رئيس وزراء الكيان الصهيوني يتوسط من أجل السلام في أوكرانيا – في التايمز
[ad_1]
ما زال الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته يهيمنان على متابعات وتقارير الصحافة البريطانية، ومن بينها تقرير نشرته صحيفة التايمز عن رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى روسيا للتوسط من أجل السلام.
وذكر التقرير أن نفتالي بينيت، الذي وصفه بأنه لا يتمتع بخبرة على صعيد الساحة الدولية، سافر يوم السبت الماضي إلى موسكو.
وأضاف أن لقاء بينيت بالرئيس الروسي استغرق ثلاث ساعات وهو ما جعله وسيط سلام غير متوقع، ومنذ تلك الزيارة ظل يمارس دبلوماسية نشطة شهدت تواصلا مع بوتين والرئيس الأوكراني وحلفاء أوروبين.
وتقول التايمز إنها علمت أن بينيت بدأ مهمته الدبلوماسية إثر اقتراح من المستشار الألماني أولاف شولتس، بعد أن توقف بوتين عن الرد على اتصالات شولتس في أعقاب انضمام برلين للدول التي فرضت عقوبات على روسيا.
ويقول منتقدو قيام بينيت بهذه المهمة بأنها حملة علاقات عامة واضحة، ولكن مع فشل المفاوضات بين الروس والأوكرانيين هذا الأسبوع، يبدو أن وساطة بينيت هي الفرصة الوحيدة للتوصل إلى حل.
وتقول المصادر إن انطباع بينيت هو أن بوتين يدرك تمامًا الثمن الاقتصادي الذي ستضطر روسيا إلى دفعه مقابل أفعالها، لكنه يعتقد أن بلاده يمكن أن تنجو من ذلك، بحسب تقرير الصحيفة.
ويشير التقرير إلى أن حساسية إسرائيل تجاه الأزمة تعود إلى عدد من العوامل، أهمها أنها معنية بسلامة الجاليات اليهودية الكبيرة في كل من روسيا وأوكرانيا، وكلا البلدين لهما تاريخ طويل ودموي يصعب نسيانه في ما يتعلق بالاضطهاد ومعاداة السامية.
تضاف إلى ذلك مسألة الوجود العسكري الروسي في سوريا، فإظهار الخوف على أوكرانيا يمكن أن يعرقل الاتفاق مع موسكو الذي يسمح لإسرائيل بمواصلة شن غارات جوية منتظمة ضد أهداف إيرانية بينما يغض الروس النظر عن ذلك.
كما أن جزءا كبيرا من المهاجرين في إسرائيل قدموا من الجمهورية السوفيتية السابقة، وهناك أيضا عدد من الأوليغارشية الروس ذهبوا إلى إسرائيل وحصلوا على جنسيتها ولعل أبرزهم رومان أبراموفيتش مالك نادي تشلسي الإنجليزي.
وتختتم الصحيفة تقريرها المطول بأن اختيار الأوليغارشيين إسرائيل يعود إلى الاتفاق السري بينها وروسيا بعدم قيام مخابرات أي من الدولتين بعمليات اغتيال على أراضي بعضهما.
الردع ضروري من أجل السلام
وفي الديلي تيلغراف كتب جيريمي غرانت، وزير الخارجية البريطاني السابق، مقالا بعنوان: ” لقد نسينا أن السلام يأتي من القوة”.
وكتب غرانت إنه شعر بالفخر وهو يستمع إلى حديث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البرلمان البريطاني، الثلاثاء الماضي، وأضاف أن جرأته تذكرنا بما يستطيع أن يفعله حقا الرجال والنساء الشجعان في مجرى التاريخ.
ويضيف: أن العديد من الأشخاص يعتقدون أن أوكرانيا كانت ستسقط مبكرا بدون زيلينسكي.لقد أعطى الرئيس الأوكراني أملا للمجتمعات الديمقراطية، التي ربما مازلنا نؤمن بها، أن تنجو من تقدم الاستبداد، ولكن إذا ما أردنا حدوث ذلك فيجب أن نكون صادقين بشأن الأخطاء التي حدثت.
ويرى غرانت أن غزو أوكرانيا مَثلّ الفشل الأكبر للسياسة الأمنية والخارجية للغرب في الوقت الراهن، وقد حدث لأننا نسينا أهم درس من الحرب الباردة ألا وهو: قوة الردع، بحسب تعبيره.
