الاستخبارات السرية الجيدة يمكنها المساعدة في ترويض الطغاة ـ في التايمز
[ad_1]
ناقشت صحف بريطانية موضوعات متعددة من بين أبرزها: كيف تسهم المعلومات الاستخباراتية الجيدة في ترويض الطغاة، وما هي إحتمالية تحميل بوتين مسؤولية ارتكاب جرائم حرب، وما هي التحذيرات التي يرسلها فوز رئيس الوزراء المجري للغرب.
البداية من صحيفة التايمز ومقال كتبه وزير خارجية بريطانيا السابق، ويليام هيغ، بعنوان: يمكن للاستخبارات الجيدة أن تساعد في ترويض الطغاة، إذ أن الكشف عن الحقيقة بشأن أفعال روسيا ونواياها يثبت أنه سلاح قوي في الحرب في أوكرانيا
يقول هيغ إنه عندما تُستخدم المعلومات الاستخباراتية لتحذير دولة أخرى من هجوم وشيك، فمن الشائع أن يرفضوا تصديق ذلك. والمثال الكلاسيكي على ذلك هو رفض ستالين الحازم لقبول فكرة أن هتلر كان يخطط لغزو روسيا عام 1941، على الرغم من الأدلة الوفيرة والتحذيرات المتكررة من لندن.
ويضيف “بصفتي وزيراً للخارجية ، مسؤولاً عن وكالة الاستخبارات البريطانية GCHQ وجهاز المخابرات السرية البريطانية MI6، اضطررت أكثر من مرة إلى الاتصال بالحكومات الأخرى لتنبيهها إلى هجوم إرهابي مخطط له، فقط لأجدها غير مستجيبة للإبلاغ. وقد قال أحد وزراء خارجية إحدى الدول، ذات مرة، لا بد أنني أحاول تقويض تجارة السياحة لديهم. لقد أظهروا القليل من الأسف عندما ثبت أن هذه التحذيرات صحيحة”.
ويوضح هيغ أن هناك عدة أسباب لهذا السلوك غير العقلاني على ما يبدو: الشك في دوافع أولئك الذين ينقلون المعلومات، وعدم التصديق بأن أي شخص يعرف أكثر عن التهديدات التي يتعرض لها ذلك البلد أكثر مما يعرفه قادته، والإحجام عن إثارة الذعر بين شعوبهم.
ويرى أن السبب الأخير كان هو من يحتل المرتبة الأولى في أذهان قادة أوكرانيا في فبراير/شباط، حيث حاولوا تهدئة السكان المدنيين حتى مع إعطاء تحذيرات صارخة من غزو كامل.
ويمضي الكاتب، قائلا إنه لعقود من الزمان، كانت العقيدة السائدة هي أنه لا يمكن نشر المعلومات الاستخبارية السرية خوفا من الكشف عن كيفية الحصول عليها. وهذا هو الحال بالنسبة لمعظم المعلومات الاستخبارية، لكن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قررا أن الكشف عن خطط بوتين للحرب، كان أمرا حيويا – لتحذير الأوكرانيين وكذلك تحطيم رواية الأكاذيب التي كان الكرملين يخطط لتوظيفها.
ووفق تصور هيغ فإنه نتيجة لذلك ، يلعب نشر المعلومات التي تم الحصول عليها سرًا دورًا أكبر في هذه الحرب مقارنة بأي صراع سابق. إلى جانب الكم الهائل من المواد مفتوحة المصدر والصحافة عالية الجودة، فإنها تكشف الصورة الحقيقية للحرب بسرعة أكبر من أي وقت مضى. ويتم استخدامه للتأثير على الأحداث، وليس فقط للإبلاغ عنها، فعلى سبيل المثال لردع بوتين عن استخدام الأسلحة الكيميائية من خلال تنبيه العالم مقدمًا أنه قد يفعل ذلك. هذا تطور مهم، وتجدر الإشارة إلى بعض دروسه وانعكاساته.
“تذكير بالحرب العالمية الثانية”
وننتقل إلى صحيفة الغارديان ومقال كتبة سيمون جنكينز، بعنوان “هل سيتم تحميل بوتين المسؤولية عن الفظائع التي نراها في بوتشا؟ فقد أظهر التاريخ أن العدالة الدولية يمكن أن تكون صعبة التحقيق، لكن هذا لا يعني أن زيلينسكي لا ينبغي أن يحاول.
يقول الكاتب إن الأدلة على الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية أثناء انسحابها من وسط أوكرانيا مروعة، وإن النفي وادعاءات التلفيق من موسكو لا قيمة لها، حسب قوله. ويضيف أنه لا يمكن وصف المذابح المزعومة في بوتشا وأماكن أخرى بأنها حرب غير انضباطية. فبعد شهر من التدمير المستهدف للمنازل والمستشفيات والمدارس، تشير هذه الأدلة إلى حملة إرهاب ممنهجة ضد مجموعة سكانية بأكملها، حسب وصفه. تذكر بالحرب العالمية الثانية.
