روسيا وفنلندا: تاريخ مرير منذ الحروب الدينية وحتى أزمة “الناتو”
[ad_1]
في تطور جديد يتعلق بملف العلاقات الروسية الفنلندية، قالت شركة آر أيه أو نورديك الروسية إنها سوف تعلق إمدادات الكهرباء إلى فنلندا، مبررة القرار بمشكلات تتعلق بسداد مستحقاتها المالية.
وقالت الشركة الروسية إنها لم تحصل على مستحقاتها المالية مقابل إمدادات الكهرباء التي أوصلتها إلى فنلندا في وقت سابق.
وجاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الفنلندي دعمه لتقديم بلاده طلبا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وهددت موسكو باتخاذ “خطوات تصعيدية” بعد إعلان فنلندا أنها تخطط للانضمام للناتو.
وقالت روسيا إنها ستضطر إلى اتخاذ “خطوات انتقامية”. وقال بيان للخارجية الروسية إن الخطوة الفنلندية كفيلة بإفساد العلاقات بين البلدين، فضلا عن الإضرار بالأمن والاستقرار في أوروبا الشرقية.
وفي بيانها باللغة الروسية، وصفت الخارجية خطوة فنلندا بأنها “تغيّر راديكالي في سياسة الدولة الخارجية”.
وقال البيان إن “انضمام فنلندا للناتو سيضر بشكل خطير بالعلاقات الروسية الفنلندية كما سيضر بالاستقرار والأمن في منطقة أوروبا الشرقية”.
وأضاف البيان أن “روسيا ستضطر إلى اتخاذ خطوات انتقامية، ذات طبيعة عسكرية-تقنية وغير ذلك، في سبيل تحييد التهديدات المحدقة بأمنها القومي من جرّاء ذلك”.
وقد أظهر الغزو الروسي لأوكرانيا مخاوف حيال تأمين إمدادات الطاقة الأوروبية وسط دعوات تحث دول المنطقة الأوروبية على إنهاء اعتمادها على النفط والغاز الروسي.
وهناك حدود مشتركة بين روسيا وفنلندا يبلغ طولها 1300 كيلو متر، وتتجنب فنلندا السعي إلى الانضمام إلى الناتو كي لا تثير عداوة مع جارتها الشرقية. لكن منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، ظهر دعم شعبي في فنلندا لفكرة الانضمام.
وقد حذرت روسيا فنلندا والسويد من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، قائلة إن هذه الخطوة لن تجلب الاستقرار إلى أوروبا.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين في بيان صدر بشأن تحذير الجارتين الأوروبيتين لموسكو إن “الحلف يظل أداة تهدف إلى المجابهة”.
على أن موسكو لم تحدد ماهية الخطوات التي تخطط لاتخاذها حال تخلّي حكومتَي فنلندا والسويد عن سياسة الحياد العسكري التي تعتمدانها منذ زمن طويل.
لكن ما هي قصة فنلندا وعلاقتها مع روسيا؟
على الرغم من قلة عدد سكان فنلندا نسبيا والبالغ عددهم 5.5 مليون نسمة، كانت فنلندا رائدة في العديد من المجالات منذ الاستقلال في عام 1917.
وتحقق هذه الدولة نتائج جيدة باستمرار على التصنيفات الدولية للاستقرار والحرية والسلامة العامة والتقدم الاجتماعي.
وكان برلمانها أول من اعتمد المساواة الكاملة بين الجنسين ومنح الرجال والنساء الحق ليس فقط في التصويت، ولكن أيضا في الترشح للانتخابات في عام 1906.
وقد أعلنت فنلندا استقلالها عن روسيا عام 1917 ولكن بعد هزيمتها على يد الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية كان عليها أن تتسامح مع نفوذ قوي من موسكو حتى نهاية الحرب الباردة.
وتقع فنلندا في أقصى شمال أوروبا، وتبلغ مساحتها 338 ألف كيلومتر مربع، ويحدها من الشرق روسيا، ومن الغرب النرويج والسويد، بينما تقع إستونيا إلى الجنوب عبر خليج فنلندا.
وتطل فنلندا على بحر البلطيق الذي يشهد توترا متزايدا بين موسكو، التي يتبعها في هذه المنطقة جيب كالينينجراد، والغرب. وقد قامت السويد مؤخرا بتعزيز تواجدها العسكري هناك.
