الغزو الروسي لأوكرانيا: بدء أول حرب من نوعها على الإنترنت
[ad_1]
- جاين ويكفيلد
- محررة التكنولوجيا
يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا دشن جبهة جديدة لم تستخدم خلال أي حروب في العصر الحديث، هي شبكة الإنترنت.
وتستعر الهجمات الإلكترونية المتبادلة بين طرفي الصراع وسط تحذيرات من مزيد من التصعيد على هذه الجبهة المفتوحة للجميع.
لكن الحرب على الإنترنت يمكن أن تندلع بطرق أخرى كثيرة أيضا، والتي تطرح تساؤلات بشأن إمكانية تدخل شركات التكنولوجيا لحجب المحتوى الذي يتناول روسيا إضافة إلى إمكانية فرض رقابة على هذا المحتوى، مرورا بانتشار المعلومات المضللة، وكيفية مواجهة أوكرانيا للانقطاعات المتكررة في الاتصال بالإنترنت بسبب سقوط الصواريخ على أراضيها.
وأعلنت مجموعة أنونيماس للقرصنة الإلكترونية حربا إلكترونية على الحكومة الروسية.
لكن ينبغي أن نشكك في تلك المزاعم، إذ قالت تقارير إن هذه الجماعة اخترقت قنوات تلفزيونية بعد أن عرضت محتوى مؤيد لأوكرانيا.
كما كانت هناك هجمات إلكترونية ضد أوكرانيا، إذ طالت هجمات “حجب الخدمة”، وهي هجمات تعتمد على إرسال كم كبير من البيانات إلى المواقع الإلكترونية مما يتسبب في إصابتها بالتباطؤ ومن ثم تتعطل وتتوقف عن العمل. كما ظهر ما يشبه برمجيات الفدية الخبيثة مع عدم القدرة على استرداد البيانات.
وقالت شركة ميكروسوفت إن برمجيات Wiper – المدمرة المصممة لتعطيل الأجهزة – “اكتشف وجودها في العشرات من نظم المعلومات والبيانات الحكومية، ونظم خاصة بمؤسسات غير هادفة للربح، وقطاع التكنولوجيا في أوكرانيا”.
وذكر تقرير نشرته وكالة أنباء رويترز أن مسؤولين أوكرانيين زعموا أن عملية تجسس إلكتروني بيلاروسية استهدفت حسابات بريد إلكتروني خاصة بقوات أوكرانية.
وفي المملكة المتحدة، من المقرر أن يعقد وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ محادثات مع رئيسة شركة ناشونال غريد، لمرافق الكهرباء والغاز الطبيعي، باولا روسبوت رينولدز وسط مخاوف حيال تعرض نظم تشغيل الشركة لموجة من الهجمات الإلكترونية ترعاها الحكومة الروسية.
وحث المركز الوطني للأمن الإلكتروني في المملكة المتحدة المنظمات على تعزيز دفاعاتها الإلكترونية.
جاء ذلك رغم إعلان كيران مارتن، الرئيس السابق للمركز، لصحيفة الغارديان البريطانية بأن النشاط الإلكتروني “يلعب دورا متناهي الصغر في الصراع حتى الآن”.
وفي أي منطقة صراع، من الطبيعي أن تحدث انقطاعات في خدمات الإنترنت بسبب تدمير القنابل والصواريخ الشبكات والمعدات المستخدمة في تشغيل تلك الخدمات.
وأدى القتال العنيف في مدينة خاركيف إلى انقطاع الإنترنت على نطاق واسع، وفقا لمنظمة مراقبة نشاط الإنترنت نيتبلوكس. كما وصلت قدرة الاتصال بأكبر شركات الإنترنت في أوكرانيا، غيغا ترانس، مستويات دون 20 في المئة من المستويات العادية.
واستجاب الملياردير إيلون ماسك، الذي دائما ما يهب للمساعدة في أوقات الأزمات، بسرعة لمطالبات ببدء تشغيل خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في أوكرانيا عبر مشروعه ستار لينك، لكن حتى الآن لم يتحدد أين تتوافر هذه الخدمة في البلاد أو إلى أي مدى يمكن أن تساعد في التغلب على انقطاع الإنترنت.
وقالت منظمة نيتبلوكس لبي بي سي إن شبكات ستار لينك أعطت أوكرانيا “الأمل في الاتصال بالإنترنت في إطار أسوأ السيناريوهات”، لكنها أشارت إلى أن هناك نقص في عدد محطات تشغيل هذا النوع من خدمات الإنترنت.
وأضافت المنظمة أنه “لا يوجد حل سحري للبقاء متصلا بالإنترنت أثناء الأزمات”.
ودون جون سكوت رايلتون، كبار الباحثين في معمل سيتيزن لاب بجامعة تورنتو الكندية، تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها: “إذا كان بوتين يسيطر على الأجواء الأوكرانية، فإن الإشارات الصاعدة (الناتجة عن استخدام إنترنت الأقمار الصناعية، سوف تتحول إلى أجهزة إرشادية للغارات الجوية الروسية.
وقررت شركات خدمات الهاتف الجوال البريطانية، أو تو وفودافون وثري وإي إي، أن تكون المكالمات الهاتفية إلى أوكرانيا مجانية مع عدم إضافة أية تكلفة على خدمات تجوال الإنترنت لمن هم داخل أوكرانيا.
