لماذا أثارت اتفاقية أمنية بين الصين وجزر سليمان قلق أستراليا؟
[ad_1]
أكدت جزر سليمان أنها تعكف على صياغة اتفاقية أمنية مع الصين، في خطوة أثارت قلق أستراليا وحلفاء غربيين آخرين في الجوار بمنطقة المحيط الهادئ-الهندي.
وتشير وثائق مسربة إلى أن قاعدة عسكرية صينية قد تُنشأ على جزر سليمان، الواقعة إلى الشمال من أستراليا، ما أثار قلق الأخيرة التي طالما كانت حليف الدفاع الرئيسي وأكبر مقدمي المساعدات للدولة الصغيرة.
وقالت كل من أستراليا ونيوزيلندا إنهما أثارتا مخاوفهما مع جزر سليمان.
وقالت وزيرة خارجية أستراليا إنها تحترم حق جزر سليمان في اتخاذ قرارات سيادية ولكن: “يحق لنا الخوف من أي تحركات كفيلة بتقويض استقرار وأمن المنطقة، بما في ذلك إنشاء كيانات دائمة كالقواعد العسكرية”.
كما قالت نيوزيلندا إنها تخشى من أن الخطة تهدد “استقرار المؤسسات والترتيبات القائمة التي أسهمت طويلا في إرساء الأمن بمنطقة المحيط الهادئ”.
ولم تؤكد جزر سليمان صحة التفاصيل الواردة في مسودة الاتفاقية المسربة، ولا ما إذا كانت هذه هي النسخة النهائية.
لكنها أعلنت يوم الجمعة أنها كانت بصدد “توسيع” ترتيباتها الأمنية مع مزيد من الدول و”تنويع شراكة البلاد الأمنية (مع دول أخرى) بينها الصين”.
الصين قد تنشر قوات
أثارت تفاصيل الخطط المسربة قلق أستراليا بشكل خاص، لأنها على مسافة لا تتجاوز 2000 كيلومتر إلى الجنوب من جزر سليمان.
وتضع الأوراق إطار عمل يخوّل بكين نشْر قوات “لحماية أمن الصينيين والمشروعات الصينية الكبرى في جزر سليمان”.
وبمقتضى الوثيقة ذاتها يمكن لجزر سليمان أن “تطلب من الصين إرسال عناصر من الشرطة، والشرطة العسكرية، والجيش، وغير ذلك من عناصر إنفاذ القانون والقوات المسلحة”.
ويرى مراقبون أن تلك الخطط تكشف بشكل واضح عن نوايا الصين تجاه المنطقة للمرة الأولى.
ويقول جوناثان برايك، المتخصص في شؤون جزر الواقعة في المحيط الهادئ، إن تلك الخطط “تُظهر بوضوح ما تنشده الصين، وقد أسدت هذه الخطط بشكل ما صنيعًا لأستراليا؛ فنحن لا نزال في بداية عملية طويلة ولم نر بعد جنودا على الأرض أو أي وجود عسكري في جزر سليمان … لكن مجرد الوقوف على نية الصين أمر مثير للقلق”.
وأكدت جزر سليمان يوم الجمعة أن أية شراكة استراتيجية مع الصين تتضمن “بُعدًا تنمويا”.
وتعكف جزر سليمان على إبرام وتنفيذ عدد من الاتفاقيات مع الصين. ومن بينها اتفاقيات خاصة بالتوسع في التبادل التجاري وخدمات الطيران المدني.
لكن السلطات في جزر سليمان رحبت كذلك بعروض تدريبات ومعدّات للشرطة مقدمة من “شريكتيها الرئيسيتين: الصين وأستراليا”.
وتعرب أستراليا عن قلقها المتزايد إزاء تنامي نفوذ الصين في منطقة المحيط الهادئ-الهندي.
وفي محاولة للحد من هذا النفوذ الصيني، زادت أستراليا خلال السنوات الأخيرة إنفاقها على صعيد المساعدات التي تقدمها لجزر تلك المنطقة، وتضمّن ذلك تمويل مشاريع بنى تحتية بمليارات الدولارات.
ورغم ذلك شهدت العلاقات بين الصين وجزر سليمان خلال الفترة الأخيرة تقاربا. وفي عام 2019 دشّنت جزر سليمان علاقات دبلوماسية رسمية مع الصين على حساب العلاقات مع تايوان.
وفي يوم الجمعة، قال رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفن راد عن الخطط الصينية إنها “من أهم التطورات الأمنية التي شهدناها على مدى عقود”، وأنها تمثل فشلا دفاعيا للحكومة الأسترالية الراهنة “داخل مياهها الإقليمية”.
وفي أعقاب أعمال شغب شهدتها جزر سليمان العام الماضي، أرسلت أستراليا قوات إلى البلاد وأعادت تدشين بعثة شرطة سابقة. كما عرضت الصين تدريب الشرطة في جزر سليمان.
وفي فبراير/شباط الماضي، قالت الولايات المتحدة إنها تخطط لإعادة فتح سفارتها في جزر سليمان، وسط مخاوف من خطط الصين في المنطقة.
وفي العام الماضي، وقّعت كل من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا معاهدة دفاع عُرفت باسم “أوكوس”، وذلك لتعزيز وجود الحلفاء الغربيين في منطقة المحيط الهادئ-الهندي.
[ad_2]
Source link