العراق: هل تدعم إيران عودة شخصيات سنّية لتعقيد المشهد السياسي في بغداد؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
ناقشت صحف عربية وعراقية عودة شخصيات سنّية إلى المشهد العراقي، تحديدا الزعيم العشائري علي حاتم السليمان والسياسي السُنّي ووزير المالية السابق رافع العيساوي.
وترى بعض الصحف أن عودة السليمان “صفقة” من قوى “الإطار التنسيقي” المدعومة من إيران “لزعزعة” التحالف الثلاثي بين التيار الصدري، بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف “السيادة” السُنّي الذي يضم كتلتيْ رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وخميس الخنجر.
ويرى فريق أن عودة السليمان تحديدا “بعثرت” خطط التحالف الثلاثي، ووصف آخرون عودته وغيره بـ “بيادق الشطرنج السُنّية الجديدة التي قررت إيران أن تلعب بها” ضد التحالف الثلاثي.
ويؤكد فريق أخر أن “التوقعات مفتوحة على الدور الذي سيلعبه السليمان الذي عاد إلى لعبة التحالفات القديمة”.
وبرز السليمان، الذي يصف نفسه بـ “أمير قبائل الدليم” في العراق، لدوره في قيادة “الصحوات” السُنّية ضد تنظيم القاعدة عام 2006، ثم في ساحات الاعتصام التي أقامها متظاهرون في محافظة الأنبار عام 2013 وتوعده بإسقاط حكومة نوري المالكي في العام التالي تحت شعار “قادمون يا بغداد” إبان قيادته ما كان يُعرف باسم “المجلس العسكري لثوار الأنبار”.
واختفى السليمان خارج العراق بعد سيطرة تنظيم ما يُعرف بـ “الدولة الإسلامية” على أجزاء واسعة من العراق في عام 2014.
وتصاعد التوتر بين الصدريين وقوى “الإطار” في الأيام القليلة الماضية بعد ظهور السليمان بشكل مفاجئ في الأنبار ثم في بغداد، إذ تردد أنه التقى نوري المالكي، وهو ما نفاه التحالف الذي ينتمى إليه.
“زعزعة التحالف الثلاثي”
نقلت جريدة “البينة الجديدة” العراقية عن النائب عن محافظة الأنبار، فارس الفارس، تأكيده قدوم السليمان إلى بغداد بسبب “وجود أصوات معارضة قوية لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي في الأنبار”، مضيفا أن “أساس مجيئه تلبية لنداء جماهير في الأنبار ومجيئه لبغداد تصفية لأمور قضائية”.
ووصفت جريدة “المدى” العراقية عودة السليمان وغيره من السياسيين السُنَة باعتبارها “صفقة عودة المنفيين السُنّة” التي شملت، إلى جانب السليمان، وزير المالية السابق رافع العيساوي. وتقول إن الصفقة قد تشمل أيضا إطلاق سراح أحمد العلواني، وهو نائب عن الأنبار محكوم بالإعدام، وأن طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية السابق، والمحكوم عليه غيابيا بالإعدام أيضا، قد دعا إلى “فرصة عادلة للتقاضي”.
وتقول الجريدة “من حيث لا يعلم فإن الإطار التنسيقي يبدو أنه قدم ‘هدية’ إلى خصومه في ‘صفقة الانبار’، التي يتهم أطراف من التكتل الشيعي بإبرامها مع شخصيات سنية كانت ‘منفية’ لأسباب سياسية”.
وتضيف الصحيفة أنه “يبقى داخل الإطار التنسيقي بعض التعويل على أن ‘الصفقة’ التي يدور الحديث حولها قد تساهم في زعزعة التحالف الثلاثي”.
وتقول: “بحسب ما يدور في الأروقة السياسية، فإن عودة السليمان إلى واجهة الأحداث ‘جاءت بصفقة من بعض قوى التنسيقي، وبدعم من إيران'”.
وتقول صحيفة “العرب” اللندنية إن عودة السليمان والعيساوي “تثير تفاعلات سياسية وشعبية كبيرة على الساحة العراقية ولاسيما السُنّية”
وتضيف أن تحالف “السيادة” السُنّي بقيادة الحلبوسي والخنجر “يحاول الظهور في ثوب الواثق من إحكام قبضته على المشهد السُنّي في العراق، وبأن عودة السليمان وقبله العيساوي ليس لها أي تأثير على المشهد في المحافظات السنية، لكن ردود الفعل المسجلة لقياداته والعناصر القريبة منه تشي بخلاف ذلك وتعكس حالة من القلق والارتباك”.
ويقول إبراهيم الزبيدي في الجريدة نفسها “لا يمكن التكهن بأن علي حاتم السليمان الذي قرر نوري المالكي السماح له بالعودة إلى الوطن سيكون واحدا من بيادق الشطرنج السنية الجديدة التي قررت إيران أن تلعب بها لخبط الماء على محمد الحلبوسي وخميس الخنجر، وعلى مقتدى الصدر، وعلى مسعود بارزاني، بعد أن وجدت أنهم في وارد الخروج عن طاعتها، أو سيَثبُت على مبادئه وقيمه السابقة”.
“عودة الابن الضال”
وتحت عنوان “علي حاتم السليمان.. عودة الابن الضال”، يقول صادق الطائي في “القدس العربي” اللندنية إنه “مع تفاقم مأزق الانسداد السياسي في العراق، طفت على السطح ظاهرة استعادة وجوه سنية غيبت عن المشهد منذ 2014”.
ويقول إنه قد “دار الحديث عن صفقة بمباركة إيرانية” يتم عبرها احتضان السليمان من قوى الإطار لمواجهة التحالف الثلاثي “ليقدموا ضدا نوعيا سُنّيا لائتلاف السيادة عبر دعم علي حاتم باعتباره القوة العشائرية الرسمية في الأنبار التي ستواجه نفوذ الحلبوسي”.
ويضيف: “تبقى التوقعات مفتوحة على الدور الذي سيلعبه (الابن الضال) الذي عاد إلى لعبة التحالفات القديمة، فهل يتمكن من تقويض نفوذ تحالف السيادة (الحلبوسي والخنجر) على مناطق السنة في الأنبار والمحافظات الأخرى؟ هذا ما ستبينه الأيام المقبلة”.
ويقول علي حسين في جريدة “المدى” العراقية: “اللعب الآن أصبح مكشوفا، الجميع يكشفون أوراقهم على مائدة صراع المصالح والمغانم، وحولهم ائتلاف مكون من المقربين والانتهازيين وبعض الأحزاب الورقية، فيما آخرون يستعجلون قطف ثمار الكعكة كاملة الدسم”.
ويتساءل الكاتب: “لماذا تحوّل علي حاتم السليمان من متّهم مطلوب للقضاء بتهمة الإرهاب، إلى سياسي يحظى بحماية رسمية ويتجول في قصور السياسيين والمسؤولين”،
ويضيف: “لأنني مثل كثير من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، لا نعرف بالضبط لماذا أخبرنا علي السليمان ذات يوم بأنه سيحرر بغداد؟… اليوم نتساءل هل نصدق الصور التي يبتسم فيها رافع العيساوي وعلي حاتم السليمان، أم نصدق قرارات الإدانة التي كانت قد صدرت ضدهم؟ أم سنكتشف، ولو متأخرا، أن ما جرى هو طبخات للاستخدام وملء فراغ أدمغة الناس الحائرة؟”
[ad_2]
Source link