ بهذا الرأي في هذه الحالة، أما عن تربية الكلاب في المنازل فهي مخصصة للمزارعين الذين يستخدمون الكلاب للحراسة والصيد، ولكنها غير مناسبة لتربية الكلاب في المطلق في المنازل، لأن هناك في مقابل الراي المالكي، رأي للإمام ابن حنبل، يرى أن الكلب نجس بشكل كامل وبالتالي غير مناسب أن تتم تربيته في المنازل”.
واعتبر شومان أن “لكل حالة فتوى خاصة بها”، مؤكداً أن “الفقهاء اختلفوا في طهارة الكلب ولكن أغلب الفقهاء اتفقوا على نجاسة لعابه”، وبالتالي “من لا يستطيع أن يحتاط من لسان الكلب ولمسه للأواني وغيرها من الأشياء في المنازل فعليه يجب عدم تربية الكلب في المنزل”.
ولفت شومان إلى أن “هناك خلاف بين الرأي المالكي والحنبلي بشأن طهارة الكلاب. فمالك بن أنس يرى أنه طاهر فيما يرى ابن حنبل أنه غير طاهر”.
وأضاف: “لكل رأي وجاهته واعتباره ومدى مناسبته لحال من يريد اقتناء كلب، ولكن من الأفضل أن يحتاط من لعابه فقد يحمل نجاسة أو ميكروبات”.
أما عن طهارة الخنزير، فقد أكد شومان “أن الخنزير نجس وأكله حرام ولا يجوز اقتناءه ولا أكله”، وأن هذا ما أجمع عليه علماء الفقه الإسلامي.
وختم شومان حديثه مع بي بي سي “بالدعوة إلى الاهتمام بالقضايا الأهم، متسائلا عن جدوى الجدل الدائر حول الكلب والخنزير”، وواصفا إياها بـ”قضايا فرعية وقديمة ومكررة وأحكامها واضحة في الفقه الإسلامي في حين يغفل الجميع عن قضايا آنية أهم تحتاج إلى معالجات واجتهاد العلماء”.
[ad_2]
Source link