ويوضح أن الردع، حين يُعرف بصورة محدودة، هو التدمير المؤكد المتبادل الذي يقنع القوى النووية بتجنب إشعال حرب ضد بعضها البعض، ولكن التعريف الأوسع هو القدرة على ردع الدول القوية من غزو جيرانها.
ومنذ عام 1945 لم تُمح دولة، معترف بها من العالم، من على الخريطة من خلال عدوان من جارة لها، وبرفضه الاعتراف بسيادة أوكرانيا، فإن بوتين يحاول حقا القيام بذلك.
ويتابع غرانت القول إن الغرض من الردع هو أن تسلح نفسك بكفاءة، ومن خلال غموض استراتيجي كافٍ لكي تجعل القوى العدوانية تفكر مرتين قبل اتخاذ قرارات كارثية كهذه.
ويضيف أن الضعف البريطاني الواضح، والذي تبعه إعلان الحكومتين البريطانية والأمريكية أنهما لن تتدخلا في أوكرانيا، تسبب في العكس، فبدلا من الحصول على السلام من خلال القوة، فإننا تسببنا في الحرب من خلال الضعف.
السؤال الأكبر ، بنظر غرانت، هو ما إذا كان حلف الناتو سيستمر في توقع أن يدفع دافعو الضرائب الأمريكيون نحو ثلث فاتورة تكاليف الدفاع عن أوروبا.
ويقول غرانت في مقاله: عندما كنت وزيراً للخارجية كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، صريحًا جدًا بشأن تلك النقطة، لكنه كان فقط يقول، بشدة، ما قاله العديد من الرؤساء من قبل.
ويخلص إلى القول: إذا أردنا أن تظل أمريكا زعيمة العالم الحر، يجب على القوى الديمقراطية الأخرى خاصة في أوروبا، الالتزام بمسايرة الإنفاق الدفاعي الأمريكي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي. ويجب أن تقود بريطانيا الطريق بالقول إن الإنفاق على الدفاع والمساعدات والقوة الناعمة سيرتفع إلى أربعة في المئة على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد المقبل.
نهاية حقبة
ونختتم جولتنا مع صحيفة الفاينانشال تايمز، فقد كتبت مراسلة الصحيفة في موسكو تقريرا حمل عنوان: مع إغلاق آخر متجر لسلسلة “إيكيا” تبدأ حرب باردة جديدة.
وتنقل الكاتبة قصة سفيتلانا شابوفاليانتس، المواطنة الروسية، التي اشترت من متاجر إيكيا بعض الأغراض لمنزلها حين اُفتتح أول فرع له في روسيا عام 2000. لقد كانت هذه المواطنة تعيش في شقة متواضعة استأجرتها هي وزوجها في بداية حياتهما، وعندما تسنى لهما شراء منزلهما فإنهما اشتريا جميع مستلزمات المنزل من هذه السلسلة الشهيرة.
والأسبوع الماضي عادت سفيتلانا وزوجها إلى المتجر في يومه الأخير في روسيا لتقول له وداعا، وقد كان هناك العديد من الأشخاص قد اصطفوا في طوابير لتوديع إيكيا، ووصفت السيدة الروسية المشهد بأنه “دليل على نهاية حقبة”.
وتقول مراسلة الصحيفة إن مشهد الطوابير هذا أعاد إلى الأذهان ما حدث عام 1990، مع نهاية الحرب الباردة، حين افتتح أول فرع لسلسلة مطاعم ماكدونالدز في روسيا.
على مدى العقود الثلاثة الماضية، لعبت الشركات متعددة الجنسيات دورًا كبيراً في المجتمع الروسي، حيث قدمت جزءًا من الحياة الجيدة للطبقة الوسطى التي نشأت مع كآبة الحقبة السوفيتية.
وبحسب كلية الإدارة بجامعة ييل الأمريكية، فإن أكثر من 300 شركة أعلنت انسحابها من روسيا، اعتراضا على غزو أوكرانيا، ومنهم من علق عملياته مثل إيكيا.
وتخلص المراسلة في تقريرها إلى أن السؤال هنا هو ما إذا كان رحيل الشركات الغربية سيؤجج معارضة نظام بوتين والحرب، أم أنه سيؤدي ببساطة إلى تعميق الغضب القومي من الغرب.
[ad_2]