غزو روسيا لأوكرانيا: هل تكون الصين “الرابح الأكبر” من الصراع؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية ما تعتبره مكاسب صينية من غزو روسيا لأوكرانيا.
ورأى بعض الكتاب أن الصين ستخرج مستفيدة من هذه الحرب، قائلين إن السنوات القادمة ستثبت صحة هذه الفرضية، حيث “تسير الظروف الدولية في ركاب الصين”.
في حين قال آخرون إن بكين تجد نفسها “مضطرة إلى الاختيار بين خيارين سيئين”؛ إما الابتعاد عن موسكو، وخسارة حليف قوي، وإما دعم بوتين، وهو ما قد يعرضها للعزلة والعقوبات السياسية والاقتصادية.
يقول عثمان ميرغني في اللواء اللبنانية إن “الصين هي المستفيد الأكبر من الأزمة الراهنة التي تربك الغرب وتشغل واشنطن”.
ويرى أن “بكين تدرك أن عين أمريكا مثبتة عليها، وأن الحرب الاقتصادية الراهنة على روسيا قد تكون بروفة لحرب مشابهة ضدها مستقبلا”.
ويعتقد الكاتب أنه وفقا لهذه الحسابات فإن بكين “لا تريد أن ترى روسيا تُهزم، وتفضل حلا تفاوضيا” للأزمة.
لكنه يشير إلى أن الصين من ناحية أخرى ترى أن “الاجتياح الروسي خلق تعقيدات”. إذ يعتبر أن بكين، ولكونها قوة اقتصادية كبرى، فإنها معنية باستقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية و”لا تريد أن ترى إرباكا يضر بمصالحها ويؤثر على تجارتها”.
بدوره يقول جميل مطر في مقاله المنشور في الخليج الإماراتية والشروق المصرية إن “الصين معرضة أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بمستقبلها وربما بمستقبل العالم كله”.
ويشير إلى ما يصفه بـ “الارتباك” الذي طبع الموقف الصيني من الغزو الروسي بين البيان الذي خرج من بكين أثناء زيارة الرئيس الروسي لها قبل بدء الغزو، وحمل تأييدا قويا لموقف روسيا في مواجهة الناتو، وبين، امتناع الصين عن استخدام حق النقض- الفيتو عند التصويت على قرار مجلس الأمن الذي أدان الغزو الروسي، قائلا إن الصين، بوصفها قطبا صاعدا، في العالم “لن تعطي منافسيها فرصة لزجها في حرب تعطل صعودها”.
ويرى عبدالمنعم سعيد في الشرق الأوسط اللندنية أن “الصين هي فائز مؤكد” من الأزمة الأوكرانية.
يقول: “أول الغيث الصيني، أن الدولة الصينية قد خرجت من حالة ‘الكمون الاستراتيجي’ التي عاشتها لسنوات طويلة كانت كافية فيها أن تتغير بالطريقة التي تحلو لها”.
ويرى خالد فتحي في رأي اليوم الإلكترونية اللندنية أن “كل الأزمات التي تقع في العالم مؤخرا تؤدي مباشرة بالعالم إلى مبايعة الصين” حيث تتخذ بكين “خطوات محسوبة”، تدل على أنها باتت لاعبا أساسيا لا يمكن تجاوزه على الساحة الدولية.
ويضيف: “الظروف الدولية تسير في ركاب الصين” مما سيؤدي إلى “هيمنة الصين” على الساحة الدولية.
ويعبر الكاتب عن اعتقاده أن “الصين تستثمر في الأزمة لترسيم نفسها في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية كغريمة وكقطب”، وفي مواجهة الاتحاد الروسي “كصديق لن يتردد في منافستها حول أيهما يتولى القيادة”.
ويخلص إلى أن “الصين هي الرابحة بهذا السلوك المتنطع من الأزمة الحالية. فكلا العدوين سينهكان بعضهما البعض. ولذلك هي ليست مستعجلة. ستتركهما يتناطحان حتى يوهنا قرنيهما. آنذاك فقط ستخرج هي قوية جبارة لتتسيد العالم، ولن تجد من يعارض في ذلك أو يمنعه”.
ويشير الكاتب إلى أن “مشكلة الصين أنها تحتاج الغرب لأجل تجارتها الرائجة فهي لن تجد بديلا لبضائعها من سوقه الواسعة المترفة، لكنها تدخر روسيا إلى اليوم الأسود الذي سيواجهان فيه معا الغرب. وهو قادم لاشك في ذلك”.
“حسابات شائكة”
لكن جورج عيسى يقول في النهار العربي اللبنانية إن “انتظار نهاية الحرب لبناء السياسة الصينيّة على نتائجها قد لا يكون مربحا لبكين”.
ويشير إلى الرأي القائل بأن “الصين تحاول التوفيق بين مصالح مختلفة لا يمكن ببساطة التوفيق بينها”.
ويضيف: “حسابات الصين في التعامل مع الحرب الروسية-الأوكرانية وقدرتها في الحفاظ على مسافة متساوية من الطرفين مسألة شائكة”.
بدوره يشير وليد عبد الحي في الشعب الجزائرية إلى جوانب متعددة في الموقف الصيني من الأزمة، إذ يقول إنه “يتطابق بنسبة لا تقل عن 70 في المئة مع روسيا (تجاريا وإعلاميا وسياسيا)”، لكنه يبدو “أقل تناغما” على الصعيد الدبلوماسي، مستشهدا على ذلك بأنماط التصويت الصيني في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويذهب ياسر هلال في المدن اللبنانية الإلكترونية إلى أن “غزو أوكرانيا وضع الصين في موقف بالغ الحرج، خاصة وأنها ترتبط بتحالف استراتيجي اقتصادي واستثماري ونفطي مع روسيا”
أما هدى الحسيني في الشرق الأوسط اللندنية فترى أن حسابات بكين تتلخص في أنها “تنوي أن تدعم روسيا عاطفيا ومعنويا، بينما تمتنع عن الدوس على أخمص أقدام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وتضيف: “يبدو أن بكين في وضع مضطرة فيه إلى الاختيار بين خيارين سيئين؛ أن تدعم ‘الرجل الأكثر سمّا في العالم’، بشكل علني للغاية، وهذا لا يخاطر فقط بعزلها عن أوروبا وتعميق الانقسامات مع واشنطن، بل قد يجعل الصين عُرضة للعقوبات السياسية والاقتصادية”.
أو أن تعمد إلى النأي بنفسها عن موسكو، وهو الأمر الذي “من المرجح أن يوجه ضربة للعلاقة التي يمكن القول إن بكين تحتاج إليها في فترة العلاقات المتوترة مع كل قوة عظمى أخرى تقريبا”.
[ad_2]
Source link