المسجد الأقصى: استمرار الصادمات في القدس يعزز المخاوف من اشتعال حرب جديدة
[ad_1]
- يولاند نيل
- بي بي سي- القدس
واضعين الأعلام الإسرائيلية على أكتافهم، أو ملوحين بها في أيديهم، احتشد المئات من القوميين الإسرائيليين المتطرفين، الذين شاركوا في مسيرة الأعلام، بالقرب من سور المدينة القديمة في القدس، مرددين عبارات غاضبة، بعدما منعتهم الشرطة الإسرائيلية من الوصول إلى البوابة المؤدية إلى الحي المسلم.
وبينما كنا نراقب ما يحدث، ردد المشاركون في المسيرة، هتافات منددة برئيس الوزراء نفتالي بينيت، والذي يعتبر واحدا من القوميين اليمينيين، بل وسياسيا حظي بدعم هؤلاء الأشخاص الذين ينددون به الآن.
وطالب المشاركون في المسيرة الأربعاء الماضي نفتالي بينيت بـ “العودة إلى المنزل” في إشارة إلى المطالبة بتنحيه عن منصبه.
وبينما يمسك بيد طفلته الصغيرة ، يقول ماتان، وهو أحد المشاركين في المسيرة: “لقد أتينا بمناسبة عيد الفصح اليهودي، لكي نوضح للجميع أن هذه المدينة لنا، وأنها ملك لأمة إسرائيل”، وأضاف “هذه مدينتنا، عاصمتنا، وهذه دولتنا”.
الشعور السائد هنا حاليا هو أن بينيت، كزعيم لتحالف حكومي واسع، يضم بين صفوفه حزبا عربيا إسلاميا، قد استهلك جميع أوراقه، وفشل في التعامل بشكل فعال، مع التطورات الأخيرة في القدس.
وحمل المشاركون في المسيرة، لافتة ضخمة وصفت، زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، بأنه “ملك”، كما رددوا هتافات داعمة، للسياسي اليميني المتشدد، إيتامار بن غفير.
وقال لي بن غفير، إن بينيت، يواجه معوقات تمنعه من اتخاذ القرارات السليمة، بسبب الخلافات الكبيرة في حكومته، والتي خسرت مؤخرا، غالبيتها في البرلمان الإسرائيلي، “الكنيست”، بعد استقالة إحدى نائبات حزبه، قائلة إنها لم تعد تستطيع المشاركة فيما يحدث، بأي شكل من الأشكال.
ويرى المتظاهر ماتان أن، “المشكلة ليست في رئيس الوزراء، أو قراراته، لكن في ضعف التحالف الحكومي نفسه”.
ويوضح: “نفتالي بينيت تلقى الأوامر بعدم السماح لليهود بالولوج إلى جبل الهيكل”، مشيرا إلى الموقع المقدس لدى المسلمين واليهود، في القدس، والذي يعرف بالحرم الشريف لدى المسلمين، مضيفا “لقد أعطوه التعليمات بإطلاق سراح 400 إرهابي، كانوا يلقون الحجارة”.
تولت الحكومة الائتلافية، التي تعد تشكيلتها استثنائية في إسرائيل، السلطة في أعقاب الحرب التي اندلعت في غزة العام الماضي واستمرت 11 يوما.
ويكمن الخطر الآن في أن أحداثا مماثلة لما وقع العام الماضي قد تؤدي إلى انهيار الحكومة. وحتى الآن لم تتمكن الجهود المبذولة للتخفيف من حدة التوترات التي زادت وتيرتها نتيجة لتزامن المناسبات الدينية لليهود والمسلمين والمسيحيين هذا العام، من تحقيق تهدئة.
واستمرت المصادمات في مجمع الأقصى الجمعة الماضية، عدة ساعات، وبدأت بعد صلاة الفجر مباشرة، وتسببت مقاطع تم بثها على وسائل التواصل الاجتماعي، في اشتعال الغضب في العالم العربي.
واستخدمت الشرطة الإسرائيلية، الغاز المسيل للدموع، والقنابل الصاعقة، والعصي، وقالت إنها تصرفت لوقف متظاهرين مقنعين، ألقى بعضهم ألعابا نارية، وحجارة على حائط البراق/حائط المبكى، الذي تسمح الحكومة لليهود بالصلاة عنده.
وفي وقت لاحق كان من الممكن رؤية الضباط الإسرائيليين داخل المسجد الأقصى، بينما كانوا يقومون باعتقال بعض الفلسطينيين، المقيدين على الأرض. وقد تعرض المئات للاعتقال ذلك اليوم، لكن تم إطلاق سراح غالبيتهم، في وقت لاحق، وقد تعرض 150 شخصا لإصابات مختلفة.
وقال محمد قصقاص، من بلدة بتير، في الضفة الغربية، “أعتقد أن الإسرائيليين، يسعون لإشعال الحرب، بدلا من إقرار السلام”.
ويتجه قصقاص بشكل مستمر إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة، كل أسبوع، خلال شهر رمضان.
ويضيف “الأمر يتسبب في غضب الجميع، وعندما تكون غير أمن وأنت تؤدي الصلاة، فهذا أسوأ شيء يمكن أن تفكر فيه”.
وتضيف المخاوف من أن إسرائيل قد تعمد إلى تغيير الوضع القائم، في القدس، المزيد من التوتر، لكن إسرائيل تنفي نيتها فعل ذلك,
ويخشى المسلمون من إمكانية تقسيم مجمع الأقصى، لإفساح مكان أمام بناء الهيكل اليهودي، كما تتردد الأقاويل بالتزامن مع عيد الفصح، بأن اليهود سيعودون للقيام بتقديم القرابين، من الماعز، وذبحها في مجمع الأقصى، كما كان أسلافهم يفعلون، قبل أن يدمر الرومان هيكلهم، قبل أكثر من ألفي عام.
وقامت صفحة لمجموعة متشددة من اليهود على فيسبوك، بالإعلان عن جائزة بقيمة 3 آلاف دولار أمريكي، لأي شخص ينجح في ذبح أضحية في مجمع الأقصى، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عدة أشخاص للاشتباه في تخطيطهم للقيام بذلك، بعد العثور على ماعز في منزل أحدهم.
وتكررت المصادمات في مجمع الأقصى، خلال الأسبوع الماضي، حيث كانت الشرطة الإسرائيلية، المدججة بالسلاح تحاول إخلاء الساحات في المجمع، من المصلين المسلمين، لإفساح الطريق لليهود.
ووصل مئات اليهود إلى الموقع دون أحذية تجنبا لتدنيس المكان المقدس عندهم.
وفي مؤتمر صحفي، قالت فلير ناحوم، نائبة عمدة القدس “لقد كان هذا الأمر معتادا لسنوات، وليس هناك أي جديد طرأ على الوضع القائم”.
وأضافت “من المعتاد أن تقوم مجموعة صغيرة جدا، من اليهود، بالذهاب إلى الموقع لأداء الصلاة، خلال الأعياد اليهودية”.
وأصرت فلير على رأيها، في ردها على صحفيين، بينوا أن هناك حظرا على قيام اليهود بالصلاة هناك بشكل علني.
ورغم التأكيدات المتكررة من الجماعات الفلسطينية المسلحة بأن “الأقصى سيبقى خطا أحمرا” إلا أن الكثير من الفلسطينيين في غزة، لا يرغبون في اشتعال الحرب في الوقت الذي يستعدون فيه لاستقبال عيد الفطر.
وقال محمد المغربي، الذي يعمل حلاقا في القطاع، وتعرض متجره للتدمير بسبب القصف الإسرائيلي في السابق، “نحن نترقب العيد كل عام، لأننا نعمل بشكل مضاعف 15 مرة أكثر من الأوقات العادية”.
وأضاف “أدعو الله يوميا ألا تقوم الحرب، لأنني سأضطر آسفا لإغلاق المتجر، وتسريح 5 عمال، لذلك لا نريد الحرب، وأطالب مصر، والولايات المتحدة ببذل الجهود لوقف التصعيد”.
وفي ظل التصعيد الجاري منذ أسبوع، أطلق المسلحون في قطاع غزة، صواريخ باتجاه إسرائيل للمرة الأولى منذ أشهر، وهو ما يهدد بإشعال الصراع، كما أطلقوا صواريخ مضادة للطائرات، على المقاتلات الإسرائيلية، التي كانت تستهدف مواقع لحماس.
ورغم أنه لم يسقط أي ضحايا أو إصابات على الجانبين، إلا أن التصعيد الأخيرة أعاد إلى الأذهان ذكريات عنيفة.
الخارجية الأمريكية طالبت قادة الجانبين، “بوقف دائرة العنف”، وأرسلت موفدين بارزين، للقاء المسؤولين في الضفة الغربية، وإسرائيل، علاوة على الأردن، الراعي الرسمي، لمجمع الأقصى، والمواقع المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين في المدينة القديمة في القدس، إضافة إلى مصر التي توسطت في وقف إطلاق النار آخر مرة.
ورغم ذلك يطالب الفلسطينيين، بوجود دولي أكبر، وشكى عضو بارز، من حركة حماس، لي، من أن العالم يبدو مشوشا، واتهم الولايات المتحدة، وآخرين، بانتهاج “دبلوماسية عرجاء”.
وقال “نحن نفقد الأمل، بينما نرى المجتمع الدولي يكيل بمكيالين، عند المقارنة بين فلسطين، والحرب بين روسيا وأوكرانيا”.
وأضاف “في الوقت الراهن، تبقى الأمور هشة، وقابلة للاشتعال في أي دقيقة”.
[ad_2]
Source link