الغزو الروسي لأوكرانيا: ما معنى منطقة حظر طيران ولماذا لا يفرضها الغرب فوق أوكرانيا؟
[ad_1]
“الشعب الأوكراني يطلب بشدة من الغرب حماية سمائنا. نحن نطالب بمنطقة حظر طيران.”
كان هذا مطلبا انفعاليا من سيدة أوكرانية، واجهت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء.
وقالت الأوكرانية داريا كالينيوك: “النساء والأطفال في أوكرانيا يشعرون بخوف شديد بسبب القنابل والصواريخ، التي تُلقى عليهم من السماء”.
لكن على الرغم من الضربات الروسية، التي أصابت مناطق سكنية في أوكرانيا، وتزايد عدد القتلى المدنيين، فليس هناك ما يشير إلى أن الغرب سيطبق منطقة حظر طيران، وذلك لعدة أسباب يجب فهمها.
ما هي مناطق حظر الطيران؟
في البداية يجب فهم طبيعة منطقة حظر الطيران، وهي تشير إلى أي منطقة في المجال الجوي لدولة لا يُسمح لطائرات معينة بالتحليق فيها أو عبورها.
ويهدف إعلان منطقة حظر الطيران بصورة أساسية إلى حماية المناطق الحساسة، أو استخدامه مؤقتا لتأمين الأحداث الرياضية والتجمعات الكبيرة، وفي بريطانيا يستخدم لتأمين المقرات الملكية مثلا.
أما في السياق العسكري، تم تصميم منطقة حظر الطيران لمنع الطائرات من دخول المجال الجوي المحظور، عادة لمنع الهجمات الجوية أو عمليات المراقبة للمنطقة.
ويجب فرض منطقة حظر الطيران بالوسائل العسكرية.
ومن هذه الوسائل استخدام نظام مراقبة أو تنفيذ ضربات استباقية ضد الأنظمة الدفاعية في المنطقة، كما يمكن إسقاط الطائرات التي تدخل إلى المنطقة المحظورة أيضا.
وبناء على ما سبق فإن منطقة حظر الطيران فوق أوكرانيا تعني وجود قوة عسكرية، وتحديدا قوات الناتو، ستتولى فرضها بالقوة وسوف تشتبك مباشرة مع أي طائرات روسية يتم رصدها فوق أوكرانيا وتطلق النار عليها إذا لزم الأمر.
لماذا لا يفرض الغرب منطقة حظر طيران في أوكرانيا؟
إن اشتباك قوات الناتو مع الطائرات أو الأسلحة الروسية، ينطوي على مخاطر تصعيد سريع للموقف بينهما.
وصرح الجنرال السابق في سلاح الجو الأمريكي فيليب بريدلوف، لمجلة فورين بوليسي الأمريكية: “لا يمكنك أن تقول بسهولة (هذه منطقة حظر طيران). عليك أن تفرض منطقة حظر طيران”.
وأضاف بريدلوف، الذي شغل منصب القائد الأعلى لحلف الناتو من 2013 إلى 2016، إنه بينما يدعم الدعوات إلى فرض منطقة حظر طيران في أوكرانيا، إلا أنه قرار حساس للغاية.
وتابع الجنرال الأمريكي :”إن هذا الإجراء يرقى إلى مستوى الحرب. إذا كنا سنعلن منطقة حظر طيران، فعلينا القضاء على قدرة العدو على إطلاق النار على منطقة حظر الطيران والتأثير عليها.”
وأيد النائب البريطاني توبياس إلوود، الذي يرأس لجنة الدفاع، فكرة منطقة حظر طيران جزئي أو كلي، داعيا الناتو إلى التدخل بسبب مقتل مدنيين وجرائم حرب مزعومة.
لكن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، استبعد تورط الحلف، في فرض منطقة حظر طيران، وقال لشبكة إن بي سي يوم الاثنين: “ليس لدينا نية للتحرك نحو أوكرانيا، سواء على الأرض أو في الجو”.
ومن جانبه أوضح وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أن بريطانيا لن تساعد في فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا لأن قتال الطائرات الروسية سيؤدي إلى “حرب عبر أوروبا”.
وفي حديثه إلى برنامج توداى على إذاعة بي بي سي راديو 4، قال والاس: “لن أشعل فتيل حرب أوروبية، لكن ما سأفعله هو مساعدة أوكرانيا على القتال في كل شارع وبكل قطعة سلاح يمكننا تقديمها لهم، وسندعمهم”.
كما استبعدت الولايات المتحدة المشاركة في هذه المهمة، لأسباب مماثلة.
إن تزايد الخطر من أي تصعيد محتمل للصراع مع روسيا يسمح بوجود شبح الأسلحة النووية. وبرز هذا الخوف بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه وضع القوات النووية الروسية في حال تأهب “خاصة”.
وفسر الكثيرون تحركه هذا على أنه في المقام الأول يعد شكلا من أشكال التحذيرات العامة، لأكثر من كونه إشارة إلى نية حقيقية لاستخدام مثل هذه الأسلحة.
ولكن يتم التعامل مع أقل تلميح لحرب عالمية بأنه يمكن أن يتحول إلى حرب نووية، ويعني هذا أنه على الرغم من المشاهد الرهيبة للمدنيين الذين يتعرضون للهجوم، فإن احتمال فرض أي منطقة حظر طيران في أوكرانيا ضئيل للغاية.
هل تم استخدام مناطق حظر الطيران من قبل؟
بعد حرب الخليج الأولى في عام 1991، أقامت الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف الدولي، منطقتين لحظر الطيران فوق العراق لمنع الهجمات ضد بعض الجماعات العرقية والدينية، وتم ذلك دون دعم من الأمم المتحدة.
في عام 1992 خلال نزاع البلقان، أصدرت الأمم المتحدة قرارا يحظر الرحلات الجوية العسكرية غير المصرح بها في المجال الجوي البوسني.
كما وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على منطقة حظر طيران، كجزء من التدخل العسكري في ليبيا عام 2011.
وكان الناتو هو المسؤول عن فرض مناطق حظر الطيران في البوسنة وليبيا.
[ad_2]
Source link