لماذا يواجه أفراد العائلة المالكة البريطانية الكراهية في منطقة الكاريبي؟
[ad_1]
- جيما هاندي
- سانت جون، أنتيغوا
لا تزال الأعلام الوطنية تزين شوارع عاصمة أنتيغوا بعد أيام من مغادرة إيرل وكونتيسة ويسيكس، الجزيرة، في جولة اليوبيل البلاتيني في منطقة البحر الكاريبي.
يفخر الناس هنا بالترحيب بالزوار، فالسياحة هي الدعامة الأساسية للبلاد بعد كل شيء.
ولكن خلف السجادة الحمراء وأعداد حرس الشرف الذين اصطفوا لاستقبالهما، قوبلت زيارة الزوجين الملكيين باللامبالاة الممزوجة بالامتعاض الشديد، ولم يكن الأمر على هذا النحو دائماً.
يقول المؤرخ آيفور فورد: “في العقود الماضية، كانت العائلة المالكة تلقى ترحيباً كما لو أن أفرادها آلهة، كنا نخرج جميعاً لرؤيتهم ونلوح بالأعلام. أعتقد أننا لم نكن نعرف الكثير وقتذاك”.
في العام الماضي، احتفلت أنتيغوا وباربودا بذكرى مرور 40 عاماً على استقلالها عن بريطانيا.
و اليوم لأبناء هذه الدولة مثل نظرائهم في المنطقة علاقة معقدة مع سيدهم الاستعماري السابق، وتغيرت نظرتهم بسبب زيادة الوعي بتاريخ منطقة البحر الكاريبي والدعوات المتزايدة لدفع التعويضات عن العبودية التي عاشوها، إلى جانب تعاظم النزعة الإفريقية.
ومع عزل جمهورية باربادوس للملكة إليزابيث الثانية، عن رئاسة الدولة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعالت الدعوات في جميع أنحاء المنطقة لتحذو حذوها المزيد من الجزر.
ويتابع فورد: “أعتقد أن معظم سكان أنتيغوا يريدون استبدال الملكة الآن، لا يمكن للشباب الارتباط بالعائلة المالكة، فهم لا يفهمون غايتها، وحتى الجيل الأكبر سناً مثلي، يريد أن يرى نفسه في جمهورية، وأن يكون الرئيس شخصاً يتم انتخابه من قبل الشعب كما يحدث في أمريكا”.
ألمح رئيس وزراء البلاد، غاستون براون، إلى خطط طويلة الأجل لاتخاذ مثل هذه الخطوة خلال اجتماع مع الأمير إدوارد وزوجته الكونتيسة صوفي، يوم الاثنين – قبل وقت قصير من مطالبة الزوجين باستخدام نفوذهما لتسهيل “محادثات بناءة” حول تعويضات عادلة عن مرحلة الرق والعبودية.
وقبل أيام، أصدر رئيس لجنة دعم التعويضات في البلاد، دوربرين أوماردي، خطاباً مفتوحاً إلى عائلة ويسيكس يطالب بالتعويض عن “الأذى والظلم والعنصرية”، مضيفاً أن أفراد العائلة المالكة ما زالوا يعيشون في “روعة وأبهة وثراء” من الثروة المكتسبة من عوائد الجرائم التي ارتكبت بحقهم.
“لست مهتماً على الإطلاق“
لم تحضر سيدة الأعمال ماكيدا ميكائيل أياً من احتفالات العائلة المالكة يوم الاثنين، على عكس ما كانت تفعل في طفولتها، حيث قالت إن اليافعين “لم يكن لديهم خيار” سوى القيام بذلك.
وقالت لبي بي سي: “لم نكن نعرف الكثير عن تاريخنا كما نعرف الآن، في المدرسة لم أكن أدرس التاريخ الأفريقي أو الكاريبي. كنت أعرف كل شيء عن التاريخ البريطاني والأوروبي ولا شيء عن تاريخنا”.
وتعد ميكائيل من أشد المدافعات عن مسألة التعويضات، وتقول: “تتمتع إنجلترا بعائدات عملنا بالسخرة إلى يومنا هذا، لذا يجب أن يكونوا صادقين ويعترفوا بذلك ويجدوا طريقة لتسوية الأمر”.
أما بالنسبة للملكة، “فغالبية الناس لا يهتمون ابداً ما إذا كانت رئيسة دولة أم لا، فهي لا تستحوذ على تفكير أي شخص”.
مشاعر العداء للعائلة المالكة في انتيغوا، كانت أقل بروزاً مقارنة بسانت فينسانت، حيث كان واضحاً التناقض بين السجادة الحمراء التي تم فرشها للأمير إدوارد والكونتيسة صوفي، عندما حطت طائرتمها السبت الماضي، واللافتات المناهضة للأسرة المالكة التي حملها المتظاهرون.
وقال مالك المحطة الإذاعية دوغلاس ديفريتاس: “يقول الناس بشكل عام إنهم سئموا من تولي الملكة رئاسة الدولة؛ نحن دولة مستقلة ولم يعد هناك أي فائدة حقيقية منها”.
ويضيف: “لقد تغير الأمر عن الماضي، ففي السابق، لم نكن بحاجة إلى تأشيرة الدخول إلى إنجلترا، أما الآن فثمة قيود على ذلك. وهناك دعوات للحصول على تعويضات، وهذه المسألة يتم استغلالها للدعوة الى عزل الملكة عن رئاسة الدولة”.
في أكتوبر/تشرين الاول المقبل، ستحتفل سان فنسانت بذكرى مرور 43 عاماً على الاستقلال.
