أخبار عاجلةمقالات

حينما يتحول الزواج لانتقام؟ بقلم الأستاذة مريم العتيبي

إيسايكو: حينما يتحول الزواج لانتقام؟ بقلم الأستاذة مريم العتيبي

قال تعالى :وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). الروم ٣٠.

ذكر الله عز وجل انه خلق الازواج والزوجات للسكن القائم على المودة والرحمة، فالزواج رباط قدسي إلهي بين زوجين، وهذا الرباط كما وضحته الآية يقوم على الالفة والمحبة بسكن نفس لنفس اخرى، فكيف يتحول هذا المفهوم للزواج ليكون انتقام ورصد للإدانة؟!

تغير مفهوم الزواج يشهد عليه التحولات في محاكم الاسرة وقضاياها ومراكز الاصلاح الاسري، التي تخبر عن هذا المفهوم الشائع في حالات الانفصال والهجر وغيره، فبعد مضي عهد من الزواج وتفاقم مسؤولية الزوجين تنشأ المشكلات التي تقضي على كيان هذا الرباط، ليسعي في بعض الحالات كل طرف منهم للانتقام من الآخر في محاولة لإثبات الذات، ففي احدى الحالات زوج يعود لزوجته حتى يتحصل على وكالة يبدد فيها اموالها، وزوجه تكيد لزوجها حتى تحصل على ادلة تقاضيه من جديد، واخرى تعين فريق تحقيق على زوجها حتى تأخذ عليه ممسك قانوني بتهمه فساد لتنتقم منه، والحالات كثر في هذا، لكن لماذا تحول مفهوم المودة والرحمة والحب الى مفهوم الانتقام؟

⁃ هل الخلل في المبادئ والقيم التربوية

⁃ ام الخلل في التنشئة للزوجين من ذو الصغر

⁃ ام الخلل في القانون وثغراته في قضايا الاسرة

⁃ ام الخلل في لجان الاصلاح الاسري والمرشدين الاسريين

ارى ان الخلل الحقيقي يكمن في ذات الشخص، فالغيرة إذا سادت العقل فعلت ما لا يحمد عقباه، واساس الانتقام هو الغيرة المرضية التي تنزع الحب المبني على الشراكة الى حب تملك يقهر فيه الطرف الاخر، خصوصا ان الاشخاص المصابين بهذا النوع من الغيرة يكون تقديرهم لذاتهم ضعيف، فيكون لغته الانتقام ليتحصل على تقدير وهمي مرتفع بسلوكه الانتقامي، الذي نشاء من عدم تقبل لوضع ما كان هو الشرارة الأولى في السعي للانتقام

كمرشد في هذا المضمار مهما كان مستوى خبرتك المهنية اعمل بحذر شديد في عمليتك الارشادية، محدد نقاط الخلافات الاساسية ونقاط الحلول لها، مع مراعاة اختلاف مستويات التقبل بينهم، كذلك في البداية جزء المشكلة امامه لجزيئات صغيرة وتوضيح الافكار فيها بحيث ان تحول فكره الانتقام الى السماح بالرحيل او العودة الى الرباط المقدس بأدب ، مستخدما لغة الحب بينهم مثني على تجاوز الصراعات بدروس مستفادة في قادم ايامهم، مع العلم ان تلك الحلول ليست وليدة جلسات معينه، بل تمتد الى برامج تؤهلهم وتخاطب افكارهم وتذيب اعتقاداتهم الراسخة لتحل بدلها افكار اكثر تسامح واكثر لطف وتبنى عليها معتقدات سليمه تساهم في تحول السلوك الانتقامي الى سلوك متسامي متقبل للمضي قدما والاقرار بنهاية المطاف، فمن خلال المرشد الواعي يكون الحل
دامت حياتكم بمودة ورحمة وايامكم لطيفة وتسكنها الألفة.

تحرير الاخصائية الاجتماعية
مريم معيض العتيبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى