كيف تفاعل مغردون سعوديون مع زيارة أردوغان لبلادهم؟
[ad_1]
في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن زيارته إلى السعودية “نجحت في طي صفحة خلافات استمرت 3 سنوات بين الرياض وأنقرة”، انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين المؤيدين لزيارة الرئيس التركي وما أسموه بتغير موقفه تجاه القضايا الخلافية مع دول الخليج وبين مغردين شنوا هجوما حادا عليه داعين إلى “عدم الثقة فيه” معتبرين أن تغير موقف أردوغان بسبب تغير المصلحة التركية فقط في الوقت الراهن.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في تصريحات له أثناء زيارته إلى السعودية إن أمن الخليج جزء من أمن تركيا، إضافة إلى إعلانه عن اتفاقيات اقتصادية مشتركة بين الرياض وأنقرة لدفع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
إلا أن تصريحات أردوغان لم تلق إلا هجوما حادا من قبل مغردين سعوديين بسبب ما أسموه بتغير موقفه بشأن العديد من القضايا الخلافية مع دول خليجية، كما أعرب البعض عن دهشته حيال ” التراجع في قضيتي مقتل خاشقجي والإخوان المسلمين في مصر”
فيما رأى أحد المغردين أن الثقة لن تعود بين البلدين
فيما أثنى أخرون على تغير الموقف التركي تجاه القضايا الخلافية مع دول الخليج معلنين أن أنقرة رفضت تجديد إقامات عشرات من جماعة الإخوان المقيمين على أرضها
فيما اعتبر آخرون أن تركيا دولة كبرى مؤثرة وهذه أحد أسباب المصالحة
يوسف المزيني أشاد بإغلاق قناة ”مكملين“ وهي قناة معارضة كانت تبث من تركيا بعد زيارة السعودية.
الانتخابات التركية والأزمة الاقتصادية أهم الأسباب
اعتبر المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لها بعدا إيجابيا مؤكدا في تصريحات خاصة لبي بي سي أنه في إطار سعي تركيا لإصلاح علاقاتها مع دول الخليج والتي بدأتها بالإمارات ثم البحرين والكويت٬ لكن تبقى السعودية أكبر دول الخليج وأكثرها نفوذا وهنا تكمن أهمية الزيارة والتي بحسب التصريحات الصحفية التركية تفتح صفحة جديدة في العلاقات ما بين البلدين.
وقال أوغلو إن التغيرات الإقليمية والدولية الحاصلة الآن خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية إضافة إلى الانسحاب الأمريكي من منطقة الخليج والملف النووي الإيراني وإعادة إحياء الاتفاق النووي مع أمريكا كلها أسباب تتطلب تغير التحالفات خاصة وأن تركيا والسعودية لديهم مصالح مشتركة ومخاوف مشتركة موضحا“ أن التصريحات التركية أن آمن الخليج هو أمن تركيا دليل واضح على ذلك“
وأرجع أوغلو أسباب السعي التركي إلى تحسين العلاقات مع دول الخليج إلى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التركية وتأزم الاقتصاد التركي وبالتالي هناك سعي لتحسين العلاقات الاقتصادية مضيفا أن دول الخليج تتطلع أيضا لهذه الانتخابات لمعرفة من سيفوز في الانتخابات الرئاسية
قال أوغلو“ نتحدث الآن مبدئياً عن اتفاقات اقتصادية بين تركيا والسعودية قد تتحول في المستقبل إلى مشاريع مشتركة كبيرة بين الطرفين.
انتهاء حقبة الإخوان في تركيا
وعن ملف الإخوان المسلمين ودعم تركيا لهم أكد أوغلو أن ”هذه الصفحة قد طويت تماما ولم يعد للإخوان المسلمين حضور في هذا السياق في تركيا. وقال“ ربما كان هناك تواجد مدني أو إنساني أو اقتصادي ومن الممكن أن يستمر لأنه لم يتطرق للأمور السياسية، أما عن النقد السياسي أو التدخل في السياسية فلن يسمح لهم من الأراضي التركية مضيفاً أنه ربما تغلق جميع المنصات الإعلامية التابعة للإخوان المسلمين. وعن استضافة تركيا للعديد من القيادات الإخوانية أوضح أوغلو أنهم إذا أرادوا البقاء في تركيا فعليها أن “يسيروا مع النهج التركي ومن لا يقبل فعليه مغادرة تركيا”.
تسويات سياسية واجبة
في المقابل استبعد المحلل السياسي السعودي هاني النقشبندي أن يحدث تحالف بين السعودية وتركيا أو مع دول الخليج في الوقت الحالي مؤكدا أن الزيارة التركية في هذا التوقيت في إطار التسويات السياسية الواجبة الهامة في المنطقة.
وقال النقشبندي في تصريحات خاصة لبي بي سي إن زيارة اردوغان للإمارات في فبراير الماضي والاستقبال الحافل له والاستثمارات الكبيرة التي أعلن عنها تعد أكبر دليل على أن هناك تفاهمات جيدة بشأن الملفات الخلافية مع دول الخليج وعلى رأسها ملف جماعة الإخوان المسلمين، وإلا ما كانت هذه الزيارات ستتم من الأساس. وأضاف ” سبق هذه الزيارة اتصالات مع مصر أيضا التي تشارك الأمارات حساسيتها تجاه جماعة الإخوان، وتشاركهم السعودية بالطبع لكن يضاف ملف خاشقجي الذي رفع من التوتر بين أنقرة والرياض“ مشيرا إلى أن تركيا على مدى ثلاث أعوام كانت تسوق لقضية خاشقجي دوليا حتى بدا وكأنها تصفية حسابات شخصية مع السعودية ما آثار حفيظة السعودية، وألان الموقف تبدل لإقامة علاقات جديدة قد لا تصل لدرجة التحالفات ولكن بما يضمن علاقة سياسية جيدة تحقق الفائدة للطرفين.
سياسة تركيا المتشددة
وأكد النقشبندي أن تركيا تعاني من أزمة اقتصادية خانقة ليس فقط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ولكن بسبب السياسيات التركية التي كانت تميل إلى التشدد في الفترة الأخيرة مضيفا أن هناك توقعات بان تصل نسبة التضخم في تركيا إلى ٦٠ آو ٧٠ بالمائة في الفترة القادمة. ما يعني أن الضغوط السياسية قوية جدا على الاقتصاد التركي وصانعي القرار في أنقرة ما يحتم وجود تعاون واستثمارات أجنبية في البلد وإنها أي قطيعة أو خلاف. وأوضح النقشبندي أن موقف تركيا سيكون معتدلا جدا في الأيام القادمة تجاه دول الخليج وستتخذ خطوات ملموسة وعملية تجاه ملف الإخوان المسلمين، مؤكداً أنها ستغير من تحالفها مع الإخوان المسلمين بما يتماشى مع مصالحها السياسية والاقتصادية. وأضاف “ رأينا بالفعل بوادر هذا التغير منذ فترة وسنراه بوضوح أكبر الفترة القادمة“ مؤكدا آن تركيا لم تحصل على المكاسب التي أرادتها بعد دعمها للإخوان مقارنة بخسائرها داخل تركيا وخارجها.
[ad_2]
Source link