روسيا وأوكرانيا: الحكومة الأوكرانية تفتح تحقيقا في مزاعم إعدام الجيش الروسي مدنيين
[ad_1]
فتحت السلطات الأوكرانية تحقيقا في جرائم حرب محتملة بعد العثور على جثث متناثرة في الشوارع عقب انسحاب قوات روسية من مناطق محيطة بالعاصمة كييف.
وكانت بوتشا وإربين من المدن الأوكرانية التي تُعد رمزا للمقاومة منذ بداية الغزو الروسي، لكنهما تحولتا إلى مرادف لأخطر الانتهاكات التي شهدتها الحرب الدائرة في البلاد.
وقالت السلطات إنها عثرت على 410 جثث لمدنيين حتى الآن في مناطق حول كييف.
لكن ما اكتشفه مسؤولون ومراسلون صحفيون في أعقاب انسحاب القوات الروسية خلف لديهم صدمة كبيرة.
ماذا حدث في بوتشا؟
بعد يومين أو ثلاثة أيام من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، واجه رتل من الدبابات وحاملات الجنود المدرعة مقاومة من الأوكرانيين في مدينة بوتشا، مما أدى إلى توقف تقدم الآليات العسكرية الروسية.
لكن القوات الروسية قامت بتعزيزات وظلت في منطقة ضواحي العاصمة، عاجزة عن التقدم إلى أماكن أخرى حتى انسحبت في 30 مارس/ آذار الماضي.
ولاذ الكثير من المدنيين بالفرار من المدينة، لكنهم خلفوا وراءهم عددا من السكان الذين كانوا يحاولون تجنب القوات الروسية. وكان ذلك في الفترة التي كانت فيها القوات الروسية تمشط المنطقة منزلا منزلا.
ووصف شهود عيان كيف كان الجنود الروس يطلقون النار على الناس أثناء هروبهم بعد عدم السماح لهم بالخروج عبر الممرات الإنسانية.
ورأى مسؤولون ومراسلون وصلوا إلى بوتشا عقب مغادرة القوات الروسية دبابات وحاملات جنود مدرعة أمام 20 جثة في شوارع المدينة.
وكانت بعض الجثث مصابة بجروح غائرة – بعضهم أصيب أثناء الخروج من المعبد وبدوا كما لو كانوا قد أُعدموا. وبعض الجثث لأشخاص مكتوفي الأيدي أو الأرجل بينما بدا البعض الآخر وكأنه تعرض للدهس بالدبابات.
وأظهرت صور قمر اصطناعي التقطت بمعرفة شركة ماكسار مقبرة جماعية يبلغ طولها 14 مترا في مدينة بوتشا بالقرب من كنيسة سان أندرو وبيرفوزفانوهو أول ساينتس.
وقالت الشركة إن الإشارات الأولىة للحفر ظهرت في العاشر من مارس/ آذار الماضي بعد وقت قصير من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكن سكان بوتشا يقولون إن تلك الجثث دُفنت بعد أيام قليلة من بداية الغزو الروسي، إذ “كانت القوات الروسية تقتل كل من تراه في المدينة”. وتشير تقديرات إلى أن عدد الجثث المدفونة في تلك المقبرة الجماعية يتراوح بين 150 و300 جثة.
إطلاق النار في مؤخرة الرأس
جمعت منظمة هيومان رايتس ووتش أدلة على جرائم الحرب المزعومة في بوتشا وغيرها من المدن الأوكرانية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية.
ونشرت المنظمة تقريرها في هذا الشأن في الثالث من إبريل/ نيسان الجاري، وهو التقرير الذي وثق رواية الأحداث التي شهدتها بوتشا في الرابع من مارس/ آذار الماضي التي تتضمن أن جنودا روسيين في ذلك اليوم “أجبروا خمسة رجال على الركوع على جانب الطريق ورفع قمصانهم لتغطي رؤوسهم ثم أطلقوا على هؤلاء الرجال في مؤخرة الرأس”.
ويتوالى ظهور المزيد من التفاصيل المروعة.
