إدمان الكحول: أب يتغلب عليه، وابنه يقع ضحية له
[ad_1]
- ماري ماكول وكريس كليمينتس
- بي بي سي نيوز اسكتلندا
يرجع فريد باري الفضل في تغلبه على الإدمان على مدى العشرين عاما الماضية للفترة التي قضاها في عيادة كاسل كرايغ الخاصة لإعادة تأهيل المدمنين في منطقة الحدود الاسكتلندية.
يقول باري البالغ من العمر 66 عاما إن التعافي من إدمان المشروبات الكحولية هو أفضل شيء حدث في حياته، وهو الآن عازف لآلة التشيللو ومدرس موسيقى وزوج وأب.
عندما بدأ ابنه آدم صراعه مع الإدمان، أرسله إلى نفس العيادة أملا في أن يشفى من إدمانه.
ولكن في السادس من مايو/أيار عام 2021، توفي آدم في غرفة نومه بعد إصابته بما يشتبه في أنه نوبة تشنجية، أو زيادة مفاجئة في النشاط الكهربائي في المخ، ناتجة عن أعراض انسحاب الكحول من جسمه. كان عمره لم يتعد الاثنين وثلاثين عاما.
يقول باري: “لم أستطع دخول غرفته لرؤيته، بل اضطررت إلى استدعاء عمال الإطفاء لمساعدتي. كان شيئا مروعا، مروعا للغاية. ما كان ينبغي أن يحدث ذلك.
“كثيرا ما نشعر بالغضب إزاء المدمنين، ولكن بالنسبة لأسرهم، فإنها تشعر بالعذاب عندما ترى ما يحدث لأحبائها.
“لكنني كنت أيضا مدركا للعذاب الذي يعاني منه آدم، لقد كان يعاني ولكنه لم يستطع أن يجد مخرجا”.
يصف باري، وهو من مدينة غلاسكو الاسكتلندية، ابنه آدم بأنه كان شابا حلو الحديث شديد الذكاء، وكان دائما ما يقرأ كتابين أو ثلاثة في الوقت ذاته.
يضيف: “لدينا هذا التصور عن كيف يكون شكل مدمن الكحوليات، لكن آدم لم يكن كذلك”.
بدأ إدمان آدم يسيطر عليه عندما بدأ في دراسة الكيمياء بجامعة سانت أندروز، حيث فشل في بعض امتحاناته، ما أدى إلى تركه للدراسة تماما.
بعد شعوره بخيبة أمل تجاه العاملين بخدمة معالجة الإدمان، دفع باري 15 ألف جنيه استرليني مقابل إعادة تأهيل آدم في عيادة كاسيل كرايغ، التي قال إنها ساعدت ابنه على إبقاء جسده خاليا من الكحول على مدى نحو 3 سنوات.
يقول باري إنه عندما تلقى العلاج في العيادة ذاتها عام 2000، تحملت هيئة التأمين الصحي وهيئة الخدمات الاجتماعية نفقات علاجه.
لكن في عام 2017، عندما التحق آدم بجامعة غلاسكو، بدأت مشكلاته مع الإدمان.
يقول باري: “خلال تلك الفترة كلها كنا نظن أن آدام يعاني من مشكلات تتعلق بالصحة العقلية مرتبطة بإدمانه”.
“لكن محاولة مواجهة تلك المشكلات كان أمرا مستحيلا. لم يكن بالإمكان عرضه على طبيب نفسي. المساعدة التي قدمت لنا كانت قليلة وعلى مراحل متفرقة، وكانت المسؤولية تقع على عاتقه في الذهاب إلى مكان بعينه في وقت محدد.
“عندما تعاني من الإدمان، تكون الفوضى هي السمة الغالبة على حياتك، ولا تعرف كم الساعة أو ما اليوم، ومع هذا ينتظرون منك أن تذهب في المواعيد التي يحددونها”.
“كل ما تستطيع أن تفعله هو حبسه”
في النهاية، بدء إدمان آدم يخرج عن السيطرة، وكان وقتها عاطلا عن العمل ولا يزال يعيش مع والديه.