ويشير جنكينز إلى أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، شكل هذا الأسبوع تحقيقا لجمع الأدلة على جرائم الحرب الروسية. وقد تمثل هذه الأدلة انتهاكات لاتفاقيات جنيف بشأن سير الحرب وأعمال الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. لكن المحامي الدولي فيليب ساندز، كما ينقل عنه الكاتب، يرى أن “القضية الحقيقية التي سيواجهها المدعون العامون” فيما يتعلق بهذه الجرائم “هي ما إذا كان بإمكانهم تتبع المسؤولية حتى القيادة”. وهذا يتطلب تحميل المسؤولية عن سلوك الخطوط الأمامية لسلطة أعلى.
ويقول الكاتب إنه في أوكرانيا، قد يتطلب الأمر دليلًا على أن فلاديمير بوتين أمر بارتكاب الفظائع أو سمح بها عن عمد. ودفاعه المحتمل – أنه لا يمكن أن يكون مسؤولاً عن ضباب الحرب أو أهوال المعركة – يجب دحضه. ولعل قضية اتهام رئيس يوغوسلافيا، سلوبودان ميلوسيفيتش، أمام محكمة دولية عام 1999 خير مثال على ذلك. فقد ووجهت إليه تهم بارتكاب سبع مذابح. واستمرت محاكمته الشاقة ست سنوات حتى توفي عام 2006، غير محكوم عليه، في السجن. ويوضح هذا الصعوبة التي يواجهها زيلينسكي، لكن لا ينبغي أن يثنيه ذلك عن المضي قدما وعلى الغرب أن يقدم كل مساعدة.
أما الطريق القضائي الآخر، الذي اقترحه ساندز وآخرون، كما يبين الكاتب، هو المحاكمة في جريمة العدوان على وجه الخصوص. والحجة هنا هي أن جميع تصرفات الجنود ناتجة عن قرارات يتخذها قادتهم، بما في ذلك العدوان غير المبرر ضد دولة أجنبية. ولن يستطع بوتين التملص من ذلك، بحسب رأي ساندرز. كما يمكن لجنرالاته، حتى وزير دفاعه الذي يبدو أنه اختفى، سيرجي شويغو، أن يجادلوا بأنهم لم يطيعوا أوامر سوى أوامره.
ويختم الكاتب بالقول إنه لا يجب ألا نتجاهل السلاح الأبدي، محكمة الرأي العالمي. فصور بوتشا شوهدت في الشوارع ليس فقط في أوروبا والولايات المتحدة ولكن في جميع أنحاء العالم. وقد تضررت سمعة روسيا بشدة. وسيأتي الوقت الذي تخترق صرخات العالم الغاضب حتى آلة الدعاية الكاذبة في موسكو وتضع الأمور في نصابها الصحيح، كما يقول الكاتب، الذي أشار إلى أنه بالنسبة لبوتين، فقد أكد لنفسه فقط أنه منبوذ مدى الحياة. ولن يرسو يخته في ميناء غربي أبدا
سياسة “الحبل المشدود”
ونبقى في الغزو الروسي لأوكرانيا ولكن من زاوية أخري، ففي صحيفة الفاينانشال تايمز، كتب جديون راشمان مقال رأي بعنوان “فوز أوربان يرسل تحذيرا إلى الغرب”.
يقول الكاتب: لقد سار الزعيم المجري على حبل مشدود منذ فترة طويلة بين الاتحاد الأوروبي وزملائه الأقوياء – ولكن أصبح من الصعب الاستمرار في تحقيق التوازن.
يرى الكاتب أن فوز فيكتور أوربان في الانتخابات المجرية سيكون موضع ترحيب بسعادة في موسكو وبكين، بينما سيشكل مصدر فزع في بروكسل وكييف.
فقبل الانتخابات البرلمانية المجرية بيوم، وصف فولوديمير زيلينسكي، أوربان بأنه “الزعيم الوحيد في أوروبا الذي يدعم فلاديمير بوتين علانية”. وبمجرد إعلان فوز رئيس الوزراء المجري، اختار زيلينسكي للانتقام باعتباره أحد “المعارضين” الذين هزمهم – إلى جانب بيروقراطيي بروكسل ووسائل الإعلام الدولية.
ويرى الكاتب أن ذلك لا ينبغي أن يكون مفاجئا. ففي الماضي، أشاد أوربان ببوتين لأنه “جعل روسيا عظيمة مرة أخرى”. وعقد اجتماعا معه في موسكو، قبل وقت قصير من غزو أوكرانيا. كما أن دونالد ترامب من معجبي أوربان. إذ أيد في وقت سابق من هذا العام، محاولة إعادة انتخاب الزعيم المجري، واصفا إياه بأنه “زعيم قوي” قام “بعمل قوي ورائع”. وحظيت الصين بعلاقة خاصة بالمجر في عهد شي جينبينغ إذ كانت المجر أول دولة في الاتحاد الأوروبي تشتري لقاح فيروس كورونا سينوفارم الصيني. ومنعت حكومة أوربان بيانا من الاتحاد الأوروبي ينتقد الصين بشأن هونج كونج.
