تحطم الطائرة الصينية: ما الذي نعرفه حتى الآن؟
[ad_1]
- فرانسيس ماو
- بي بي سي
كان من المفترض أن تكون رحلة طيران عادية تستغرق ساعتين وتقل 132 شخصًا من مدينة كبيرة إلى مدينة أخرى جنوبي الصين.
لكن بعد مرور ما يزيد قليلا على ساعة من انطلاق الرحلة، هبطت الطائرة “إم يو 5735” التابعة لشركة طيران شرق الصين بشكل شبه عمودي مفاجئ.
وهبطت الطائرة، من طراز “بوينغ 737-800” على الأرض بسرعة عالية – آلاف الأقدام في الثانية – واصطدمت بمنحدر تل وانفجرت.
ويبدو أن معظم جسم الطائرة تحطم عند الاصطدام.
لكن طواقم البحث التي تجوب الجبال في مدينة واتشو بمقاطعة قوانغشي عثرت على حطام متفحم ومتعلقات متناثرة وبعض الرفات البشرية.
لقد وجدوا أيضا أحد الصندوقين الأسودين، وهو ما قد يساهم في حل لغز تحطم الطائرة. وتضرر مسجل الصوت الذي كان موجودا في قمرة القيادة من الخارج، لكن تسجيلاته لا تزال سليمة.
ويأمل المحققون في أن يساعد ذلك على فهم أسباب الكارثة التي لا تزال تثير حيرة خبراء الطيران. فما الذي جعل الطائرة تهبط فجأة وبشكل حاد وتتحطم؟
إليكم ما نعرفه حتى الآن:
لا شيء خاطئ قبل الهبوط الحاد
أقلعت الرحلة “إم يو 5735” من مدينة كونمينغ في الساعة 13:11 بالتوقيت المحلي (05:11 بتوقيت جرينتش) وكان من المقرر أن تصل، بعد عبور مقاطعتين، إلى قوانغتشو في الساعة 15:05. وكان على متن الطائرة 123 راكبا، وتسعة من أفراد الطاقم.
كانت الطائرة من طراز “بوينغ 737-800″، وهو طراز يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه مصدر ثقة كبيرة في هذه الصناعة.
يقول مسؤولو شركة الطيران إنهم لم يعثروا على أي أخطاء في الطائرة أو مخاوف بشأن ظروف الطيران.
وقالت إدارة الطيران المدني الصينية إن الطائرة، التي دخلت الخدمة قبل أقل من سبع سنوات، اجتازت جميع الفحوصات قبل الإقلاع.
وقال ماو يان فنغ، رئيس تحقيقات الطائرات في إدارة الطيران المدني الصينية، إن الطائرة كانت تحلق في مسار الرحلة الطبيعي، في طقس “غير خطير”.
وكان المراقبون الجويون على اتصال بالطائرة إلى أن هبطت بشكل حاد، وبعد ذلك لم يتلقوا أي رد على عدة مكالمات عاجلة.
وأظهر موقع “فلايت رادار 24” لتتبع الرحلات الجوية أن الطائرة كانت تطير على ارتفاع نموذجي يبلغ 29,100 قدم (حوالي 9,000 متر). وبعد دقيقتين و15 ثانية، هبطت إلى 9,075 قدمًا (2,700 متر).
وتُظهر بيانات الرادار وصول الطائرة إلى سرعات هبوط قصوى تبلغ 31,000 قدم في الدقيقة – أو 157 مترًا في الثانية.
وتقول سونيا براون، خبيرة طيران من جامعة نيو ساوث ويلز: “هذا أمر مبالغ فيه للغاية ولا نراه عادةً في أي نوع من أنواع الرحلات. كانت الطائرة عمودية تقريبًا”.
وتظهر البيانات أن الطائرة ارتفعت بشكل طفيف عندما كانت على ارتفاع يتراوح بين 7000 و8000 قدم من الأرض.
لكن بعد ذلك واصلت الهبوط بسرعة عالية للغاية حتى اصطدمت بالأرض.
نظريتان رئيسيتان
تقول براون: “من غير المألوف للغاية أن تحلق طائرة ثم تهبط فجأة بهذا الشكل”.
وأشارت إلى أنه من الصعب تحديد السبب، لكنها قالت إن “هناك مدرستتن فكريتين في هذا الصدد – ولست متأكدة من أيهما صحيح في هذه الحالة حتى هذه المرحلة”.
تتمثل إحدى هاتين المدرستين في حدوث “فشل ذريع” في الذيل الأفقي للطائرة – الجزء الموجود في الخلف الذي يثبّت الطائرة ويجعلها تسير في الاتجاه الذي تتحرك فيه.
قد يؤدي ذلك إلى انقلاب الطائرة بالشكل الذي حدث. وقالت براون: “يمكن أن يكون السبب وراء ذلك ميكانيكيًا”.
الخيار الآخر الذي يشير إليه الخبراء بشكل متزايد هو عمل تخريبي.
