أخبار عاجلةمقالات

قضية زواج الاشخاص ذوي الاعاقة بين القبول والرفض وتأثيراتها النفسية … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: قضية زواج الاشخاص ذوي الاعاقة بين القبول والرفض وتأثيراتها النفسية … بقلم الدكتورة هلا السعيد

قال الله تعال في كتابه الحكيم
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
صدق الله العظيم

الشخص ذو الاعاقة كغيره يريد أن يحظى بحياة ملؤها الحب والمودة والاستقرار في عواطفه  ولا يأتي هذا إلا بوجود من يقاسمه الحب وذلك من خلال علاقة زوجية طرفاها محبان جمعتهما القناعة بقدرات كل منهما.
يتفق الجميع أن مشوار الشخص ذو الاعاقة يبدأ عند إكمال تعليمه وتأهيله ليدخل بعد ذلك معترك الحياة ضمن سعيه نحو الاستقلال الذاتي والاعتماد على النفس  بالحصول على وظيفة مناسبة ومن ثم التفكير بالزواج وهذا شيء طبيعي طالما لديه القدرة على القيام بمتطلبات الحياة الزوجية والعاطفية.
ولابد للشخص من ذوي الاعاقة أن يدرك أن الحياة الزوجية مسؤولية لها من الوجبات والحقوق وعليه أن يسأل نفسه هل لي القدرة والاستطاعة ما يجعلني متحملاً للمسؤولية على أكمل وجه…! فهناك الكثير من الاشخاص من ذوي الاعاقة ممن استطاع أن يبني أسرة فكانت عزيمته هي الحنان الذي ينعم به على أفراد أسرته ، ومثابرته هي الحماية لهم ، وإيمانه بقدراته هي الاطمئنان الذي خيم على من يعولهم.
وهنا احب ان اشير لما جاء في نص الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صدرت عام 2006   المادة 23 والتي نادت باحترام البيت والأسرة وحقهم بالزواج وتأسيس أسرة
ونحن الان لا نحتاج الى المناداة بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة فقط من خلال المؤتمرات والندوات والخطب الرنانة، وانما نحتاج الى تنفيذ الاقوال الى اعمال، كي نشعره بانه مواطن له حقوق وعليه واجبات، وله حق بالحياة والحب والصداقة والرعاية والعمل والإبداع والعلم.
فالزواج حق لكل إنسان لدية الرغبة في تكوين أسرة سواء كانت الرغبة من قبل الشاب أو الفتاة من دون تفريق بين الانسان العادي والانسان من ذوي الاعاقة مادامت الاستطاعة حاصلة والقدرة حاضرة. وأن زواج ذوي الاعاقة قد حدث منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، قصة ناجحة للصحابي (ابن أم مكتوم)  كان كفيف وقد تزوج وأنجب  ، وبذلك يوجد نماذج عديدة ناجحة من زواج ذوي الاعاقة.
تغيير الصورة المغلوطة عن زواج ذوي الاعاقة:
يجب الجميع ان  يعلم ان الاشخاص ذوي الاعاقة هم جزء من المجتمع لهم حقوق وعليهم واجبات وحيث  ان عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم يزيد عن مليار شخص في العالم ، أي ما يعادل 15% من سكان العالم ، أي انه عدد لا يستهان به لذلك من المهم الاهتمام بجميع احتياجاتهم النفسية والمعنوية والمادية والاجتماعية والتعليمية لكي يحصلون على حياه كريمة.
لذلك يوجد حاجة ملحة لتغيير المفاهيم المغلوطة لدى البعض عن الاشخاص ذوي الاعاقة، بجميع الامور التي تخصهم ،  وخاصة فيما يتعلق بموضوعنا اليوم (زواج الاشخاص ذوي الاعاقة ) وقدرتهم على تكوين اسر ناجحة معطاءة، وهذا لا يأتي الا من خلال:
-اسرة واعية مثقفة.
-مجتمع متقبل فكرة زواج ذوي الاعاقة.
-جهد وطني كبير لتحفيز المجتمعات لتفهم فكرة زواج ذوي الاعاقة.
– مسؤولية تقع على عاتق الجهات المسؤولة في تنفيذ بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، في مجال تعليم وتشغيل ذوي الاعاقة لكي يكون لديهم قدرة حقيقة في الاندماج في مجتمعاتهم بدون قيود قد تحد من اندفاعهم نحو تحقيق ابسط حقوقهم ومنها الزواج.