يقول ديفريتاس: “قبل سنوات، عندما كان الزواد من أفراد العائلة الملكية يزورن الجزيرة كنا نتصرف مثل بالروبوتات، بمعنى أنه كان يقال لنا أن نصطف في الشوارع ونلوح بالأعلام؛ وكان يطلبون منا كيف يجب أن نبدو”، مضيفاً: “أعتقد أنه حان الوقت لكي نصبح جمهورية؛ يجب أن يكون لدينا استقلالنا الذاتي”.
قد تكون أيام الاستعمار قد ولت إلى حد كبير في منطقة البحر الكاريبي باستثناء أجزاء صغيرة من الأراضي لكن القوى الاستعمارية السابقة تواصل جعل وجودها محسوساً من خلال قرارات السياسة غير الشعبية التي تضرب قلب العديد من اقتصادات الجزر.
أدت الضغوط لإزالة طابع السرية عن الخدمات المصرفية في الملاذات الضريبية إلى تدمير الصناعات المالية الخارجية في بعض البلدان، في حين أن تهديدات الاتحاد الأوروبي بمنع وصول الدول التي تبيع “جوازات سفر ذهبية” إلى منطقة شنغن، يمكن أن تؤدي قريباً إلى الشروع بمنح جنسية المنطقة المربحة عن طريق برامج الاستثمار أيضاً.
يقول ديفريتاس: “إنه أمر يثير الغضب…وإذا كان لا يزال بإمكانهم التأثير علينا حتى الآن، فيمكنك أن تتخيل لماذا يعتقد الكثير من الناس أنه يجب أن نستقل ونصبح جمهورية بشكل كامل”.
قضية العبودية الشائكة
ومثل أوماردي، يعترف ديفريتاس بأن تعويضات العبودية لن تكون وشيكة. ويقول: “نحن نعلم أنه ستكون هناك رحلة طويلة. لا أريد أن أراها في شكل أموال ينفقها السياسيون. ما نحتاجه شيء من اجل تجديد جميع البنى التحتية للبلاد وتوسيعها لتلبية احتياجاتنا لثلاثين عاماً مقبلاً”.
ويقول ديفريتاس إن إرث العبودية لا يزال يتسبب بجروح عميقة.
“إن الإقرار بـ “الكولوريزم” (وهي ممارسة تقوم على تفضيل أصحاب البشرة ذات اللون الأفتح) لم يحدث أي تغيير يذكر لإنهاء التمييز ضد السود”.
ويضيف: “لقد تركت مئات السنين من العبودية أثراً لا يمحى على شعبنا. لا يزال أصحاب البشرة الأغمق يعانون تمييزاً، إنه وضع متجذر في المجتمع”.
يقول إرنستو كوك، رئيس تحرير صحيفة “سان فينسانت تايمز”، إن العديد من السكان يشعرون أن الزيارات الملكية إلى البلاد عفا عليها الزمن تماماً مثل النظام الملكي نفسه.
ويضيف: “على بريطانيا السعي لإيجاد حل وسط ، وعندها فقط، سيشعر الناس بأن العدالة قد تحققت”.
لم يكن الأمير إدوارد وصوفي الوحيدين من العائلة المالكة اللذين واجها مظاهرات خلال احتفالات اليوبيل البلاتيني، إذ أثارت زيارة الأمير وليام والدوقة كيت في مارس / آذار، لجامايكا وبيليز وجزر الباهاما، سلسلة من الاحتجاجات طالبت بدفع تعويضات عن العبودية مع تقديم اعتذار.
بينما أعرب دوق كامبريدج عن “حزنه العميق” إزاء التجارة “المقيتة”، شعر الكثيرون أن الخطاب الذي ألقاه في مأدبة عشاء في جامايكا لم يكن كافياً.
وأضاف كوك: “لا نريد اعتذاراً من وليام أو كيت أو تشارلز؛ بل نريد أن نسمع ذلك من الملكة نفسها”.
كما زار الأمير إدوارد والكونتيسة صوفي، سانت لوسيا، التي غاب عنها المحتجون إلى حد كبير ولكن كان بعض الخطاب المناهض للملكية واضحاً.
يقول المصور المحلي كيرك إليوت: “هناك نوعان معسكران متباعدان تماماً، الأول يشمل المستنيرين والمدركين لتاريخنا، والثاني يشمل من نشأ وعايش عصراً كانت فيه الملكية ذات أهمية أكبر”.
ويضيف: “التاريخ يُكتب من قبل المنتصر، لقد أصبحنا الآن أكثر وعياً بتاريخنا والطريقة التي تم بها كتباته”.
في السنوات الأخيرة، أدت حركة “حياة السود مهمة” التي بدأت في الولايات المتحدة إلى إبراز الظلم العنصري. وفي منطقة البحر الكاريبي، انتعشت فكرة الهوية الأفريقية – فكرة أن المنحدرين من أصل أفريقي لديهم مصالح مشتركة ويجب أن يكونوا موحدين”.
بالنسبة للمستقبل، يعتقد أوماردي أن المنطقة ستواصل التخلص من بقايا ماضيها الاستعماري ويقول: “ستكون الخطوة التالية لأنتيغوا وباربودا أن تصبحا جمهوريتين مما يؤثر على دور الاسرة الملكية، حيث تكمن قوتها بشكل أساسي؛ إذ لا تزال لديها سيطرة كلية على برلماننا”، مضيفاً “سينعكس ذلك عبر منطقة البحر الكاريبي برمتها”.
[ad_2]
Source link