روسيا وأوكرانيا: حكايات مدنية من تحت القصف والحصار الروسي لمدن أوكرانية
[ad_1]
روى مدنيون من تشرنيهيف شمالي أوكرانيا أهوال ما تعرضوا له من حصار تحت قصف روسي عشوائي لأحياء سكنية في المدينة.
وقالت سفيتلانا البالغة من العمر 40 عاما: “من هنا يمكننا سماع دوي انفجارات ناجمة عن قصف جوي روسي تتعرض له أحياء مجاورة”.
وكانت سفيتلانا تختبئ صباح الجمعة في مبنى سكني، مكون من خمس طوابق في تشرنيهيف، ونزلت سفيتلانا تحت طاولة طعام ومعها طفلان أحدهما في السادسة والآخر لا يزال في الثالثة.
وقالت لبي بي سي: “لا توجد هنا أهداف عسكرية. ليس هنا سوى مقبرة، ومبان سكنية، وعيادات، ومستشفى، فلماذا يقصفوننا؟”.
وكثّفت روسيا غاراتها الجوية على أوكرانيا يومَي الخميس والجمعة، ليسقط ما لا يقل عن 47 مدنيا في مدينة تشرنيهيف.
كما تواصل القوات الروسية حصارها للمناطق السكنية في مدن ماريوبول، وبوروديانكا، وخاركيف.
ودمّرت الغارات بنايات سكنية مرتفعة ومستشفيات في تشرنيهيف، ليضطر الناس إلى النزول للشوارع والملاجئ تحت الأرض.
وتقع تشرنيهيف على مسافة 144 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة كييف، ويقطنها نحو 300 ألف نسمة. وأظهرت صور ومقاطع فيديو، دمارا عشوائيا واسعا حلّ بالمناطق السكنية.
وتحيلنا هذه الصور والفيديوهات إلى حقبة التسعينيات والقصف الروسي لمدينة غروزني، ثم إلى ست سنوات مضت في مدينة حلب السورية.
وترزح تشرنيهيف تحت الحصار الروسي. وتحققت بي بي سي من مصداقية وهوية المتحدثين إليها من تشرنيهيف وغيرها من المدن الأوكرانية، التي تتعرض للقصف الروسي. ولدواعي أمنية بالنسبة لهؤلاء الشهود، لن نكشف عن هويتهم.
ومن تشرنيهيف، تحكي كاتيا الممرضة البالغة من العمر 22 عاما أنها كانت تستطيع سماع دويّ القصف المتواصل صباح يوم الجمعة.
تقول كاتيا: “أتحدث اليوم، لأنني لا أدري إن كنت سأعيش غدا لأحكي”.
وتضيف: “أنا وأمي وجدتي وجارتنا، كلنا نختبئ هنا في منزلنا. في هذه اللحظة يمكنني سماع دوي القصف. لقد دمروا المشافي والمدارس. لقد تعهّد الروس بألا يقتلوا المدنيين ولكنهم حنثوا بعهودهم”.
واتفقت روسيا وأوكرانيا يوم الخميس على الحاجة إلى ممرات إنسانية لتأمين نزوح المدنيين من المناطق التي تتعرض للحصار والقصف.
لكن مدنيين من سكان تشرنيهيف وماريوبول قالوا لبي بي سي يوم الجمعة إن الغارات لم تتوقف لفترة تكفي لمغادرة الناس.
ويتخوف مراقبون من لجوء الروس إلى تكثيف الهجمات الجوية على أهداف مدنية في ظل ما يلقونه من مقاومة أوكرانية عنيدة على الأرض.
وجاء قصف مدينة تشرنيهيف يوم الثلاثاء بعد تصريح أدلى به الرئيس الروسي بوتين لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن روسيا ماضية في تحقيق أهدافها العسكرية بأوكرنيا “مهما يكن من أمر”.
ولا يزال القصف العنيف متواصلا على مدينة ماريوبول التي دخلت الجمعة يومها الثالث بدون كهرباء، ولا مياه صالحة للشرب، ولا نظام صحي.
وقال سيرغي أورلوف، نائب عمدة ماريوبول، إن مجلس المدينة يحاول تدشين ممر لتأمين نزوح المدنيين.
وقال أورلوف لبي بي سي: “ما يجب عليكم أن تفهموه هو أن هذه ليست قوات تقاتل قوات أخرى. إن بوتين يستهدف وقوع دمار وأزمة إنسانية. يريد أن يرعب الأوكرانيين ويكسر إرادتهم”.
وفي خاركيف، شرقي أوكرانيا، قالت السلطات إن المدينة ظلت طوال الليل تتعرض للقصف العشوائي، والذي تحقق فيه الأمم المتحدة كجريمة حرب محتملة.
ومن مخبأ في مبنى سكني، تقول إيلينا، وهي مهندسة تبلغ من العمر 59 عاما، إن “القصف لا يتوقف. يمكننا سماع أزيز الطائرات ودويّ الانفجارات”.
وتقول ماشا، البالغة من العمر 24 عاما، إنها الآن لا تشعر بأي شيء؛ “فقط خواء”.
وتضيف لبي بي سي: “إنه اليوم الثامن للحرب، ولا يمكنني أن أشعر بأي شيء – لا خوف، ولا أي شيء على الإطلاق”.
[ad_2]
Source link