ويذكر أن النرويج والدنمارك وأيسلندا ، وهي دول تطل جميعها على بحر البلطيق، أعضاء بالناتو بينما مازالت السويد وفنلندا، حتى هذه اللحظة، على الحياد عسكريا.
الحملات الصليبية
كانت فنلندا ساحة معركة بين روسيا والسويد منذ القرن الثاني عشر عندما تحول التنافس الاقتصادي بين القوى في بحر البلطيق إلى تنافس ديني، واتخذت الحملات السويدية طابع الحروب الصليبية.
وقد جاء ذكر فنلندا مع إستونيا في قائمة المقاطعات التي قدمتها السويد للبابا عام 1120 كمناطق تبشيرية سويدية.
وكانت الحملة الصليبية الأولى قد أطلقها الملك إريك حوالي عام 1157 برفقة أسقف إنجليزي يُدعى هنري.
وظل هنري في فنلندا لتنظيم شؤون الكنيسة حيث قُتل على يد شخص فنلندي بحلول نهاية القرن الثاني عشر، وقد تم اعتبار الأسقف الإنجليزي قديسا، وأصبح لاحقا حاميا لفنلندا.
وقد نصح البابا السويديين في عام 1172 بإجبار الفنلنديين على الاستسلام النهائي من أجل حماية جهود التنصير من الهجمات من الشرق.
وفي شرق فنلندا، حاولت الكنيسة الروسية نشر مذهبها الأرثوذكسي، وفي عام 1227 قام الدوق ياروسلاف بتنفيذ برنامج التعميد القسري، وهو البرنامج الذي كان مُصمما لربط منطقة كاريليا الواقعة بالقرب من نوفغورود بروسيا.
وردا على ذلك، وضع البابا فنلندا تحت حمايته وفرض حصارا تجاريا ضد روسيا في عام 1229.
وفي عام 1240 ألحق دوق نوفغورود الهزيمة بقوة سويدية وفنلندية كبيرة .
لكن السويديين لم يتوقفوا وشرعوا منذ عام 1249 في الحرب ضد الروس وبناء تحصينات على طول الساحل الشمالي لخليج فنلندا حيث بدأ الاستيطان السويدي على نطاق واسع، كما انتقل السويديون أيضا إلى الساحل الشرقي لخليج بوثنيا.
وقد استمرت الحرب بين الروس والسويديين حتى عام 1323 عندما رسمت معاهدة بين الطرفين الحدود بين مناطق النفوذ الروسية والسويدية. وهكذا، انتهت الحروب الصليبية في هذه المنطقة حيث أصبحت فنلندا جزءا من المملكة السويدية، والتي صارت لاحقا مملكة السويد وفنلندا بعد اندماج البلدين.
ومع نهاية فترة العصور الوسطى برزت دوقية موسكو الكبرى، والتي باتت تمثل تهديدا لفنلندا من الشرق.
وخلال حرب الشمال الكبرى، احتل الروس فنلندا لمدة 8 سنوات بين عامي 1713 و1721 وبمقتضى معاهدة بين الطرفين في عام 1721 كان على السويد أن تتنازل عن الجزء الجنوبي الشرقي من فنلندا بالإضافة إلى مقاطعات البلطيق. لقد ضعفت قدرة السويد في الدفاع عن فنلندا، وأعطت سنوات الاحتلال الفنلنديين شعورا دائما بانعدام الأمن.
الإمبراطورة إليزابيث
وخلال الحرب الروسية السويدية التالية بين عامي 1741 و1743، أعلنت الإمبراطورة الروسية إليزابيث للشعب الفنلندي عن نيتها في جعل فنلندا دولة منفصلة تحت السيادة الروسية، لكنها فشلت في تنفيذ فكرتها واكتفت في عام 1743 بضم جزء من فنلندا.
في غضون ذلك، لقيت فكرتها الأصلية استحسان بعض الفنلنديين.
وخلال المواجهات التالية بين روسيا والسويد بين عامي 1788 و1790 شارك عدد من الضباط الفنلنديين في أنشطة غوران ماغنوس سبرينغتبورتن، وهو كولونيل فنلندي فر إلى روسيا وأراد فصل فنلندا عن السويد، لكن هذه الحركة حصلت على القليل من الدعم العام.
وفي عام 1808 وقع الغزو الروسي للسويد بدعم من نابليون.
