رمضان: كيف تتجنب الإحساس بالجوع والعطش أثناء الصيام؟
[ad_1]
- هيفار حسن
- بي بي سي نيوز عربي
مع إطلالة شهر رمضان، شرع المسلمون في أنحاء العالم الإسلامي بطقس الصيام، الذي يعد أحد أركان الديانة الاسلامية، ويقتضي الإمساك عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى مغيب الشمس على مدى هذا الشهر.
وعلى الرغم من الفوائد الصحية التي يتضمنها الصيام، قد يجد البعض صعوبة في التأقلم مع تغيّر عاداتهم الغذائية خلال هذا الشهر، أو بنوع من التعب والإرهاق جراء الانقطاع عن الطعام والشراب لفترات طويلة نسبيا، وربما تترافق لدى البعض مع مشاكل صحية كتلك التي يعاني منها المصابون بارتفاع في السكر أو ضغط الدم.
ونحاول هنا أن نسلط الضوء على بعض النصائح المهمة التي يقدمها خبراء التغذية من أجل صيام صحي أفضل.
وتحدثت بي بي سي عربي إلى عدد من الأشخاص لتسليط الضوء على تجاربهم الشخصية التي قد تفيد الكثيرين للتخطيط لكيفية قضاء وقتهم في شهر رمضان إلى جانب خبراء التغذية لتسليط الضوء على أنجع الأساليب والطرق التي يجب اتباعها لصحة أفضل.
ما يجب وما لا يجب تناوله في السحور؟
يبدأ الصائم يومه الأول من السحور، وسيحدد ما يتناوله في هذا الوقت، مدى شعوره أو عدم شعوره بالتعب أو العطش أو الجوع خلال صيامه.
ويوصي خبير التغذية فادي عباس، بأن يتبع الناس النصائح التالية التي يرى أنها تكفل صياماً أسهل وجفافاً أقل في الجسم وفائدة صحية أكبر :
يقول عباس لبي بي سي: “يجب التركيز في السحور على الأطعمة التي تحتوي على نسبة نحو 70% من الماء، وتناول الوجبة على ثلاث مراحل بفارق خمس دقائق بين الواحدة والأخرى، وتبدأ بطبق من السَلَطة (خاصة الخيار والخس والكرفس) ونوع واحد فقط من الطعام بشرط ألا يحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح، كما هي الحال مع مواد مثل الأجبان والمكسرات، التي رغم فوائدها الغنية، إلا أنها ستتسبب في حاجة الجسم إلى كميات أكبر من الماء بعد ساعات قليلة”.
ويضيف: “تأتي السكريات في المرحلة الثانية، ويفضل تناول قطعتين من الفاكهة الغنية بالماء أيضا (كالفراولة والبطيخ والبرتقال) أو كوباً من العصير الطازج، ثم اختتام الوجبة بشرب الماء”.
وتنصح خدمة الصحة الوطنية البريطانية بتجنب شرب الشاي والقهوة لأنهما مدران البول لاحتوائها على الكافيين (خاصة لمن يعانون من مشكلة السلس البولي). ويؤدي فقدان الجسم للسوائل إلى الحاجة إلى تعويضها، والإصابة بالجفاف الذي يخلق مشاكل صحية مثل الصداع وانخفاض ضغط الدم ومشاكل في الكلى وغيرها.
إذاً، كيف تتجنب هذه المشاكل وماذا عن الشعور بالتعب أو الخمول بعد الإفطار؟
تتميز الموائد الرمضانية – بغض النظر عن المستوى المادي لكل أسرة – بتعدد الأطباق المقدمة في كل يوم جراء عادة تبادل الأقارب والجيران لأطباقهم بعضهم مع بعض خلال شهر الصيام، وبالتالي يحظى الجميع بتنوع الأطباق على موائدهم كل يوم، لذا، يتناول الشخص أكثر مما يجب وأكثر من حاجته. ولا يشعر بأضرار ذلك إلا بعد فترة وجيزة من الانتهاء من الإفطار.
حيث تبدأ مشاكل مثل آلم في المعدة وشعور بالتخمة والخمول والرغبة في النوم وما إلى ذلك. لكن، قد تصبح المشكلة لدى البعض أكثر خطورة،عندما تتسبب في ارتفاع الضغط أو السكر في الدم.
وتعد الأيام الأولى من الصيام، هي الأصعب على الإطلاق، “لأن حاجة الجسم إلى الدهون كمصدر طاقة تبدأ بعد أربعة أيام” من الصيام، بحسب فادي عباس.