وتقول براون: “لسوء الحظ، رأينا هذا في صناعة الطيران من قبل”.
وأشارت إلى تحطم رحلة “جيرمان وينغز 9525” في عام 2015، عندما تحطمت طائرة إيرباص تقل 150 شخصًا في جبال الألب الفرنسية، ولقى جميع الركاب حتفهم عند الاصطدام.
لكنها أشارت إلى أنه حتى في تلك الحالة، كانت تلك الطائرة تهبط بمعدل يتراوح بين 3,000 و4,000 قدم في الدقيقة، مقارنة بمعدل 30 ألف قدم الذي هبطت به الطائرة “إم يو 5735”.
وقالت براون: “لذا، فهذا سيناريو مختلف بشكل كبير، وغريب حقًا”.
وأشارت إلى أن الطائرات مصممة للانزلاق، مضيفة: “إنها ليست مصممة للانقلاب والهبوط الحاد. وحتى لو توقفت جميع المحركات فإن سرعة الطائرة ستقل بعض الشيء، لكنها ستنزلق فقط”.
وأضافت: “لذا فيما يتعلق بالعطل الميكانيكي، يجب أن يكون الأمر متعلقا بالتحكم في درجة الميل أو الانحراف، وبالتالي فالأمر يتعلق بالذيل الأفقي. لذلك فمن المؤكد أن شيئا ما قد أجبر الطائرة على الهبوط”.
ماذا نعرف عن الطيارين؟
كشف مسؤولون في شركة شرق الصين يوم الأربعاء أنه كان هناك ثلاثة طيارين على متن الطائرة، وكان أحدهم كمراقب لاكتساب مزيد من الخبرات.
أما القائد الرئيسي للرحلة فلديه 6,709 ساعة من الخبرة في الطيران، بينما كان لدى القائدان الأول والثاني خبرة تصل إلى 31,769 ساعة و556 ساعة على التوالي.
وقال المتحدث باسم شركة الطيران، شانغوان شيومين: “مما نعرفه، كان أداء الطيارين الثلاثة جيدًا، وحياتهم الأسرية متناغمة نسبيًا”.
وأكد أنه عادة ما تعتمد شركة الطيران على طيارين اثنين فقط على متن الرحلات قصيرة المدى، وفقًا لتقاليد هذه الصناعة.
ويوم الخميس، بدأت بعض وسائل الإعلام الصينية تنشر أسماء الطيارين وعائلاتهم، لكن لم تؤكد السلطات هذه التفاصيل حتى الآن.
ما الذي يمكن أن تخبرنا به الصناديق السوداء؟
أرسلت السلطات مسجل قمرة القيادة الذي عُثر عليه يوم الأربعاء إلى معمل في بكين، ومن المأمول أن يتم فك تشفير البيانات بسرعة.
وقال مسؤولون إن الصندوق الأسود الأول الذي عُثر عليه قد انبعج بسبب اصطدام وتحطم الطائرة، لكن البيانات الموجودة بداخله بدت مستقرة.
وقالت براون: “لو أسقطت هذه الطائرة عن عمد، فسيكون ذلك مفيدًا حقًا لأن الصندوق الأسود يسجل كل صوت في قمرة القيادة – ماذا كانوا يقولون، وما إذا كان أي شخص قد اقتحم قمرة القيادة، وما إذا كان هناك أي إنذارات أم لا”.
أما الصندوق الأسود الآخر – مسجل بيانات الرحلة – لم يُعثر عليه حتى الآن. وسيكون به المزيد من المعلومات حول إعدادات التحكم وبيانات الهواء والعوامل الأخرى التي قد تساعد في إلقاء الضوء على أي مشكلات ميكانيكية.
ماذا يحدث الآن؟
دعا المحققون الصينيون خبراء طيران أمريكيين للانضمام إلى التحقيقات، نظرا لأن الطائرات من طراز بوينغ تُصنع في الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، يواصل أكثر من 600 عامل ومتطوع تمشيط التلال بالقرب من واتشو، في مهمة صعبة بسبب الطقس الرطب والتضاريس التي غمرتها الفيضانات.
ولا توجد أي إشارات على وجود ناجين، على الرغم من العثور على رفات بشرية. لكن المسؤولين الصينيين لم يعلنوا رسمياً عن عدد القتلى حتى الآن.
وقالت شركة شرق الصين إنها تقدم المساعدة لـ 110 أسر “عانت من فقدان” أحد أفرادها.
ووصل أقارب الضحايا، وهم في حالة نفسية سيئة، إلى الموقع بعد يوم واحد فقط من الحادث. وتحدث البعض لفترة وجيزة إلى وسائل الإعلام المحلية، في حين نشر البعض الآخر رثاء حزينا على الإنترنت.
في غضون ذلك، تجري الصين تدقيقًا لسلامة جميع الطائرات لمدة أسبوعين.
كما قررت شركة شرق الصين والشركات التابعة لها إيقاف أسطولها من طائرات “بوينغ 737-800” عن العمل كإجراء احترازي طارئ.
[ad_2]
Source link