كيف بدأت روسيا بالفعل الحرب العالمية الثالثة؟ – في الصنداي تايمز
[ad_1]
الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وتدخل العديد من الفاعلين الدوليين فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتهديد موسكو من آن لآخر باستخدام السلاح النووي، عوامل دفعت الصحف البريطانية لفرد مساحات لرصد تطورات الحرب هناك وتحليل مآلاتها.
في الصنداي تايمز كتب بيتر فرانكوبان، الأستاذ في جامعة أوكسفورد، تقريرا ذكر فيه أن الآثار الزلزالية للحرب يمكن رؤيتها في كل مكان، وتابع تحليله بالقول إن الجنود الروس اعتقدوا أنهم سيدخلون كييف في غضون أيام، في أعقاب الإعلان عن “العملية العسكرية الخاصة” في الرابع والعشرين من فبراير(شباط)، ولكن الحرب تحولت لما نراه الآن.
في الأسبوع الماضي، صرحت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، بأن على بريطانيا وحلفائها الغربيين أن يظهرها “الشجاعة وليس الحذر” وطالبتهما بالعمل على مساعدة كييف من أجل دفع القوات الروسية خارج “كامل أرجاء أوكرانيا”.
وهذه التصريحات تلقفها الإعلام الروسي على الفور ونقلها كدليل على أن الحرب الحالية هي بين “الغرب وروسيا” وأن “القرار قد اُتخذ في لندن على ألا تنتهي الحرب إلا بعد تحقيق فوز حاسم وشامل على موسكو”.
منذ أن بدأت الحرب ومذيعو المحطات التلفزيونية الروسية والكتاب يقولون إن روسيا تخوض صراعا عالميا وجوديا، والوصف الذي كان قد يُعتبر مبالغة كبيرة منذ عدة أسابيع، هو الآن وجهة نظر لها وجاهتها خارج روسيا أيضا.
ويمضي الكاتب في القول، حين سُئلت فيونا هيل، كبيرة مديري الشؤون الأوروبية والروسية في مجلس الأمن القومي الأمريكي حتى وقت قريب، الأسبوع الماضي إذا ما كان القول إن قيام حرب عالمية جديدة احتمال بعيد، فإنها أجابت بصورة مباشرة قائلة: “نحن بالفعل في هذه الحرب، ونحن فيها منذ بعض الوقت “.
لكن ما حدث في الأسابيع التسعة الماضية له بالفعل عواقب زلزالية – ستزداد موجاتها الصدمية أقوى وأكثر خطورة خلال الصيف بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بعيدًا عن الخطوط الأمامية وبعيدًا عن أوكرانيا نفسها.
وتناول فرانكوبان استخدام روسيا لمواردها الطبيعية كسلاح في الحرب، وأضاف أنه على الرغم من الجهود لوقت صادرات النفط الأحفوري من روسيا إلا أنها تواصلت بصورة متصاعدة.
إن التحول عن هذا الاعتماد – على موارد الطاقة الروسي – المبالغ فيه سيستغرق سنوات وربما عقود، وسيتطلب اسثتمارات ضخمة في التكنولوجيا.
وضعت الحرب بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حالة الأزمة وزاد ذلك من التعاون بينهم، وتعجب الكاتب من حديث وزيرة خارجية بريطانيا عن “خطة مارشال لأوكرانيا”، وتساءل ماذا عن خطة مارشال لدول تضررت من الحروب في السنوات الأخيرة مثل سوريا وليبيا وأفغانستان.
تهديدات روسيا النووية
ونتحول لافتتاحية الأوبزفر، والتي كتبت إن رؤية الصحيفة للحرب تتمثل في أن: “تهديد بوتين باستخدام السلاح النووي يعني أنها تخسر حرب أوكرانيا”.
وتقول الصحيفة إنه بينما تُضعف الحرب في أوكرانيا وتبعاتها القدرات العسكرية التقليدية لروسيا، فإن الحكومة الروسية عادت إلى التهديد بالسلاح النووي لإظهار القوة.
يرغب بوتين في تخويف خصومه ولكن استراتيجيته تفشل، وبدلاً من تراجع حلفاء أوكرانيا، فإنهم يزيدون من دعمهم، فقد وافق الكونغرس الأمريكي هذا الأسبوع على أسلحة بقيمة 11 مليار دولار لأوكرانيا، أي ثلاثة أضعاف إجمالي المساعدة العسكرية التي قدمتها واشنطن حتى الآن.
لا يمكن تصور أن الأخطاء الفادحة وسوء التقدير سيأخذان العالم إلى حافة الهاوية النووية. ومع ذلك، هذا هو ما يتجه إليه العالم حاليا، فبينما استمرت أزمة الصواريخ الكوبية 13 يومًا، دخلت الحرب الروسية شهرها الثالث بالفعل.
ومع عدم ظهور نهاية واضحة في الأفق، تبدو المعارك الأكثر دموية قادمة حتما، مما يزيد من فرص ارتكاب الأخطاء.
قد يستخدم بوتين الخطاب النووي لإعطاء الانطباع بأنه غير متزن، إن حربه غير شرعية وغير أخلاقية، وكان تبريره لبدء الغزو مروعًا ومضحكًا.
مع ذلك، قد يكون هذا تمثيل، إذ يحاول الرئيس الروسي دعم موقفه الدبلوماسي بـ “نظرية الرجل المجنون” المتمثلة في التهديد باستخدام القوة المفرطة، والتي تتضمن شبح الأسلحة النووية.
على الرغم من أن هذا قد يبدو غير مقبول فإن بوتين العاقل، الذي يمتلك 2000 رأس نووي تكتيكي، أفضل من غير العاقل.
وتمضي الصحيفة في تحليلها بالقول: لهذا السبب حرص الرئيس الأمريكي على عدم منح روسيا أي ذريعة لتصبح الحرب نووية. وأوضح بايدن أن الولايات المتحدة لن ترسل جنودها إلى أوكرانيا ولن تنشئ منطقة حظر طيران أو تجري اختبارات صاروخية باليستية عابرة للقارات.
للأوكرانيين كل الحق في تحديد أهدافهم العسكرية، وكذلك حلفاؤهم في الناتو، إن أحد أهدافهم ليس زيادة فرص أن تصبح الحرب صراعا نوويًا محتملاً، لذلك يجب على قادة الغرب رفض الطلبات الاستفزازية والتصعيدية، فلا شيء آخر يمكن أن يكون أكثر خطورة.
[ad_2]
Source link