صحف عربية: قمة النقب.. هل تنجح إسرائيل في بناء تحالف عربي ضد إيران؟
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
تباينت آراء الكتاب في صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية حيال القمة الأخيرة التي عقدت في النقب واستضاف فيها وزير الخارجية الإسرائيلي نظراءه من مصر والإمارات والمغرب والبحرين بحضور وزير الخارجية الأمريكي.
رحب معلقون خاصة في الصحف الإماراتية والمصرية والبحرينية بالقمة وأشادوا بالتحركات الدبلوماسية التي تطرقت إلى التغيرات الأخيرة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا و اقتراب واشنطن من توقيع صفقة نووية مع إيران بينما انتقد آخرون محاولات “التطبيع” مع إسرائيل و”شيطنة” إيران.
إيران “عدو مشترك”
تحت عنوان “قمّة العار في النقب” قال علي أنوزلا في العربي الجديد اللندنية “في وقتٍ تشدُّ الحرب الروسية الأوكرانية أنظار العالم، وتحبس أنفاسه في انتظار ما سوف تتمخض عنه من خرائط سترسم معالم العالم الجديد، شكّلت ما سمّيت ‘قمة النقب’ في الصحراء الفلسطينية المحتلة حدثا غير ذي شأن كبير…قد يكون هذا اللقاء ‘تاريخيا’ من منظور إسرائيل، لأنها هي الرابحة منه، بما أن حضور أربعة وزراء عرب للاجتماع على جزء من أرض فلسطين التاريخية المحتلة تكريس لاعترافهم بهذا الاحتلال والتعاون معه، بل والتحالف معه”.
واستطرد الكاتب “بما أن إسرائيل هي التي دعت إلى هذا اللقاء فهي التي حدّدت أجندته ووضعت جدول أعماله، ورسمت أهدافه الاستراتيجية التي تختلف حتما عن أهداف دول وشعوب وزراء الخارجية العرب المشاركين فيه. وأول أهداف الكيان الصهيوني من الاجتماع صرف أنظار سكان المنطقة عن متابعة الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على اقتصاد دولهم وعلى حياتهم المعيشية، ولفت اهتمامهم إلى ما تعتبره ‘تهديدا إيرانيا’ يقضّ مضجعها هي بالدرجة الأولى، لتوجيه جهود العرب وثرواتهم نحو حرب الاستنزاف التي تغذّيها بتعظيمها الخطر الإيراني الداهم، وشيطنتها له، عندما تكتسب طهران سلاحا نوويا”.
وعدد إبراهيم أبراش في صحيفة القدس الفلسطينية خلفيات عقد قمة النقب ومن بينها “قطع الطريق على أي حراك عربي ينطلق من المصلحة القومية العربية والحفاظ على الأمن القومي العربي وهو حراك كان يؤمل ان تقوده مصر و جامعة الدول العربية” مؤكداً أن “مصر والأردن والسعودية تُساقان كُرها لهذه اللقاءات لإدراكهما خطورة ما يجري ولكنهم لا يستطيعون مواجهة الإرادة الأمريكية”.
وانتقد الكاتب “غياب الفلسطينيين عن هذه اللقاءات … مما يعني تغييب القضية الفلسطينية”، محذراً من أن ” كل ما سبق يُنذر بفوضى قادمة للمنطقة العربية لا تقل خطورة عن فوضى (الربيع العربي)”.
في سياقٍ متصل، قالت افتتاحية القدس الفلسطينية “إن اعتبار إسرائيل قاعدة لبحث القضايا الإقليمية لن يؤدي الا الى زيادة غطرستها وهيمنتها على شعبنا وأرضنا”. وأضافت الصحيفة “في كل الاحوال ورغم كل هذه المعطيات فإن فلسطين ستظل القضية الأولى وليس ايران، وسيظل شعبنا صامدا رافضا لكل هذه الاجتماعات وأمثالها، وسيظل الاحتلال هو المشكلة الأولى، وتمسك شعبنا بحقوقه هو الموقف غير القابل للتغيير أو التجاهل مهما حاولوا القفز فوقه!”