– اعلام متخصص لتثقيف المجتمع بقضية زواج ذوي الاعاقة
قضية زواج الاشخاص ذوي الاعاقة:
تعتبر قضية زواج الاشخاص ذوي الإعاقة من القضايا المهمشة مجتمعيا وبحثيا وإعلاميا، حيث إنها لم تأخذ القدر الكافي من البحث والطرح، رغم أنها من القضايا التي تهم شريحة واسعة في الوطن العربي من ( ذوي الاعاقة وأولياء الأمور والناشطين والمهتمين بقضاياهم).
وهي قضية هامة يجب تسليط الضوء عليها  من اجل تطبيق مبدأ العدالة والإنصاف والمساوة في التعامل مع قضايا ذوي الإعاقة ، ولتحسين نوعية الحياة لديهم .
اهمية زواج ذوي الاعاقة:
ان زواج ذوي الاعاقة يعطي الامان ، والاكتفاء الاجتماعي ، والدمج المجتمعي ، والاشباع العاطفي والجنسي ، والاحساس بالمسؤولية ، والاتزان النفسي للزوجين.
الدوافع للزواج:
1- تأمين الغرائز الطبيعية.
2- الحاجة إلى الأنيس.
3- التهرب من الوحدة والعزلة.
4- الحاجة إلى التعامل العاطفي والاستقرار النفسي.
5- الحفاظ على النوع البشري.
عوائق تعترض الحياة الزوجية
1- نظرة المجتمع للأشخاص ذوي الاعاقة وتفكيرهم في أنه غير منتج وغير صالح للمجتمع ، وخوفهم من فشل زواج ذوي الاعاقة.
2- البحث عن زوجة أو زوج يقبل بالزواج من شخص من ذوي الاعاقة.
3- المشاكل المادية عند الشخص ذوي الاعاقة مثل غلاء المهور، وتوافر الأجهزة التعويضية والمواصلات والسائق والمرافق (من يقوم بالخدمة والمساعدة).
4- عدم القدرة على التكيف بين الزوج أو الزوجة بالحياة مع الشخص من ذوي الاعاقة.
5- الاستغلال المادي من قبل بعض الأسر بعد التقدم للزواج.
‎6- عدم إقبال الفتيات على الارتباط بشخص من ذوي الاعاقة ، رغم انه يمكن أن يكون أفضل بكثير من أشخاص عاديين أخلاقيا ونفسياً.
7- الحالة الصحية، فبعض حالات الإعاقة وخاصة الاعاقة الذهنية الشديدة صاحبها غير مدرك لأفعاله وتصرفاته، ففي هذه الحالة هو غير قادر ولا يصح له الزواج لأنه لا يقدر المخاطر ، مع احتمالية إنجاب أبناء يحملون نفس الإعاقة.
رأي الاسرة بزواج الاشخاص من ذوي الاعاقة:
اختلفت اراء الاسر بين:
اولا: معارضون:
البعض من الاسر اجمع على رفض فكرة زواج أبنائهم
برروا رفضهم…
1-لأن الزواج مسؤولية كبيرة ورعاية ابن واحد متعب فكيف برعاية أسرة مكونة من شخصين من ذوي الاعاقة.
2- التخوف من انجاب ابناء يحملون اعاقة .
3- التخوف من تعامل الزوج الغير معاق للشخص من ذوي الاعاقة بطريقة غير جيدة بها اذلال له. 4- التخوف بان يكون الهدف من الزواج منذ البداية الاستغلال والمنفعة خصوصا إذا كان ذوي الاعاقة ثري او من اسرة ثرية.
ثانيا: مؤيدون:
والبعض الآخر أجمع على الموافقة على مثل هذا الزواج حيث تحقيق الكثير من المنافع والمصالح. ولكن بشروط معينة منها :
-أن تكون درجة الإعاقة بسيطة.
-ان تكون بموافقة طبية .
-ان تكون تحت إشراف ومتابعة الأسرة
-أن يتم الزواج تحت إشراف جهة علمية مختصة وموثوق بها، وأخصائيين يتابعون الزواج ويوجهونهم من خلال جلسات الإرشاد الاجتماعي والنفسي والأسري والتربوي.
