روسيا وأوكرانيا: الآلاف يهربون من شرقي أوكرانيا مع تصعيد روسيا عملياتها العسكرية
[ad_1]
تواصل القوات الروسية قصفها للمدن الواقعة شرقي وجنوبي أوكرانيا، وتضرب أهدافاً في أماكن أخرى بالصواريخ، في الوقت الذي يحاول آلاف المدنيين الهروب من إقليم دونباس شرقي البلاد مع تحول التركيز الروسي في الحرب إلى هذه المنطقة.
فقد شهدت مدينة خاركيف، ثاني اكبر مدينة في أوكرانيا، قصفاً مكثفاً خلال الليل.
وشن الجيش الروسي المزيد من الهجمات بالمدفعية على أجزاء من منطقتي لوهانسك ودونيتسك، حيث يتوقع أن يشتد القتال هناك خلال الأسابيع القادمة، مع قيام روسيا بإعادة تجميع قواتها.
وبحسب هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، فإن روسيا استهدفت مواقع للجيش الأوكراني والبنية التحتية المدنية في بلدات بوريفسكي ونوفولوهانسك وسلودكي ومارينكا وزولوتا نايفا في منطقتي لوهانسك ودونيتسك.
وتواصل القوات الروسية أيضاً هجومها على ماريوبول، التي حاصرتها وتقصفها بلا هوادة منذ اكثر من شهر. وجاء في التحديث الاستخباراتي الأخير من وزارة الدفاع البريطانية أن الوضع الإنساني في المدينة “يزداد سوءاً”.
وقالت الوزارة إن “معظم سكان المدينة البالغ عددهم 160,000 ليس لديهم كهرباء أو اتصالات أو أدوية أو تدفئة أو مياه. فقد منعت القوات الروسية أي دخول للمساعدات الإنسانية، ربما من اجل الضغط على المدافعين عن المدينة لكي يستسلموا”.
وفي الأماكن الأخرى من البلاد، دمرت روسيا مستودعاً للنفط بالقرب من مدينة دنيبرو، وضربت أهدافاً في منطقة “فنيتسيا” وسط أوكرانيا ومنطقة “راديخيف” في الغرب.
الآلاف يحاولون الفرار
وتصطف العائلات في طابور عند مدخل محطة كراماتورسك المركزية للقطارات منذ أيام والبعض منهم ودّعوا أحباءهم الذين بقوا خلفهم.
وقد سحبت روسيا قواتها بعيداً عن كييف ونقلت معظم تركيزها في الحرب إلى شرقي أوكرانيا، عقب سلسلة من الهزائم التي منيت بها بالقرب من العاصمة. وقد يعني هذا الاندفاع نحو المنطقة المعروفة بإقليم دونباس إطالة لأمد الحرب.
لكن ما الذي يحتاجه فلاديمير بوتين قبل أن يدعي تحقيق هدفه بـ “تحرير” القلب الصناعي القديم لأوكرانيا، وهل هذا ممكن؟
لقد تسببت القوات الروسية بالفعل بكارثة إنسانية في الشرق، بتحويل ماريوبول إلى أطلال، لكنها فشلت في إلحاق الهزيمة بالجيش الأوكراني.
واستعداداً لمواجهة هجوم روسي متجدد على الشرق، تعهد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي قائلاً: “سنقاتل من أجل كل متر من أرضنا”.
يُذكر أن القوات الأوكرانية الأفضل تدريباً منتشرة بالفعل في الشرق بسبب الحرب التي دامت رحاها ثماني سنوات مع الانفصاليين المدعومين من روسيا. ويُعتقد بأنها عانت من خسائر فادحة، لكنها ما تزال تشكل تحدياً مهماً للجيش الروسي الغازي.
ما هي منطقة دونباس الأوكرانية؟
عندما يتحدث الرئيس بوتين عن دونباس، فإنه يشير إلى المنطقة التي كانت تشتهر في القدم بانتاج الفحم الحجري والفولاذ في أوكرانيا. وما يعنيه حقاً هو كامل المنطقتين الشرقيتين الكبيرتين، لوهانسك ودونيتسك، اللتين تمتدان من خارج مدينة ماريوبول في الجنوب إلى الحدود الشمالية للبلاد.
ويتوقع حلف شمال الأطلسي (الناتو) أيضاً أن تحاول القوات الروسية خلق جسر بري يمتد بمحاذاة الساحل الجنوبي غرب دونيتسك وصولاً إلى شبه جزيرة القرم.
ويقول سام كراني- إيفانز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة إن “العنصر الأساسي في ذلك هو أنها معرّفة من جانب الكرملين على أنها جزء يتحدث الروسية من أوكرانيا وهي روسية أكثر من كونها أوكرانية”.
قد تكون هذه المناطق ناطقة بالروسية بشكل عام، لكنها لم تعد موالية لروسيا. ويقول كونراد موزايكا، المتخصص في الشؤون العسكرية ورئيس شركة “روشان كونسالتنغ”، إن “ماريوبول كانت واحدة من أكثر المدن موالاة لروسيا في أوكرانيا وتسويتها بالأرض هو أمر يستعصي على الفهم”.
وكانت روسيا قد زعمت بعد مرور شهر على بداية الحرب أنها سيطرت على 93 في المائة من منطقة لوهانسك و 54 في المائة من منطقة دونيتسك. ولا يزال الرئيس الروسي بعيداً عن إخضاع المنطقة برمتها، ولكن حتى لو تمكن من إدعاء النصر، فإن هذه المنطقة هي منطقة كبيرة جداً بحيث تصعب السيطرة عليها.
لماذا يريد بوتين السيطرة على إقليم دونباس؟
لقد كرر الرئيس الروسي مراراً الاتهام، الذي لم يقدم دليلا عنه، بأن أوكرانيا نفذت عمليات إبادة جماعية في الشرق.
وعندما بدأت الحرب، كان ثلثا المناطق الشرقية تحت السيطرة الأوكرانية. والجزء الباقي كان يدار من قبل الانفصاليين، الذين أنشأوا دويلات بدعم روسي خلال حرب بدأت قبل ثماني سنوات.
وقبيل بدء الحرب، اعترف الرئيس بوتين باستقلال المنطقتين الشرقيتين بأكملهما عن أوكرانيا.
ولو قُدر لروسيا أن تسيطر على المنطقتين الكبيرتين، فإن ذلك من شأنه أن يمنح فلاديمير بوتين إحساساً بتحقيق إنجاز في حربه ضد أوكرانيا.
وستكون الخطوة التالية لذلك هي ضم إقليم دونباس، تماماً كما فعل مع شبه جزيرة القرم بعد استفتاء فاقد للمصداقية في 2014.
وإذا حدث ذلك قبل التاسع من مايو/أيار، فإنه قد يكون قادراً على الاستعراض في يوم النصر، وهو اليوم الذي لا يزال الجيش الروسي يحتفل فيه بهزيمة ألمانيا النازية في 1945.
وقد تحدث الزعيم الذي نصبته روسيا في لوهانسك بالفعل عن إجراء استفتاء في “المستقبل القريب”، مع أن فكرة إجراء ولو حتى تصويت وهمي في منطقة حرب تبدو سخيفة.
[ad_2]
Source link