فيروس كورونا: ما الذي نعرفه عن “دلتاكرون”، ولماذا ترى منظمة الصحة العالمية أنه لا يدعو للقلق؟
[ad_1]
- أندريه بيرناث
- بي بي سي
أعلنت منظمة الصحة العالمية في التاسع من مارس/آذار أن العلماء اكتشفوا متحورا جديدا من فيروس كورونا.
وقد سُمي بشكل غير رسمي “دلتاكرون”، لأنه مزيج من متحوري دلتا وأوميكرون.
ولا تصنفه منظمة الصحة العالمية حتى الآن كـ “متحور مثير للقلق” – وهو ذلك الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العامة.
وقد ظهرت حالات إصابة بـ “دلتاكرون” في أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية.
ومع ذلك، لا يزال العلماء وخبراء الصحة غير متأكدين من العوامل الحاسمة لهذا المتحور الجديد، خاصةً ما إذا كان قابلاً للانتقال بدرجة عالية أو مقاومًا للقاحات، أو ما إذا كان يتسبب في أعراض شديدة.
فما الذي نعرفه عنه حتى الآن؟
أصله وانتشاره
اكتشفت أولى حالات الإصابة بـ “دلتاكرون” في فرنسا في يناير/كانون الثاني 2022، وجرى التأكد من هذا.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت حالات أخرى في بلجيكا وألمانيا والدنمارك وهولندا، وفقًا لمعلومات من منصة “غيسيد”، وهي منصة على الإنترنت يتبادل عليها العلماء من جميع أنحاء العالم المعلومات الجينية المتعلقة بفيروس كورونا.
وفي الآونة الأخيرة، لوحظت حالات إصابة بـ “دلتاكرون” في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل.
لا يزال عدد الحالات المرتبطة بهذا المتحور منخفضًا للغاية: اعتبارًا من 15 مارس/آذار، جرى تقديم 47 عينة فقط من متحور “دلتاكرون” إلى منصة “غيسيد”، 36 منها من فرنسا.
وعلى الرغم من أن هذه ليست معلومات قاطعة، فإن حقيقة أن عدد حالات “دلتاكرون” لم يرتفع بشكل كبير خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار يمكن تفسيرها على أنها إشارة أولية على أن هذا المتحور ليس أكثر قابلية للعدوى من دلتا وأوميكرون.
وتأتي المزيد من البيانات التي تدعم هذا الرأي من دراسة لم تُنشر بعد أعدها باحثون في “هيليكس”، وهي شركة خاصة تعمل في مجال التسلسل الجيني في الولايات المتحدة.
وحلل العلماء أكثر من 29,000 عينة إيجابية للإصابة بفيروس كورونا جُمعت خلال الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2021 وفبراير/شباط 2022، وهي الفترة التي انتشر فيها دلتا وأوميكرون بكثافة كبيرة في الولايات المتحدة.
لكن من بين كل هذه الحالات الإيجابية، كانت حالتان فقط مرتبطتين بـ “دلتاكرون”.
واستنتج معدو الدراسة أن حالات الإصابة بهذا المتحور، في الوقت الحالي، “نادرة” و”لا يوجد دليل على أن مزيج دلتا-أوميكرون يؤدي إلى فيروس أكثر قابلية للعدوى مقارنة بسلالات أوميكرون المنتشرة”.
كيف تختلط المتحورات؟
قال عالم الفيروسات فيليبي نافيكا، الذي يعمل في مؤسسة “فيوكروز” البرازيلية، وهي مؤسسة أبحاث للصحة العامة، لبي بي سي إن المتحورات التي تتحد لتشكل سلالة جديدة ليست شيئًا نادرًا أو غير متوقع.
وأضاف: “من المحتمل أن يكون هذا قد حدث بالفعل عدة مرات مع سلالات أخرى. لكن نظرًا لأن متحورات فيروس كورونا لم تكن مختلفة تمامًا عن بعضها بعضا في البداية، فقد أصبح اكتشاف ذلك أكثر صعوبة”.
وتابع: “الفيروسات تتطور باستمرار، وظهور متحورات جديدة ليس بالضرورة أمرا سيئا. نحن الآن بحاجة لتقييم وفهم تأثير ذلك على الوباء”.
لكن كيف يحدث هذا الدمج عملياً؟
أولاً، يتعين علينا أن نضع في اعتبارنا أن الأشهر القليلة الماضية قد شهدت انتشارا مكثفا لمتحورين من فيروس كورونا: دلتا وأوميكرون.
في هذا السياق، يمكن أن يصاب الفرد في وقت واحد بكلا المتحورين، عند الاتصال بأشخاص مصابين في حانة أو في وسائل النقل العام أو في أي مكان مزدحم آخر.
ويمكن أن يصيب المتحوران خلية واحدة في الوقت نفسه. نتيجة لذلك، تحمل المتحورات الجديدة من الفيروس الخصائص الجينية لكل من دلتا وأوميكرون.
وفي حالة “دلتاكرون”، لاحظ العلماء أنه يحمل البروتينات الشوكية لمتحور أوميكرون و”جسم” متحور دلتا.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا “المزيج” من سلالتين مهمتين من فيروس كورونا يمكن أن يسبب حالة أكثر خطورة، مع زيادة احتمال دخول المستشفى أو الوفاة.
لا توجد أيضًا معلومات حول ما إذا كان بإمكان المتحور الجديد الهروب من المناعة التي يكتسبها الجسم بسبب إصابته بالعدوى أو تلقيحه من قبل.
هل هناك أسباب تدعو للقلق؟
دعت سلطات الصحة العامة الوطنية والدولية إلى الهدوء في ما يتعلق بهذا المتحور الجديد. وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية ولا هيئة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض متحور “دلتاكرون” على أنه متغير مثير للقلق.
وتصنفه منظمة الصحة العالمية حاليًا على أنه “متحور تحت المراقبة”.
وفي مؤتمر صحفي في التاسع من مارس/آذار، أكدت ماريا فان كيرخوف، القائد التقني لمنظمة الصحة العالمية بشأن فيروس كورونا، أنه “لم تُلاحظ أي تغييرات في الوباء أو شدة المرض المرتبطة بهذا المتحور”.
وقالت فان كيرخوف: “لسوء الحظ، نتوقع رؤية المزيد من الفيروسات المعاد دمجها، إذ أن التغيير بمرور الوقت هو بالضبط ما تفعله مسببات الأمراض هذه”.
ويضيف عالم الفيروسات فيليبي نافيكا أن ظهور متحور جديد يعزز أهمية المراقبة الجينية من قبل العلماء.
ويقول: “نحن بحاجة إلى دراسة المزيد والمزيد من تسلسل العينات لفهم ما إذا كان هذا المتحور الجديد له أي تأثير”.
لكن نافيكا يشير أيضًا إلى أنه يتعين على الناس أن يتحلوا باليقظة، قائلا: “من وجهة نظر فردية، من المهم جدًا استكمال جدول التطعيم بالجرعات الموصى بها”.
ويختتم عالم الفيروسات حديثه قائلا إن “التدابير الوقائية مثل غسل اليدين وارتداء القناع ما زالت تؤدي إلى تقليل احتمال الإصابة بأي متحور من متحورات فيروس كورونا”.
[ad_2]
Source link