الجفاف في العراق: مقطع فيديو لرجل يقطع نهر دجلة مشيا يلخص أزمة المياه في البلاد
[ad_1]
“هل وصل نهر دجلة إلى النهاية؟” سؤال فرض نفسه بقوة خلال الأيام الماضية عبر منصات التواصل الاجتماعي في العراق التي انشغل روادها برصد الآثار المدمرة للتغير المناخي على حياتهم.
وقبل يومين، تداول نشطاء عراقيون مقطعا مصورا يظهر شابا يركض وسط نهر دجلة دون أن تغمره المياه، ما يعكس مدى الجفاف غير المسبوق الذي ضرب أحد أهم الروافد المائية في البلاد.
ما حقيقة المقطع المتداول؟
ولم تتمكن بي بي سي من تحديد طبيعة المكان الذي صٌور فيه الفيديو، إلا أن نشطاء أشاروا إلى أن “المقطع المتداول تم تصويره في منطقة ما بين جسري الجمهورية والأحرار في العاصمة بغداد، وهي منطقة كانت مستويات المياه فيها عميقة”.
وفي الوقت الذي شكك فيه البعض في صحة الفيديو، أكد آخرون أنه واحد من بين عشرات الفيديوهات التي لخصت حقيقة أزمة المياه المتفاقمة في بلاد الرافدين.
وبعد ساعات من تداول المقطع، أصدرت وزارة الموارد المائية بيانا طمأنت فيه الناس على منسوب المياه المتدفقة في نهر دجلة.
ولم يشكك مستشار وزير الموارد المائية عون ذياب في حقيقة المقطع المتداول، لكنه تحدث عن “استغلال” البعض له.
وأوضح ذياب بأن “تدفقات النهر في بغداد تصل إلى 400 متر مكعب في الثانية، وهي كمية كبيرة للغاية” حسب قوله.
سخط وتحسر على الماضي
بدا المشهد صادما للمدونين العراقيين الذين حرصوا على تداول المقطع بكثافة حتى تفجر نقاش بيئي حاد عبر موقع تويتر ترددت أصداؤه في دول عربية أخرى عبر عدة وسوم أبرزها “#انقذوا_نهر_دجلة،و#سدود_تركيا_تقتلنا” .
واستنكر معلقون ” تملص” الحكومة من مسؤوليتها التي تتجلى في حماية الأمن المائي العراقي ومواجهة التصحر.
وطالب آخرون المسؤولين بالتصدي لدول الجوار التي تتحكم بحصة البلاد من مياه دجلة والفرات.
ويرى المشاركون في النقاش أن السدود التي تبنيها تركيا وإيران تلعب دورا أساسيا في تعميق مشكلة الجفاف في العراق.
ويعد العراق من بين البلدان التي تعتمد بشكل أساسي على دول الجوار لتوفير احتياجاته المائية.
ويشار إلى أن 90% من منابع الأنهار التي تصب في العراق تأتي من تركيا وإيران.
ولم ينجح العراق منذ منتصف القرن الماضي في إيجاد حلول للأزمة التي باتت تمثل ورقة ضغط بيد دول المنبع.
وقد هددت الحكومة العراقية في مناسبات عديدة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للفصل في مسألة تقاسم المياه، إلا أنها لم تٌقدم فعليا على تدويل الملف.
انتقد نشطاء الآراء التي تتجاهل إهمال الحكومات المتعاقبة وتنظر إلى أزمة المياه على أنها مجرد ظاهرة طبيعية أو مؤامرة خارجية.
ويرى كثيرون أن ضعف تلك الحكومات والتجاذبات الإقليمية ساهم بشكل أساسي في انحسار المياه وتفاقم موجات الجفاف التي كان من الممكن تجنبها من خلال وضع خطط متطورة لتخزين المياه.
واختار مدونون وسم “عراق بلا رافدين” كإشارة ساخرة إلى أن البلد الذي طالما عرف بثرائه المائي سيصبح قريبا أرضا قاحلة.
كما تداول مدونون على فيسبوك شهادات لمزارعين عراقيين يشكون قلة حيلتهم بسبب موجة الجفاف وانخفاض منسوب المياه نتيجة قطع روافد الأنهار التي تنبع من دول الجوار.
وكانت الحكومة العراقية قد قلصت مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، بسبب الأزمة المائية التي تعيشها البلاد،
أرقام وظواهر تدق ناقوس الخطر
ويعد العراق الغني بالنفط، واحدا من بين أكثر خمس دول تضررا من التغير المناخي وأكثرها عرضة لخطر التصحر.
وتحذر تقارير دولية من أن المياه التي يحصل عليها العراق من نهري دجلة والفرات سوف تجف في غضون 20 عاما إذا لم يتم فعل شيء.
كما يشير تقرير حكومي إلى أن موارد العراق المائية قد تراجعت بنسبة 50 بالمئة منذ العام الماضي بسبب فترات الجفاف المتكررة وانخفاض معدل هطول الأمطار.
وقد أصبحت حالات الجفاف والعواصف الرملية ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية ظواهر متكررة في العراق.
وحلّت العاصفة الترابية ضيفا ثقيلا على العراق خلال الأسابيع الفائتة، لتزيد معاناة سكانه.
لم يجد كثيرون ملاذا آمنا إلا مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون فيها عن حلول واقتراحات ناجعة لمجابهة موجات الغبار الزاحفة نحو المدن.
وقد نشطت مؤخرا حملة الكترونية تحث المواطنين على تشجير المدن والاعتماد على جهودهم الخاصة للحد من التصحر.
[ad_2]
Source link