المغرب وإسبانيا: تحسن العلاقات بين البلدين ليس بلا ثمن
[ad_1]
أعلن المغرب عن “مرحلة جديدة” في العلاقات مع إسبانيا بعد تعهد الأخيرة بدعم موقف المغرب من مسألة الصحراء الغربية.
وفي أعقاب اجتماع في الرباط بين الملك المغربي، محمد السادس، ورئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز في 7 أبريل/ نيسان 2022 أعرب الجانبان عن “استعدادهما لبدء مرحلة جديدة تقوم على أساس الاحترام والثقة المتبادلة والتشاور الدائم والتعاون الصريح والمخلص” بحسب بيان صدر عن القصر الملكي يوم الخميس.
وأوضح البيان أن سانشيز، أعاد التأكيد على الموقف الذي أعرب عنه الشهر الماضي، واصفاً مقترح المغرب بشأن منح حكم ذاتي للصحراء الغربية بأنه “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل القضية.
وقال سانشيز إن الطرفين اتفقا على “خارطة طريق واضحة تسمح بإدارة الأمور محل الاهتمام بطريقة منسقة، بروح طبيعية وحسن جوار، دون مجال لأفعال أحادية الجانب”.
وتشمل خارطة طريق تحسين العلاقات بين البلدين “الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستويين البري والبحري، وكذلك إعادة الربط البحري للمسافرين بين البلدين، حالا وبشكل تدريجي إلى حين فتح جميع الرحلات”.
توترت علاقة البلدين في العام الماضي بعد ان استقبلت إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي، بغرض العلاج من فيروس كورونا في شهر مايو/ أيار 2021.
وأصدرت الخارجية المغربية بياناً شديد اللهجة ضد الخطوة الإسبانية قالت فيه: “منذ أن استقبلت إسبانيا على أراضيها زعيم مليشيات البوليساريو المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، زاد المسؤولون الإسبان من عدد التصريحات التي تحاول تبرير هذا العمل الخطير والمخالف لروح الشراكة التي تجمع البلدين”.
وما لبث أن خففت السلطات المغربية الإجراءات الأمنية المحيطة بمدينة سبتة التي تقع تحت السيطرة الإسبانية، فتدفق الآلاف إليها خلال ساعات وهي الخطوة التي رآها البعض أنها نوع من العقاب لإسبانيا بسبب استقبالها لغالي.
فقد تمكن نحو عشرة آلاف مغربي، بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها ونحو 1500 قاصر، من دخول مدينة سبتة ضمن موجة هجرة جماعية غير مسبوقة، جعلت الجيش الإسباني يعيش حالة استنفار من أجل تقديم الدعم اللوجستي الذي طلبته الحكومة المحلية.
ووصفت مدريد حينئذ الموقف المغربي بأنه “ابتزاز واعتداء”، وما لبث أن استدعى المغرب سفيرته في مدريد قبل أن تعود في 20 آذار/مارس الماضي.
تأمل مدريد أيضا أن يؤدي موقفها الجديد حول الصحراء الغربية إلى تخلي الرباط عن مطالبها باسترجاع جيبي سبتة ومليلية الإسبانيتين شمال المملكة، اللذين يعتبرهما المغاربة مدينتين محتلتين.
وجاءت زيارة سانشيرز للمغرب والمصالحة بين البلدين بعدما أعلنت إسبانيا تأييد خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع حول الصحراء الغربية، باعتبارها “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” حول المستعمرة الاسبانية سابقاً، متخلية بذلك عن حيادها التقليدي إزاء هذا النزاع.
ويقترح المغرب منح المنطقة الصحراوية الشاسعة التي يسيطر على نحو 80 بالمئة من مساحتها، حكما ذاتيا تحت سيادته كحل وحيد لإنهاء النزاع، بينما تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر المجاورة بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة.
تسببت هذه الخطوة المفاجئة من جانب اسبانيا في صدمة وغضب حقيقيين في الجزائر، أشد المؤيدين لجبهة البوليساريو، وسحبت الجزائر سفيرها لدى إسبانيا احتجاجاً على الموقف الاسباني الجديد، كما وصفت الجزائر الموقف الاسباني الجديد بأنه انقلاب مفاجئ.
كما توفر صادرات الغاز الجزائرية الى اسبانيا أداة ضغط مهمة بيد الجزائر على أوروبا. وستشعر روسيا، أهم حلفاء الجزائر، بالسعادة وستدفع الجزائر في هذا الاتجاه لتقييد قدرة أوروبا على وقف وارداتها من الطاقة من روسيا.
وأعلنت الشركة الحكومية للطاقة في الجزائر سوناطراك، قبل زيارة سانشير للمغرب أنها لا تستبعد “مراجعة حساب” سعر الغاز المصدر إلى إسبانيا.
وصرّح توفيق حكار، المدير العام لـ”سوناطراك” لوكالة الأنباء الجزائرية أنه “منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، انفجرت أسعار الغاز والبترول. وقد قررت الجزائر الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبيا مع جميع زبائنها، غير أنه لا يستبعد إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني”.
كما تعتمد أوروبا على الجزائر في مجالات مهمة أخرى بما في ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والموقف الاسباني الجديد قد يعطل بشكل خطير مثل هذا التعاون.
[ad_2]
Source link