روسيا وأوكرانيا: الروس المناهضون للحرب يتعرضون للترهيب والتهديد على عتبات منازلهم
[ad_1]
- بن توبياس
- بي بي سي نيوز
يتعرض النشطاء والصحفيون الروس الذين تحدثوا علنا ضد الحرب التي تشنها بلادهم على أوكرانيا تحت اسم “عملية عسكرية خاصة”، لتهديدات تلحق بهم حتى عتبات منازلهم.
ولطخت أبواب الشقق التي يسكنها هؤلاء المعارضون، وكتبت عليها عبارات تهديدية، وذلك من قبل أشخاص مجهولين مؤيدين للكرملين.
وإلى جانب العبارات التهديدية والرسائل التي تركت على أبواب شقق المعارضين، كتبت أيضا كلمة “خائن” ورسم حرف “Z”، الذي يعتبر الرمز المؤيد للغزو الروسي لأوكرانيا، وقد وضعه السياسيون المؤيدون للحرب على ملابسهم، ورسم على السيارات والشاحنات والحافلات واللوحات الإعلانية، وحملته آليات القوات الروسية، كما استخدم في المظاهرات المؤيدة للحرب ومنها مظاهرة نظمت في بلغراد.
وفي بعض الحالات كانت التهديدات أكثر شدة وتطرفا، ومثال ذلك ما تلقاه الصحفي الروسي البارز أليكسي فينيديكتوف المعارض للحرب، إذ وجد على عتبة منزله رأس خنزير يرتدي باروكة شعر مستعار مع رمز معاد للسامية ألصق على الباب.
ونشر فينيديكتوف، الذي كان محرر إذاعة “إيكو أوف موسكو” لفترة طويلة، قبل توقفها عن البث بسبب زيادة تضييق الرقابة في روسيا، صورا لما وجده على عتبة منزله، مشيرا إلى المفارقة المثيرة للسخرية التي يحملها الملصق المعادي للسامية في “الدولة التي هزمت الفاشية”.
وتعتبر هذه الرسائل التهديدية وتلطيخ الأبواب ورسم الرموز المؤيدة للحرب والوصم بالخيانة أحد مظاهر الضغوطات وأجواء الترهيب المتزايدة في روسيا، والتي تمارس ضد الذين يعبرون علنا عن معارضتهم للحرب في أوكرانيا.
روث على عتبة الباب
عندما نظرت داريا خيكينن من خلال ثقب باب شقتها في سان بطرسبرغ، رأت أن الباب قد لطخ بالدهان الأحمر من الخارج.
وعلى الفور خمنت ما حدث، فقد كانت تعلم بحالات مماثلة تعرض لها نشطاء آخرون.
وحين فتحت الباب وجدت كلمة “خائنة” مكتوبة عليه بأحرف كبيرة باللون الأحمر، وعددا من الأوراق التي كتبت عليها عبارات مثل “تعيش هنا خائنة للوطن الأم” قد ألصقت على بابها، إلى جانب كومة من الروث التي ألقيت على ممسحة الأقدام.
وقالت خيكينين، وهي ناشطة سياسية معروفة، لبي بي سي “قد يكون السبب هو تصريحاتي العلنية المناهضة للحرب، وآرائي المعارضة”، مضيفة أن الأمر نفسه حدث لثلاثة نشطاء آخرين من سان بطرسبرغ، وفي نفس الوقت.
وتكرر الأمر في صباح اليوم التالي، لكن هذه المرة كانت خيكينين وحدها المستهدفة دون النشطاء الثلاثة الآخرين.
وتقول “كان الباب مدهونا بصبغة خضراء، وقد ملئ ثقب القفل برغوة اسفنجية. كما كتب على لافتات ألصقت على الباب “لن نسامح النازية”، و”هنا تعيش نازية فنلندية”، مشيرة إلى أن لقبها العائلي فنلندي.
وتعكس هذه الرسائل مزاعم الكرملين واتهاماته للحكومة الأوكرانية بأنها تدار من قبل نازيين، وتبريره العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بأنها ضرورية “لتطهير أوكرانيا من النازية”.
ولا تعلم خيكينن من المسؤول عما تعرضت له، لكنها قالت إنه على حد علمها، لا أحد يعرف عنوانها سوى والديها والشرطة.
وقالت “لا أستطيع أن أقول إن ذلك أخافني. في الواقع، أجد الأمر مدعاة للضحك. تخيلوا أن أحمقا ما جر كيسا مليئا بالروث على طول الدرج حتى الطابق الحادي عشر، بل وفعل ذلك في ليلتين متتاليتين!”.
منذ أن شنت روسيا حربها في أوكرانيا، وحياة معارضي الحرب تزداد صعوبة، وقد أصدرت الحكومة قانونا يضع الأشخاص الذين ينشرون معلومات “كاذبة” عن الحرب أمام تهديد بالسجن 15 عاما.
كما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من السياسيين الموالين وأعضاء حكومته أن أي معارضة للحرب هي “خيانة” للبلاد.
وقال بوتين في خطابه الذي ألقاه في 16 مارس/ آذار الحالي إن “أي شعب، وخاصة الشعب الروسي، سيكون قادرا دائما على التمييز بين الوطنيين الحقيقيين وبين الحثالة والخونة، وسيبصقهم مثل ذبابة تدخل الفم بطريق الخطأ”.
وأضاف بأن الغرب يحاول تدمير روسيا باستخدام “الطابور الخامس” – أي أعداء الداخل – لإثارة صراعات داخلية في بلاده.
وعقب ساعات قليلة فقط من ذلك الخطاب، تلقى الطالب الناشط دميتري إيفانوف، الذي تشكل آراؤه المناهضة للحرب السمة الرئيسية لما ينشره على قناته على تليغرام التي تحظى بنحو 10000 متابع، مكالمة من والدته تسأل عما إذا كان قد رأى الكتابة على باب منزلهم وجدران المدخل المؤدي إليه.
وقال لبي بي سي “كتب: لا تخن الوطن الأم يا ديما (تصغير اسمه بالروسي)”، مضيفا أنه كانت هناك أيضا ثلاثة أحرف “Z”كبيرة، ما يوضح أن الرسالة متعلقة بالحرب الروسية على أوكرانيا.
وأردف إيفانوف قائلا “ربما لم يفاجأ الجيران بذلك”، موضحا أن آراءه السياسية ليست سراً، وأن الشرطة تأتي إلى منزله بين حين وآخر لتحذيره من حضور أي نشاط معارض للحرب، كما تعرضت أبواب ثلاثة نشطاء وصحفيين آخرين في موسكو للتلطيخ في ذلك المساء نفسه.
لكن إيفانوف، الذي بدأ نشاطه بالكتابة عن احتجاج ضد تجمع صاخب لمشجعين خارج جامعته مباشرة خلال استضافة روسيا كأس العالم لكرة القدم 2018، قال إن الهجوم لم يثبطه.
وأضاف “ممارسات الشرطة تخيفني أكثر بكثير، فهي تملك القدرة والقوة لتدمير حياة الناس، لكن هذا – هذا مجرد بلطجة بسيطة”.
وقال إنه قرر عدم الإبلاغ عما تعرض له منزله، لأنه لا يريد أن ينتهي الأمر إلى تعظيم القضية، ولكي لا يصطدم مع الشرطة.
قد تكون مثل هذه الحوادث بسيطة، لكنها نتاج بيئة سياسية حيث لا مجال لموقف مختلف، فإما أن تدعم الحرب أو تصنف خائنا.
وتتراوح العواقب بالنسبة للذين يعارضون الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا ضمن نطاق واسع، ويمكن أن تشمل فقدان الوظيفة، أو حتى التعرض للمقاضاة على أساس جنائي.
لكن إيفانوف يؤكد أنه سيستمر في معارضته بالرغم من كافة المخاطر.
ويقول: “أشعر بالقلق حيال التهديد بالسجن لمدة 15 عاما. لكن الحرب مخيفة أكثر بكثير. هذه الوحشية المدمرة تماما، والتي لا مبرر أو معنى لها التي تنفذها بلادنا وبإسمنا – إنها صدمة كبيرة.”
[ad_2]
Source link