برروا  تأييدهم…….انه بالزواج سوف يجدون معين للشخص ذوي الاعاقة يرعاه ويعتني به ويساعده في تدبر أمور حياته اليومية.
انواع الاسر:
اولا: الاسرة الواعية:
وكلما كانت الأسرة واعية ومدركة لطبيعة الإعاقة والصعوبات التي يعاني منها ابنهم أو ابنتهم من ذوي الاعاقة كلما اختلفت النظرة لقضية الزواج.
ثانيا: الاسرة الغير واعية :
تكون الأسرة هي أول من يتصدى لمشروع زواج الأبناء من ذوي الإعاقة. مع انه في بعض الحالات يكون الشخص ذوي الاعاقة نفسه أول من يفكر في الزواج.
اتجاهات أسرة الشخص من ذوي الاعاقة:
وهنا يبرز اتجاهان لدى أسرة الشخص من ذوي الاعاقة:
الاتجاه الأول
هو مطالبة الشخص ذوي الاعاقة بأن يتزوج من شريك مشابه له من ناحية الإعاقة:
كأن يكون الشريك يعاني من نفس الإعاقة (معاق سمعيا يتزوج من معاقة سمعية) ، أو أن يعاني الطرف الآخر في الزواج من إعاقة مختلفة ولكن يصنف ضمن فئة الاشخاص من ذوي الاعاقة ( معاق حركيا يتزوج من فتاة معاقة سمعيا).
مبررات أصحاب الاتجاه الأول :
-يرون أن مصلحة زواج ابنهم من شريك يعاني من نفس الإعاقة أو إعاقة مختلفة سوف يساعد كثيرا في نجاح الزواج واستمراره .
-أن الشريك ذوي الاعاقة يكون أكثر تفهما وعلى دراية وإدراك ومعرفة تامة بطبيعة الصعوبات التي يعاني منها الشريك ذوي الاعاقة ، إضافة إلى أن نوعية التواصل بين الشريكين تكون على أفضل وجه وأحسن حال ، وبأن البيئة التي يعيش فيها الشريكان ذوي الاعاقة تكون مناسبة ومؤهلة لكلا الطرفين.
-وفي حالة كون الشريكين من إعاقة مختلفة يكون هناك نوع من الكفاءة الاجتماعية بين الشريكين مما
يساعد على نجاح هذا الزواج.
الاتجاه الثاني:
هو السعي لتزويج الشخص ذو الاعاقة من شريك من غير ذوي الاعاقة.
• نجد الكثير من التحفظ يسود المجتمعات العربية في هذا النوع من الزواج .
•  ليس من السهل على الشخص ذوي الاعاقة أن يجد شريكا من غير ذوي الاعاقة .
وهنا تعلب عوامل وظروف أخرى غير الإعاقة دورا في هذا الاتجاه مثل (المستوى الاجتماعي ، والثقافي ، والاقتصادي  للشخص ذوي الاعاقة).
مبررات الاتجاه الثاني:
بتزويج الاشخاص من ذوي الاعاقة من غير ذوي الاعاقة فيرون ان القضية هنا تتعلق بالتالي:
– القدرة على إنجاب الأطفال وتربيتهم وتنشئهم .
– كذلك بقدرة الشريك من غير ذوي الاعاقة على مساعدة الشريك ذوي الاعاقة في تلبية أمور حياته اليومية وفي تخطي الكثير من الصعوبات التي يوجهها الشريك ذوي الاعاقة.
لنجاح هذا النوع من الزواج:
يجب ان يتوفر الحب والمودة بين الطرفين.
اهم المشاكل التي يعاني منها ذوي الاعاقة  :
اولا: المشاكل التي يعاني منها الرجل من ذوي الاعاقة:
-عدم قبول الأسر بارتباط بناتهم بشخص من ذوي الاعاقة رغم عدم وجود أية عوائق حقيقة تمنع هذا الشخص من الزواج ، ويكون هذا الرفض مبنياً على الشكل العام لذوي الاعاقة الذي يستخدم كرسياً متحركاً أو يتنقل باستخدام عكازين أو لأنه شخص كفيف أو أصم.. وغير ذلك…
– مغالاة بعض الأسر في قيمة المهر المطلوب بدعوى ضمان حقوق ابنتهم إن لم يستمر هذه الزواج في المستقبل، بالإضافة إلى متطلبات الزواج الأخرى مما يضع الشخص من ذوي الإعاقة دائماً في حرج وخاصة أن راتب معظم الوظائف المتاحة للكثير من ذوي الاعاقة ليس كبيراً..