ويقول عباس إنه يجب تناول الإفطار على ثلاث مراحل وبفارق ست دقائق بين الوحدة والأخرى تماماً كما هي الحال في السحور. والسبب بحسب قوله، هو أن الدماغ يحتاج إلى 18 دقيقة لتلقي إشارة الشبع.
ويضيف: “يُنصح بشرب كوب من الماء في المرحلة الأولى على ثلاث دفعات وفي وضعية الجلوس. وبعد ست دقائق، تبدأ بتناول السكريات لإمداد الجسم بالطاقة التي فقدها خلال فترة الصوم، على أن تكون غير مصنّعة بل طبيعية مثل التمر أو عصير الفواكه الطازجة”.
ويضيف: “بعد انتظار 6 دقائق أخرى، يُنصح البدء بطبق من السَلَطة المفرومة بشكل ناعم لعدم إجهاد المعدة، وتعتبر الألياف الموجودة في الخضروات ضرورية جداً لإمداد الجسم بالفيتامينات وكذلك لمنع الإمساك”.
ويتابع: “بعد طبق السَلَطة، يجب تناول صنف أو صنفين كحد أقصى، من الأطعمة التي تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات”.
وعلى سبيل المثال، البطاطا والرز والمعكرونة و الخبز والمعجنات جميعها تحتوي على الكربوهيدرات، لذا ” يجب الاكتفاء بتقديم نوع واحد فقط مما ذكر إلى جانب نوع واحد فقط من البروتين (مثل البقول والبيض واللحوم الخالية من الدهون والألبان) مع مراعاة مدة عملية المضغ التي تستغرق من 30 ثانية للأطعمة المرنة إلى 60 ثانية للأطعمة القاسية (كاللحوم والمكسرات)”.
وعلى الرغم من حاجة الجسم الكبيرة إلى الماء، إلا أن شرب كمية كبيرة منه دفعة واحدة وبطريقة خاطئة قد يؤثر على عمل الأمعاء والكليتين، لذا، “يجب اتباع طريقة صحية، وعدم شرب أكثر من كوبين من الماء دفعة واحدة قبل مرور ساعة على تناول الإفطار، ولا يجب انتظار الشعور بالعطش بل ينبغي شربه كل ساعة أو ساعة ونصف حتى لو تطلب الأمر منك تعيين منبه يُذكرك بموعد شرب الماء”، بحسب نصائح عباس.
هل النساء أكثر تحلياً بالصبر من الرجال؟
ليس الجميع ماهرا في التفكير والتخطيط المسبق لهذا الشهر، فالبعض يعاني كثيراً، بسبب تغير العادات الغذائية والاجتماعية بشكل مفاجئ، لذا يواجهون متاعب جمة تؤثر على تواصلهم الاجتماعي مع من حولهم أو على جودة عملهم، كما هي الحال مع الشقيقين سعيد وعثمان يوسف، اللذين يعملان في أعمال البناء في مدينة حلب.
يقول سعيد: “رغم أنني أعلم جيداً أنه يجب علي التحلي بالصبر وسعة الأفق في هذا الشهر الفضيل، إلا أنني أصبح رجلاً عصبي المزاج وسريع الانفعال مع حلول منتصف النهار، ولا أتحكم بسلوكي وأصرخ في وجه العمال، و سرعان ما أندم على ذلك وأعتذر منهم، لكن الموقف يتكرر كثيراً معي”.
ويقول شقيقه عثمان: “بإمكاني تحمل الجوع في الأيام الأولى، لكن بعد مرور أسبوع، أشعر بعطش شديد وهذا يسبب لي الصداع فأصبح شخصاً لا يطاق لكنني لا أستطيع التحكم بعصبيتي”.
وقد لا تقتصر مواجهة مثل هذه المشكلة على سعيد وعثمان فقط، بل تطال كثيرا من الرجال. لذا يُنصح باتباع نصائح خبراء التغذية في هذا الصدد، لأن ما تتناوله من أطعمة، له دور كبير في سلوكك.
ويقول بهذا الصدد محمد فائد، خبير علم الأغذية والتغذية في المغرب: “إن المرأة بشكلٍ عام أقدر على تحمل الصيام من الرجل لأن نسبة الدهون في جسم المرأة أعلى من نسبتها في جسم الرجل، كما أن الكتلة العضلية لدى الرجال أكبر من الكتلة العضلية لدى النساء”.
وبحسب فائد، ثمة أسباب علمية وراء ذلك، وهو أن ثمة هرمونات تكون نشطة لدى المرأة؛ أكثر من الرجل، وبعضها أكثر نشاطاً لدى الرجل.
“يساعد هرمون الأستروجين المرأة على تحمل الجوع والبقاء في حالة مزاجية هادئة أطول فترة ممكنة، مما يساعدها على تحدي الانفعالات والشعور بالقلق، بينما يحفز هرمون التستوستيرون لدى الرجال شعور الانفعال والقلق والتوتر”.
