روسيا وأوكرانيا: هل ينجح حظر واردات النفط الروسي في وقف تمويل آلة بوتين الحربية؟ – الغارديان
[ad_1]
تناولت الصحف البريطانية تأثير المقترح الأوروبي بشأن حظر واردات النفط الروسي على التمويل العسكري لفلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، بالإضافة إلى تأثير توسيع حلف الناتو في زيادة الشقاق بين دول شرق وغرب القارة الأوروبية.
ونبدأ من صحيفة الغارديان التي نشرت مقالا افتتاحيا بعنوان “حظر النفط الروسي: وقف تمويل آلة بوتين الحربية”.
وتقول الصحيفة إن مقترح الاتحاد الأوروبي بشأن حظر واردات النفط الروسي تهدف إلى حرمان الكرملين من مصدر دخل حيوي.
وتبدأ الصحيفة مقالها بسؤال إلى أين تصل أوروبا بخطوتها؟ فإن كان غزو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا في فبراير/ شباط فاجأ دول الغرب، إلا أن الاتحاد الأوروبي فاجأ الجميع بسرعة اتحاده وعمق استجابته لتطورات الوضع.
وبينما وضع الاتحاد الأوروبي، في تناقض صارخ مع بريطانيا، خطة سريعة لاستيعاب اللاجئين داخل تكتله، أتاح إرسال أسلحة دفاعية عبر الحدود الأوكرانية مساعدة عسكرية ثمينة لكييف، فضلا عن حجم العقوبات التي فرضها الاتحاد على أفراد وبنوك وشركات روسية.
بيد أنه في الوقت الذي كان الاتحاد الأوروبي يتخذ فيه هذه الإجراءات، كانت الدول الأعضاء تعطي بوتين المليارات أسبوعيا ثمنا لفاتورة واردات النفط والغاز الروسي.
كما أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مرارا أن اعتماد أوروبا في مجال الطاقة على موسكو وفر وقودا ماليا يستخدم في تدوير آلة الحرب الوحشية للكرملين.
ويقول المقال إن التعامل مع هذه العلاقة وتقليصها يعد أمرا حيويا، إذ تسعى بروكسل إلى الضغط على روسيا وتأمين الاستقلال الاستراتيجي لدول الاتحاد في المستقبل. وفي خضم أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة، وفي ظل ركود عالمي يلوح في الأفق، فإن حظر الطاقة يحمل مخاطر كبيرة مرتبطة بمعدلات التضخم ومعاناة المستهلكين.
ويحقق حظر واردات النفط، الذي اقترحته يوم الأربعاء رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، توازنا جيدا بين الطموح والحذر.
فوفقا للخطة، سيجري حظر إمدادات النفط الخام الروسي في غضون ستة أشهر، ومشتقاته بحلول نهاية العام، كما ستكون ألمانيا، التي خفضت بالفعل مستوى النفط الوارد من روسيا بشكل كبير، قادرة على التخلي عنه.
ولا تملك دول مثل المجر وسلوفاكيا اقتصادا قادرا على الصمود، ولذا ستحصلان على إعفاء حتى عام 2023، وإن كانت الدولتان تطالبان بمزيد من الوقت.
ومما لا شك فيه أن المهمة كبيرة لإعادة توفير مصدر يفي بربع إمدادات القارة من النفط، لكن الخطوة ستحرم خزائن بوتين من 310 مليون دولار يوميا، وهي إحدى الدعائم المالية الرئيسية لنظام حكمه.
كما توجد دعوات لفرض حظر مواز على واردات الغاز الطبيعي الروسي، بيد أن الضغط على موسكو ينبغي التعامل معه بحذر شديد، لاسيما في ظل الركود الكارثي في الغرب، والذي قد يؤدي إلى تآكل الدعم الشعبي للعقوبات، وربما يفضي إلى اضطرابات اجتماعية، قد تساعد قضية روسيا بدلا من كبح جماحها.
وتقول الغارديان إن الاتفاق على حظر النفط الروسي يقدم دليلا قويا حتى الآن على أن حرب بوتين تخلق أوروبا جديدة. فقبل شهر، كانت ثمة شكوك بشأن مقدرة الاتحاد الأوروبي في الذهاب إلى هذا الحد، وخصوصا ألمانيا، التي مزقت في غضون أسابيع فرضيات السياسة الخارجية والاقتصادية القائمة لديها منذ عقود.