– يضاف إلى ذلك عدم إقبال الفتيات على الارتباط بشخص من ذوي إعاقة رغم أنه قد يكون أخلاقيا ونفسياً أفضل بكثير من أشخاص العادين.
ثانيا: اهم المشاكل التي تعاني منها الفتيات من ذوي الاعاقة:
– أما بالنسبة للفتيات ذوات الإعاقة فالمشكلة أكبر فهن يعانون من مشكلتين مشكلة الاعاقة ومشكلة انهن اناث، فالفتاة الحاملة للإعاقة تعاني من عدة مشاكل، حيث تزداد القيود التي تكبلها وتحد من حريتها وتمس إنسانيتها وتهدر حقوقها لا لشيء إلا لأنها أنثى من ذوي الاعاقة.
– خوف الاسرة على الفتاة من الاعتماد على ذاتها منذ الصغر بسبب اعاقتها
– خوف الاسرة على الفتاة من خوض تجربة جديدة وتكن فاشلة.
– رفض الشاب الارتباط بفتاه حاملة اعاقة رغم عدم وجود ما يمنع زواجها من حيث القدرة على الإنجاب أو القيام بمسؤولياتها الأسرية من رعاية المنزل وتربية الأطفال ،ويكون رفضهم بسبب اعتقادهم بعجزها عن القيام بالمهام المنزلية وقيامها بمتطلبات الزوج او الانجاب.
وبذلك يعرض الفتاه لانتكاسة نفسية حيث ان أحلامهم تتلاشا ويعشن محرومات من الحب ومن الاستقرار العاطفي المرتبط بالزواج، وذلك لكونهن ذوات إعاقة.
ويجب على كل أسرة:
اولا: تربية الابناء من ذوي الاعاقة على الاعتماد على انفسهم بأمور الحياه حتي يصبح لديه استقلالية
ثانيا : يجب تعويدهم على المسؤولية في ادارة احتياجاتهم
ثالثا: عدم الوقوف ضد رغبة ابنهم أو ابنتهم ممن يعانون من الاعاقة سواء فيما يتعلق بالزواج أو غيره وهذا حق سنه لهم الشرع والدين. مما يساعدهم على شعورهم بالحياة، وتحديهم للعجز والاعاقة، لماذا لا نساعدهم على اكتساب هذا الحق.
الرأي النفسي بزواج الاشخاص من ذوي الاعاقة:
الرأي النفسي …الزواج حق لكل إنسان سواء كان من ذوي الاعاقة او شخص عادي. ويجب أن تتغير النظرة الدونية نحو الشخص من ذوي الاعاقة وتتغير أفكارنا واتجاهاتنا لكي يحيا الأشخاص ذوي الإعاقة حياه كريمة. وأن الاشخاص من ذوي الاعاقة ( الاعاقة البصرية السمعية والحركية وذوي الاعاقة الذهنية البسيط ) يستطيعون الزواج تبعاً لمقدراتهم العقلية وهناك نماذج كثيرة من زواج ذوي الإعاقة استطاعوا فعلاً تحقيق ذلك الاستقرار المنشود وتغير النظرات القاصرة لدى المحيطين بهم.
أما أصحاب الإعاقات الشديدة فلا يحق لهم الزواج نظراً لما له من تبعات نفسية لا يمكن لهم تحمل أعبائها وتبعاتها،  ولا يستطيعون تحمل عبء القيام بها وهم غير قادرين على إعالة أنفسهم وبالتالي غير قادرين على إعالة الآخرين، وممكن يكونون مصدر خطر على الطرف الاخر.

التأثيرات النفسية السلبية من عدم زواج الاشخاص ذوي الاعاقة:
وهنا اشير الى الجوانب النفسية التي لربما يعاني منها الاشخاص ذوي الاعاقة من الحرمان من الزواج ونلخصها بالنقاط التالية:
1- الشعور بالكبت العاطفي  والكبت بالحاجات الشخصية .
2- ظهور عقد نفسية يترتب عليها أنماط سلوكية شاذة .