وكتب نزار عبد القادر في جريدة اللواء اللبنانية: “تركزت الأجندة الإسرائيلية وفق ما أرادها وزير الخارجية على ضرورات تركيز الدول الحاضرة لمؤتمر النقب على التعاون بكل اشكاله. وكان من الطبيعي أن يستوضح الحاضرون في المؤتمر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن عن دور الولايات المتحدة في المنطقة، وعلى ضوء العودة إلى الاتفاق النووي”..
واستطرد الكاتب “حاول وزراء الخارجية العرب، وخصوصاً الوزيرالمصرى، سامح شكري، استحضار حقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس لتبرير المشاركة في هذا المنتدى الاستراتيجي الذي نظمته إسرائيل بدعم أميركي، والذي كان من الواضح أن عنوانه الوحيد كان ‘إيران هي عدونا المشترك'”.
“سياسة رشيدة”
من جهة أخرى، في صحيفة العرب اللندنية، كتب عماد مؤيد جاسم أن القمة لم تكن مفاجأة، فالمنطقة “تتهيأ لاستقبال حالة من عدم اليقين التي ستسود فيها مع اقتراب واشنطن من توقيع صفقة نووية مع إيران، وهو ما كان عاملا في تسارع الخطوات الدبلوماسية بهدف ترتيب الأوراق وإنضاج التفاهمات حول ما ترى فيه دول عديدة ‘تهديدا مشتركا”.
ورحبت صحيفة العين الإخبارية الإماراتية بقمة النقب وأثنت على السياسة الإماراتية قائلة “السياسة الرشيدة هي السياسة الواقعية التي تنطلق من الأرض وليس من الفضاء الفارغ، ولغة السياسة الواقعية تقول إن العدو الخطير الذي نرى خطره من صواريخ ‘الحرس الثوري’ عبر عميله الحوثي تنهال من اليمن على محطات المياه والكهرباء والمشتقات النفطية في السعودية والإمارات، ونرى ماذا تفعل خلايا إيران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين والكويت.
هذا هو العدو الذي نعرفه، وحين تريد ردع عدو هاجمك بكل صراحة ووقاحة فأنت تتحالف مع كل من يشاطرك العداء لهذا العدو.. أياً كانت دوافعه، وإسرائيل اليوم تعلن أنها ضد النظام الإيراني.. إذًا، فهي حليف موضوعي بحكم الواقع والضرورة.. تلك هي الحقيقة الجرداء.. دون تزويق ولا تزييف ولا تلميح”.
وفي صحيفة اليوم السابع المصرية، كتب أكرم القصاص مثمناً دور القاهرة “الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى، على مدى السنوات الماضية تعاملا بشكل شامل، مع تحديات إقليمية وتوازنات دولية، وأيضا مع التحديات الداخلية، والرغبة فى التعامل بالفعل وليس رد الفعل، الدولة بمؤسساتها تتحرك بناء على قراءة للملفات والسياقات السياسية والاقتصادية”..
وأضاف الكاتب “إقليميا ودوليا تضع الدولة فى اعتبارها الحفاظ على مصالح الدولة والاقتصاد، وأيضا المصالح العربية والأفريقية، وتنسيق المواقف بأكبر قدر من الدقة، من خلال تحديد دقيق لخرائط التحرك وبناء العلاقات والمواقف المشتركة، وعلى مدار أسابيع لم تتوقف تحركات الدولة المصرية على كل الأصعدة، عربيا فى الخليج، وأفريقيا، ودوليا، للتعامل مع كل القوى الفاعلة، وهى نقاط يفترض لكل من يتابع أن يقرأها، ضمن خرائط عالمية لا تتوقف عن التفاعل”.
بدوره، اعتبر نسيم عينزات في صحيفة الدستور الأردنية محاولات إسرائيل تشكيل “حلف مناهض لإيران” بمثابة “فرصة للعرب للضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها القمعية وإعادة القضية إلى طاولة المفاوضات بهدف عدم دفع الشارع الفلسطيني الغاضب إلى إعادة ما جرى بعد العدوان الإسرائيلي على غزة من احتجاجات ومظاهرات عمت المدن والقرى الفلسطينية”..
وأضاف الكاتب “لذلك فان الدبلوماسية الأردنية نشطة جدا هذه الايام لتهدئة الأوضاع والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها القمعية والاستفزازية”.
[ad_2]
Source link