وفي عام 1809 تنازلت السويد عن فنلندا لروسيا، والتي هيمنت على البلاد منذ القرن الثالث عشر الميلادي، فيما احتفظ الفنلنديون بقدر كبير من الحكم الذاتي.
وكانت النزعة الاستقلالية لدى الفنلنديين قد تصاعدت منذ بدايات القرن التاسع عشر حيث أرادوا الحصول على أكبر قدر ممكن من الحكم الذاتي تحت الحماية الروسية. وفي بورفو، تم تأسيس فنلندا لأول مرة كأُمة وكيان سياسي موحد.
وفي أواخر القرن التاسع عشر تصاعد المد القومي في روسيا التي عملت على القضاء على الحكم الذاتي الفنلندي. وكان ظهور ألمانيا الموحدة جنوب بحر البلطيق قد أثار قلق الروس الذين أرادوا ضمان ولاء فنلندا.
ومنذ عام 1899 حاولت روسيا إضفاء الطابع الروسي على فنلندا بما في ذلك تجنيد الرجال الفنلنديين في الجيش الروسي، وفرض اللغة الروسية كلغة رسمية.
وقد اتخذ المشرعون الروس الخط القائل بأنه على الرغم من أن الإسكندر الأول، بموجب سلطاته العليا، قد منح فنلندا الحكم الذاتي، فإن أي إمبراطور روسي يمارس نفس السلطات العليا يحق له استعادتها متى شاء.
وبتطبيق ذلك المبدأ، أصدر القيصر نيكولاس الثاني مرسوما في 15 فبراير/شباط من عام 1899 ، والذي بموجبه يحق له دون موافقة الدايت الفنلندي “البرلمان”، سن قوانين واجبة التطبيق في فنلندا إذا كان لتلك القوانين تأثير على المصالح الروسية.
الحرب العالمية الأولى والاستقلال
خلال الحرب العالمية الأولى ، سعت حركة التحرير الفنلندية إلى الحصول على الدعم من ألمانيا، وتلقى عدد من المتطوعين الشباب تدريبات عسكرية من قبل الألمان.
وبعد الثورة الروسية في مارس/آذار من عام 1917 ، حصلت فنلندا على حكمها الذاتي مرة أخرى حيث تقرر أن يمارس البرلمان الفنلندي جميع السلطات التي كان الإمبراطور يمارسها سابقا (باستثناء الدفاع والسياسة الخارجية).
وبعد أن استولى البلاشفة على روسيا في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1917، أصدر البرلمان الفنلندي إعلان استقلال فنلندا في 6 ديسمبر/كانون الأول من عام 1917، والذي اعترف به لينين وحكومته في اليوم الأخير من العام.
وفي أعقاب ذلك اندلعت حرب أهلية في فنلندا في عام 1918 حيث نجح الشيوعون في الاستيلاء على هلسينكي والمدن الكبرى في جنوب البلاد،
لكن نجحت القوات المحافظة بقيادة الجنرال كارل جوستاف إميل مانرهايم في إخماد تلك الحركة الشيوعية بدعم ألماني.
وعندما انتهت الحرب الأهلية، تقرر في صيف عام 1918 جعل فنلندا مملكة، وفي أكتوبر/تشرين الأول تم اختيار الأمير الألماني فريدريك تشارلز ملكا على البلاد.
ومع هزيمة ألمانيا في الحرب، تم تعيين الجنرال مانرهايم وصيا على العرش مهمته تقديم اقتراح لدستور جديد، وباتت فنلندا لاحقا جمهورية.
وظلت المشاكل الأمنية الرئيسية في فنلندا ناجمة عن التهديد من قبل الاتحاد السوفيتي.
وفشلت محاولة حل هذه المشكلة عن طريق تحالف دفاعي مع إستونيا ولاتفيا وبولندا في عام 1922 عندما رفض البرلمان التصديق على الاتفاقية.
وفي عام 1932 تم توقيع اتفاقية عدم اعتداء فنلندية – سوفيتية.
وخلال النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي، تم التخطيط لإنشاء حلف دفاعي فنلندي سويدي، لكن الاتحاد السوفيتي اعترض على تلك الخطط.
حرب الشتاء
كان الاتحاد السوفيتي وألمانيا قد أبرما معاهدة مولوتوف-ربنتروب إبان الحكم النازي عام 1939.