ويكمن جوهر الخلاف بين بروكسل وبودابست، بحسب الكاتب، في الاتهامات بأن حكومة أوربان قوضت بشكل منهجي سيادة القانون ووجهت أموال الاتحاد الأوروبي إلى أصدقاء أوربان المقربين. فلأكثر من عقد من الزمان، سار أوربان على حبل مشدود. فقد بقي في نادي الاتحاد الأوروبي – مستمتعًا بكل المزايا التي يجلبها هذا من حيث الاستثمار والإعانات والأمن المتزايد والنفوذ الدبلوماسي. وفي الوقت نفسه ، استدعى شخصيات قوية مناهضة للاتحاد الأوروبي – مثل بوتين وترامب وشي.
“خدعة”
ومازلنا في الشأن الروسي، وتقرير في صحيفة ديلي تلغراف بعنوان “دحض نظريات مؤامرة المذبحة الروسية في بوتشا”. فقد سارع المراقبون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إزالة المنشورات المتعلقة بمزاعم موسكو بأن قتل المدنيين مجرد خدعة.
يقول الكاتب إن وزارة الدفاع الروسية أصدرت يوم الأحد، مزاعم استثنائية مفادها أنه “لم يتعرض أي مواطن محلي في بلدة بوتشا لأي عمل عنيف” وأن أي دليل على عكس ذلك كان “خدعة”.
وبعد يوم، أشار الكرملين، إلى أن الصور ومقاطع الفيديو للجثث كانت “مزيفة” ونفى أن تكون القوات الروسية مسؤولة عن قتل المدنيين بالقرب من كييف. ورفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف رفضا قاطعا كل المزاعم.
لكن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قال “لا يمكن لأي إنكار أو تضليل من الكرملين أن يخفي ما نعلم جميعًا أنه الحقيقة – بوتين يائس، وغزوه يفشل، وتصميم أوكرانيا لم يكن أقوى من أي وقت مضى”.
كما زعمت وزارة الدفاع الروسية أن الأدلة على الجرائم في بوتشا “لم تظهر إلا في اليوم الرابع” بعد انسحاب قواتها. كان ذلك اليوم الرابع هو 3 أبريل/ نيسان.
وزعمت وزارة الدفاع الروسية أن الأوكرانيين ارتكبوا المذبحة بين هذين التاريخين. ومع ذلك، ظهرت مقاطع فيديو في وقت مبكر في الأول والثاني من إبريل/ نيسان. وتُظهر مقاطع الفيديو طرقا مليئة بالجثث.
وأضاف جونسون أن الأدلة تتزايد على أن “فلاديمير بوتين وجيشه يرتكبان جرائم حرب في أوكرانيا”.
أزمة “من صنع الإنسان”
ونختم جولتنا في صحيفة الإندبندنت أونلاين ومقال لشارلين رودريغيز بعنوان “تفاقم أزمة الجوع في اليمن مع احتدام الحرب في أوكرانيا”، فقد تسببت تكاليف الغذاء والوقود المتصاعدة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في حدوث ضائقة اقتصادية للعديد من اليمنيين.
تقول الكاتبة إنه على بعد 2500 ميل تقريبا من القصف الروسي لأوكرانيا ، يشعر اليمنيون بتكلفة الحرب في أوروبا. ففي مخيم مغبر في مدينة لحج جنوب غرب اليمن، أوضح المزارع أحمد حداش، النازح مرتين، للإندبندنت أن أطفاله الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 14 سنة، يعيشون على وجبة طعام واحدة في اليوم.
قصص اليأس هذه شائعة في جميع أنحاء اليمن. يأتي خُمس إمدادات القمح اليمنية من أوكرانيا وروسيا. لكن اليمنيين يقولون إن ارتفاع أسعار الوقود وقلة العمل وعدم دفع الرواتب إلى جانب زيادة الطلب ونقص الإمدادات ساهمت جميعها في أزمة المجاعة.
وتضيف رودريغيز أن أسعار القمح ارتفعت بنسبة 30 في المئة بعد شهر بقليل من الغزو الروسي لأوكرانيا. إذ ارتفع سعر كيس الدقيق الذي يبلغ وزنه 50 كيلوغراما والذي يكلف 28 ألف ريال يمني (47 دولار أمريكي) إلى 40 ألف ريال (66 دولار أمريكي)، بينما ارتفع زيت الطهي بنسبة 36 في المئة.
تشير الكاتبة إلى أن بعض العائلات تضطر إلى إرسال أطفالها للعمل. يستيقظون عند الفجر كل يوم لجمع زجاجات المياه الفارغة المستعملة وبيعها لشراء بعض الطعام. ولم يتبق أمام أخريات سوى تزويج فتياتهن، وبعضهن لا تتجاوز أعمارهن العاشرة، لدفع ديون الأسرة. أُجبرت العائلات على أكل أوراق الشجر أو الجراد أو لا شيء.
[ad_2]
Source link