ويضيف فائد: “يحتاج جسم المرأة طعاماً أقل مما يحتاجه الرجل بشكل عام، كما أن تناول اللحوم والدواجن والأجبان بكثرة يحفز إنتاج الهرمونات التي تؤثر على الحالة العصبية للشخص، لأن هرمون الأستروجين يتقاطع مع الكوليسترول، فالإكثار من اللحوم يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول وبالتالي إلى إثارة الحالة العصبية لدى الشخص”.
المرأة العاملة
يميل الرجال إلى الحركة أكثر من النساء بشكل عام في الدول الشرقية، بسبب طبيعة عملهم أو مسؤولياتهم خارج المنزل، وهذا يعني أنهم قد يخسرون طاقة وسعرات حرارية أكثر من المرأة، لكن الوضع يختلف مع المرأة العاملة التي تقع عليها أعباء ومسؤوليات كبيرة من رعاية الأطفال والتدبير المنزلي والعمل الوظيفي. وفي هذه الحالة تتشابه مع الرجل بل حتى أنها في بعض الأحيان تبذل جهداً مضاعفاً.
ويرى فائد أن نوع الطعام الذي يتناوله الشخص يؤثر على حالته المزاجية، فالأشخاص الذين يتناولون الكثير من اللحوم، يميلون إلى أن يكونوا أكثر انفعالاً وتوتراً من النباتيين.
ويقول إن المرأة التي تتناول نفس كميات اللحوم والأجبان التي يتناولها الرجل، فستعاني من نفس حالات الانفعال والعصبية التي يعاني منها الرجال.
الرياضة… ما هو أفضل وقت لممارستها؟
لا تعد صلاة التراويح بمثابة رياضة كافية لتخليص الجسم من السعرات الحرارية الزائدة كما يعتقد البعض، لذلك لا بد من ممارسة بعض أنواع الرياضة التي من شأنها أن تزيد ضربات القلب كما تنصح بها خبيرة التغذية في لندن، آيسون كفانج.
وتقول كفانج: “يجب أن ترتاح المعدة تماماً من عملية الهضم قبل البدء بأي نوع من الرياضات، أي بدء ممارستها بعد ثلاث ساعات على الأقل بعد الإفطار”.
وتضيف: “يُفضل عدم إجهاد الجسم في الأيام الأولى وممارسة الرياضات الخفيفة كالمشي أو حمل بعض الأثقال الموجودة في المنزل أو صعود السلالم عدة مرات، ومن ثم زيادة المدة كل يوم إلى أن تصل إلى درجة مقبولة حسب قدرة كل شخص وصحته”.
وتشرح كفانج أهمية الماء ودوره الكبير في الحفاظ على الصحة العامة وخاصة في رمضان، وتنصح بشدة شرب الكميات الموصى بها، كلٌ بحسب عمره، مع الابتعاد عن المشروبات الغازية والمحلاة صناعياً واستبدالها بالأعشاب كالبابونج والشاي الأخضر وغيرها من الأعشاب التي تتوفر بكثرة في جميع أنحاء العالم.
التخطيط لكيفية قضاء الوقت أثناء الصيام
وترى أنغام، وهي ربة منزل لديها طفلان، وتقيم في مدينة الرياض بالسعودية، أن تخطيطها المسبق لشهر رمضان، يجعل من هذا الشهر بالنسبة لها شهراً لتحسين الصحة وتطوير المهارات والشعور بالرضا عن الذات.
وتقول لبي بي سي: “بدأت الصيام المتقطع قبل حلول شهر رمضان بأسبوع، لأنني بهذا أكون قد جهزت جسمي لتحمل الجوع وجنبت نفسي التغيير المفاجئ في نظامي اليومي في رمضان”.
وتضيف: “كل عام أضع أمامي هدفاً أسعى إلى تحقيقه، وفي هذا العام، خططت لختم القرآن مرتين خلال هذا الشهر وتحفيظ أطفالي بعض الآيات القرآنية إلى جانب رعاية أطفالي وانشغالي بالواجبات المنزلية، وهكذا يمضي الوقت دون أن أشعر به”.
وتقول ناديا، وهي شابة في الـ 25 من عمرها وتعيش في العقبة بالأردن: “أحارب الجوع والعطش بالقراءة، لذا، أقضي وقتي في قراءة كل الكتب والروايات المؤجلة، وأتابع بعض الأعمال التلفزيونية وأطور مهارتي في اللغة الإنجليزية، فليس ثمة وقت فراغ يدفعني للتفكير بالعطش أو الجوع”.
[ad_2]
Source link