ونصّت المعاهدة على عدم اعتداء أيّ من طرفيها على الآخر، كما تضمّنت بندًا سريًا لم يُكشف عنه إلا بعد هزيمة النازيين عام 1945.
وبموجب هذا البند، اتفق السوفيت والنازيون على اقتسام بولندا، وتحديد مناطق للنفوذ في أوروبا الشرقية، ومنطقة البلطيق، وفنلندا.
وفي سبتمبر/أيلول من عام 1939 اجتاحت ألمانيا النازية بولندا بخطى مطمئنة على أساس أن ذلك التحرك لن يثير حفيظة السوفيت. لكن بريطانيا وفرنسا ردّتا بإعلان الحرب على النازيين لتبدأ بذلك الحرب العالمية الثانية. ولم تكد تمضي أيام معدودة حتى اجتاح الروس أيضا بولندا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، اجتاح الروس فنلندا، لتبدأ بذلك حرب عُرفت باسم “حرب الشتاء”.
فبعد هزيمة بولندا في خريف عام 1939، طالب الاتحاد السوفيتي، الذي كان يرغب في حماية لينينغراد، من فنلندا جزءا صغيرا من برزخ كاريليان، وقاعدة بحرية في هانكو، وبعض الجزر في خليج فنلندا. بحسب دائرة المعارف البريطانية.
وعندما رفضت فنلندا الطلب، شن الاتحاد السوفيتي هجوما في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1939، لتبدأ الحرب الروسية الفنلندية التي ذاعت فيها شهرة قنابل المولوتوف.
ففي ذلك الوقت، صرّح وزير الخارجية السوفيتي فاياتسلاف مولوتوف للإذاعة السوفيتية بأن جيش بلاده لا يُسقط قنابل على الفنلنديين، وإنما طعاما لشعب يتضور جوعا.
وبروح من السخرية سمّى الفنلنديون القنابل العنقودية التي كان يقذفها بهم الروس “سِلال خبز المولوتوف”.
وبنفس الروح الساخرة، جعل الفنلنديون يصنّعون زجاجات المولوتوف الحارقة مطلقين عليها اسم “كوكتيل” كما لو كانت ذلك الشراب اللازم لكي يتمكنوا من ابتلاع الخبز الذي تقذفهم به قوات مولوتوف الروسية.
واستخدم الفنلنديون تلك الزجاجات الحارقة في الهجوم على مركبات السوفيت المصفحة.
ومنذ حرب الشتاء تلك، أصبح اسم هذه الزجاجات الحارقة هو “قنابل المولوتوف”.
وعلى الرغم من المقاومة الفنلندية الشرسة وعدد من الإجراءات الدفاعية الناجحة، انهار الدفاع عن برزخ كاريليان، واضطرت فنلندا إلى الشروع في مفاوضات السلام حيث أُجبرت على التنازل عن 10 في المئة من أراضيها.
فبموجب معاهدة موسكو في 12 مارس/آذار من عام 1940، استسلمت فنلندا وسلمت مساحة كبيرة من جنوب شرق البلاد، بما في ذلك مدينة فيبوري، وقامت بتأجير شبه جزيرة هانكو للاتحاد السوفيتي لمدة 30 عاما.
وعندما تصاعد التوتر بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي في ربيع عام 1941، حدث تقارب بين فنلندا وألمانيا لكنهما لم تبرما اتفاقا رسميا.
مع ذلك، سمحت فنلندا، مثل السويد بعد استسلام النرويج، بعبور القوات الألمانية عبر أراضيها.
وعندما هاجمت ألمانيا الاتحاد السوفيتي في 22 يونيو/حزيران من عام 1941، كانت القوات الألمانية موجودة بالفعل على الأراضي الفنلندية وكانت فنلندا مستعدة للحرب، في الواقع، كانت غواصاتها تعمل في المياه السوفيتية.
وقد بدأ ما عرف بـ “حرب الاستمرار” بين عامي 1941 و1944 بهجوم فنلندي ناجح أدى إلى الاستيلاء على مناطق واسعة من شرق كاريليا.
ومع ذلك، كان بعض الفنلنديين مترددين في عبور الحدود القديمة لعام 1939 وبدأت روح حرب الشتاء التي وحدت الفنلنديين في الضعف.
وقد أدت هزائم ألمانيا منذ شتاء 1942-1943 إلى تزايد الدعوات المطالبة بالسلام في فنلندا.