يقول أبوه إنه كان ينفق أموال إعانة البطالة على المشروبات الكحولية، ثم يتوقف عن تناولها تدريجيا عندما تنفد تلك الأموال – وهي عملية أدت إلى دخوله المستشفى للعلاج من نوبات تشنجية.
خلال الأشهر الستة الأولى التي سبقت وفاته، دخل آدم المستشفى 6 مرات للعلاج من نوبات تشنجية.
كانت الأسرة تريد أن ترسله إلى عيادة إعادة التأهيل مرة أخرى، لكنها لم تقدر على تحمل نفقاتها. يقول باري إنه في ذلك الوقت كان آدم مريضا للغاية لدرجة لا يستطيع معها الموافقة على تلقي المزيد من العلاج بينما أخذت حالته الصحية في التدهور.
ويطالب باري الحكومة الاسكتلندية بتحسين خدمات معالجة الإدمان، بما في ذلك مراكز وعيادات إعادة التأهيل السكنية.
يقول باري: “أخبرني أحد الأطباء بأنه ليس هناك ما يمكن أن تفعله لمساعدة المدمن، كل ما تستطيع أن تفعله هو حبسه والتخلص من المفتاح – أخبرني بذلك أمام آدم في المستشفى.
“[إعادة التأهيل] هي العلاج الذي كان سيختاره آدم. لكنه لم يكن بحاجة إلى قضاء 6 أسابيع فقط في إعادة التأهيل، بل كان يحتاج إلى فترة أطول من ذلك بكثير، وكان بحاجة إلى اتباع نظام محدد بعد خروجه”.
عدد قياسي للوفيات الناتجة عن الإدمان
في أغسطس/آب، أظهر المكتب الوطني للإحصاء في اسكتلندا أن الوفيات الناتجة عن تناول المشروبات الكحولية ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ 10 سنوات.
فقد ازدادت بنسبة 17 في المئة عن العام السابق لتبلغ 1190 حالة وفاة، وهو العدد الأكبر منذ عام 2008.
واقترح حزب المحافظين الاسكتلندي مشروع قانون “للحق في التعافي” يضمن للجميع الحق في تلقي العلاج من الإدمان، بما في ذلك الإقامة في مراكز إعادة التأهيل.
وقال الحزب يوم الجمعة الماضي إن استطلاعا أجري على سبيل استشارة أفراد الشعب أظهر أن 77 في المئة ممن شملهم يؤيدون مشروع القانون.
ويقول الدكتور سانديش غولهاني، عضو الحزب ووزير الصحة في حكومة الظل: “نعتقد أن الحق في التعافي [من الإدمان] هو جزء مهم جدا من الحل، وأنا مسرور للاستجابة الإيجابية للغاية له من قبل أصحاب الشأن، الذين يدركون أنه مشروع قانون منطقي تمت صياغته بالتشاور مع خبراء في مجال الإدمان.
“في الوقت الحالي، هناك عدد كبير للغاية من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات تتعلق بالإدمان ولا يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها، ولكن هذا التشريع سوف يحفظ حقهم في تلقي علاج قد ينقذ حياتهم، بما في ذلك مراكز إعادة التأهيل السكنية”.
وتقول أنجيلا كونستانس وزيرة سياسات مكافحة المخدرات إن الحكومة الاسكتلندية خصصت 250 مليون جنيه استرليني لتحسين خدمات الإدمان على مدى خمس سنوات.
وتضيف كونستانس “الحكومة الاسكتلندية على أتم الاستعداد لدراسة مشروع القانون، ونتطلع كذلك إلى دراسة تحليل الاستشارة الشعبية ومسودة مشروع القانون.
“وبينما تستمر تلك العملية، نركز على اتخاذ إجراءات الآن، وتوجيه استثمارات جديدة لتحسين الخدمات وإنقاذ الأرواح”.
وتقول المتحدثة باسم حزب العمال الاسكتلندي لسياسات مكافحة المخدرات، كلير بيكر، إن الحزب سيؤيد أي اقتراحات من شأنها إنقاذ أرواح الناس.
وتضيف: “ليس هناك حل سحري لهذه القضية – نحن بحاجة إلى استخدام كل ما لدينا من وسائل الآن لتوفير العلاج والدعم اللازمين لمساعدة الناس”.
[ad_2]
Source link