لبنان: هل تحقق انتخابات مايو النيابية التغيير الذي ينشده الناخبون؟
[ad_1]
بانتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية اللبنانية للعام 2022، يكون لبنان على موعد مع المرحلة الثالثة والأخيرة، والتي ستشهد إجراءا الانتخابات في الداخل اللبناني، في الخامس عشر من أيار/ مايو الجاري، وسط توقعات واسعة النطاق من قبل محللين، بألا تغير تلك الانتخابات كثيرا، في المشهد السياسي العام، في ظل انهيار اقتصادي وأزمات معيشية غير مسبوقة.
وشملت المرحلتان الأوليان من الانتخابات النيابية اللبنانية، كل المغتربين اللبنانيين في 58 دولة بالعالم، ووصلت نسبة الاقتراع فيهما وفقا للخارجية اللبنانية، إلى حدود 60 بالمئة، وقال مدير المغتربين في وزارة الخارجية اللبنانية هادي هاشم، إن مابين 128 ألف ناخب و130 ألفا، من المقيمين بالخارج، صوتوا في تلك الانتخابات، فيما وصلت نسبة مشاركة الخارج، في انتخابات 2018 إلى 50.76 بالمئة.
هل ستغير الواقع؟
ربما يكون السؤال الذي يتردد، لدى كثير من اللبنانيين وغير اللبنانيين حاليا، هو هل تفلح تلك الانتخابات في تغيير الواقع السياسي في البلاد، والذي يشتكي كثير من اللبنانيين من أنه يعمه الفساد، وووفقا لمراقبين فإن نسبة المشاركة الإجمالية في الانتخابات النيابية اللبنانية، هي التي ستعكس مدى رغبة اللبنانيين في تغيير الوضع السياسي القائم في البلاد أم لا.
ويرى هؤلاء أن تلك الانتخابات تمثل فرصة للبنانيين لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين، لإحداث تغيير سياسي ضئيلة جدا، في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية، والتوريث السياسي، وأنهكته أزمات متراكمة، وتأتي تلك الانتخابات بعد انتفاضة شعبية واسعة، شهدها لبنان خريف العام ،2019 وتكررت خلالها مطالبات بتنحي الطبقة السياسية الحاكمة، التي حملها المحتجون مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي، والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة.
ورغم أن نسب الإقبال على التصويت في الخارج، التي أعلنتها الخارجية اللبنانية، تبدو مشجعة، إلا أن كثيرين يرون أنها تبدو ضئيلة، مقارنة بعدد اللبنانيين المنتشرين في أنحاء العالم، والذين يقدر عددهم بالملايين، وهم الذين يعلق عليهم المرشحون المستقلون آمالا كبيرة، في تغيير المشهد السياسي، على اعتبار أن أعدادا كبيرة منهم هربت من الواقع السياسي، الذي ترعاه قوى تقليدية داخل البلاد منذ عقود.
ويمثل توقيت الانتخابات النيابية اللبنانية، فرصة حقيقية للتغيير وفقا لمراقبين، إذ أنه يأتي في أعقاب كوارث متتالية، شهدها لبنان على مدار الأعوام الماضية، وحمل الفساد السياسي والحكومي المسؤولية عنها، بدءا من الأزمة المالية والاقتصادية، وتدهور مستويات المعيشة إلى مستويات غير مسبوقة، إلى إنفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس من العام 2020، والذي أودى بحياة أكثر من 218 شخصًا، وأدى إلى إصابة أكثر من 7000 آخرين، وكلها عوامل أدت إلى احتقان لدى الشارع اللبناني تجاه الطبقة السياسية.
غير أنه وبينما يعول كثيرون، على أن تترجم نقمة اللبنانيين على الطبقة السياسية التقليدية في صناديق الاقتراح، لصالح قوائم المعارضة، والمجموعات التي أفرزتها الانتفاضة الشعبية، فإن مراقبين يرون أن قلة خبرة خصوم السلطة، وضعف قدراتهم المالية، يصبّ في صالح الأحزاب التقليدية.
ويعتبر جانب من اللبنانيين الذين يحدوهم الأمل، أن المشاركة في هذه الانتخابات وبقوة، تعد أهم من أي وقت مضى، وأن مقاطعتها تعني موافقة ضمنية، على استمرار نهج الفساد والمحاصصة، وتتجسد تلك الرؤية في خطاب قوى التغيير في لبنان، الذي يحث اللبنانيين على عدم المقاطعة، ويرى أن الطبقة الحاكمة، هي المستفيدة من كل مستاء ومحبط، مما وصل إليه البلد، وفي ذات الوقت يرفض الادلاء بصوته.
لكن وعلى الجانب الآخر فإن هناك كثيرين من اللبنانيين، ممن لا يعلقون آمالا كبيرة على تلك الانتخابات، ويرون أن صناديق الاقتراع ليست سوى “مضيعة للوقت”، وأن هذه الانتخابات، لن تحدث تغييرا كبيرا في المشهد السياسي، ويعتبر هؤلاء الداعون إلى مقاطعة تلك الانتخابات، أن السلطة الموجودة في لبنان حاليا، هي سلطة متجذرة وغير قابلة للتغيير، تعتمد على القوة في الداخل، وعلى الدعم الاقليمي من الخارج، ومن ثم ومن وجهة نظرهم، فإن الكلمة والاحتجاج وصناديق الاقتراع لن تغير كلها من الأمر شيئا.
يذكر أن نسبة المشاركة، في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في لبنان، كانت قد وصلت إلى 49.20 بالمئة، في حين وصلت إلى 54 بالمئة في انتخابات عام 2009.
هل يحقق الناخب اللبناني ما يتوق إليه من تغيير عبر الانتخابات النيابية المرتقبة؟
كيف تابعتم نسب مشاركة اللبنانيين المغتربين عبر المرحلتين الأولى والثانية؟
إذا كنتم في لبنان هل أنتم مع التصويت أم مع المقاطعة ولماذا؟
هل تتفقون مع من يرون أن المقاطعة ستصب في النهاية في صالح أحزاب السلطة التقليدية؟
وهل يبدو الواقع السياسي في لبنان عصيا على التغيير بالكلمة والاحتجاج والانتخابات كما يقول البعض؟
كيف ترون مايقوله البعض من أن المرشحين المستقلين والداعين للتغيير يفتقدون إلى التمويل والخبرة لتحقيق أنجاز في تلك الانتخابات؟
وما هو أثر غياب المكون السني عن تلك الانتخابات بعد إعلان زعيم تيار “المستقبل” رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عزوفه عن خوضها؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 11 أيار/ مايو
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link