وبعد اختراق الجيش الأحمر لمنطقة برزخ كاريليان في يونيو/حزيران من عام 1944، استقال الرئيس ريتي في الأول من أغسطس/آب وخلفه المارشال جوستاف مانرهايم الذي بدأ المفاوضات للتوصل إلى هدنة.
وقد تم توقيع الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول من عام 1944 والتي فرضت على فنلندا الاعتراف باتفاقية موسكو عام 1940، وخروج كل القوات الأجنبية منها، وتسليم منطقة بيتاسمو، ودفع تعويضات بقيمة 300 مليون دولار على مدار 6 سنوات.
وقد رفض الجيش الألماني الانسحاب، وخلال تقهقره قام بتدمير أجزاء كبيرة من شمال البلاد.
معاهدة صداقة وتعاون
وبعد الحرب استقرت العلاقات بين فنلندا والاتحاد السوفيتي حيث أبرم البلدان معاهدة صداقة وتعاون مشترك في عام 1948، وهي المعاهدة التي تم تمديدها في أعوام 1955 و1970 و1983. وطوال الحرب الباردة ظلت فنلندا تنتهج سياسة الحياد الودي تجاه موسكو.
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 أعلنت فنلندا أن معاهدة الصداقة والتعاون المشترك مع الاتحاد السوفيتي باطلة ولاغية بعد انهياره، وتم التوصل إلى معاهدة جديدة مع روسيا في عام 1992 تعهدت فيها الدولتان ببساطة بتسوية النزاعات فيما بينهما بالطرق السلمية.
وبعد تحرر فنلندا من القيود الروسية، انضمت للاتحاد الأوروبي في عام 1995.
والآن.. لماذا قد تنضم فنلندا والسويد للناتو؟
أعلن كل من الرئيس الفنلندي ورئيسة الوزراء أن البلد الأوروبي سيتقدم بطلب الانضمام إلى حلف دول شمال الأطلسي (ناتو).
ووصف الرئيس ساولي نينستو القرار بـ”التاريخي” بينما أعربت رئيسة الوزراء سانا مارين عن أملها في أن يدعم البرلمان القرار في غضون الأيام المقبلة.
وكانت الحكومة الفنلندية قد قررت التخلي عن سياسة الحياد عقب الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من شهرين.
ومن المتوقع أن تحذو السويد حذو فنلندا قريبا.
وكان وزراء خارجية دول الناتو قد أعربوا خلال اجتماعهم في برلين عن رغبتهم في تسريع وتيرة انضمام فنلندا للحلف.
ومن جانبه، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفنلندي من أن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي والتخلي عن وضعها المحايد سيكون “خطأ”.
وقال بوتين للرئيس ساولي نينيستو إنه لا يوجد أي تهديد لأمن فنلندا.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها الرئيس الفنلندي مع نظيره الروسي مؤخرا، قبيل طلب رسمي من المتوقع أن تعلنه فنلندا قريبا جدا.
وقال الرئيس الفنلندي نينيستو إنه أخبر بوتين كيف أن التحركات الروسية الأخيرة، إلى جانب غزو أوكرانيا، “غيرت البيئة الأمنية لفنلندا”.
وأضاف “كانت المحادثة مباشرة وواضحة وتم إجراؤها دون انفعال. وكان تجنب التوترات أمرًا مهمًا”، على حد قوله.
وهكذا، حطمت تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإحساس طويل الأمد بالاستقرار في شمال أوروبا، وتركت السويد وفنلندا تشعران بالضعف.
وقال رئيس الوزراء الفنلندي السابق ألكسندر ستوب إن الانضمام إلى الحلف بات “أمرا مفروغا منه” لبلاده بمجرد غزو القوات الروسية لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
ويصف وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست ذلك اليوم بأنه اللحظة التي أثبت فيها الزعيم الروسي أنه “غير متوقع وغير موثوق به ومستعد لشن حرب قاسية ودموية ووحشية”.
بعد أن تعهدت السويد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأنها لن تنضم أبدا إلى الناتو تتحدث الآن عن تعزيز الدفاعات منطقة الشمال الأوروبي .
وفي نهاية المطاف ، يتطلع العديد من الفنلنديين والسويديين إلى الناتو معتقدين أنه سيحافظ على سلامتهم غير المؤكدة في أوروبا.
[ad_2]
Source link