وزارت مراسلة بي بي سي في أوكرانيا قبوا في أحد منازل مدينة بوتشا حيث عُثر على جثث الأشخاص الخمسة الذين قتلوا، وفقا لتلك الرواية، وهم يرتدون ملابس مدنية. وكانت أيادي القتلى مكتوفة وراء ظهورهم وبدوا كأنهم تعرضوا لإطلاق نار.
وقال الجانب الأوكراني إن هذه الرواية يتوالى ظهورها في مدن أخرى وسوف يحققون فيها.
وزار فريق بي بي سي قرية موتيزين الكائنة بالقرب من بوتشا إلى مقبرة حيث كانت هناك أربع جثث يمكن رؤيتها في حين رجحت السلطات الأوكرانية إمكانية وجود المزيد منها.
وتم تحديد هوية ثلاثة من الجثث الأربعة، وهي لحاكمة القرية أولغا سونينكو وزوجها وطفلهما، لكن الجثة الرابعة لم يتم التعرف عليها. كما لم يتم تحديد توقيت قتلهم.
ومن بين المدن المحيطة بكييف، التي عادت إلى سيطرة أوكرانيا، مدينة إربين الصغيرة التي ظهرت صورا مفجعة التقطت فيها لمدنيين أوكرانيين يفرون منها تحت القصف الروسي الذي استمر لعدة أيام.
كما كانت هناك حالات تعرضت لإطلاق النار أثناء الهروب. وفي السادس من مارس/ آذار الماضي، قتل أربعة مدنيين – إمرأة وابنها المراهق وابنتها البالغة من العمر حوالى ثمانية سنوات وصديق للأسرة – أثناء محاولتهم عبور جسر دمره قصف مدفعي.
وأشارت رواية أخرى إلى أن إمرأة وابنها قتلا ودفنهما الجيران في باحة أحد مجمعات الشقق السكنية.
وفي السابع من مارس/ آذار الماضي أظهرت صورا التقطتها طائرة مسيرة سيارة في طريق خارج كييف يبرز منها رجل رافعا يديه إلى أعلى بينما جسده مستلقي على الأرض. وأشارت تلك الرواية إلى أن الرجل هو ماكسيم يوفينكو، 31 سنة، الذي قتل برصاص القوات الروسية التي كانت تسيطر على الطريق. كما قتلت زوجة هذا الرجل، والتي كانت في السيارة هي أيضا، وفقا للرواية التي ضمنت في تقرير هيومان رايتس ووتش.
وتضمن التقرير أيضا رواية عن أم في مدينة خاركيف قيل أن جنديا روسيا يبلغ من العمر 20 سنة اغتصبها في مدرسة كانت مأوى لمدنيين، إضافة إلى روايات أخرى كثيرة.
اتهامات جرائم حرب وإبادة جماعية
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع شبكة سي بي إس، أنه ليس لديه شك في أن القوات الروسية ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية.
ومن المعروف أن الإبادة هي أبشع الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية. وتعرف الإبادة الجماعية بأنها قتل لمجموعة معينة من الناس، وخير مثال عليها هو جهود النازيين التي استهدفت القضاء على اليهود في الأربعينيات من القرن العشرين.
وقال زيلينسكي: “شهد العالم الكثير من جرائم الحرب في عصور مختلفة وقارات مختلفة. لكن حان الوقت لنفعل كل ما في وسعنا من أجل أن نجعل جرائم الحرب الروسية آخر مظاهر الشر على الأرض”، مؤكدا أن ما يحدث في أوكرانيا على يد القوات الروسية “إبادة جماعية”.
وركزت دول عدة في الغرب على الفزع الذي أثارته صور الجثث المتناثرة في شوارع بوتشا.
لكن روسيا لا تزال تتعامل مع الموقف بتحدي. وتقول موسكو – التي ترفض أن تسمي الحرب في أوكرانيا غزوا – إنها تتقدم وفقا لخطة. وتصف وجودها العسكري في أوكرانيا بأنه عملية عسكرية خاصة، مؤكدة أن اتهامات جرائم الحرب زائفة.
[ad_2]
Source link