أخبار عاجلةمقالات

العلاقات الانسانية … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: العلاقات الانسانية … بقلم الأستاذة مريم العتيبي

نسمع كثيرا بالعلاقات الانسانية الناجحة والعلاقات الانسانية المثالية، وكيف ان تلك العلاقات ضرورية في بناء الاسرة والمجتمع والمنظمة وما يندرج تحتها، ايضا هي مهمة في تطور المجتمع فمن اجل البقاء يحتاج الانسان الى الاخرين وبدون العلاقات الانسانية يُستحال العيش او التطور والتقدم، فالهدف الرئيسي من العلاقات الانسانية التجانس والانسجام.

فما هي يا ترى هذه العلاقات الانسانية؟

لنعرفها بشكل علمي دقيق لا بد من معرفة مصطلح سيكولوجية العلاقات الانسانية الذي يشرحها بدقة: ” فهو مصطلح اُطلق على اي علاقة تنشأ بين فرد واخرون او العكس تماما، اما ان تكون تلك العلاقة الانسانية إيجابية، تشاركية، تعاونية، او سلبية، اتكالية هادمة مهزوزة للفرد ومن يتفاعل معه.

فمما سبق نستخلص انواع العلاقات الانسانية انها نوعان هما:

⁃ علاقات انسانية شاملة جميع صور العلاقات الناشئة بين الانسان والاخرون بما تحمله تلك العلاقة من نجاح او فشل

⁃ علاقات انسانية سامية تحمل صبغة النضج والعقل والمنطق والاحترام والادراك لكل دور وحق من حقوق وادوار الانسان في الحياة وحقوق وادوار غيره في المنظومة الاجتماعية

لذا العلاقات الانسانية مرتبطة بنمو الانسان وتطوره واكتساب الخبرات في مراحل حياته المختلفة وقدرته على الاندماج والتقبل للأخر المختلف عنه، وتحتاج العلاقات الانسانية لمهارات اساسية لتكون ناجحة ومثالية مثل:

⁃ القدرة على التواصل الفعال بين افراد المجتمع او الاسرة سواء بشكل هرمي او افقي، فالتواصل الفعال بين الافراد اساس لعلاقة الانسان بالأخر

⁃ القدرة على حل المشكلات وتقبل الاختلاف حتى تتم عملية الانسجام والتوازن بنجاح بين الافراد في الاسرة والمجتمع

⁃ القدرة على التفاوض والاقناع في الحوار حتى يتم حفظ سلام هذه العلاقة الانسانية فكلما اُجيدت لغة الحوار كلما كان الوئام والسلام عنوان العلاقة بين الافراد سوا داخل الاسرة او المجتمع وغيره، فكثير من المشكلات الاسرية والاجتماعية ناشئة من عدم اتقان فن الحوار وضعف الاقناع

⁃ القدرة على التنظيم كذلك من المهارات الاساسية التي تطلبها اي علاقة انسانية داخل الاسرة او المجتمع مثل تنظيم الوقت، تنظيم الاولويات تنظيم المهام، فالتنظيم هو اساس النجاح وهو ضد التسويف وهو عنوان الاهتمام وهو ضد الاهمال

وحتى تستمر العلاقات الانسانية بنجاح خاصة في محيط الاسرة تحتاج كما يذكر العالم النفسي سيغموند فرويد:

“استمرار العلاقات يحتاج بعض الحب والاهتمام ومساحة من الثقة”.

فالحب والاهتمام والثقة، ركيزة لأي علاقة انسانية

فاذا نجحت العلاقات بين افراد الاسرة نجحت كذلك في بناء وتماسك المجتمع، فهذا النمو لا يتم بدون الانسان، ايضا تحمل العلاقة الانسانية كثير من المشاعر كالحب والكراهية، الخوف والامان، الثقة وانعدامها، التعصب والتسامح، التعاون والتنافس، فتعمل تلك المشاعر بعد تفاعل الانسان الفرد والاخرون على تكوين الآراء والاتجاهات وتكوين القيم والعادات الاجتماعية وهي مشاعر تنمي لديه روح الانتماء للمجتمع والاسرة والقبيلة والجماعة والزملاء وغيره، فبدون العلاقات الانسانية لا يكون هناك بناء ولا تماسك، لذا على الانسان ان يكون في علاقاته الاجتماعية ساعي للتقبل والاحترام سواء كان مع من يشبهه او يختلف معه.

تحرير الاخصائية الاجتماعية

مريم معيض العتيبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى