روسيا وأوكرانيا: كييف تتهم موسكو بنقل آلاف المدنيين قسراً من ماريوبول
[ad_1]
- لورنس بيتر
- بي بي سي نيوز
اتهمت أوكرانيا روسيا بإجبار آلاف المدنيين على الانتقال من ماريوبول، المدينة الساحلية الاستراتيجية التي دمّرها القصف الروسي.
ويقيم نحو 5 آلاف نازح في مخيم مؤقت تحت سيطرة الروس، في بيزيميني، شرق ماريوبول، وفق ما أظهرت صور الأقمار الصناعية.
وقالت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية، إيرينا فيريشتشوك، إن 40 ألفاً نقلوا من أوكرانيا إلى أراض يسيطر عليها الروس، دون التنسيق مع كييف.
وقالت لاجئة من ماريوبول، تتواجد الآن في روسيا: “أخذنا جميعاً بالقوة”.
ويصف بعض المسؤولين الأوكرانيين تصرفات روسيا بأنها بمثابة “ترحيل” إلى “معسكرات تنقيح” – تذكيراً بالحرب الروسية في الشيشان، عندما استجوب آلآف الشيشان بوحشية في معسكرات مؤقتة واختفى الكثير منهم.
ويصنّف قيام طرف في الحرب بترحيل مدنيين إلى أراضيه ضمن انتهاكات حقوق الإنسان المتعارف عليها دولياً.
وتمكن 140 ألف مدني من مغادرة ماريوبول ، بينما لا يزال 170 ألفاً عالقين هناك، وفق مجلس المدينة.
وقد حوّل القصف الروسي الشديد، لأكثر من ثلاثة أسابيع، المدينة إلى ركام. ويختبئ المدنيون المذعورون في الملاجئ، ويعانون نقصاً شديداً في الماء والغذاء والدواء.
وبي بي سي غير قادرة على التحقق بشكل مستقل من عدد المدنيين الذين تمّ إجلاؤهم من ماريوبول وأولئك الذين قتلوا في المدينة.
وتمكن عدد قليل نسبياً من الفرار عبر الممرات الإنسانية التي اتفق عليها الطرفان. وقالت أوكرانيا إن روسيا واصلت قصف طرق الإجلاء، التي من المفترض أن تكون آمنة.
وفي أجزاء من ماريوبول سيطر عليها الروس، تشير تقارير إلى أن المدنيين – الجياع والعطش والمرضى في كثير من الأحيان – ليس لديهم خيار سوى التوجه إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية وروسيا نفسها.
وقال مات موريس، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن اللجنة لا يمكنها إجلاء المدنيين وتقديم المساعدة إلا إذا قدمت روسيا وأوكرانيا ضمانات سلامة، وهو ما لم يحدث بعد، على الرغم من أن اللجنة تتحدث مع الجانبين.
وقال موريس لبي بي سي: “يجب أن يكون الجانبان الضامنين وأن يتوصلوا إلى اتفاق للسماح بمرور آمن. وعليهم الإعلان عن الطريق وإتاحة متسع من الوقت للناس للخروج”.
وقال إن القانون الدولي الإنساني “يُلزم بالسماح للناس بالمغادرة، لكن لا ينبغي إجبارهم على المغادرة”، موضحا أنه يجب على الأطراف المتحاربة السماح بدخول المساعدات والسماح للناس بالبقاء إذا أرادوا ذلك.
وقال: “إنه وضع يائس في ماريوبول – لقد دعونا جميع الأطراف لتسهيل الوصول الآمن والخروج”، مضيفًا: “ليس لدينا فريق قادر حاليا على الوصول”.
وتحدث مراسل بي بي سي، واير دايفيز، عبر تطبيق زوم مع لاجئة أوكرانية، تدعى إيرينا وتقيم في منزل أقارب لها في روسيا.
وقالت إيرينا إن الجنود الروس طلبوا منها ومن آخرين، ممن لجأوا إلى ملجأ محصن، المغادرة حفاظا على سلامتهم. واشتعلت النيران في المبنى بعد تعرضه للقصف.
وأضافت قائلة إنهم ساروا مسافة 4 كيلومترات إلى نقطة تفتيش روسية، ومن ثم نقلوا إلى الشرق – إلى الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا في المنطقة الانفصالية المعروفة باسم “جمهورية دونيتسك الشعبية”.
وتابعت إيرينا: “عندما تصل إلى هناك، تقرّر إن كنت تريد البقاء في “جمهورية دونيتسك الشعبية” أو الذهاب إلى روسيا”.
وقالت: “بعض كبار السن الذين أعرفهم والذين التقيت بهم في نقطة التوزيع، لم يعرفوا إلى أين يتجهون ولماذا. اعتقدوا أنهم سيكونون قادرين على البقاء في روستوف [في روسيا] لبضعة أشهر … ثم ربما يعودون إلى ماريوبول”.
وأضافت: “بدلاً من ذلك، نقلوا إلى سامارا (شمال روستوف، جنوبي روسيا). وقالوا إنه ليس لديهم أي فكرة عما سيفعلوه هناك. والإقامة متاحة هناك لأسبوعين فقط”.
ولدى العديد من الأوكرانيين أقارب في روسيا بسبب العلاقات التاريخية الطويلة بين البلدين. لكن من غير الواضح عدد لاجئي ماريوبول الذين غادروا طواعية إلى روسيا، التي دمر جيشها مدينتهم.
وذكرت صحيفة روسيسكايا غازيتا الحكومية الروسية في 21 مارس / آذار أن طابوراً طويلاً من سيارات اللاجئين استغرق أكثر من ساعتين للوصول إلى بيزيميني، وهي قرية ساحلية تبعد 90 كيلومتراً شرق ماريوبول. ويقيم نحو 5 آلاف لاجئ فيها، داخل خيام ومدرسة وناد. وقد أرسلت وزارة الطوارئ الروسية مساعدات وعمّالاً إلى القرية.
وخلال الترحيل، أوقف متمردون من “جمهورية الدونتيسك الشعبية” اللاجئين عند نقاط تفتيش، حيث عمدوا إلى تصويرهم وأخذ بصماتهم.
وقالت الصحيفة: “يتم فحص بياناتهم في قاعدة بيانات للمجرمين المطلوبين. إحدى المشاكل الرئيسية هي النقص في شرائح الهواتف المحمولة، وليس كل شخص لديه هاتف محمول”.
وتنكر روسيا نقل آلاف الأوكرانيين قسراً من بلدهم.
وقال نائب رئيس بلدية ماريوبول سيرغي أورلوف لبي بي سي إن: “البعض يموت من الجفاف ونقص الغذاء، والبعض الآخر بسبب نقص الأدوية والأنسولين”.
وتُركت العديد من الجثث ملقاة في الشوارع، لأن انتشالها ينطوي على مخاطر.
وأضاف: “يفتح الجنود الروس [باب] هذا الملجأ ويقولون لهم: لديكم خمس دقائق للإجلاء في هذا الاتجاه. فقط اذهبوا، سيروا مسافة 5 أو 3 أو 7 كيلومترات، وستنقلكم الحافلات إلى منطقة تسيطر عليها روسيا مؤقتًا. إن لم تذهبوا سيقصف هذا المنزل في غضون ساعة”.
ويقيم العشرات من لاجئي ماريوبول في مركز رياضي في تاغانروغ، وهي مدينة روسية بين ماريوبول وروستوف.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن المئات أرسلوا أيضًا بالقطار لمسافة تزيد عن ألف كيلومتر شمالًا إلى منطقتي ياروسلافل وريازان الروسيتين.
وتقول وزارة الدفاع الأوكرانية إن روسيا تقوم بنقل الأوكرانيين بشكل جماعي من المناطق المحتلة إلى أجزاء بعيدة من روسيا، من بينها منطقة سخالين في أقصى الشرق.
وفي بيان نشرته على فيسبوك، قالت وزارة الدفاع: “بعد اجتياز معسكرات التصفية، ينقل الأوكرانيون إلى مناطق بائسة اقتصاديا في روسيا. ويصنف عدد من المناطق الشمالية كوجهة نهائية، لا سيما سخالين. ويتلقى الأوكرانيون عرض عمل رسميا من خلال مراكز التوظيف. ويحصل الموافقون على وثائق تمنع مغادرة المناطق الروسية لمدة عامين”.
وحثت أوكرانيا اللجنة الدولية للصليب الأحمر على عدم فتح مكتب لها في “روستوف أون دون” – وهو أمر قيد النقاش مع الصليب الأحمر الروسي. وتقول أوكرانيا إنه يمكن استخدام هذا الأمر لإضفاء الشرعية على عمليات الترحيل.
لكن اللجنة أصرت على أنها “لا تريد فتح مكتب في جنوب روسيا (لتنقيح) الأوكرانيين، كما تزعم العديد من التقارير. هذا ليس دورنا، نحن لا نفعل ذلك. نحن لا نفتح مخيما للاجئين”.
وقالت اللجنة إنها “لا تساعد إطلاقاً في تنظيم أو تنفيذ عمليات إجلاء قسري”، وإنها ساعدت فقط في عمليتي إجلاء – من سومي، المدينة محاصرة في الشمال، باتجاه الأراضي الأخرى التي تسيطر عليها أوكرانيا.
وأَضافت اللجنة: “لن ندعم أي عملية تتعارض مع إرادة الناس ومع مبادئنا”.
[ad_2]
Source link