3- قد يتحول الشخص الى شخص سلبي غير متفاعل مع مجتمعه كاره و حاقد للمجتمع.
4- تدني مفهومه لذاته .
5- لديه الكثير من العدوانية بتعامله مع الاخرين.
6- انسحابي وغير اجتماعي يكره الناس فيميل الى الانطواء والعزلة.
7- وقد تتكوّن لديه عقدة الشعور بالنقص وهذا ما يؤدي به إلى الاكتئاب الذي يعتبر انتحار للشخص ذوي الاعاقة وهو أخطر وآخر مراحله.
8- يشعر بالنقص والالم والضيق النفسي وعدم ممارسة حياته بشكل طبيعي
تحويل التأثيرات السلبية من عدم الزواج لتأثيرات ايجابية:
ممن يتمتعن بالإيمان بالله ويتمتعن بالاستقرار النفسي يستطيعون تحويل المعانا الى معاني جميلة في حياتهم مثل :
اولا: التسامي:
عدم زواج ذوي الاعاقة ممكن ان يحولون الطاقات العاطفية والاحتياجات الجسدية الغريزية التي تخلق مع كل إنسان إلى طاقات إبداعية فنية، مهنية، علمية، إلخ … فإصرارهم على التسامي على احتياجاتهم ونقصهم يجعلهم مبدعين.
2ـ التعويض:
يحولون اهتمامهم  من موضوع الزواج  الى تكوين علاقات اجتماعية متشعبة وكثيرة يترتب عليها
التزامات وواجبات اجتماعية تشغل تفكيرهم وعقلهم ووقتهم وفراغهم العاطفي.

التأثيرات النفسية الايجابية من زواج الاشخاص ذوي الاعاقة:
اولا: تحقيق جانب نفسي:
1- الشعور بالارتياح
2- يرفع مفهوم الذات
3- يخلصه من العقد النفسية.
3- شعور بأن لديه قيمه عالية بين البشر.
4- شعوره بأنه انسان من حقه ان يعيش مثل غيره (المساوة) .
5- شعوره بأن هناك من يهتم به ويسانده ويدعمه في هذه الحياه وانه ليس وحيد.
6- شعوره انه مهم ولديه دور فعال بالمجتمع والحياه.
7- الزواج يشعره بثقته بنفسه.
8- وبالإنجاب سيشعر بذاته وانه عايش بهذه الحياه .
ثانيا : تحقيق جانب اجتماعي:
1- رغبته في بناء اسره.
2- رغبته في انجاب اولاد  حيث سيحفظ التناسل البَشري.
3- الزواج يحقق له الانصهار في المجتمع والمشاركة مع الآخرين.
4- الزواج سيكون دافع قوي للنشاط والحركة والعمل .
5- الزواج يؤثر في جعله اجتماعيا لا انطوائيا .
6- الزواج يحقق السعادة والارتياح وحب الحياه.
7- يشعر بأنه يحقق واجبا دينيا واخلاقيا .
8- الزواج يمنعه من الانحراف.
دور وسائل الاعلام المختلفة بالتوعية بموضوع زواج ذوي الاعاقة :
تلعب وسائل الإعلام الكلاسيكية والجديدة أدوارا كبيرة ومُتعاظمة في التأثير على الجماهير العالمية إن لوسائل الإعلام ميزات عديدة ، فهي:
• واسع الانتشار ، سهوله الوصول للجميع، فهو يتمتع بنفوذ قوي وله أثار كبيرة على المتلقي.
• عليه مسئوليات قومية تجاه كل من ( الفرد ، والأسرة ، والمجتمع) بوجه عام. بما فيهم الاشخاص من ذوي الاعاقة واسرهم .
• الاعلام له تأثيرات بالغة على كل شخص بالمجتمع باختلاف اعمارهم وجنسهم وثقافاتهم.
• للأعلام دور في تغير سلوك واتجاهات وممارسات الأفراد في المجتمع.
إذ أن الإعلام الجيد له قدرة على تعديل سلوك الكبار والصغار بشكل واضح ، ويمكنه تنمية اتجاهات صحية تفيد في بناء البرامج والخدمات والتعريف بها ، والتوعية بشأنها ، ودعمها نفسياً واجتماعياً ومالياً وقومياً.