ويختتم المقال تحليله بأن “فطام” دول الاتحاد الأوروبي عن النفط والغاز الروسي، سيسرع الخطى نحو انتقال ضروري إلى الطاقة النظيفة، مضيفا أنه في حالة الحفاظ على جبهة أوروبية موحدة، سوف يتطلب ذلك نوعا من التضامن الاقتصادي بين الدول الأعضاء كما حدث خلال فترة الوباء.
هل يعمق توسع الناتو الهوة بين الشرق والغرب؟
ننتقل إلى صحيفة الفايننشيال تايمز ومقال كتبته آن-ماري سلوتر بعنوان “توسيع الناتو يعمق الهوة بين الشرق والغرب”.
وتحذر الكاتبة في بداية المقال من أنه بعد نحو ثلاثة أشهر من غزو الرئيس الروسي لأوكرانيا، يجب علينا جميعا الحذر من الفخاخ الجيوسياسية المقبلة، مشيرة إلى أن قادة العالم يفكرون في إعادة تقسيم أوروبا بطرق من شأنها أن تهدد السلام على المدى الطويل.
وتقول الكاتبة إن فنلندا والسويد قررتا تقديم طلب رسمي للانضمام إلى الناتو، وتضيف أن الرأي العام الفنلندي والسويدي يتجه حاليا إلى الموافقة بنسبة تزيد على 50 في المائة لصالح فكرة الانضمام، وهي زيادة حادة في السويد، المحايدة بطبعها، وفنلندا، الحذرة بطبعها، والتي لديها حدود 800 ميل تقريبا مع روسيا.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم يعرب عن التزام علني، رحبت جوليان سميث، سفيرة الولايات المتحدة لدى الناتو، بهذا الاحتمال.
وتقول الكاتبة إنه يتعين على جميع الأطراف المعنية أن تتمهل، فالتهديد بغزو روسيا لفنلندا أو السويد غير وارد، لكن انضمامهما في التحالف العسكري سيعيد رسم الانقسامات الأوروبية التي سادت في القرن العشرين، بل ويعمقها بطرق من شأنها أن تكبح التفكير الأكثر شجاعة بشأن كيفية تحقيق السلام والازدهار التي سادت في القرن الحادي والعشرين.
وتضيف الكاتبة أنه يتعين أن يكون هدف الناتو حاليا هو مساعدة القوات الأوكرانية على دفع بوتين بعيدا بما فيه الكفاية للعودة إلى مواقعه الأولى شرق البلاد، بحيث يكون على استعداد للدخول في مفاوضات سلام جادة.
والسؤال: كيف يبدو هذا السلام الإيجابي؟
تقول الكاتبة إن بوتين لن يحضر إلى طاولة المفاوضات لمجرد التصديق على هزيمة، كما أن تحويل روسيا إلى كوريا الشمالية من خلال العقوبات، سيدفعها إلى التقرب من الصين. علاوة على ذلك، فإن روسيا الضعيفة ستكون بمثابة عنصر مفسد دائما في السياسة الأوروبية والعالمية.
وتضيف الكاتبة أنه يجب أن يكون السؤال الحقيقي هو كيفية الوصول إلى أفضل نتيجة لكل أوروبا: أوروبا “كاملة وحرة” و”تنعم بالسلام”، لأن روسيا جزء من هذه القارة، إذ تنتهي أوروبا وتبدأ آسيا عند جبال الأورال.
وتقول الكاتبة إنه يتعين على قادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تحديد أنه في مقابل تقديم الدعم العسكري والاقتصادي، يجب أن تكون أوكرانيا مستعدة للتفاوض بشأن ضماناتها الأمنية، وحقوق اللغة للأوكرانيين الناطقين بالروسية، وهيكل أمني أوروبي في المستقبل.
كما يجب على قادة فنلندا والسويد الاعتراف بأنه على الرغم من الحديث الدائم عن مزايا الحياد العسكري، إلا أن عدوان بوتين دفعهم إلى إعادة التفكير في الأمر، ولابد أن يؤدي ذلك إلى مناقشات أمنية جديدة، بما في ذلك اتفاقية محتملة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وجميع دول الشمال وأي دول أوروبية أخرى مستعدة للدفاع عن بعضها بعضا إذا تعرضت لهجوم.
وتختتم الكاتبة مقالها بأن بوتين جعل “الهيكل الأمني الأوروبي الجديد” عبارة سلبية، تدل على استسلام، كما يقول الرئيس الأوكراني.
وتؤكد الكاتبة أن أوروبا لن تنعم بالسلام حقا ما لم تدمج دول أوروبا الشرقية، بما في ذلك روسيا، داخل هياكلها الاقتصادية والأمنية.
[ad_2]
Source link