الصحراء الغربية: هل يمثل اعتراف إسبانيا بمقترح المغرب للحكم الذاتي “خيانة” للجزائر؟
[ad_1]
علقت صحف عربية على دعم إسبانيا وللمرة الأولى موقف المغرب في قضية الصحراء الغربية، بعد أن اعتبرت مدريد أن مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب تمثل “الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع”، وهو الإعلان الذي تلاه عودة السفيرة المغربية إلى مدريد، بعد أزمة دبلوماسية امتدت لأشهر إثر استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي للعلاج.
ورحّب كتاب مغاربة بالخطوة الإسبانية واعتبروا أن مدريد وضعت حدا لأزمتها الدبلوماسية مع الرباط، وأشادوا بالدبلوماسية المغربية التي “تسلحت بالحكمة… وعدم الانجرار وراء ردود الفعل”.
لكن الموقف الإسباني قُوبل باستهجان من جانب الجزائر، التي تستضيف جبهة البوليساريو وزعماءها على أراضيها.
إذ استدعت الجزائر سفيرها لدى مدريد، واعتبر حزب جبهة التحرير الوطني الخطوة الإسبانية “خيانة تاريخية”، وقال أحد كتاب الأعمدة في الصحف الجزائرية إن الحكومة الإسبانية الحالية تفضل “لعبة الابتزاز”.
وكان الديوان الملكي المغربي قد أشار في بيان إلى رسالة وصلت من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس اعتبرت فيها مدريد أن مبادرة “الحكم الذاتي” المغربية المقترحة لحل نزاع الصحراء تمثل “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.
“الثبات على المبدأ”
وقالت جريدة “الأحداث” المغربية في افتتاحيتها: “يجني المغرب اليوم ثمرة دبلوماسيته الملكية”، مضيفة أن الأداء الدبلوماسي المغربي تميز بما وصفته بالحكمة، والثبات، والرصانة، والعمق، وعدم الانجرار وراء ردود الفعل.
واعتبرت الصحيفة أن الإعلان الإسباني يرقى إلى “الاعتراف الواضح والصريح بمغربية الصحراء”، ويتبع خطوات مماثلة من الولايات المتحدة، وألمانيا التي تقول الصحيفة إن رئيسها صرح “أن بلاده تعتبر الاقتراح المغربي للحكم الذاتي القاعدة الأكثر صلابة وجدية لحل مشكلة الصحراء”.
وتحت عنوان “العودة إلى الصواب فضيلة”، تقول حنان أتركين، عضو مجلس النواب المغربي، في موقع “هسبريس” إن “إسبانيا الرسمية تضع حدا لأزمتها الدبلوماسية مع المملكة، وتقرر إنهاء الجفاء”.
وتمتدح أتركين ما تصفه بثبات المغرب على مبدئه وسط “علاقات دولية غارقة في المنفعية والبرغماتية”.
في الموقع ذاته، ينتقد سعيد شكاك استدعاء الجزائر سفيرها لدى مدريد، ويصف الخطوة بأنها تشبه “رقصة الديك المذبوح من شدة الألم والموت السريري عوض الابتهاج والفرح”.
ويرى الكاتب أن “تشبث المملكة المغربية بخيار السلام يعد فرصة تسمح لجميع دول المنطقة بالتفكير الجدي في ما يخص قضايا العصر وتحدياته الكبرى”. ويضع الخيار المغربي في مواجهة معارضة ما وصفه بـ “القوى الأجنبية التي تعمل من جانبها على ضمان التوتر بالمنطقة”.
ويثني على الصراف في “العرب” اللندنية على الدبلوماسية المغربية والعاهل المغربي، قائلا إن إدارته لملف الصحراء “أثبتت… مرة بعد أخرى، نجاحا سوف يمجده له التاريخ”.
“خيانة تاريخية”
من جانب آخر، أبرزت “الشروق” الجزائرية بيانَ مجلس الأمة الذي استنكر التوجه الاسباني وقال: “إن جنوح موقف الحكومة الإسبانية وتماهيه مع الطروحات المخزنية، يعد منافيا للواقع على الأرض وللأعراف ومفاهيم القانون الدولي الرافضة لكل أشكال الاستعمار والهيمنة، ويطرح علامات استفهام حول المقاصد الحقيقية لهذا التحول المشبوه الذي تٌقايض فيه المصالح بحق الشعوب في تقرير مصيرها”.
ونقلت جريدة “الخبر” الجزائرية بيان حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري الذي استنكر الموقف الإسباني “المفاجئ” واعتبره “خيانة تاريخية”، مشيرا إلى “وجود صفقة مقايضة بين إسبانيا ونظام المخزن على حساب قضية كفاح شعب من أجل تحقيق استقلاله”.
ويعلق الكاتب الجزائري صابر بليدي في “العرب” اللندنية على موقف حزب التحرير، ويرى أن بيان الحزب “يترجم حالة الارتباك التي خلفها الموقف الإسباني الذي وضع شركاءه في السلطة بين مطرقة تفادي التصعيد وسندان عدم الصمت”، وذلك بعد أن شهد البلدان “تقاربا لافتا في الآونة الأخيرة، ترجمه تعاون ثنائي في مجالات عديدة، كان آخرها ضمانات بالتموين بكميات إضافية من الغاز تحسبا لانعكاسات الأزمة الأوكرانية على تدفق الغاز الروسي لدول أوروبا، كما استلمت الجزائر من مدريد مطلوبين لديها من المعارضين السياسيين”.
وفي جريدة “الشعب” الجزائرية، ينتقد سعيد بن عياد الموقف الإسباني قائلا: “ماذا لعب بعقل المسؤولين الإسبان على أعلى مستوى، بعد التحول المثير لمدريد من قضية الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، معلنة الارتماء في حضن الاحتلال المغربي بتبني مشروع الاحتلال، والتنكّر للشرعية الدولية وكل ما تتضمنه مواثيق الأمم المتحدة بشأن حق الشعوب في ممارسة تقرير المصير غير القابل للتصرف”.
ويقول إن الحكومة الإسبانية الحالية “تفضل الانخراط في لعبة الابتزاز إلى درجة تنكرت للقانون الدولي الذي تقيدها أحكامه الواضحة”.
[ad_2]
Source link