القدس على حافة الهاوية مع اقتراب الأعياد وتصاعد التوتر
[ad_1]
- يولندا نيل
- بي بي سي نيوز – القدس
آخر مرة تصادف فيه شهر رمضان وعيد الفصح لدى اليهود، والفصح لدى المسيحيين كانت قبل ثلاثة عقود من الزمن.
تتصادف الأعياد الدينية الثلاثة هذا الاسبوع أيضاً حيث يتوقع توافد عشرات الآلاف من المصلين الإسرائيليين والفلسطينيين وكذلك الحجاج الأجانب، إلى البلدة القديمة في القدس، الأمر الذي زاد أيضاً من التوترات حول الأماكن المقدسة المتنازع عليها.
يلاحظ العدد المتزايد من ضباط الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وهم في حالة تأهب قصوى بعد سلسلة من الهجمات الأكثر دموية في إسرائيل منذ سنوات.
ويقول زياد، الذي يحمل سجادة صلاة على كتفه وهو يتجه إلى ثالث أقدس مكان لدى المسلمين: “بالنسبة لنا كمسلمين، إنه أمر جوهري أن نصلي في مسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وهي فترة روحانية أتطلع إليها دائماً”.
ويقر زياد بأنه: “لن أحضر أحفادي للجلوس في المجمع هذا العام، أنا خائف بعض الشيء”.
تقول داليا حبش، وهي منظِّمة سياحة مسيحية من القدس الشرقية، إن حواجز الشرطة دائماً تصعّب عليها زيارة أقاربها المسنين في البلدة القديمة في عيد الفصح، ومع ذلك فهي مضطرة للذهاب.
وتعلق قائلة: “كونك فلسطينياً مسيحياً، فإن الاحتفال في القدس له أهمية خاصة. ليس لأنه المكان الذي صلب فيه المسيح ودُفن فيه وقيامته هناك فحسب، بل لأنه أيضاً المكان الذي يحتفل فيه المسيحيون الفلسطينيون وغيرهم من المسيحيين والفلسطينيين معاً”.
تصف فرحتها بالغناء والسير مع الكشافة حاملين سعف النخيل من جبل الزيتون يوم أحد الشعانين وأثناء طقوس سبت النور الأرثوذكسية في كنيسة القيامة.
تقول داليا: “في غضون ثوانٍ من رنين الأجراس الذي يرافقه صدى نشيد قيام المسيح تضاء الشموع في جميع أنحاء البلدة القديمة”.
“لا يوجد أي طقس يشبهه في العالم”.
وجود حائط المبكى، أقدس مكان يُسمح لليهود بالصلاة فيه، في القدس يمنح عيد الفصح عند اليهود أهمية خاصة.
خلال شعيرة وجبة عيد الفصح، تروى قصة هجرة وتحرر شعب إسرائيل من العبودية في مصر القديمة.
تقليدياً، الكلمات الأخيرة تكون “العام المقبل سيكون في القدس” مما يعكس رغبة اليهود في العودة إلى أرض التوراة.
تقول كيرين تروينر، التي تعيش الآن في كندا، ولكنها ولدت في إسرائيل: “إنه مكان روحي، أعتقد أنني عندما آتي إلى هنا، تستجاب لدعواتي”.
“أحب الشعور بأننا موحدين وأحب رؤية الناس من حولي يبكون ويتحدثون عن مكنونات أرواحهم”.
وتتابع كيرين: “الوضع الأمني ليس في مقدمة اهتماماتي، فأنا أتجول بدون أن ينتابني شعورٌ بالخوف، فقط بإمكانك الإيمان بأن الله سيحميك”.
تتطلع رونيت، وهي جندية إسرائيلية، للاحتفال بعيد الفصح مع عائلتها، لكن لديها وعي قوي بما تعتبره “حالة عدم اليقين” في هذه الفترة.
تقول: “أنا قلقة بشأن الوضع الأمني لكنني واثقة بعمل أجهزتنا الأمنية”.
واندلع العنف الإسرائيلي الفلسطيني سابقاً عندما تصادفت الأعياد، ويريد اليهود المتشددون زيارة الحرم الشريف في المسجد الأقصى. يقدس اليهود المجمع باعتباره موقعاً لمعبدين توراتيين، وهو أقدس موقع عند اليهود.
في مايو/ أيار الماضي، أطلقت حركة حماس الإسلامية التي تحكم قطاع غزة، صواريخ باتجاه القدس في أعقاب اشتباكات في المسجد الأقصى، مما أدى إلى اندلاع حرب مدمرة استمرت 11 يوماً.
في الأسابيع الأخيرة، عقدت اجتماعات رفيعة المستوى بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين لمحاولة ضمان الهدوء وحرية العبادة قبل أعياد هذا العام للأديان الإبراهيمية الثلاثة.
هذه المسألة أيضا من بين القضايا التي تهم ملك الأردن عبد الله، الذي لا تزال اسرته هي الوصية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس منذ ما يقرب من 100 عام.
لكن اتفاق هذه الأطراف لم يمنع وقوع أربع هجمات مروعة في إسرائيل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، والتي راح ضحيتها 14 قتيلاً.
نُفذ هجومان من قبل أثنين من عرب إسرائيل مرتبطين بتنظيم “الدولة الإسلامية”، وهجومان آخران كانا عبارة عن إطلاق نار من قبل مسلحين فلسطينيين يعيشان في منطقة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وأشادت حركة حماس وجماعات مسلحة أخرى بهذه العمليات الدامية.
تقول نيفين صالح، وهي أم لأربعة أطفال، وهي تراقب بعصبية الأحداث من غزة: “لا أخشى أن أقول ذلك علناً… لا نريد حرباً أخرى”.
تصف كيف قامت هي وعائلتها بإعادة بناء منزلهم بعد أن دمرته غارة جوية إسرائيلية قبل 10 أشهر.
تقول: “قمنا بتزيين المنزل لاستقبال رمضان، كل يوم، تسألني بناتي عما إذا كنا سنحتفل بعيد الفطر أم لا”.
“في العام الماضي، اشتريت لهن ملابس جديدة، لكن للأسف، لم يرتدينها قط”.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحفيين هذا الأسبوع: “نتمنى أن تمر هذه الفترة من الأعياد بسلام وأمان، فالوضع معقد للغاية”.
وأضاف أن قوات الأمن تحاول التوفيق بين الإجراءات المدنية، مثل السماح للفلسطينيين الذين يحملون تصاريح دخول القدس للصلاة من جهة وعمليات مكافحة الإرهاب من جهة أخرى.
وصعد الجيش الإسرائيلي من المداهمات والاعتقالات في أنحاء الضفة الغربية، مما أدى إلى وقوع اشتباكات خطيرة. قُتل ما لا يقل عن 20 فلسطينياً بينهم مهاجمون ومن قيل عنهم إنهم كانوا يخططون لشن هجمات في الموجة الأخيرة من العنف.
في جنين، التي هي تتركز فيها عمليات الجنود الإسرائيليين، يتصاعد الغضب.
وقال جهاد الزهري بتحد “نعم الوضع سيء خاصة في شهر رمضان لكننا سنتحد في مواجهة عمليات التوغل اليومية والاعدامات بدم بارد”.
“إذا فرض علينا القتال فسنقاتل بشرف وسنموت بكرامة”.
بالنسبة للعديد من الفلسطينيين والإسرائيليين، كما هو الحال دائماً، استمرار الصراع يعكر سعادة الاحتفالات الدينية.
[ad_2]
Source link