وبمجرد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، طالب مسؤولون أوكرانيون شركات التكنولوجيا، التي يعتمد عليها الكثيرون في الحصول على المعلومات ومواد الترفيه، بأن تلعب دورا فعالا في الحرب.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير التحول الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف للرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك: “نحتاج إلى دعمكم”.
وأضاف: “ربما في 2022، تكون التكنولوجيا المتقدمة هي خير رد على الدبابات وبطاريات الصواريخ المتعددة”.
كما طالب شركة ميتا بحظر الدخول على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستاغرام من روسيا.
لكن رئيس الشركة للشؤون الخارجية نيك كليج قال إن هذا سوف يحرم الناس في روسيا من “الاحتجاج وتنظيم أنفسهم ضد الحرب ويحرمهم أيضا من المصادر المستقلة للمعلومات”.
كما جاء رد كوك خاليا من أي التزامات، إذ قال إن أبل تدعم الجهود الإنسانية ولديها “مخاوف عميقة” حيال الصراع.
قالت إدارة موقع يوتيوب للتواصل الاجتماعي عبر الفيديو إنها سوف توقف العديد من القنوات الروسية على الموقع وتحد من قدرتها على الحصول على أموال عبر الإنترنت وتقلل من التوصية بها على المنصة.
وقالت شركة غوغل، الشركة الأم ليوتيوب وهي أيضا أكبر شركة لبيع الإعلانات على مستوى العالم، إنها لن تسمح لوسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة ببيع إعلاناتها باستخدام أدوات المحرك البحثي غوغل.
كما وضعت غوغل وفيسبوك قيودا على بعض الحسابات الخاصة بوسائل الإعلام المملوكة للدولة في أوكرانيا بناء على طلب الحكومة في كييف علاوة على حظر تحميل التطبيق الإلكتروني “روسيا اليوم” (Russia Today).
وأغلق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك شبكة يشغلها أِشخاص من روسيا وأوكرانيا بسبب “إذاعة أخبار غير مؤكدة”، وهي الشبكة التي كانت تتظاهر بأنها كيانات إخبارية مستقلة علاوة على خلق شخصيات وهمية عبر قنواتها.
وحذرت الشركة أيضا من وجود اختراق يحمل اسم “غوست رايتر” (Ghost Writer) يستخدم في الدخول إلى حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بالجيش الأوكراني والشخصيات العامة في أوكرانيا عبر البريد الإلكتروني لنشر معلومات مضللة.
وبدأ تنفيذ إجراءات خصوصية إضافية في أوكرانيا وروسيا بعد ظهور تقارير أشارت إلى استهداف أشخاص أبدوا احتجاجهم على الحرب، وفقا لفيسبوك.
وتضمنت الإجراءات الإضافية
- إغلاق المستخدمين حساباتهم لمنع أي شخص آخر من تحميل أو نشرها أو نشر محتواها.
- وقف خاصية رؤية قوائم أصدقاء الغير أو البحث فيها.
- إرسال إخطار لكل من هم في روسيا بكيفية تأمين حسابات إنستاغرام وتوجيههم إلى الدخول للإعدادات من أجل جعل الحساب “خاص”.
وأعلنت شركة تويتر، التي تشغل موقع التواصل الاجتماعي الذي يحمل نفس الاسم، أنها سوف تحذر من التغريدات ذات الصلة بمحتوى حسابات وسائل الإعلام الموالية لروسيا.
كما أشارت إلى أنها تتخذ خطوات من شأنها التقليل من انتشار هذا النوع من المحتوى على منصتها للتواصل الاجتماعي.
ومن الطبيعي أن يثار جدل حول الدور الكبير الذي ينبغي أن تلعبه الشركات في الحرب، البعض يرون أن هذه ضرورة أخلاقية.
وقال أليكس ستاموس، كبير مسؤولي الأمن الإلكتروني السابق لدى فيسبوك، في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “من المناسب أن تختار الشركات الأمريكية طرفا تنحاز إليه أثناء الصراعات الجيوسياسية، وهو ما ينبغي أن يكون مطلبا سهلا”.
الموقف في روسيا
فرضت الحكومة الروسية حظرا جزئيا على الدخول إلى فيسبوك وتويتر بعد صدامات مع الشركات المشغلة لتلك المنصات.
واتهمت شركة الاتصالات الروسية المملوكة للدولة روسكوماندزور موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “بانتهاك حقوق وحريات المواطنين” بعد أن رفضت شركة ميتا، المالكة لفيسبوك، وقف عمليات التحقق من صحة المعلومات والتحذير من المحتوى الذي تبثه المنظمات الروسية المملوكة للدولة.
كما أشارت نيتبلوكس إن تويتر تعرض لحجب على نطاق واسع بمعرفة شركات الاتصالات الروسية.
وقال ستيف روزنبرغ، مراسل بي بي سي نيوز في موسكو، إن الدخول إلى تويتر “يخضغ لقيود صارمة”.
وأضاف: “نشرت هذه الرسالة، لكنها استغرقت وقتا طويلا حتى حدث ذلك”.
[ad_2]
Source link