يمكن استخدام الاعلام بأنواعه المختلفة في التثقيف الصحي ،فمن خلال الاعلام  يمكن بث المحاضرات، والندوات، والعروض التوضيحية، والأفلام والمسلسلات التي تهدف إلى التوعية بأسباب الإعاقة والتعريف بقضاياها بطريقة مشوقة.
سبب تهميش الاعلام لموضوع زواج ذوي الاعاقة:
وتظهر الاشكالية بغياب الاعلان عن هذا الموضوع بطريقة التهميش وهذا يرجع لعدد من الاسباب اهمها:
أولًا: إعلام المناسبات:
وهو الدور الذي تلعبه مختلف وسائل الإعلام أثناء الأحداث والمناسبات المحلية والدولية التي تعنى
بالإعاقة وتتغافل اهم القضايا التي يحتاجها الشخص من ذوي الاعاقة في حياته ومنها موضوع الزواج.
ثانيًا: إعلام التعتيم:
وهو امتناع وسائل الإعلام عن تسليط الضوء على قضايا هذه الفئة الهامة، وذلك :
• على اعتبار انهم أقلية غير مهمة في المجتمع.
• الخجل الاجتماعي بعرض موضوع زواج ذوي الاعاقة.
• العادات والتقاليد للمجتمع تمنع الاعلامي من الخوض بموضوع هام لذوي الاعاقة وهو الزواج
• قله الوعي والمعلومات بموضوع زواج ذوي الاعاقة
• التخوف بالخوض بالجوانب الدنية بموضوع الزواج
ثالثًا: إعلام التشويه:
وهو تقديم وسائل الإعلام لصورة نمطية سلبية ومشوهة لفئة ذوي الإعاقة، خاصة في الوسائل المرئية (السينما- التليفزيون- اليوتيوب- إلخ) فبعض الأعمال الدرامية تظهر ذوي الاعاقة على أنه عالة على أسرته ومجتمعه وغير منتج ومتكئ على الآخرين، وأحيانا تصل وقاحة بعض المواد الدرامية في أنها تركز على إظهار هذه الفئة بشكل لا أخلاقي، فتصوره على أنه مهرج، أو لص ، أو كاذب ، أو مخرب ، أو حتى عضوًا في جماعة إرهابية. ويتجاهلون موضوع هام بحياة الشخص ذوي الاعاقة موضوع الزواج والانجاب وتكوين اسرة.
كلمة اخيرة:
أن دعم الأسرة لأبنائها من ذوي الاعاقة له أثر كبير في تخطي الآثار النفسية للإعاقة ولعملية الرضا والقبول والتكيف ، واكرر عبارتي ( أن العاجز يكون عاجز الفكر وليس عاجز الجسد) ، وعلى الاسرة والمجتمع بأن يتفهما حقوق ذوي الاعاقة وان يمنحاهم الحق في تقرير المصير في مختلف جوانب الحياة، كالزواج والتعليم والعمل ، وتوفير كافة الخدمات لهم.
ويجب ان لا ننسى دور الاعلام واهميته في تسخير ما هو مفيد لذوي الاعاقة من برامج تثقيفية بقضية الزواج، وبرامج تثقيفية للمجتمع لكي يتقبلون هذا النوع من زواج ذوي الاعاقة ومساندته ، وان ينظر اليهم نظرة احترام وكرامة، كما دعانا الاسلام لذلك ولا يجوز ان ينظر اليهم نظرة ازدراء او تقليل من شأنهم، بل ربما يكونون مصدر خير للمجتمع وللأسرة التي فيها هذا الشخص، وان الاعاقة ليست عيباً، فالإرادة والعزيمة والثقة بالنفس هي الاهم ، فقد تجد احدهم سليم الجسم لكن محدود التفكير، وقد تجد انسانا ذوي اعاقة لكنه صاحب عقل ومبدع ومنتج.
واخيرا من الضرورة الاخذ بعدة امور عند التطرق لزواج الاشخاص ذوي الاعاقة حيث انه من الخطأ التعميم بمسألة جواز زواج الاشخاص ذوي الاعاقة او عدم زواجهم ، حيث ان لكل حالة خصوصية ، وان حق الشخص ذوي الاعاقة ان يبحث على تحسين نوعية حياته وعلى المجتمع ان يقف بجانبه ويساعده.

الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى