الانتخابات الفرنسية: معركة كلامية شرسة بين ماكرون ولوبان
[ad_1]
- بول كيربي
- باريس
وجه المرشحان اللذان يتنافسان على الرئاسة الفرنسية انتقادات مريرة لبعضهما البعض في محاولة أخيرة لكسب أصوات ملايين الناخبين المترددين قبل انتخابات الأحد.
ويهدف الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وهو مرشح الوسط، إلى أن يصبح أول رئيس يفوز بولاية ثانية منذ 20 عاما.
وقال ماكرون إن اليمين المتطرف الذي يدعم المرشحة مارين لوبان يعيش على التعاسة، وهو تيار يخاطر بنشر الكراهية والانقسام في المجتمع.
ومن جانبها، قالت لوبان إن تلك التصريحات دليل على ضعف ماكرون حيث أنه استخدم الإهانات القديمة المتعلقة بالتطرف.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الرئيس الحالي سيتقدم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لكن حزب لوبان اليميني المتطرف لم يكن أبدا أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى، وهذا هو سبب ارتفاع المخاطر.
“ماكرون أو فرنسا”
كانت القضية الأولى في هذه الانتخابات هي ارتفاع تكاليف المعيشة بداية من فواتير الطاقة وتسوق الطعام إلى سعر تزويد السيارة بالوقود. وقد حدد فريق لوبان هذه القضية في وقت مبكر جدا حيث تعهدت بتشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة بالإضافة إلى إجراء استفتاء بشأن الهجرة وفرض حظر على ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.
كانت رسالتها البسيطة للناخبين هي: “ماكرون أو فرنسا”.
كما أبقى ماكرون أيضا رسالته موجزة: “هذه الانتخابات هي شكل من أشكال الاستفتاء على العلمانية وأوروبا”. وهو يجادل بأن فكرة لوبان عن “أممية أوروبا” ستعني نهاية الاتحاد الأوروبي.
وأشار ماكرون، في نداء تلفزيوني للناخبين، إلى تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي ورئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة. وقال الرئيس الفرنسي: “هناك ملايين الأشخاص الذين قرروا اتخاذ موقفهم ، قبل بضع ساعات من التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفعل الملايين نفس الشيء في عام 2016 مع ترامب، وفي اليوم التالي استيقظوا وهم يعانون من صداع الكحول”.
واتهمت لوبان الرئيس المنتهية ولايته ماكرون بإهانتها وأولئك الذين صوتوا لها، وقالت إن فرنسا عانت 5 سنوات من الفوضى ويمكنها إعادة اكتشاف السلم الأهلي والاحترام. وأضافت المُرشحة اليمينية قائلة: “لن يحدث ذلك مع نفس الرجل ونفس النوع من الحكم”.
“سأجعل بطاقة الاقترع فارغة”
أكبر مشكلة للمرشحين هي العدد الكبير من الناخبين الذين هم على استعداد لترك بطاقات الاقتراع الخاصة بهم بيضاء أو حتى عدم التصويت على الإطلاق.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة المشاركة قد تكون الأدنى منذ عام 1969.
وقال لي إدريسي، وهو ناخب في إحدى ضواحي باريس الجنوبية :”سأترك بطاقة الاقترع الخاصة بي فارغة لأنه من واجبي الوطني أن أدلي بصوتي، لكنني ما زلت أريد أن أظهر مدى شعوري بالتعاسة من النظام”.
وتم الكشف عن الاستياء من الوسطية التي يتبناها ماكرون ومن السياسة السائدة في الجولة الأولى عندما دعم أكثر من نصف الناخبين أقصى اليمين أو أقصى اليسار.
وقد أيد أكثر من واحد من كل خمسة ناخبين المرشح اليساري جان لوك ميلينشون، الذي جاء في المركز الثالث، بفارق ضئيل عن مارين لوبان.
ولم ينس الكثيرون في فرنسا احتجاجات السترات الصفراء على تكاليف الوقود وارتفاع الأسعار التي اندلعت بعد 18 شهرا من وصول ماكرون إلى السلطة.
وقد استغلت لوبان المزاعم التي تقول إنه رئيس للأثرياء.
وتشير استطلاعات الرأي النهائية إلى أن الرئيس الحالي سيفوز بما بين 53 و 57 في المئة من الأصوات، لذلك هناك علامات استفهام كبيرة حول من ستتجه إليه أصوات 7.7 مليون ناخب صوتوا لميلينشون في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس الجمعة ، فإن 48 في المئة من الذين صوتوا له في الجولة الأولى لا يؤيدون أيا من المرشحين في الجولة الأخيرة.
“بين الكوليرا والطاعون”
في حين أن واحدا من كل ثلاثة من هؤلاء الناخبين اليساريين سيدعم ماكرون، إلا أن هناك عددا كبيرا لا يحبه كثيرا لدرجة أنهم يفضلون التصويت لليمين المتطرف.
ويقول ديلان فوكيه، أحد ناخبي ميلينشون في أراس: “ليس الأمر أنني أحب فكرة التصويت لصالح مارين لوبان، ولكن عندما تختار بين الكوليرا والطاعون، فإنك تختار أهون الشرين”.
وقد انتهت الحملة الانتخابية في منتصف الليل بالتوقيت الفرنسي (22:00 بتوقيت غرينتش) الجمعة، ويطلب القانون الآن من الفريقين وقف الحملات الانتخابية حتى انتهاء التصويت مساء الأحد.
ومع غروب الشمس في العاصمة الفرنسية باريس، انضم أحد النجوم الصاعدين في حزب ماكرون إلى نشطاء الحزب في توزيع المنشورات في نداء أخير للحصول على الأصوات.
و قال جوليان دينورماندي، وزير الزراعة، إن الحكومة تدرك تماما أن الجمهور الساخط بحاجة إلى الاقتراب من السياسة السائدة “ربما ستكون تلك إحدى القضايا الرئيسية في فترة ماكرون الجديدة إذا أعيد انتخابه، ويجب على جميع العاملين في السياسة أن يأخذوا في اعتبارهم الطريقة التي نصنع بها السياسة ونطبقها، وإذا لم يشعر الناس أن حياتهم تتحسن، فلن يروا فائدة السياسة ولن يصوتوا “.
وتُعد هذه الانتخابات غير عادية منذ البداية حيث طغى عليها أولا وباء كوفيد ثم الغزو الروسي لأوكرانيا مما يعني أن ماكرون تعامل مع الناخبين قبل 8 أيام فقط من الجولة الأولى.
وعلى الرغم من أن 12 مرشحا شاركوا في الجولة الأولى من الانتخابات، إلا أن أداء 3 منهم فقط كان جيدا. وقد اجتذب الحزبان السائدان اللذان كانا يديران فرنسا تقليديا حتى الصعود المفاجئ لإيمانويل ماكرون في عام 2017 ما يزيد قليلا عن مليوني صوت توزعت بينهما.
وقد انطلقت الحملة في نهاية المطاف ليلة الأربعاء عندما تناظر المرشحان الأخيران لما يقرب من 3 ساعات في بث تلفزيوني مباشر، وهي المناظرة التي شارك فيها مديروها بالكاد.
واستمرت الحملة حتى اللحظات الأخيرة من يوم الجمعة عندما تعهد جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني التابع للوبان، بالحفاظ على المال العام وإعادته إلى الشعب الفرنسي.
[ad_2]
Source link