الغزو الروسي لأوكرانيا: هل فعلت أمريكا والناتو ما يكفي لمساعدة كييف؟

ويعني فرض منطقة حظر للطيران فوق أوكرانيا أن قوات الناتو ستضطر إلى الاشتباك مباشرة مع أي طائرات روسية يتم رصدها في تلك الأجواء وإطلاق النار عليها إذا لزم الأمر وهو ما سيؤدي إلى وقوع حرب شاملة في أوروبا تنطوي على معاناة أكبر وفقا لتصريحات سابقة لأمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ.

يقول زيلينسكي إن كييف تدرك تماما التداعيات المحتملة لمسألة فرض حظر الطيران، إلا أنه وصف مخاوف الدول الأعضاء في الحلف من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة بالمبالغ فيها.

وفي وقت سابق، وفي دلالة على شعوره بالإحباط من موقف الناتو، صرح زيلينسكي في مقابلة مع قناة “إيه بي سي نيوز” الإخبارية الأمريكية بأنه فقد حماسه إزاء فكرة انضمام بلاده إلى الحلف بعد رفضه القتال من أجل أوكرانيا وفرض الحظر الجوي فوق بلاده.

وكبديل لحظر الطيران، طالب زيلينسكي بأنظمة دفاع جوي وطائرات، وقد طلب سابقًا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي طائرات مقاتلة بولندية من طراز MiG-29، لكن بايدن رفض بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك أيضا إلى دفع أعضاء الناتو إلى الحرب.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح سابقا بأن الدول التي تفرض منطقة حظر طيران ستعتبر مشاركة في الصراع القائم مع أوكرانيا.

مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا

في المقابل تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتقديم مساعدات إضافية بقيمة 800 مليون دولار إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة القوات الروسية، ما يرفع قيمة المساعدات الأمريكية المعلنة لأوكرانيا إلى أكثر من مليار دولار.

ومنذ أطلقت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، اقتصر الرد الغربي على ردود فعل غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو مع رفض أي تدخل مباشر في الحرب.

الشعور بالخذلان ليس جديدا

الموقف الراهن أعاد إلى الأذهان الأزمة الأوكرانية عام 2014 التي أفضت إلى احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم وضمها، إضافة إلى قيام حركات انفصالية في إقليمين شرقي أوكرانيا برعاية ودعم روسيين، وذلك بعد تخل ممثل لأمريكا والناتو عن مساعدة كييف.

ورغم أن الولايات المتحدة وحلفائها اتخذوا آنذاك إجراءات عقابية كبيرة ضد روسيا، إلا أنهم لم يحرزوا تقدما يذكر في المساعدة على استعادة وحدة أراضي أوكرانيا.

وكما حدث في عام 2014، تبدو أوكرانيا خلال الأزمة الحالية الهدف الأضعف الذي يمكن لروسيا مناوشة ومعاقبة الغرب من خلاله، وساحة تستطيع موسكو من خلالها استعراض قدراتها العسكرية الأمنية في مواجهة دولة فقيرة وأضعف كثيراً من روسيا وأقل سكانا.

ويزيد الطين بلة بالنسبة لأوكرانيا النفوذ الروسي الذي لا يمكن إنكاره على قطاع كبير من الشعب الأوكراني.

سياسيا، وفي تغير لموقفها الأولي، أبدت أوكرانيا استعدادها لمناقشة وضع الحياد مع روسيا، ولمحت لاحتمال الوصول إلى حل ولكن وفقا لشروطها.

كانت الرئاسة الأوكرانية أعلنت الأربعاء 16 مارس/آذار أنها ترفض فكرة أن تكون كييف محايدة على غرار السويد أو النمسا. وقال المفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك في تعليقات نشرتها الرئاسة إن “أوكرانيا في حالة حرب مباشرة مع روسيا الآن. والنسق لا يمكن أن يكون إلا ‘أوكرانيا'”.

في المقابل رفضت موسكو قرار محكمة العدل الدولية الذي يدعوها لوقف عملياتها العسكرية.

كان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، استبعد انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو في القريب إلا أنه أشار إلى أن قرار طلب الانضمام متروك للرئيس الأوكراني.

برأيكم هل خذلت أمريكا والناتو زيلينسكي أم أنه لم يتعلم درس أزمة 2014؟

هل يكفي ما قدمه الغرب وواشنطن لمساعدة أوكرانيا؟ ولماذا؟

هل أسباب إحجام الناتو عن التدخل مباشرة في الحرب أمر مقنع؟

هل توافق أوكرانيا على بأن تكون محايدة عسكريا؟ ولماذا؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 16 آذار/ مارس 2022 من برنامج نقطة حوار.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسم nuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب